منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: طفل يصرخ

العرض المتطور

  1. #1

    طفل يصرخ

    طفل يصرخالطفل يصرخ بلا انقطاع ،،صوته الذي يعلو ،، بإلحاح ،، محاولا ان يستدر عطفك ،، يذهب سدى ،،فارقتك الرحمة المعهودة بك ،، أيتها المخلوقة البائسة ،،وزايلتك الرأفة ، وودعك عطف الأمهات ، المضروب به المثل ،، لماذا يعلو صراخ طفلك المسكين ، ولماذا تقفين عاجزة ؟؟لم لا تلقمينه ثديك ؟؟ فيسكت ،، ويرتاح وينام ، ويريحك من عناء صراخه المتواصل ، وأنينه الذي يعجزك إسكاته ،،هو ككل الأطفال ، ترضعهم الأمهات ،، فيسكتون ،، ما بالك أيتها المخلوقة ؟؟ لماذا تحرمين طفلك المسكين ، من عطف الأمهات وحنانهن ،، المنقطع النظير ،، يبكي صارخا بلوعة ، تقطع كبدك ،، لم لا تستجيبين الى طلبه البسيط ؟؟،، وتلبين استغاثته الباكية ، ولكن الصراخ العالي لا يدع لك مجالا للتفكير ، وبأي شيء تفكرين ؟؟ كل الأمهات يرضعن صغارهن ، يستوي بهذا كل إناث العالم ، وأنت ساكنة ،،تعجزين عن ابسط الأمور ، وأكثرها بداهة
    ثديك يابس ،، جفت به مياه الحب ، وتركه ينبوع الحليب ،، وبقيت شجرة بلا ثمار ،،أيتها المخلوقة البلهاء ،، كيف يطاوعك قلبك الرؤوم ، ان تتركي طفلك صارخا يئن ، بلا توقف
    - أعصابك المتوترة ،، جعلت حليبك مضرا ، لطفلك الجائع المسكين
    أنت حائرة ، تعصف بك الأفكار ، تتصارع الآراء ،، تنهبك الهواجس والظنون ، تحلق بك المتاعب ، وأنت حيرى ،، عاجزة عن القيام بأي عمل ،، ينجيك من الحيرة الفتاكة ،، التي ألمت بك ، وأحاطتك من كل جانب ،،
    تتأهبين لأخذ طفلك بين ذراعيك ، ولكن التحذيرات من ان يكون حليبك مضرا به ،، تمنعك آخر لحظة
    الطفل يبكي بلوعة وألم ،، وأنت جالسة ، تحاولين ان تطعميه حليبا آخر ، ما زال طريا ،، صالحا للإرضاع
    - حليبك قد أصابه توتر روحك ،، وغليان قلبك ، فانعدمت به القدرة على الإشباع
    - طفلك المسكين يبكي ، وأنت تمسكين الرضاعة الصناعية ، علها تعينك في إشباع جوعه الدائم ، وحنينه الى قلبك المتوتر ، وتسألين نفسك دون ان تحظي بالجواب :هل يستطيع الحليب الاصطناعي ان يشبع حاجة الأطفال الى دفء الأمهات ؟؟
    - والتحذيرات ما زالت تتوالى على مسامعك
    - لا ترضعي طفلك من ثديك ،، حليبك أصابه التوتر ، تأثر بغليان دمك ، وفوران أعصابك ، فأضحى خطرا على سلامة طفلك
    الطفل يبكي ، يأبى ان يأخذ الرضاعة ،، من يديك ، يريد ثديك ،،راغبا في لحظات من الحنان يقضيها بأحضانك الدافئة ،، لماذا تتوترين ؟؟ وكم يغلي دمك وتفور أعصابك ،، ويستبد بك القلق ، وطفلك الجميل ،، بين يديك يريد ان تلقميه ثديك ،، أصابعه البضة الصغيرة ، تحيط بصدرك ، وتمسك حلمتك ، لماذا يفور دمك ؟؟ وهذا المخلوق الوديع ،، يستكين بين يديك ، طامعا في بعض قطرات ، من حليبك الدافيء اللذيذ
    - كوني هادئة ، ليشف حليبك في صدرك ، ويكون نافعا للإرضاع ، ان بقيت متوترة ، لا تسقيه من الحليب الثائر
    الطفل يبكي ،، يتوالى صراخه ، الرضاعة الصناعية ما عاد يريدها ، يطلبك أنت أمه ، لتقومي بواجبك في إشباعه ، هذا طفلك الرقيق ، اللدن ،، الضعيف ، ما زال يستنجد بك ،، راغبا ان تمنحيه لحظات من عبق دفئك
    - لااريد أطفالا ، ان تماديت في رغبتك ، ولم تتخلصي من هذا المعتوه ،، سوف أهجرك
    أنت حائرة ، كيف يمكنك ان تسكتي ثورة الغليان التي استولت على أعصابك ، وتركتك نهبا لعواطف متصارعة داخلك
    - ابتعدي عن التوتر قبل الرضاعة وأثناءها ، طفلك بحاجة الى هدوئك ، ليستمد شعوره من الحنان ، ابذلي جهدك ، ابعدي كل شيء عن فكرك ، طفلك هو الوحيد الذي يجب ان تفكري براحته
    - لااريد أطفالا حمقى أغبياء ، تخلصي من هذا الجنين ، لأبق محبا لك
    تراجعين سنين حياتك الآفلة ، وكلماته التي انطلقت كالسم تقض مضجعك:
    - تكفلي أنت بالطفل ،، أنا راحل إلى بلاد بعيدة
    الطفل يعلو صراخه ، وأنت في حيرة من أمرك ، أمور عديدة تهيج بك الأحزان ، وتراكم المخاوف ، تركك وحيدة ، وهذا الطفل الرقيق ،، ما زال يصرخ ، ضارعا ان تمنحيه صدرك الناهد الجميل
    - اتركي متاعبك ، تخلي عن الهموم والأحزان ، خذي الطفل بين ذراعيك الجميلتين ، وألقميه قطرات من حنانك
    الطفل يصرخ ،، طالبا حليبك الشهي ، وأنت تحاولين ،، لماذا تتوترين ؟؟ أ لأنه تركك ومضى ، متناسيا عواطفك ،، ورحل بعيدا
    تتنفسين بعمق طاردة ،، مخاوفك ،، لم تتوترين ؟؟ ولم يحظى من هجرك بحبك ؟؟، وهذا المسكين بض العظام ،، يئن جوعا ، أليس من واجبك ان تمنحيه حنانك ، وان تكرميه من دفئك الذي هجره الآخر لا مباليا
    - اهدئي ، تناسي أحزانك ، فكري بأمر واحد ان طفلك يريد أن تحضنيه ، لترضعيه حليبك اللذيذ
    - الطفل يبكي ، لا تفكري بمن هجرك ، ولم يفكر حتى بتقديم المبررات لرحيله ، واستهان بحبك ، وبالطفل الجميل
    - ذراعاك يحيطان بطفلك ، لم تعد صرخاته عالية ، تضعينه في حضنك ،، تمسكين صدرك الناهد ، وتضعين حلمتك في فمه ، يصمت الصراخ ، ويد رقيقة حانية تحيط بك ، لتزيل عنك الهموم ، وتبعد الأحزان ، وتصبحين قوية قادرة على النسيان
    صبيحة شبر

  2. #2
    قصة ماتعة قد تنطوي تحت نمط الخاطرة القصصية، وربما لو قلنا:صراخ طفل، كان العنوان كاثر تشويقا.
    دمت بخير أيتها المبدعة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    قصة ماتعة قد تنطوي تحت نمط الخاطرة القصصية، وربما لو قلنا:صراخ طفل، كان العنوان كاثر تشويقا.
    دمت بخير أيتها المبدعة.
    الصديقة الأديبة ريمة الخاني
    أسعدني رأيك الجميل في قصتي
    جزيل الشكر لك وخالص الود

  4. #4
    إلى الأمام أيتها المبدعة , ننتظر المزيد , لقد تشوقنا لمثل هذه القصص الواقعية المثيرة , لك أجمل التحايا .

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب الغول مشاهدة المشاركة
    إلى الأمام أيتها المبدعة , ننتظر المزيد , لقد تشوقنا لمثل هذه القصص الواقعية المثيرة , لك أجمل التحايا .
    الأخ العزيز الأديب غالب الغول
    جزيل الشكر لك وخالص التقدير لتعليقك الجميل

المواضيع المتشابهه

  1. من كتب الصحفي يسري فودة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-29-2016, 11:04 AM
  2. اليهودي يصرخ أنا لاجـىء
    بواسطة صلاح صبحية في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-18-2012, 06:32 AM
  3. قصة طفل يصرخ أثناء الصلاة....
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-07-2012, 02:12 PM
  4. يسري عبد الرؤوف الغول
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-05-2011, 03:28 AM
  5. الكاتب /يسري راغب شراب
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-22-2009, 08:27 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •