تقديس المصحف ... مرة أخرى
كتبت من قبل،كُليمة تحت عنوان ( تقديس المصحف .. زمزم .. وشيء من عجوة) .. ولكن بقي في النفس شيء ... وقد علق على الموضوع أخي الأستاذ سليمان الذويخ. قبل أن أثبت التعليق،أثبت الأسطر التي كتبتها من قبلُ وتتعلق بالمصحف وحده :
( نعلم يقينا،أن"الوفرة"تنتج دائما قدرا – يكثر أو يقل – من عدم تقدير تلك النعمة .. قد يتبادر إلى الأذهان أنني أقصد "سكب الطعام"في مرامي النفايات .. وعلى فداحة الأمر إلا أنني لم أقصده .. بل قصدت وفرة"المصحف الشريف" .. هذه الوفرة التي هي نعمة كبرى .. أوجدت – لدينا في طيبة الطيبة على الأقل : حيث مطبعة المصحف الشريف – ظاهرة "التهاون"وهذه عبارة مخففة لما نراه ..
تقرأ مصحفا – في"مسجد" – كان لتلميذ .. فتجد خطوطا و رسوما ..
أطفالا يلعبون بالمصاحف .. أمام أنظار الآباء ..
واليوم – في الحرم النبوي الشريف – مررت بمصحف وُضع على الأرض .. يبدو أن الأمر كما يضع أحدنا "عقاله"أو "غرضا"لحجز مكانه،حتى يجدد وضوءه .. أو يشرب ماء ... إلخ.
واضح أننا لا نقدر .. المصحف نفسه .. ولا نعمة توفره .. فإلى الله المشتكى.
أعود لإثبات تعليق أخي سليمان،وهذا نصه :
( أتذكر جيدا في عام 1412هـ وفي أحد مساجد حي الفيحاء بالرياض فتحت المصحف،فإذا بكتابة غريبة .. كتب فيها أحد الصيبة .."اذهب إلى صفحة كذا"
فتذهب فتجد كتابة أخرى"اقرأ ما هو مكتوب في صفحة كذا"
ويستمر .. وتابعته.
إلى أن وجدته كتب عبارات لا تليق بعد عدد كبير من الصفحات والإحالات!!
فتوقعت أن هذا من صبية حلقات التحفيظ ،فاقترحت على إمام المسجد أن لا يسلم الطلبة مصحفا بل جزء يناسب مراحل حفظهم،وهذا الجزء موجود ومطبوع بما يناسب .. ليس هذا فحسب .. بل يوضع على المصحف رقما يستلمه الطالب بالرقم الموجود كعهدة ،وأي كتابة أو عبث أو تمزيق .. تتم معاقبته بدفع مبلغ وطرده من الحلقات لو تكرر ..
قلت هذا فرحا .. ولكن الإمام مط شفتيه وقال : ما أظن تلقى أحد يقبل اقتراحك!
فسكت سليمان .. وردد : الله المستعان. )
نعم. الله المستعان.
لا يتعلق الأمر بتعليق الأخ الكريم فقط،بل وصلني تعليق آخر – لم يقرأ صاحبه ما كتبت – لأستاذ يدرس الرياضيات،حيث علق بأن المدرسة فيها خطباء،وأساتذة ... إلخ. ومع ذلك فإن الطلبة يضعون الحقائب – وبها المصاحف – إلى جوار أقدامهم .. في طابور الصباح!!
وهناك مسألة أخرى .. باعة المصاحف. أما الذين يبيعونها عند الحرم،فقد رأيتهم يضعونها على عربات .. وينادون عليها .. ولكنني رأيت سيارة،يبدو أنها لموزع مصاحف .. وقد نثر المصاحف على المقعد الأمامي .. دون عناية أو ترتيب .. وهكذا يُعامل كتاب ربنا – سبحانه وتعالى – كأية سلعة .. تنقل وتشحن .. بنفس الطريقة .. ولعل الأشياء القابلة للكسر تعامل بعناية أكبر!!
لم يبق إلا أن أشير إلى .. أو أذكر برسائل سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى الملوك .. وكيف مزق كسرى رسالته – صلى الله عليه وسلم – .. فدعا عليه أن يمزق الله ملكه ..
هذه رسالة الحبيب صلى الله عليه وسلم تستحق الاحترام .. فكيف بكلام رب محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني