في مثل هذا اليوم:
27 تشرين الأول 2016م توفي العلامةُ المحدِّثُ الفقيه، والمحقِّقُ المعمَّر الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله تعالى …
سألتُه مرةً عن سبب توجُّهِه لعلوم الحديث ؟ فقال: سُئلتُ يومًا عن حديثٍ فبقيتُ أيامًا لا أجده، فاغتممتُ لذلك كثيرًا، ثم شددت العزمَ وتوجَّهتُ لعلوم الحديث والأثر !
تلقى الشيخُ العلومَ الشرعيةَ عندَ طلابِ المحدثِ الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني.
تفقَّه بالتاجر الفقيه الشيخ عارف الدوجي، وهو تفقَّه بالعلامة المفتي الشيخ عطا الله الكسم، وهو تفقَّه بالعلامة عبد الغني الغُنيمي الميداني، وهو تفقَّه بالعلامة ابن عابدين بأسانيده.
وكان شيخنا وفيًّا لمشايخه يذكر عنايتَهم به، وتفقُّدَ أحواله، بل رأيتُه مرةً ذكرهم فبكى !
ومرةً جلستُ معه مقابلَ ميزابِ الرحمة بالمسجد الحرام، فكنتُ أريد الاستفادةَ منه، فشعرتُ أنه لا يرغب بالكلام، بل يريد كسبَ الوقت بالذكر والدعاء !
ثم ذهبنا بعدَها مع الأخ الحبيب الأريب الأستاذ المحقِّق سلمان أبو غدة لزيارة شيخنا العلامةِ محمد سعيد الطنطاوي، فكانت جلسةً تاريخية لا تُنسى، جلُّها عن دمشقَ وعلمائِها وحاراتِها ...
كان أولُ كتابٍ حقَّقه شيخُنا هو (مسند أبي بكر الصديق) جمعُ أبي بكرٍ المروزي أوائلَ سنةِ 1390هـ، إلى أنْ وصلتْ تحقيقاته إلى نحو 300 مجلدٍ !
صبرًا يا قلبُ صبرًا، فلم يعدْ بداخلك مكانٌ للألم ...