اليوم تيمتُ .. تيتمتُ كهلا .. مات والدنا الشريف محمد فاضل الشريف بن البّوه ..نعاه إليّ – صباح اليوم – أخي عبد العزيز أبو حجاري .. فما كان لي إلا أن أقول :إنا لله وإنا إليه راجعون .. لله ما أخذ ولله ما أبقى وكل شيء عنده بمقدار ثم تبادر إلى ذهني قول الشاعرة خدْيجة بنت آدبَ .. ترثي الشيخ أحمد ولد آدبَ :
وهجم عليّ قول الجواهري :الحلم والعلم والآداب والكرم *تضمن النبض من أربابهم علممات العفاف ومات الجود أجمعه * بموت حائزه مذ حازَه السنموكما قال أوس بن حجر :خلعتُ ثوب اصطبارٍ كان يسترني * وبان كذبُ ادعائي أنني جَلِدُمنذ وعيت ونبع حنانه – رحم الله والديّ ورحمه - م ينضب..وأنا في هذه السن .. لم يزل يهدهدني بالدعوات الصالحات .. لي ولذريتي ..يهدهدني بالتحرم علي والديّ .. رحمهما الله ورحمهلمّا يزل يتعهدني بالوصايا والنصائح .. كهلا قد شاب مفرقي .. كأنني طفله الصغير !لمّا يزل يهدهدني بعباراته الحانية .. تقطر عسلا .. يهدهد بها الجميع ..إن أنس لا أنس .. حديثه – ذات لقاء – عن شيء من السيرة .. والتاريخ .. فكان يحيط الأسماء التي ترد على لسانه .. بـ"يونّك يانَ" ..خديجة بنت خويلد .. "يونّك يانَ"موسى .. "يونّك يانَ"حتى حين قال"فرعون" ..كادت تلك العبارة العذبة أن تسيل على لسانه .. قبل أن يقف في منتصفها!!!تعود لسانه على حلو الكلام .. وعلى لَيّنِ الكلام ...رحم الله والديّ ... حبيباك .. ورحمك يا أبي ..إن تسفح العين دمعها .. و .. لم يُخلق الدمع لامرئٍ عبثا ... "ف" الله أعلمُ بلوعة الحزنِوالله أعلم بلوعة ألا أحضر دفنك .. ألا أحضر وداعك .. ألا أقبل جبينك ..في ظل"كوورنا" سأهاتف .. كما يهاتف الغرباء .. !!الآن ارتحت – أبتي – من وعثاء سفرك في هذه الفانية .. وآلمها .. فبعد اليوم لا ألم .. لا أنين .. وإنما راحة في ظل رب رحيم .. تودعك سيول من دعوات من القلوب المكلومة نابعات .. بأن يتغمدك الله برحمته .. وأن ينقيك من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. وأن يغسلك بالماء والثلج والبرد .. وأن يلهمنا الصبر .. ويرزقنا الأجر .. وإنا لله وإنا إليه راجعونأشرف : محمود المختار الشنقيطي المدنيأيتها النفس أجملي جزعا * إن الذي تحذرينه قد وقعا