منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1

    عن تبرئة الفكر الصوفي الدخيل في قضايا الناقد الوكيل

    موضوع قرأته في إحدى المنتديات بهذا العنوان وكان كاتبه:حسام الدين رامي نقشبند
    ولفت نظري مافيه من نقاش حول السلفية وجذورها:


    تبرئة الفكر الصوفي الدخيل في قضايا الناقد الوكيل
    مقدمة:
    أكثر من ينقد التيار الصوفي، هو التيار السلفي بمجمل اتجاهاته وتبعاته، وناقدنا الفاضل في كتاب: "قضايا الصوفية" الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى هو أحد نقاد السلفية المعتدلين ..
    والسلفية عادتا هم الأثريين الحنابلة، وهم الذين أتبعوا ما كان عليه السلف أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، أو ما كان عليه أهل القرون الخيرية الثلاثة الأولى من صحابة وتابعين وتابعي التابعين ..
    وهذا الاتجاه متميز وصحيح لحد كبير، إلا أنه يفقد صفة المعاصرة بالتآلف، إذ لكل زمان دولة ورجال، لأن هذا الاتجاه على ما هو عليه يورث المغالاة بالتبديع والتخلف الاجتماعي وهذه مشكلة السلفية اليوم، إضافة إلى الوقوع بمشاكل التجسيم من الناحية العقدية لأن السلفية يأخذون بظاهر النصوص السنية والقرآنية فيما يخص قواعد العقائد الخاصة بالجناب الإلهي ..
    ولو دققنا بتوجهات السنة الشريفة لوجدنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالخلفية وليس السلفية فجعل من سنته وسنة خلفاءه الراشدين ومن بعدهم المهديين سنة واحدة، إلا أنه قيد هذا الأمر بشرطية إتباع خلفاءه وأخذ السنة منهم ..
    وفي هذا المحور ترتكز محاور القضية ..
    إلا أنه ولصعوبة إيجاد الخليفة الحق في زماننا لكثرة المدعيين فالأسلم العمل بالمنهج السلفي بالتبعية لا لتكامله المنهجي ولكن لتباينه الشرعي بالدرجة الأولى والأصولي نوعاً ما، ولأنه يعتمد على حفظ الأثر المحمدي الشريف، ولأن للتمسك بأصول السنة الشريفة، مدعاة كبيرة للنجاة ..
    نعود إلى قضايا الشيخ الوكيل مع الصوفية فنجد الشيخ رحمه الله تعالى وعد بالإنصاف والعدل بإسراف وفق تعبيره بالتعامل مع قضايا الصوفية الشائكة ..
    وسوف نتجاوز ما قاله الشيخ رحمه الله تعالى حول أصل كلمة التصوف واشتقاقاتها، لأنه أمر تكرر غير مرة ولأكثر من مرة في غير هذا الموضع ولم يعد قضية جوهرية للنقاش ..
    وحول اعتراض الشيخ الوكيل رحمه الله على مقولة: ( من لا شيخ له فشيخه الشيطان )، التي وردت في "الرسالة القشيرية" للقشيري [ص: 181]، وفي "عوارف المعارف" للسهرودي [ص: 70] ..
    نقول شرح هذه المقولة بالمقولة السلفية: ( لولا المربي ما عرفت ربي ) ..
    فالشيخ المربي الرباني يربي في قلبك معاني المعرفة الإلهية ومن ثم يحفزك على التخلق بأخلاق الربوبية حتى يصبح مريده رباني تقي فينجو بعون الله من براثن الشيطان واغواءه اللعين، فإذا ما مسه طائف من الشيطان تذكر كيده ومكره فتبصر حقيقته فأعرض عنه واستعاذ بالله منه ..
    ولا يكون ذلك إلا لمن كان له شيخ مرشد مربي ..
    أما قول الهيتمي: ( ويتعين على المريد الاستمساك بهدي الشيخ، والدخول تحت جميع أوامره ونواهيه ورسومه حتى يصير كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء )؛ ورد في "الفتاوى الحديثية" للهيتمي [ص: 57] ..
    نقول هذا الكلام صحيح إذا ما أيقن المريد بما وقر في قلبه من الحق، أن شيخه على حق، وأنه من أهل الحق، فلا يعرف الحق بالرجال إنما إذا ما عرف الحق بالفطرة الإيمانية السليمة، عرف أهل الحق، والحق المبين أجدر أن يتبع ولو بالمطلق ..
    **********


    أما عن اعتراض الشيخ الوكيل رحمه الله تعالى، على مسألة أن الذوق المعرفي الإيماني بأنه يأتي قبل الالتزام الشرع على أنه أمر خاطئ، فإنا نرد عليه بالسنة الصحيحة، والكتاب الكريم:
    عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا )؛ رواه مسلم في "صحيحة" [ج1/ص: 62/ر:34]؛ وراواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 14/ر:2623]، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ؛ ووافقه الألباني في "صحيح الترمذي" [ر:2623]،وقال: صحيح؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج1/ص: 208/ر:1778]؛ بإسناد صحيح؛ بتحقيق الأرناؤوط في "مسند أحمد" وتحقيق أحمد شاكر في "المسند" [ج3/ص: 211]؛ وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر:4309]؛ ووافقه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:3425]، وحكمه: [صحيح] ..
    فوفق ترتيب الحديث أعلاه أن أذواق المعرفة الإيمانية أو التصديق القلبي، هي معرفة الله بمعرفة معاني ربوبيته ومن ثم الرضا به رباً وفقاً لهذه المعرفة ثم يأتي الرضا بالإسلام ديناً وهو الامتثال التام لأوامر الله تعالى وهو التشريع الإلهي، لأن الإسلام هو الاستلام لأوامر الله كاملة، وبناءاً على ما تقدم تأتي المعرفة لمقام الرسالة والإقرار التام أن حاملها هو النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ..
    والدليل القرآني، قوله تعالى: { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ .......} [المائدة : 93]
    وهو تصريح إلهي صريح أن المذاق الإيماني إذا ما حصل فإنه يستدعي التقوى بالامتثال للأوامر الإلهية واجتناب النواهي أو الاستقامة على شرع الله، ثم الاستزادة من هذا الإيمان وعمل صالح العمل الذي يرضي الله عز وجل ..
    والخلاصة نقول أن الذوق الوجداني المعرفي أو الإيماني يلزم صاحبة بالاستقامة على شرع الله وأي استقامة غير مبنية على معرفة الله، هي إما استقامة صورية ضعيفة قابلة للخرق أو ظاهرية مغايرة لباطنها المعاكس ..
    يتبع إن شاء الله ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    نا العبد لله كنت متخصص بالحوار الصوفي السلفي الهجومي أكثره منه بالحوار السلفي الصوفي الدفاعي الذي أنتهجه الآن ..
    إلى أن استوقفني وأوقفني شيخي الشاذلي رحمه الله تعالى، ودعاني من العداوة إلى النصيحة، كعالم رباني، حيث قال لي: ( بني أنت عند الله مُحَاسَب ولست مُحَاسِب، إنما المُحَاسِبُ الأعظم هو الله، هؤلاء [ويعني: السلفية]، إخواننا في الدين وهم إسلام موحدين، يحاسبون على صدق نواياهم، وحسن أعمالهم مع الله كما نحن نحاسب، فإن أساؤوا الظن فينا فلنحسن نحن الظن فيهم، فعين المحسن لا ترى إلا الإحسان ... ) ..
    لذلك وعرفانا مني لشيخي المرحوم، ومن باب النصيحة لكل مسلم، أقول أنا عندما أنقد التيار السلفي فبالجرح والتعديل مع الإنصاف والتبرير ما أمكن أفعل ذلك مع مخالف لي..
    كقولي شبهة التجسيم عند التيار السلفي مع تبان تبرير سبب الشبهة، وكقولي أن مدعاة الدين إلى الخلفية وليس السلفية، مع تبيان أن الأفضل في عصرنا هو السلفية لصعوبة تحديد جهة الخلفية، وأنا العبد الله إنما أدافع عن التصوف الأصيل وليس عن المتصوفة المعاصرين أو آخر المتأخرين منهم ..
    وكل ما أخشاه إن عدت للحوار الهجومي غير مخالفة رغبة شيخي، أن آثم بشكل أو بآخر، بزعزعة ثقة بعض أتباع المنهج السلفي بمنهجهم، وهذا من باب النصيحة قبل فوات الأوان، ولأنه ليس لدي منهاج بديل أدعو إليه يمكن أن يطبق اليوم، إنما أدافع عن منهاجي الأصيل الذي يصعب فيه الكسب والتحصيل ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    الأجوبة الندية بالرد على من قال هذه هي الصوفية


    مقدمة:
    بعد أن بدأت بالرد على كتاب "قضايا الصوفية" المنسوب للشيخ السلفي الجليل عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى، وجدت كتاباً للكاتب ذاته رحمه الله، عنوانه "هذه هي الصوفية" وجده أثرى مادة وأكثر نقاداً، فوجدت أن من الأجدر الواجب الرد عليه ..
    وذلك لأن نقد الشيخ الوكيل رحمه الله تعالى، فيه أقوى وأشد، فآثرت الرد على جملة من نقاط النقد فيه علينا من قبل ناقدنا الكريم رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته، ولم أطرق إليها من قبل في بحث سابق ..
    النقطة الأولى:
    قول الناقد الوكيل في [ص: 35]: ( واسمع إليه [يعني: ابن عربي] يحكم على ربه بأنه يجب أن يوصف بما يوصف به الخلق، حتى بما فيهم من نقص وعجز وحمق وجهالة، ويحد بما يحد به كل كائن على حدة: (( فما يحد شيء إلا وهو حد الحق "والحد هو أتم أنواع التعريف، فإذا عرفت الصنم مثلا بحد ما، فهذا التعريف صادق على الرب الصوفي، لأنه هو ذلك الصنم نفسه [جملة مدرجة من الوكيل]" فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات فهو الشاهد من الشاهد، والمشهود من المشهود، فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبر له، فهو الإنسان الكبير )) ) ورد في "فصوص الحكم" لابن عربي [ص: 111 ] ..


    نقول :كتاب الفصوص كتاب مجمع عليه عند محققي الصوفية الأصوليين، أنه محرف ومدسوس فيه من قبل اليهود تخدم عقيدتهم الفاسدة، ووجه الدس في النص أعلاه في المدرج المضاف: (فهو الإنسان الكبير )؛ والسبب أن متن النص أعلاه يكتمل معناه دون هذا المدرج المدسوس، وقد يكون هذا المدرج أصل محرف فإن كان من أصل المتن فإنه يكون وفق السياق: ( فهو الإله الكبير )؛لأن الإدارة تقتضي التسيير والتصريف والتحكم بالشيء وهي صفة الألوهية، ليس لصفة الأنس فيها علاقة أو ارتباط لا من قريب أو بعيد ..
    فلفظ الإنسان فلا يصح أن ينسب للحق تعالى، بأي شكل كان سوء كان مادي أو معنوي، فإن قلنا مقصود الإنسان من يأنس الشيء، فنقول لا يصح لأن الله ليس جاهل بوجود شيء حتى يأنس وجوده ويعلم حيثياته فيتفاعل معه، والله صمد بذاته لا يحتاج إلى الأُنس،فلا يصح لله أن يكون فاعل للأُنس، إنما مُفعل له، بأن يوصف بأنه: المُؤْنِس ..
    فإن افترضنا أن هذا اللفظ من مدونات ابن عربي فهو تجسيم ظاهر لا تبرير له حتى لو صدر ممن نسميه الشيخ الأكبر، فالحق يعلو ولا يعلا عليه، إلا أننا نستبعد ذلك بالمقارنة لجملة كبيرة مخالفة لهذا التصور وافقت الحق وخالفت هذا المدلول في مكتوبات الشيخ الأكبر ..
    أما موضوع الحد الذي همز إليه الناقد بالصنمية فهو ليس حد تجسيمي تحديدي إنما هو حد خلقي بالحق بالإحاطة علماً وتدبيراً وتقديراً، لقوله تعالى: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الأنعام : 101]، أي الحد بالإحاطة العلمية، الذي يبينه قوله تعالى: { ِلِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } [الطلاق : 12]؛ وقوله عز من قائل: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } [الفرقان : 2]؛ أي حده بالتقدير محكم، ويؤكد ذلك كله قوله تعالى الجامع: { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }[آل عمران : 191]، أي أنه خلق كل شيء وحده بالحق دون أدنى باطل، فالصوفية أكثر مدلولات ألفظهم معنوية لا مادية ..


    النقطة الثانية:
    قول الناقد الوكيل في [ص: 36]: ( واسمع إليه يؤكد لك [أي: ابن عربي] أن ربه هو كل ما ترى من صور العالم: (( هي ظاهر الحق؛ إذ هو الظاهر، وهو باطنها؛ إذ هو الباطن، وهو الأول؛ إذ كان، ولا هي، وهو الآخر؛ إذ كان عينها عند ظهورها ))، ورد في "فصوص الحكم" لابن عربي [ج1/ص 112 ]؛ وتدبر تعريف ابن عربي لربه بقوله: (( هو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره، وما ثم من يراه غيره "يعني أنك إذا رأيت إنساناً، أو حجراً، فقد رأيت الرب الصوفي، بل الرائي والمرئي هما عين ذلك الرب" ))، وما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه، باطن عنه، وهو المسمى أبا سعيد الخراز "هو أحمد بن عيسى ممن تكلم في الفناء الصوفي نوفي سنة 279"، وغير ذلك من أسماء المرئيات ؛ وفق ما ورد في "فصوص الحكم" لابن عربي [ج1/ص 77 ]؛ والعارف الحق بالله عند ابن عربي هو من يرى "سريان الحق (الله) في الصور الطبيعية والعنصرية، وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق فيها، وفق ما ورد في "فصوص الحكم" لابن عربي [ج1/ص 181 ] ..


    نقول عين الشيء عند الصوفية أي أصل ومصدر وجوده التكويني والخلقي، وليس بمعنى نفسه أو ذاته، فعين الماء أي مصدر ومنبع الماء وأصل وجوده، والعالم المحدث المخلوق منعكس وجود الله ومدلول وجوده، لا أصل وجوده وكنهه، لأن العالم خلق محدث فاني، والله أصل قديم باقي على الدوام ..
    وتأويل حقيقة قول الشيخ الأكبر، ما ورد في صحيح السنة:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (.... أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ... )، رواه مسلم في "صحيحة" [ج17/ص: 37/ر:6827]، [إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط مسلم]، ورواه أبو داود في "سننه" [ج2/ص: 732/ر:5051]، بإسناد صحيح، بتحقيق الألباني في "صحيح أبي داود" [ر:5051]، ورواه الترمذي في "سننه" [ج5/ص: 440/ر:3400]، وقال:[حسن صحيح]، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" [ر:3400]، ورواه ابن ماجه في "سننه" [ج3/ص: 366/ر:3873]، بإسناد صحيح، بتحقيق الألباني في "صحيح ابن ماجه" [ر:3137]، رواه الإمام أحمد في "مسنده" [ج3/ص: 355/ر:10541]، [إسناده متصل، رجاله ثقات، رجاله رجال البخاري] وصححه الحاكم في "المستدرك" [ج1/ص: 730/ر:2002]، على شرط الشيخين؛ وصححه ابن خزيمة في "صحيحة" [ج2/ص: 267/ر:150]، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" [ج1/ص: 324/ر:1247]، بإسناد صحيح، بتحقيق الألباني في "صحيح الأدب" [ر:919]، وصححه السيوطي في " الجامع الصغير" [ر:2293]، ووافقه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:4424]، وخلاصة حكمه: [صحيح] ..




    النقطة الثالثة:
    يقول الناقد الوكيل في [ص: 37]: ( ويحكم ابن عربي على ربه، ويصفه بالعجز الذليل، والنقص المشين، والسفه والحماقة، وبأنه مناط مذمة وتحقير مهانة. فيقول: (( ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات،وأخبر بذلك عن نفسه، وبصفات النقص، وبصفات الذم؟!ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها "وكلها حق له" كما هي صفات المحدثات حق للحق )) )؛ ورد في "فصوص الحكم" لابن عربي [ج1/ص: 80] ..
    لقد خشي ابن عربي أن يتوهم فيه إنسان أنه يطلق صفات الخلق على الله سبحانه إطلاقاً مجازياً، أو يطلق صفات الله على خلقه كذلك. خشي هذا، فمحا توهم المجاز عن الأولى بقوله: "كما هي صفات المحدثات حق للحق" فلا تتوهم مجازاً ما فيما يحكم به ابن عربي على ربه، أو فيما يصفه به من ذم ونقص وعجز. ومحاه عن الأخرى بقوله: (( وكلها "أي صفات الله من ربوبية وإلهية وخالقية ورازقية، وسواها مما هو من صفات الله وحد" حق له ))، أي للمخلوق، فالخلق يوصف بصفات الله على الحقيقة لا على المجاز!! ذاك دين ابن عربي.


    نقول:
    حول القول: "وأخبر بذلك عن نفسه، وبصفات النقص، وبصفات الذم؟!" ، هذا مدرج يهودي مدسوس، لأنه موافق لعقيدة اليهود الذين نسبوا الذم والنقص لله تعالى؛ كما في قوله تعالى: { َقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم ... } [المائدة : 64] ..
    ومن ناحية أخرى نقول متسائلين إن صح هذا الخبر، فأين أخبر الله بذلك؟!؛ أي في أي نص قرآني منسوب له أو سني مرفوع عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أو حتى موقوف على صحابي أو مقطوع على تابعي أو تابع التابعي ..
    فالمدرج المضاف ظاهر الدس في أصل المتن دون أدنى شك ..
    أما ظهور صفات الحق بالخلق فهو أمر بديهي فالعالم منعكس كمال التكوين والخلق، ومنعكس جمال الربوبية وجلال الألوهية الحقه، وإلا كيف لنا أن نعرف ونقدر الخالق، لولا هذا المنعكس الدلالي المتجلي في المخلوق ..




    النقطة الرابعة:
    يقول الناقد الوكيل في [ص: 37 – 38]: ورب الصوفية في دين ابن عربي يستغرق كل نسبة عدمية، أو وجودية: (( فالعي لنفسه، هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً، وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة ))؛ ورد في "فصوص الحكم" لابن عربي [ص: 79] ..
    يكون مناط الذم من الشرع والعقل والعرف؟ لقد نعت ابن عربي ربه بكل مذمة، فلماذا لا يذمه الشرع والعقل والعرف؟! ..


    نقول:
    هذا الكلام لا ذم مطلقاً فيه، فهو وصف للإحاطة المطلقة لله بكل شيء أياً كانت جزئيته أو صفته، لقوله تعالى: { وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً } [النساء : 126] ..
    وقوله: (( وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة ))؛ نقول هذا صحيح، فمعنى لفظ الجلالة الله: هو الذي آله له كل شيء أو كل مآل، فكل شيء مرجعة للحق سبحانه، لقوله تعالى: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } [البقرة : 156]، فكل شيء أياً كان مرجعة وملكيته إلى الله .
    النقطة الخامسة:
    يقول الناقد الوكيل في [ص: 43]: ( الله سبحانه يقول: (35:15 يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد ) غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق. فقير إليهم في وجوده فقير إليهم في علمه، فقير غليهم في بقائه، فقير إليهم في طعامه وشرابه، فقير إليهم في كل شئ يهب له الظهور بعد الخلفاء، والوجود بعد العدم، ويحول بينه، وبين الفناء.
    يقول ابن عربي: (( فوجودنا وجوده، ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا، وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه ))، ويقول: (( فأنت غذاؤه بالأحكام "أي: أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله، فلولاك ما سمى ولا وصف، ولا حكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته" وهو غذاؤك بالوجود، فتعين عليه ما تعين عليك، والأمر منه إليك، ومنك إليه، غير أنك تسمي: مكلفاً، وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك، وبما أنت عليه "ولا يسمي مكلفاً"، فيحمدني، وأحمده ويعبدني وأعبده ))؛ ورد في "فصوص الحكم" لابن عربي [ج1/ص: 83] ..
    ذلك هو رب الصوفية الذي افتراه لها ابن عربي، وبه يدين أقطابها، وله يسجدون!! )
    نقول:
    الأحكام ليس ما تصوره ناقدنا الوكيل بقوله: "أي: أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله، فلولاك ما سمى ولا وصف، ولا حكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته"
    إنما الأحكام وفق العرف العام والاصطلاح الديني هي أحكام الشريعة، ومقصود الشيخ الأكبر هنا أن ما يبتغيه الله تعالى ويرضيه ولنقل مجازاً يفتقره من العبد، هو الاستقامة على أحكام الشرع وحدوده، فالوقوف على حدود الله واجتناب نواهيه غذاء لرضا الله عنك ..
    أما قول ابن عربي: (( فوجودنا وجوده، ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا، وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه )) ..
    أي مفتقر لإظهار ذاته وتمام جلاله وجماله، ذلك ووفق ما ورد بالصحيح المرفوع، أنه لو كشف سبحات نور جلال وجهة لاحترق كل شيء أي فني فناء تام وهلك وباقي وجه جلاله: { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص : 88]؛ وقول عز من قائل: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [26] وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } [الرحمن : 27] ..
    أما شعره: فيحمدني وأحمده... ويعبدني وأعبده ..
    نقول الحمد ثناء في القلب يعبر عنه باللسان ..
    فالله يحمد عبده بالثناء عليه، كما أثنا على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة في كتابه الكريم، ويقاس ذلك كل من اقتضى به صلى الله عليه وآله سلم وتأسى به وانتهج نهجه الكريم، لقوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب : 21] ..
    وأما العبادة هنا فهي على وجهين الأول: المعرفة حيث فسر حبر الأمة وتابعة مجاهد العبادة بالمعرفة: أي: يعرفني وأعرفه
    والوجه الثاني: العبودية وهي أعلا درجات المحبة: { يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [المائدة : 54]
    النقطة السادسة:
    يقول الناقد الوكيل في [ص: 47 – 50] ناقداً لحجة الإسلام الإمام الأصولي الفقيه أبو حامد الغزالي النقشبندي رحمه الله تعالى: ( ولعل ما يقلق دهشتك، ويثير ثائرتك أن يقرن بأولئك هذا الذي افترى له الصوفية أضخم لقب في التاريخ، وهو "حجة الإسلام" ليفتكوا بهذا اللقب الخادع بما بقي من ومضات النور الشاحبة في قلوب المسلمين. فاسمع إلى كاهن الصوفية "لا حجة الإسلام" يتحدث عن التوحيد ومراتبه: (( للتوحيد أربع مراتب ... والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه، كما صدق به عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام!! "تدبر وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد!!". والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة، ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار "في هذه المرتبة يقرر وحدة الفاعل، بدليل ما سيقرره بعد، وهو أنه لا يشاهد إلا فاعلاً واحداً، فيلزمه نسبة فعل المجرم إلى ذلك الفاعل الواحد". والرابعة: ألا يرى في الوجود إلا واحداً "قرر فيما سبق وحدة الفاعل ولكنه لم ينف وجود غيره، أما في هذه، فيقرر وحدة الموجود أي وحدة الوجود، يقرر أن الذوات على كثرتها هي في الحقيقة ذات واحدة" وهي مشاهدة الصديقين، وتسميه الصوفية: الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً، فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه؛ لكونه مستغرقاً بالتوحيد، كان فانياً عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والخلق ))
    ثم يحدثنا الغزالي عن مقامات الموحدين في كل مرتبة، فيصف صاحب المرتبة الرابعة من التوحيد بقوله: (( والرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث إنه كثير، بل من حيث إنه واحد، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد )). فإن قلت. كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً، يكون الكثير واحداً؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات (يكل المعرفة بأسمى مراتب التوحيد إلى علوم المكاشفات، فما تلك العلوم؟ إنها قطعاً شيء آخر غي الكتاب والسنة، إنها أساطير الصوفية التي استمدوها من "أذواقهم ومواجيدهم" ثم سجلوها في كتبهم، فكأن القرآن وسنة الرسول ليس فيهما ما يصل بالقلب إلى قدس الحق من التوحيد الخالص، فتدبر تجد الغزالي يهدف إلى صرف المسلمين عن هدي ربهم إلى خرافات الصوفية وضلالاتهم)، وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب (اقرأ بعد هذا قول الله تعالى "ما فرطنا في الكتب من شئ" وأهم شئ هو توحيد الله في ربوبيته وإلهيته، ولكن الغزالي يزعم أن حقيقة التوحيد الحق لا يجوز أن تسطر في كتاب، وهذا معناه أنها ليست في كتاب الله، وأنه لا يعرفها أحد إلا الصوفية أرباب الكشف!!) فقد قال العارفون: إفشاء سر الربوبية كفر (هذا معناه أنه هو وأمثاله من الصوفية يعرفون أسرار الربوبية، غير أنهم يضنون بها على الكتب، وأن المسلمين جميعاً لا يعرفون حقيقة التوحيد!! ومعناه مرة أخرى: أن كتاب الله ليس فيه الحق من التوحيد) ثم يضرب لنا مثلاً عن شهوة الوحدة في الكثرة بقوله: "كما أن الإنسان كثير إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد .. فكذلك كل مافي الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة فهو باعتبار من الاعتبارات واحد، وباعتبار أخر سواه كثير ومثاله الإنسان، وإن كان لا يطابق الغرض، ولكنه ينبه في الجملة على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً، ويستبين بهذا الكلام ترك الإنكار والجحود لمقام لم تبلغه، وتؤمن إيمان تصديق (بهذا الهراء يستدل الغزالي على الوحدة بين الخلق والخالق، ويحتم علينا الإيمان به!! كنا نحب أن يأتينا بآية من كتاب الله، أو أثارة من فكر صحيح وبرهان عقلي. بيد أنه لجأ إلى الخيال السقيم يشبه الوحدة بين الله وعباده بالوحدة بين الإنسان وأعضائه!!)، وإلى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج (صلب سنة 309هـ لثبوت زندقته) حيث رأى الخواص يدور في الأسفار فقال: في ماذا أنت؟ فقال: أدور في الأسفار؛ لأصحح حالتي في التوكل، فقال الحسين: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك، فأين الفناء في التوحيد؟! فكأن الخواص (هو إبراهيم بن إسماعيل أبو اسحق الخواص مات 291هـ) كان في تصحيح المقام الثالث، فطالبه بالمقام الرابع (كل النصوص التي ذكرتها من كتاب الإحياء للغزالي جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية.


    نقول:
    بالرد عن الفقرة الأولى من النقطة السادسة:
    نص القول للإمام الحجة الغزالي رحمه الله في كتابه "إحياء علوم الدين" متكلماً عن مراتب التوحيد: ( فالرتبة الأولى من التوحيد هي أن يقول الإنسان بلسانه لا إله إلا الله وقلبه غافل عنه أو منكر له كتوحيد المنافقين؛ والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه كما صدق به عموم المسلمين وهو اعتقاد العوام؛ والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار؛ والرابعة: أن لا يرى في الوجود إلا واحدا وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد لأنه من حيث لا يرى إلا واحدا فلا يرى نفسه أيضا، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقا بالتوحيد كان فانيا عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه، والخلق فالأول موحد بمجرد اللسان ويعصم ذلك صاحبه في الدنيا عن السيف والسنان )؛ ورد في "الإحياء" للغزالي [ج4/ص: 245] ..
    نعم كلام حجة الإسلام الإمام الغزالي صحيح ..
    فقد قرر الله تعالى في كتابه الكريم أن الإيمان على مراتب، وفق قوله تعالى: { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [المائدة : 93] ..
    فالإيمان الأول هو الإيمان الظني الذي تفعله استقامة الجوارح وهي التقوى الأولى، والذي يبنى به التوحيد القولي بوحدانية الله بالظن الحسن دون تحقق أو بعض من يقين، وبحسن الظن بالله يكون العمل الصالح الذي يصلح به القلب ويدخل بالإيمان الشهودي حيث يبدأ الإيمان الثاني وهو الإيمان القلبي فيعقل المؤمن مفاعيل التوحيد ومعرفة حقيقته بالشهود العلمي عندما يستقيم قلبه وهي التقوى الثانية، ثم يبدأ الإيمان الثالث، وهو الإيمان الإحساني الذي يبدأ بالقين وهو الإيمان كله، وينتهي بالشهود المطلق أو فناء الشهود أو مقام التفريد بعد تحقيق تقوى الفرقان وهي نور يقذفه الله بالقلب يفرق به بين الحق والباطل، وهذا مقام من وصفهم الله في سورة الواقعة بالسابقون السابقون؛ ووصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصحيح حديثه، بالمفردين ..
    ومشكلة الشيخ الوكيل رحمه الله تعالى، أنه لم يتعدى إيمان الظن، ولو تعداه ما جهلة وما عادى وجوده وأجحف في أهله، لأن المرء عدو ما يجهل، ولا يعرف أهل الفضل إلا أهل الفضل، فأهل الدرجات العلى كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح سنته، يراهم من هم أدنى منهم بالفضل كرؤية الكوكب الطالع أو القمر ليلة البدر في كبد السماء، وفي رواية أقل صحة يراهم من فوقهم بالفضل أيضاً ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    لا نعوت فالنعوت تثبت العجز العلمي وليس الرد العلمي، أنا لست أدافع عن الأئمة الجيلاني والجنيد لأن هؤلاء لا حاجة للدفاع عنهم، بل أدافع عمن عجز الكثير عن الدفاع عنهم، وأقر بحالهم ومكانتهم العلمية ..
    مثال ذلك ابن عربي:
    يقول الإمام الذهبي رحمه الله تعالى، في كتابه "التاريخ الكبير في حوادث 638": ( لابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير )؛ اهـ
    ويقول الإمام الذهبي ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة )؛ ورد في "سير الأعلام" للذهبي [ج14/ص: 40] ..
    قال الإمام الذهبي رحمه الله عن"ابن عربي الطائي" (23 ـ 48): (( وكان ذكياً كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد واهتم وأنجد وعمل الخلوات ، وعلِق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة، ومن أردإ تواليفه كتاب "الفصوص" فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر!!! نسأل الله العفو والنجاة . فواغوثاه بالله، وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات ))؛ ورد في "تسهيل الوصول" [ج1/ص: 104] ..
    يقول المحقق التاريخي الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية رحمه الله تعالى، حيث قال عن ابن تيمية: ( وكنت أحضر دروسه، ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفت عليها في كتاب رحمه الله تعالى وعلى الجملة فما رأيت ولا أرى مثله في اطلاعه وحافظته )؛ ورد في "الوافي في الوافيات" [ج7/ص: 15] ..


    وقد قال العلامة الصفدي في ابن عربي: ( وقفت على كتابه الذي سماه "الفتوحات المكية" لأنه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى أراد أتى بالحديث أو الأمر ونزوله على ما يريده، وهذه قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم قدره، وهو من أجل مصنفاته )؛ ورد في "الوافي في الوفيات" للصفدي [ج4/ص: 174] ..
    فالرجل وأعني ابن عربي علمه غزير وفهمه كبير، فلماذا نسقط هذا عنه لمجرد كلام قاله بحال شطح أو دس عليه، أنا العبد لله أعالج الدس وأظهره بشكل علمي مقارنة مع المعتقد اليهودي أو الماسوني إن صح الوصف ..

    حول التنزيه تفهم بشكل خاطئ إن كانت بنفي تنزيه الله عن المثلية أو التشبيه، مثال ذلك ما ورد في الصحيح:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ : ( خَلَقَ اللَّهُ آدم عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ، قَالَ: اذْهَبْ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدم، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ )، رواه الشيخان في الصحيح، البخاري [ر:5788]، ومسلم [ر:5080]، ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ر:7973]، وصححه الشيخ شاكر في "مسند أحمد" [ج13/ص: 152]، وصححه ابن حبان في "الثقات" [ر:6296]، وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر:3928]، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:3233]، وصحح متنه الأول ابن خزيمة في "التوحيد" [ص: 300/ر:43]، وقال ابن تيمية في "تلبيس الجهمية" [ج3/ص: 444]: متواتر ، وخلاصة حكمه : [متفق عليه] ..
    فإن قلنا أن الله خلق آدم على صورته بالتشبيه والمثلية، شبهنا وجسمنا بل وماثلنا، أما إن قلنا على صورة الحق الخالق بكمال خلقه نزهنا ..
    لأنه عظمة الخالق تتجلى بعظمة خلقه لخلقه وهنا لا ينزه الخالق عن المخلوق، وأغلب الظن هذا مقصود ابن عربي ..
    والحالة الثاني عند المتقدمين بالتقوى بعدم التنزيه يكون من باب التأدب التام مع الله وهذه عين التقوى، فالتنزيه يكون عن عيب أو نقص أو حتى جهل، فهم يرون الله كمال بالجلال والجمال فعن ماذا ينزهوه، فعندهم الله لا ينزه بذاته الكاملة التي لا تحد، إنما ينزه بعظمة وكمال صنعته عن التماثل مع صنعته .
    لا نعوت فالنعوت تثبت العجز العلمي وليس الرد العلمي، أنا لست أدافع عن الأئمة الجيلاني والجنيد لأن هؤلاء لا حاجة للدفاع عنهم، بل أدافع عمن عجز الكثير عن الدفاع عنهم، وأقر بحالهم ومكانتهم العلمية ..
    مثال ذلك ابن عربي:
    يقول الإمام الذهبي رحمه الله تعالى، في كتابه "التاريخ الكبير في حوادث 638": ( لابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير )؛ اهـ
    ويقول الإمام الذهبينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة )؛ ورد في "سير الأعلام" للذهبي [ج14/ص: 40] ..
    قال الإمام الذهبي رحمه الله عن"ابن عربي الطائي" (23 ـ 48): (( وكان ذكياً كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد واهتم وأنجد وعمل الخلوات ، وعلِق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة، ومن أردإ تواليفه كتاب "الفصوص" فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر!!! نسأل الله العفو والنجاة . فواغوثاه بالله، وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات ))؛ ورد في "تسهيل الوصول" [ج1/ص: 104] ..
    يقول المحقق التاريخي الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية رحمه الله تعالى، حيث قال عن ابن تيمية: ( وكنت أحضر دروسه، ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفت عليها في كتاب رحمه الله تعالى وعلى الجملة فما رأيت ولا أرى مثله في اطلاعه وحافظته )؛ ورد في "الوافي في الوافيات" [ج7/ص: 15] ..


    وقد قال العلامة الصفدي في ابن عربي: ( وقفت على كتابه الذي سماه "الفتوحات المكية" لأنه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى أراد أتى بالحديث أو الأمر ونزوله على ما يريده، وهذه قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم قدره، وهو من أجل مصنفاته )؛ ورد في "الوافي في الوفيات" للصفدي [ج4/ص: 174] ..
    فالرجل وأعني ابن عربي علمه غزير وفهمه كبير، فلماذا نسقط هذا عنه لمجرد كلام قاله بحال شطح أو دس عليه، أنا العبد لله أعالج الدس وأظهره بشكل علمي مقارنة مع المعتقد اليهودي أو الماسوني إن صح الوصف ..
    كما أرجو منكي يا أختي الفاضلة راحيل أن تحددي نقطة بعينها مع وجه الاعتراض عليها مع الاقتباس لأرد الرد المناسب ..




    حول التنزيه تفهم بشكل خاطئ إن كانت بنفي تنزيه الله عن المثلية أو التشبيه، مثال ذلك ما ورد في الصحيح:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ : ( خَلَقَ اللَّهُ آدم عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ، قَالَ: اذْهَبْ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدم، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ )، رواه الشيخان في الصحيح، البخاري [ر:5788]، ومسلم [ر:5080]، ورواه الإمام أحمد في "مسنده" [ر:7973]، وصححه الشيخ شاكر في "مسند أحمد" [ج13/ص: 152]، وصححه ابن حبان في "الثقات" [ر:6296]، وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" [ر:3928]، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" [ر:3233]، وصحح متنه الأول ابن خزيمة في "التوحيد" [ص: 300/ر:43]، وقال ابن تيمية في "تلبيس الجهمية" [ج3/ص: 444]: متواتر ، وخلاصة حكمه : [متفق عليه] ..
    فإن قلنا أن الله خلق آدم على صورته بالتشبيه والمثلية، شبهنا وجسمنا بل وماثلنا، أما إن قلنا على صورة الحق الخالق بكمال خلقه نزهنا ..
    لأنه عظمة الخالق تتجلى بعظمة خلقه لخلقه وهنا لا ينزه الخالق عن المخلوق، وأغلب الظن هذا مقصود ابن عربي ..
    والحالة الثاني عند المتقدمين بالتقوى بعدم التنزيه يكون من باب التأدب التام مع الله وهذه عين التقوى، فالتنزيه يكون عن عيب أو نقص أو حتى جهل، فهم يرون الله كمال بالجلال والجمال فعن ماذا ينزهوه، فعندهم الله لا ينزه بذاته الكاملة التي لا تحد، إنما ينزه بعظمة وكمال صنعته عن التماثل مع صنعته ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الفكر الصوفي ...
    بواسطة راما في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-02-2015, 07:27 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-24-2013, 05:30 AM
  3. الفكر الصوفي بين عبدالكريم الجيلي و كبار الصوفية
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-07-2013, 01:53 AM
  4. الوكيل في القرآن
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-10-2012, 08:41 AM
  5. الجحيم
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-24-2006, 02:11 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •