شكوتُ النجمَ مذْ سهرتْ عُيوني
وجَفني يومَها عافَ الرُّقادا

وظلَّتْ مُهجتي تشكو اشتياقاً
إلى وصلِ الأحبّةِ والوِدادا

وقيثاري شدا لحناً أثيراً
إلى نفسي يُثير به الفؤادا

وأيامي تُلاحقُني لِكي لا
نُفارقَ في ليالينا السُّهادا

أنادي للهوى من كان قُربي
ويقطعُ دهرُنا وصلَ المنادَى

فيزدادُ اللهيبُ بجرحِ قلبٍ
يُصارعُ في حناياه البِعادا

فتَصرعُني الليالي في ظلامٍ
إلى المجهولِ أنقادُ انقيادا

أناجي طيفَ محبوبي وحيناً
يغيبُ فلا أنالُ به المرادا

وأركضُ خلفَ طيفِ الطيَّفِ ركضًا
فأُخفِقُ لا أرى إلاّ سوادا

فأُغضي كالذليلِ وكنتُ حرّاً
أبيَّ النفسِ مِقداماً جوادا

فكيفَ أضيعُ في زمنٍ بخيلٍ
بإسعادِ الأحبَّةِ إذ تمادى

أُحاوِلُ سَلْوةً بعدَ التَّنائي
وأدعو للوصالِ هوىً مُعادا

ولكني سأبقى طولَ عُمري
أنادي للهوى من لا يُنادى



لـ : عبد العزيز سعود البابطين