"أوباما"ينافس رومني في تحقير الفلسطينيين
د. فايز أبو شمالة
انتقد المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية"ميت رومني" سياسة الرئيس الأمريكي "أوباما" تجاه الشرقالأوسط، وأدعى أن منافسه "أوباما" قد ألقى بإسرائيل تحت عجلات الحافلةحين اعترف بحدود سنة 1967، أساساً للمفاوضات، بل تجاوز "رومني" حدودالأخلاق حين اعتبر التحالف الأمريكي الإسرائيلي لا يقوم على المصالح المشتركة،وإنما على القيم الروحية المشتركة، وأعلن تبنيه مواقف "نتانياهو" بشأنالمفاعل النووي الإيراني.
في المقابل؛ أدرك "أوباما" أهميةالصوت اليهودي في الانتخابات، فأطلق لنفسه العنان ونافس "رومني" فيالدعم المادي والعسكري للدولة العبرية، وأعلن أنه وقع على قانون اسمه "قانونتعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، وهو القانون الذي يضعالتكنولوجيا الأمريكية، والترسانة الحربية تحت تصرف العدوان الإسرائيلي.
من حق "رومني" أن يتودد لليهود، وأنيتذلل لتأثير صوتهم الانتخابي، وأن يعدهم في زيارته الأخيرة بكل أشكال الدعم الذيلم يحلم فيه عتاة الصهاينة، ومن حق اليهود في إسرائيل أن يتدللوا على المرشح"أوباما" وأن يطالبوه بالمزيد المزيد من القوة لدولة إسرائيل التي تعيشديمقراطية الغزالة في غابة المسلمين المتوحشين، ولكن هل من حق "سلامفياض" رئيس وزراء رام الله أن يلتقي سراً مع المرشح للرئاسة "ميترومني"؟
وهل التقاء سلام فياض مع "رومني" فيمدينة القدس المحتلة، هو إسهام فلسطيني متواضع لدعم المرشح "رومني"، حتىولو كان اللقاء يمثل اعترافاً فلسطينياً غير مباشر بأن المدينة المقدسة ستظلموحدة، وستظل عاصمة أبدية لدولة إسرائيل اليهودية؟
وإذا كان "رومني" سيوظف اللقاء فيحملته الانتخابية، فماذا ستجني السلطة الفلسطينية بشكل عام من لقاء عابر مع مرشحيدوس على مصالح الفلسطينيين بحذاء اليهود؟
وهل لقاء فياض رومني يأتي ضمن سياسية فلسطينيةمتفق عليها، أم يأتي في إطار التنافس بين القادة الفلسطينيين على مدى التنازل عنالأرض الفلسطينية احتراماً للمرشحين الأميركيين للرئاسة، ورغبة في كسب تعاطفهمالشخصي؟
ألم يعلن السيد عباس أن التوجه إلى الأممالمتحدة ليس مرهوناً بزمن، وأن خياره الوحيد الذي يعتصم بجبله العالي هو خيارالمفاوضات، ولاسيما بعد أن تلقى تهديداً أمريكياً بوقف المساعدات المالية، وبإغلاقمكاتب منظمة التحرير في واشنطن إذا أقدمت القيادة على تقديم طلب للأمم المتحدةلنيل عضوية فلسطين، ولو على مستوى مراقب؟!
حتى هذه اللحظة لم يصدر عن رئيس السلطةالفلسطينية ما يدين اللقاء في مدينة القدس المحتلة، ولم يصدر عن تنظيم حركة فتحوالقوى السياسية والوطنية ما يعيب على "سلام فياض" لقاؤه مع مرشح يحتقرالفلسطينيين في مدينة القدس.
وحتى هذه اللحظة المكشوفة من السياسة