منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وجهة نظر

العرض المتطور

  1. #1

    وجهة نظر

    رأي في التدين :
    إني أكتب وبكل احترام وتقدير للإنسان ولكل ما كرّم به الإنسان , كل إنسان , من عقل وشعور وعاطفة وإحساس ...... فأ رجو ألا يفهم أحد أني أكتب بأقل من مستوى الاحترام للإنسان وحقه في معتقداته .
    لاحظت في كل الكتابات الدينية بأنها لا تطرح الأمور إلا من زاوية واحدة , فإذا غيّر أحدهم دينه من جانب فهناك من جانب آخر من يغير دينه أيضا" , وحقيقة لا أستطيع أن أعتبره انتصارا" أو إثباتا" لأمر ما إذا غيّر أحدهم دينه من الإسلام إلى المسيحية أو بالعكس ,وأعتبر ذلك فرحا" لي لأن هذا الإنسان وجد ضالته التي يبحث عنها في نفسه , وقد يكون هناك مسلما" أو مسيحيا" لكنه لم يجد الدين في نفسه حقيقة وهذا هو ما يحزنني , وبين حزني وفرحي أتألم لنماذج التفكير التي تؤدي بنا إلى كيفية رؤية الأمور وفهمها وبالتالي ترويجها , وأرى ألا نفغل عن أماكن انتصاراتنا الحقيقية التي يحقق فيها أبناء الأمة الواحدة حضورهم في هذا العالم بواسطة الدين الحضاري الذي تحقق في اسبانيا وروما , وأدعو إلى الارتقاء و النظر إلى الدين من موقع حضاري والابتعاد عن النظرة الشخصية أو الاجتماعية الضيقة إلى الدين , ولا شك أن للناحية الشخصية والاجتماعية أهمية لكنها تأسرنا بالضيق إذا أغفلنا الجانب الحضاري الأساسي والذي لولاه لما حققت المسيحية ولا الأسلامية حضورهما الكوني . ولنتذكر أن هناك فرقا" كبيرا" بين فهم من يقرأ بعقله أو بذهنه أو بشعوره أو بإحساسه أو بنفسه .. والأفضل من يقرأ بكله , بنفسه وروحه وعقله وذهنه . وشكرا" لكم جميعا" وللأخت ريمه الخاني .
    نيقولا ديب kayan57@hotmail.com

  2. #2
    أهمية التدين وحاجة البشرية إليه







    يكتسب التدين أهميته من كونه فطرة فطر الله عباده عليها ، وركزها في نفوسهم ، فما من أحد من العالمين إلا ويجد ذلك من نفسه ،بحيث لا يستطيع العيش بدونه إلا مع حرج وضنك ، وحاجة الإنسان إلى التدين أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب . ويكتسب التدين أهميته أيضا بالنظر إلى آثاره الإيجابية، على الفرد والجماعة على حد سواء .

    وقد تضافرت الدلائل الشرعية والحسية على أن التدين فطرة فطر الله الناس عليها ، فمن أدلة الكتاب قول الحق سبحانه: { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } (الأعراف:172) قال جمع من المفسرين في معنى الآية : إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه ، وأمرهم بعبادته وأخذ عليهم الميثاق بذلك ، فهم وإن نسوا قصة أخذه إلا أن حقيقته باقية في نفوسهم ، وهي ما يعبر عنه القرآن بالفطرة ، كقوله سبحانه : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } (الروم:30) ومن أدلة السنة ما ثبت في " الصحيحين " عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل مولود يولد على الفطرة ) وفي صحيح مسلم عنعياض بن حمار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله : .. إني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا ) . ومعنى " الفطرة " في الآية وفي حديث أبي هريرة هو التوحيد ، ومعنى " الحنفاء " في حديث عياض رضي الله عنه : أي المائلين عن الشرك إلى التوحيد ، فقد اتفقت أدلة الكتاب والسنة على أن التدين جِبِلَّةٌ إنسانية خُلقت مع الإنسان ووجدت بوجوده ، إلا أن تنشئة الإنسان وتربيته - إن كانت على خلاف منهج الله وشرعه - تؤثر سلبا على جبلة التدين وتنحرف بها عن مسارها الصحيح .

    أما الشواهد الحسية على ذلك ، فنلمسها من خلال : حاجة الإنسان إلى قوانين وأخلاق تنظم حياته ، وتضبط سلوكه ، ليتميز بذلك عن سائر الحيوان، فإن الناس إما أن يعيشوا من غير دين ينظم حياتهم ، ويضبط سلوكهم، وإما أن يتخذوا لهم من يشرّع لهم دينا ، وإما أن يكونوا على الدين الحق الذي جاءهم بالبينات والهدى ، فيكونوا بذلك على وفاق مع فطرتهم التي فطروا عليها ، فتنتظم أمور حياتهم خير انتظام ، فإن اختاروا الأول عاشوا في بهيمية نكراء يأكل الضعيف منهم القوي ، وكان اختلافهم عن سائر الحيوان بالشكل والصورة فحسب ، وإن اختاروا الثاني فقد اختاروا العبودية لطائفة من البشر ، تتسلط عليهم، وتذيقهم من ظلمها سوء العذاب ، فلم يبق إلا أن يحتكموا إلى الدين الحق ليأخذوا منه شرائعهم ، ويبين لهم ما يحل لهم فيأتوه ، وما يحرم عليهم فيجتنبوه ، وهنا تكمن قمة السعادة ، ولا سعادة حقيقية للإنسان - أي إنسان - إلا باتباع الدين الذي ارتضاه الله لعباده بقوله : { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران: 19) فهو سبب فوزه وسعادته في الدنيا والآخرة ، وفي الإعراض عنه خسران الدنيا والآخرة، قال تعالى: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } (آل عمران:85).

    ومن الأمور الحسية التي تدل على أن التدين ضرورة إنسانية ، ما يحسه الإنسان في نفسه من ضعف أمام بعض مظاهر الكون ، كالرياح العاتية ، والبحار الهائجة ، والزلازل ، والبراكين ، فإن الإنسان مهما عظمت قوته ، وعظم ذكاؤه ، فإنه يبقى ضعيفا أمام هذه الظواهر التي ابتلى الله بها عباده ، فيعلم الإنسان من نفسه أن لا قدرة له على دفعها ، أو الاحتراز منها ، فمن هنا عظمت حاجة الإنسان إلى إله يلجأ إليه ويتوكل عليه . وقد دأب البشر منذ القدم على تلمس الآلهة لتحميهم من هذه الظواهر ولتدفع عنهم شرها ، فعبد قوم الشمس ظنا منهم أنها الأقوى ، وعبد آخرون القمر،كما قال تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون } (يونس:18) وقال أيضا : { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون } (النحل:73) وهكذا تنقل الإنسان بين مظاهر الطبيعة يعبد بعضها خوفا من البعض الآخر . ولعل مما يدل على هذه الحقيقة - حقيقة حاجة النفس البشرية إلى إله يحميها ويدفع الشر عنها - قوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الإسراء:67) فهؤلاء قوم مشركون ، عاينوا الأهوال والمحن ، فانكشفت عنهم شبه الضلال ، وتساقطت آلهة الزيف ، وتجلت في نفوسهم حقيقة الإله الحق ، فتقربوا إليه ، وسألوه النجاة والرحمة .

    وينضم إلى تلك الدلائل الشرعية والحسية ، في تقرير هذه القضية ما نشهده واقعاً من الحياة التعيسة التي يحياها الملحدون ، فهم وإن تنعموا بملذات الدنيا ونعيمها إلا أنهم فقدوا أغلى ما فيها وهو الإيمان بالله عز وجل ، فهم يتقلبون في ظلمات الشك وبحار التيه النفسي ، ما يدفع بالكثيرين منهم إلى التخلص من حياتهم - رغم بذخ عيشهم - وذلك بسبب ما يعيشونه من خواء روحي مرير ، يجعل من الحياة - مهما توفرت لهم فيها سبل الراحة - أمرا لا يطاق ، وصدق الله إذ يقول : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى () قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً () قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } ( طه : 124 - 126 ) .

    وبهذا يتضح لك - أخي الكريم - مدى التضافر والتآزر بين الأدلة الشرعية والنفسية والحسية على أهمية التدين في حياة الإنسان ، والأمر إذا عظم شأنه، كثرت أدلته ، وظهرت حججه ، واستعصت أن يدفعها دافع ، أو ينازع فيها منازع ، إمعانا في إقامة الحجة على العباد ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.


    hالشبكة الاسلامية

  3. #3
    الأخت فاطمة :
    كلنا اسلام لله " فمنا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالإنجيل ومنا من أسلم بالحكمة "

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيقولا ديب مشاهدة المشاركة
    الأخت فاطمة :
    كلنا اسلام لله " فمنا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالإنجيل ومنا من أسلم بالحكمة "


    لحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله

المواضيع المتشابهه

  1. وجهة نظر
    بواسطة عبد الله راتب نفاخ في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 08-20-2015, 03:21 AM
  2. وجهة نظر...
    بواسطة أ. زيناء ليلى في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-28-2015, 03:09 AM
  3. وجهة نظر
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-23-2015, 08:31 AM
  4. وجهة نظر
    بواسطة صبيحة شبر في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-11-2008, 07:16 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •