منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الهوية ومعضلة التفكيك - الكاتب / طارق فايز العجاوى

    دراسة(الهوية ومعضلة االتفكيك)
    -حقائق ووقائع-
    المفكر \ طارق فايز العجاوي
    بعض مشاريع التفكيك تتخذ فعلياً أقنعةً فكرية أكثر مما تعبر عن نفسِها لطروحاتٍ وبمواقف سياسية واضحة المعالم، ولا أدل على ذلك من دعوات الحكم الذاتي والتقسيم بحجة حقوق الأقليات من شتى الصنوف قد تأخذ حقيقة دعوات التفكيك شكل الدفاع عن المواطن وحقوقه في مجابهة الدولة العصرية ومؤسساتها وأجهزتها الطاغية المتحكمة والتي لا يحكمها ضابط، أو حتى شكل الدفاع عن الأصالة في مجابهة الحداثة على سبيل المثال تبرير التشرذم العرقي والقبلي والطائفي وحتى الاسمي في سياق معارض للأنظمة العربية كمفرز للاستعمار الغربي الحديث.
    إذاً الملاحظ أن (الترويج لسياسة التفكيك) على اعتبار أنها طرح فكري معارض للحداثة الاستعمارية ولأنظمة التجزئة وتم طرحها أيضاً على اعتبار أنها نصيرة للأقليات، وهذا هو الدهاء والكيد والخبث بعينه وعلينا أن نعي ذلك جيداً.
    المهم أن نذكر ونحن بهذا الصدد الرأي الراجح بعض بين قوى المعارضة وبين بعض الشخصيات أن الدولة المعاصرة ومن خلال سعيها الدؤوب لهدف إحكام قبضتها على المجتمع فعلياً تم اضعاف القوى والقواعد الاجتماعية المعارضة لها من خلال نزع ومصادرة صلاحيات المنطقة والطائفة وحتى القبيلة، وتم أيضاً الاستيلاء على أملاكها باسم الدولة الوطنية أو باسم الشعب بشكل عام ومارست أيضاً دور الوصاية المطلقة بصفتها دولة مركزية إلى ذلك الحد الذي يشعر به المجتمع بشكل عام بالاختناق ويمنع حقيقة ظهور أية معارضة فعلية وحقيقية فيه.
    وأصحاب هذا الرأي أو هذا الطرح يذهبون إلى أن تعزيز الدولة المركزية أدّى إلى اختلال ميزان القوى في المجتمع ين الدول العصرية والمواطن لمصلحة تلك الدولة وعليه فإن الدول المركزية تصبح حدثاً للتفكيك وكأن تفكيكها مشروعٌ لإعطاء المواطن حقوقاً مسلوبة، إذاً المستهدف هنا هو الدولة المركزية بغض النظر عن أي دولة مركزية، فمن المؤكد هنا أن مصدر الخطورة في هذا الطرح مع العلم أن أغلبية من يروجون له من المحسوبين على التيار الإسلامي والتيار القومي .
    فالملاحظ هنا إن هذا الموقف المعادي بالطلق ومن حيث المبدأ للدولة المركزية يخلق ما بين مفهوم الدولة المركزية بشكل عام من ناحية ودولة التجزئة العربية المُعَاشَة من ناحية أخرى.
    وقطعاً دولة التجزئة العربية تمثل شكلاً من أشكال مشروع التفكيك وهي بصفتها تلك تمثل تغليباً للنزعة اللامركزية على دولة الوحدة ولا تمثل دولاً مركزية.
    وأيضاً هذا الموقف يخلط ما بين الدولة المركزية المعبرة عن مصلحة الأمة من ناحية والدولة الطاغية غير المعبرة عن مصلحة الأمة والمرتبطة بقوى الهيمنة الخارجية، فهو موقف مفخخ يعارض الأولى بحجة وذريعة الثانية ولكن حقيقة شتان ما بين الاثنتين.
    ومن الجدير بالملاحظة أيضاً أن هذا الموقف يخلط ما بين الدفاع عن حقوق المواطن العربي التي تتخطاها الدولة القطرية بدون حساب وما بين مشروع تفكيك الدول العربية إلى أقاليم وطوائف وقبائل... إلى آخره، وهذا هو مكمن الخطر السام لهذا الطرح، وحقيقة علينا إدراكها والمتمثلة في أ المؤسسات الدولية من الأمم المتحدة إلى البنك الدولي إلى أنصار مشاريع الشرق أوسطية....وغيرها يروجون لمفاهيم الحكم المحلي في عالمنا العربي وهذا الترويج يأتي متلازماً مع مشروع التفكيك والدفاع عن حقوق الأقليات الحقيقة والمفتعلة والحروب الأهلية.
    وقد ترافق ذلك بالضرورة مع دخول الاقتصاد العالمي عصر العولمة وحاجة الشركات متعدي الحدود وقوى الهيمنة الخارجية،لتحطيم كافة العوائق القانونية والسياسية أمام حرية حركة رأس المال والخدمات والسلع والتأشيرات الإعلامية والثقافية وفي عالمنا العربي تحديداً تلازم مشروع التأكيد على الخاص المحلي والاسمي والطائفي والقبلي على حساب العام والقومي والوطني والحضاري مع حاجة نفس القوى لتفكيك هوية الوطن العربية والإسلامية وخلق فسيفساء من الدويلات في شرق أوسط صهيوني.
    لهذا السبب وإن لم يكن لغيره يجب أن يكون الرد بالتأكيد على القاسم المشترك القومي والوطني والحضاري وبالسمو فوق النزعات التفكيكية المحلية والاسمية والطائفية والقبلية وبمحاصرتها ودحضها واحتوائها.
    ومن جهة ثانية يثبت تاريخ وطننا العربي أن تاريخ الطوائف والعشائر هو تاريخ التخلف بينما كانت تقوم النهضة العربية على الدوام على أكتاف الدولة المركزية والحكم المركزي المعبر عن مصلحة الأمة فإن الأمة الموحدة في ظل دولة مركزية قوية سواء كانت دولة الخلافة التي يحكمها العرب.. إلخ، أو الفقر والضعف والتخلف في ظل الخراب المحلي.
    وحقيقةً الدولة المركزية هزمت فعلياً أمام قوى الهيمنة الخارجية وتفككها دوماً مقدمة لسيطرة الخاص على العام والعشيرة على الوطن والطائفة على الانتماء والجهة على الأمة وكان مؤدى هذا تاريخياً شيوع ثلاث ظواهر مترابطة بالضرورة تغذي كل منها الأخرى منذ القدم العربي والمتمثلة بالتالي:
    أ‌- التخلف.
    ب‌- التجزئة.
    ت‌- التبعية \ احتلال مباشر وغير مباشر.
    وبالجهة المقابلة كان المشروع الوحدوي الأهم في تاريخنا هو نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالدعوة النبوية) فهو نفسه مشروع التخلص من السيطرة والهيمنة الأجنبية وهو ذاته مشروع بناء الدولة المركزية الوحيدة القادرة على تأمين إطار من الاستقرار الداخلي والخارجي ومن عناصر القوة لتحقيق تنمية اقتصادية وقفزات فعلية حضارية.
    وما زالت هذه القاعدة تحكم الحياة العربية المعاصرة إذ أن (المشروع النهضوي العربي) لا يمكن أن يتحقق بدون دولة مركزية قوية توفر له عناصر القوة وتحميه –دولة قوية قادرة على التعبير لمصلحة العام على حساب الخاص- فالأمة العربية الممتدة من البحر إلى البحر والمشرفة على أطول شواطئ العالم بالمطلق وبالنسبة لمساحتها البرية والمتناثرة مراكزها الحضارية عبر عدة مناطق زمنية والواقعة ضمن جغرافيا هامة وإستراتيجية، وفي عقدة طرق التجارة العالمية –بر،بحر،جو- والمستهدفة منذ هنيبعل إلى صدام حسين إلى القيادات الميدانية للمقاومة في فلسطين لا يمكنها النهوض بدون دولة مركزية قوية.
    والثابت أنه لا حقوق للمواطنين في الأمم الضعيفة المستعبدة ولا تحرر للفرد أو للأقليات حيث يقع الوطن بمجمله تحت نير الاحتلال والهيمنة والفاقة والتخلف والفرقة... إلخ، ولا تطور للمناطق البعيدة في المراكز التي يكون ولاؤها لنفسها فقط بعيداً عن مصلحة فالدولة المركزية القوية المزدهرة والمستقرة هي الإطار الوحيدة الذي يمكن أن يتربع في ظلاله الحكم المحلي والفرد الحر.
    إذاً العصبيات الجاهلية والاسمية والطائفية والقبلية هي النقيض الموضوعي لجوهر رسالة الإسلام وللمشروع النهضوي العربي في ذات الوقت، وهي لا تمثل دفاعاً عن المواطن وجه طغيان الدولة العصرية بل تمثل إعادة إنتاج بِزيَّ معارض للحداثة الاستعمارية ولأنظمة التجزئة العربية لمشروع التفكيك –مشروع القوى المعادية للأمة- فهو فكر معارض للحداثة حقيقة ولكنه بهذا المعنى ليس معارضاً للاستعمار على اعتبار أنه يكرس خط ما بعد الحداثة القائم على تفكيك المعنى الواحد لروايته العظمى ومنه رواية الأمة الواحدة.
    قطعاً الهجوم على الهوية (الهوية العربية) يعتبر المحور الرئيس لاستراتيجي أعداء الأمة ويستند العنصر الأول في هذه الإستراتيجية على فصل عروبة الأرض عن عروبة السكان كي يصلوا -لهدفهم الأسمى- ألا وهو شطب عروبة السكان أنفسهم عن طريق تفكيك هويتهم العربية إلى أقسام مناطقية وطائفية وقبلية....إلخ.
    وهذه الصورة يكرسها المعترفون بــ(عرب إسرائيل) كقومية؛ لينكروا عروبة فلسطين، عندما يعترفون بدولة اسرائيل ويكرسها الداعون لدولة (ثنائية القومية) أو دولة لكافة مواطنيها في اسرئيل أو دولة ديمقراطية دون الإضرار على عروبة فلسطين والمفصلة الأساسية هنا هي (التضحية بالهوية الحضارية للأرض) عن دهاء وخبث أو جهل وسذاجة وهي الهوية التي كرسها (الميثاق الوطني الفلسطيني غير المعدل) عندما أعلن في بنده الأول أن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
    نهاية الجزء الأول
    أرايت اظلم او اضل من الذى ****** حبس الكنار واطلق الغربانا

  2. #2
    اهلا وسهلا دكتور من جديد في الفرسان,وينقل الموضوع لقسم الابحاث الفكرية.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الهوية واثرها فى الحضارة عموما والعربية خصوصا - المفكر / طارق فايز العجاوى
    بواسطة طارق فايز العجاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-08-2012, 09:40 PM
  2. دراسة - تاج الحضارة - ( الهوية ) - المفهوم والواقع والاشكالية - الباحث طارق فايز العجاوى
    بواسطة طارق فايز العجاوى في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-07-2012, 06:34 PM
  3. الازمات وفن صناعتها - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى
    بواسطة طارق فايز العجاوى في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-03-2012, 03:18 AM
  4. بذور فى ارض العمر بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى
    بواسطة طارق فايز العجاوى في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-03-2011, 08:12 AM
  5. بذور فى ارض العمر بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى
    بواسطة طارق فايز العجاوى في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-14-2011, 03:54 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •