منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تربويات!

العرض المتطور

  1. #1
    ميساء حلواني
    Guest

    تربويات!

    الشهر هو وحدة البناء التربوي والمعرفي , وخير طريقة لتقسيم خطتك الكبرى إلى وحدات زمنية تشغيلية , فتُنهي كتاباً عميقا , أو تتخلص من عادة سيئة أو تتعلم مهارة جديدة ..
    الشهر هو أكثر تقسيمات الزمن التي ترفع شعورك بعمرك فاليوم سريع ينسخه قدوم يوم جديد , والسنة طويلة يُنسي بعضها بعضا ..أما الشهر فهو مُحرّك اليقضة , ولبنة البناء المتماسك ...
    حملُك كان تسعة أشهر ..تُبنى خلقا من بعد خلق في كل شهر ..فاستمر بذلك متجدداً في كل شهر ..
    دُر مع القمر ..أشرق باشراقه واكْبُر بمنازلك مع منازله ..ثم انظُر إليه حين يطْلُع وتذكر حبيبك محمد حين يقول : (هلال خير ورشد ربي وربك الله) كلاكما لربّ واحد ! زملاء في فلك العبودية , تتنافسان على الخير والرشد ..فلْترشد..شهرا فشهرا
    ولهذا كان رمضان شهرا
    والريح لسليمان غدوها شهرا ورواحها شهرا ..
    وتكفير خرق الصيام بين الزوجين يحتاج وحدتين تربويتين (شهرين متتابعين)..
    والقتل الخطأ كذلك ...(التربية بالأشهر )..
    ألفُ شهر ؛ يعني ثلاثة وثمانين عاما عمر شيخ طاعن في السن تُتوقع فيه الحكمة والحلم والرحمة وعمق التجربة ..
    ليلةٌ مع الله ضمن شهر لله يعدلُ عمراً طويلا ثمينا ً ..فكيف بعمرٍ على طريقه عز وجل !
    ليلة القدر ..هي القَدْرُ الكبير النوعي في مدة قصيرة ! عُنوان (الكفاءة والفاعلية) حين يجتمعان ..في أمة باتت لا تعرفهما !
    ليلة القدر المادة الفعالة في سواغ زمني مدته شهر ...لم تكن في آخره بل في ثناياه ..ليقول كل منا لنفسه : هل لمستُها ؟ هل تغيّر شئٌ فيّ ...أما أنا أنا ..؟ أم أن روحي لازالات شمعة خافتة فاتتها فرصة التكبير لألف شمعة!
    #بقلب_جديد اقرأها (ليلة القدر خير من ألف شهر )
    (41)

    9 يوليو 2015

  2. #2
    ميساء حلواني
    Guest

    رد: تربويات!

    قرية

    أذكر أن معلمينا في الابتدائية في القرية كانوا يتحاورون عن حصار العراق وماذا سنفعل لو حل بنا مابهم ؛ فقال أحدهم ؛ من إيش خايفين ؛ أصلا إحنا عايشين عالخاثر والشاي والبندورة ..!
    لا يوجد ترف في ذلك الريف ؛ المائدة بسيطة ؛ تطبخ العائلة في الصيف الطماطم كل يوم ؛ مع بيض ؛ أو باذنجان ؛ أو بطاطا ؛ ويُسكب كله في صحن كبير ويجتمع حوله العائلة ..الأمهات لا يشبعن ؛ والعجائز يكتفين بالخبز مع اللبن ويحمدن الله من قلوبهن عليه ؛ والشيوخ على التبغ والشاي الحلو الثقيل وشئ من الطعام اليسير ؛ بالمختصر ؛ الطعام هناك ليس قضية ؛ ويتندرون على ان أمهات المدينة يخططن للطبخة قبل يومين او ثلاثة ؛ ويهزؤون بالأطباق الكثيرة الصغيرة التي توضع على موائد المدنيين ..
    علي الذيبان جاري -الله يذكره بالخير- كان في الخدمة الإلزامية ؛ وهناك يواجه ابن الريف الذي يظن قريته مركز العالم أبناء المدن السورية الكبرى ويتعرف مندهشاً على عالم مختلف ؛ انتهى العساكر في فترة الاستراحة من سرد طبخات أمهاتهم وحنينهم لاكلات لم يسمع بها علي في حياته ؛ ثم صمت الجميع وهم ينظرون إليه فقد حان دوره في الكلام ؛ لكنه لم يتكلم ؛ فقالوا بفم واحد يالله علي خبرنا على اكلاتكم في ريف القامشلي ..فقال علي ياشباب ؛ يجي كل يوم الصبح حواج كردي اسمه الفني (زورو) تجتمع عليه الحريم ماعنده إلا البندورة والبطاطا والباذنجان ؛ تطبخه امهاتنا كله مع بعضه وتحطه بصحن كبير وكل واحد من العيلة عاد يلحق حاله ! (على ذمة اللي روى القصه عنه)
    وظل صديقي محمد اليساري يتسخط يوما كاملا بعد ان خرجنا من خطبة جمعة في أحد مساجد دمشق المخملية وكان موضوع الخطبة (الأكل) وقد ذكر المدلوءة والنابلسية والمدري شو!
    الخلاصة ؛ هناك الاكل ليس قضية .
    الآن نستلم طلبات برنامج المطبخ قبل اسبوع . رحم الله البساطة .

  3. #3
    ميساء حلواني
    Guest

    رد: تربويات!

    عندما أتيت إلى هذه البلاد كنت أحمل فكرة "نشر الإسلام عن طريق الأخلاق" .. كما فعل المسلمون الأوائل في شرق آسيا..

    لكنني تفاجأت بأن ما أعتبره أخلاقاً أحاول إظهارها (وفي كثير من الأحيان تصنّعها!) هي في الحقيقة أسلوب حياة عند الناس هنا.. فلا يجدون في ذلك أي إضافة.!

    أذكر أنني عندما كنت في أحد المطاعم وطلبت الحساب.. لاحظت أن النادل أعطاني 10 سنتات زيادة.. فقلت في نفسي هذه فرصتي لأظهر له أمانتي وأخلاقي الإسلامية الراقية.. ومن يدري لعله يُسلم من فوره! (كما في القصص الخيالية الدرامية التي نسمعها من الوعاظ "... فأسلم من فوره" !)

    أتيت إلى النادل لأبرز له أمانتي وحسن خلقي وأعطيه ال10 سنتات متوقعاً حدوث مشهد درامي يُبكي العيون.. لكنه اكتفى فقط بأن قال "Danke!" (شكراً) .. انتظرت عدة ثوانٍ لعل هناك ما يريد أن يقوله.. لعله يريد أن يسألني عن مصدر هذا الخلق الراقي.. لعله على الأقل يبدي انبهاره.. لكنه لم يفعل!

    خرجت من عنده بخيبة أمل.. وقلت في نفسي لعلني في المرة القادمة أتمكّن منه!

    وعندما أتيت في المرة التالية وطلبت الحساب كالعادة.. أتاني مبتسماً ووضع أمامي خاتم فضة وقال لي "عذراً.. لكنك نسيته على الطاولة في المرة الماضية".. وانصرف.!

    #الخاتمحقه_50يورو
    #ماشييسلمو! -__-
    #أصلننحناأحسن_منن

  4. #4
    ميساء حلواني
    Guest

    رد: تربويات!

    الشعور بالمسؤولية هو ذلك الشعور الذي يحول الصغير إلى كبير والهامشي إلى محوري، إنه فيزياء العظمة. قد لا نعرف قيمة الشعور بالمسؤولية إلا إذا استحضرنا خطورة مشاعر الفوضى والإهمال( والتطنيش)

  5. #5
    ميساء حلواني
    Guest

    رد: تربويات!

    الصبر في الإسلام لا يعني القعود انتظارا للفَرَج، إنما هو حبس النفس عن الاسترسال في الجزع، وتدريبها على المشقات.. فلن تدرك ما تحب، إلا بالصبر على ما تكره.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •