وردني موضوع نسبوه إلى مرجع لغويّ تحت عنوان:
صورة مع التحية لوزارة التربية والتعليم...
ضاع عمرنا ونحن نعتقد أنّ الجمل هو البعير.
صدمت، وردّدت مع القائلين لحظات: ضاع العمر ونحن نخالف القرآن الكريم، وأخذت أستغفرالله و أتوب إليه، ثمّ أفقت إلى نفسي ، وقلت قد أخطئ ولكنّ إجماع اللغويين على القبول بمعنى للجمل إضافة للمعنى الذي اختاره القرآن الكريم – إذا أخذنا بأحد التفسيرين – ردّ إلي رشدي، ودعوت الله أن أكون على الجادّة.
قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ – الأعراف ٤٠
توزّع المفسّرون كلمة الجمل في هذه الآية بين معنيين:
- الجمل وهو الحيوان المعروف بلفظ آخر وهو البعير. وقد نصّت كتب اللغة على هذا.
ملحوظة: قد تعني كلمة بعير الحمار، ففي قوله تعالى: قالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ- يوسف ٧٢ فقد اختلف المفسرون على معنيين: الجمل والحمار.
- حبل غليظ، وهو ما رضي به كثير من المفسّرين، ومنهم صاحب(في ظلال القرآن دون أن ندخل في الخلاف على حقيقة الكتاب وفائدته والرضا بصاحبه أو السخط عليه ).
ويلحظ أن معنى الآية لا يتأثّر، فمقصودها أن المذكورين لا يدخلون الجنّة قطعا، فلا الحيوان يمكن أن يدخل سَمّ الإبرة، ولا الحبل الغليظ، وربما كان المحال أقرب إلى الحيوان،
ولكنّ الحبل الغليظ قد يلائم الصورة البلاغيّة أكثر.
استعمالات القرآن الكريم أو مصطلحاته:
قد يستعمل القرآن الكريم لفظاً معيّنا، ونفهم من السياق معنى مخصّصا من أكثر من معنى:
فكلمة المطر معروفة المعنى لغة، ولكن السياق القرآنيّ يفرّق بين المطر ويستعمله للعذاب، والغيث وهو مطر الرحمة، وهذا المعنى للغيث موافق للمعنى اللغويّ، أمّا المطر فقد اتخذه القرآن الكريم لمعنى مخصّص.
وكذلك لم ترد كلمة الجمل في القرآن الكريم بمعنى الحيوان، وإنّما استعمل الإبل أو البعير.
قد يفضّل كاتب أن يلتزم بهذه الخصائص القرآنيّة، ولكنّها ليست ملزمة لا شرعاً ولا لغة.