الخارجية المصرية: المملكة
تعاملت بموضوعية مع أزمة المعتمرين
القاهرة: هاني زايد
أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن المملكة تعاملت بموضوعية مع أزمة عودة المعتمرين المصريين من مطار جدة إلى مصر.
وقال فى تصريحات له قبيل مغادرته القاهرة أمس متوجها إلى بلجراد فى بداية جولة أوروبية، إن "ما حدث فى مطار جدة للمعتمرين المصريين حدث أيضا لجنسيات أخرى، لكن علينا دراسة الموضوع، ووضع الاحتياطات اللازمة لمنع تكراره في مواسم الحج أو العمرة القادمة". وأشار كامل إلى أن "السلطات السعودية أكدت تعاونها مع مصر لتلافي حدوث مثل هذه الأمور مستقبلا، ووضع ضوابط لمواجهة أوجه القصور التي حدثت خاصة من جانب بعض شركات السياحة".
وكان وزير الطيران المدني المصري لطفي مصطفي، أوضح أن الجهات المعنية في المملكة، تعاونت بشكل كبير لإنهاء نقل المعتمرين المتكدسين في مطار جدة، لافتا إلى مساهمتها الفاعلة لإنهاء الأزمة. في حين أبلغ سفير المملكة في القاهرة أحمد قطان "الوطن" بأن لجنة مشتركة بين البلدين ستعقد أول اجتماع لها غدا لدراسة أسباب المشكلة وسبل تلافيها في المستقبل، وهي اللجنة التي تضم في عضويتها وزيري السياحة والطيران المدني المصريين، وشدد على أن المملكة "لا تقبل أن يهان أي معتمر سواء كان مصريا أو غير مصري"، ومؤكداً على ضرورة دراسة المشكلة التي حدثت ومعرفة أسباب القصور إن وجدت.
http://www.alwatan.com.sa/Politics/News_Detail.aspx?ArticleID=68031&CategoryID=1
المعتمرون المصريون والاندفاع العاطفي
كلمة الوطن
يعلم الأشقاء المصريون، قبل غيرهم، مكانتهم في قلوب السعوديين جميعهم، ويدركون ما لهم في الوجدان السعودي من حب وتقدير، وهو ما أكد عليه سفير المملكة في القاهرة أحمد القطان، في لقاء تلفزيوني، حين قال: إن للمعتمرين والحجاج المصريين مكانة خاصة في الوجدان الشعبي للسعوديين، نظرا للروابط التاريخية التي تجمع الشعبين".
هذه الحقيقة تتناقض مع استمرار الغضب الشعبي المصري من تأخر رحلات بعض المعتمرين المصريين، على الرغم من أن بيان الهيئة العامة للطيران المدني، قد أوضح الأسباب التي أدت إلى التأخر، ومنها عدم التزام بعضهم بتاريخ العودة المطابق لحجوزاتهم، وعدم التقيد بالضوابط الخاصة بوزن وحجم الأمتعة وعددها، مما تسبب في تكدسها، فضلا عن حرص بعض شركات السياحة على توفير قيمة قضاء ليلة إضافية في الفنادق، ما جعلها تنقل معتمريها إلى المطار قبل مواعيد رحلاتهم بساعات طويلة، يضاف إلى ذلك السبب الأهم، وهو ممارسة التذمر بشكل جماعي، والتدافع على مناطق تنفيذ الإجراءات، والدخول العشوائي إلى صالات المغادرة، مما أدى إلى توقف الإجراءات وتداخل الرحلات في الصالة الواحدة، وحجز عدد من الصالات، وإعاقة العاملين في بعض القطاعات العاملة بالمطار ومنها "الخطوط السعودية" عن تأدية واجبهم تجاههم بما يكفل مغادرتهم حسب مواعيد رحلاتهم، وهو ما أكده وزير الطيران المدني المصري نفسه.
وعلى الرغم من ذلك كله، فقد غادر جميع المعتمرين المصريين إلى بلادهم سالمين، بعد تجهيز غرفة عمليات مشتركة مكونة من جميع القطاعات العاملة في مطار الملك عبدالعزيز، ونفذت خطة عاجلة تهدف إلى مغادرة جميع المعتمرين الذين لم يلحقوا برحلاتهم، حتى مغادرة آخر معتمر، مما يعني عدم التواني في خدمتهم، وبجهود مضاعفة، برغم الحدث والإرباك، وهو ما أكده وزير الطيران المدني المصري لطفي مصطفى كمال قائلاً: "لقد وجدنا تعاونا كبيرا من السلطات السعودية سواء سلطات الطيران أو السفير السعودي لدى مصر".
وأمام النجاح في حل المشكلة، وبدء التخطيط لتلافي تكرارها مستقبلاً، فقد كان المؤمل انتهاء الأزمة، وإذابة أسباب التوتر، وعدم الانسياق وراء الإشاعات، إلا أن القاهرة شهدت ـ أمس ـ تجمعات أمام سفارة المملكة، تمثل قفزاً على النتائج، وخضوعاً لأسباب التأليب، بما يتنافى مع الأواصر الخاصة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
إن من المهم الآن، الخضوع لصوت العقل، بوصفه سيداً في مثل هذه المواقف، وذلك من خلال تحليل الأمور بحيادية، لا تخضع للعاطفة، ولا تندفع خلف المعلومات المبتورة، أو الإشاعات الشفاهية، ولا تحمل المسؤولية على طرف دون آخر، فالمهم هو البحث في أسباب المشكلة، لتلافي حدوثها خلال موسم الحج القادم بإذن الله.
http://www.alwatan.com.sa/Editors_Note/Default.aspx