بسم الله الرحمن الرحيم

هل نادي معلمين عمان يساهم في ثقافة الحوار ؟

سؤال بدأت أهتم فيه وأبحث عنه ضمن مجاله المذكور.. وعليه قد نقيس النوادي الآخرى كعينة
هامة مركزية ..نخرج منها بأدلة وحجج تفيدنا وتعرفنا نقاط القوة والضعف ...بل أن السؤال يصب
في المنحى الإجتماعي والنفسي ... ويعكس أبعاد تربوية وتعليمية وخاصة أن النادي يمثل منطقة مركزية في عاصمة الاردن عمان ويتوسط في مدينة جالبة وجاذبة لثقافات وجاليات متعددة ..
أيضاً هو من فروع ما عرف بتنمية ثقافة الحوار وتبادل الخبرات ...بوابة استقطاب بين عالم تربوي وعالم محلي يحمل ألوان نفسية وإجتماعية وطبقية قد تختلف وتتماثل في منعطفات شتى
سؤالنا نبع في داخلنا نحو أردن فتح بواباته لكل مواطن أردني وغير أردني .. فتح بواباته لكل مغترب من عربي وأعجمي .. فتح بواباته رغم شح الأمكانيات ومعاناته مع الغريب والقريب والتاريخ يعرف الكثير ....وعاصمته عمان تأصلت بحروفها من فجر الحضارات فعرفت بعمون وفيلادلفيا وتمحورت من واوها الى ألفها ... وهذا قادني باهتماماتي الاجتماعية أن أرصد وأتعامل
مع أهم صروحها وأركز عليها لإن التربية متأصلة في الكيان الإنساني وما غيرها تداعيات تترافق وتسير معها والتعليم إنتاج لهذه العملية التي تتوازن بشقيها تربية النفس والعقل ... فكانت كتاباتي
تتلاحق نحو فرعها الإجتماعي الا وهو ما يعرف بنادي المعلمين الفئة التي نستودعها أبناءنا لمدة من الزمن لا تقاس بمنسوب الجامعة إذا اعتمدنا فقط فترة البكالوريوس ...
وخاصة ان دوائر الحوار ترفدها الاماكن العامة والاندية وتداعياته تساهم في تطوير ثقافة الانفتاح وقبول الاخر ... بل ان دوائره حبال تساير النحن وليس الأنا في نسبة معينة وازمنة واماكن خاصة
..وثقافة الحوار تعكس الوعي الانساني نحو مشاعر الرحمة والتواصل وتقرب المسافات وتخلق بدائل وحلول متعددة ...وتعكس اهمية الذات الاجتماعية لكي تذيب فروق فرضتها الحياة بانواعها
المختلفة .. وهي بوابة تنيفسية وتفريغية لطاقات مختزنة تريح النفس البشرية ...وتخرجها من
قوالب الروتين الى قوالب تساهم في رفع كيمائية الدماغ وزيادة منسوب هرمون السعادة او الرضا
وربما نلاحظ ان الانسان في بعض مشاكله الضاغطة يتحدث مع نفسه كمحاور ...او مع صديق


ومن ناحية ثانية من معرفتي واقترابي من منطقة النادي ساعدتني أن ارى بذور التغيير في حركته
خلال هذه السنوات القليلة .. حيث كان صامتا وخافتا .. ولكن باستلام إدارة ساهمت في تطوير ثقافة الانفتاح والحوار وجدت أننا أمام حركة إجتماعية وتربوية تصب فيما يعرف بمجال الخدماتي
وتتوسع في سياسياتها من احتكار النادي للإعضاء الى حركة انفتاح النادي على خلايا المجتمع المحلي ...بمعنى واضح أنت في نادي يفتح ذراعيه للمعلم وغيره بطريقة تسهل التواصل الإجتماعي والنفسي .. السؤال الثاني : كيف نرى انعكاس ثقافة الانفتاح والحوار من خلال هذا النموذج التربوي والتعليمي ؟
من خلال ملاحظاتي واهتماماتي البحثية لاحظت أنه يضم جميع أطياف المجتمع صغيرها وكبيرها
وكلا الجنسين .. لاحظت أن بعض الأشخاص هم من رواده المثابرين على ارتياده .. لاحظت أن المرآة تستعيض عن استقبال ضيوفها في منزلها بمكان آخر الا وهو النادي وتشعر بالراحة أكثر
وربما السبب لا ترهق بعملية الضيافة وتستمتع مع زميلاتها بمناظر الطبيعة والجلسة بالهواء الطلق .. لاحظت الأطفال أكثر مرحا وشهية وسرورا فيكفي انهم من الطلقاء بعدما خرجوا من الشقق والحيطان .. وهذه وفق الدراسات العلمية يساهم أكثر في تطوير بناءه العقلي والنفسي والاجتماعي فالطفل كائن إجتماعي يتعلم عن طريق المتعة واللعب .. ومن هنا يجد قسما من شخصيته التي مهما كان منزله أكثر ديكورا وجمالا لا يعوضه عن البناء الاجتماعي الذي يجده
في النوادي والملاعب والأماكن العامة .. ثم أنه يفرغ طاقة قد تستنزف في قارعة الطريق بطريقة عبثية سلبية ولذا يعتبر النادي حماية نفسية وايضا جسدية ...

ثم لاحظت ان الرجل يحمل كمبيوتره الخاص ويمارس بعض من اعماله في جو مغاير للمعتاد مما يعكس إنجازا أفضل بحالات التركيز .. ويخفف من توتر الشخصية التي تزيدها بها بعض انظمة المنازل وخاصة قليلة التهوية او صغيرة الحجم ..او محاطة بالمجالات الصوتية التي تعكس التلوث الصوتي .. ولاحظت شيئا آخر ان النادي يساهم في تقليل كلفة الإنفاق في المجال الترفيهي التي نلاحظ ان المواطن الأردني يهتم بها وخاصة الطبقة الوسطى امام غلاء المعيشة ومصاريفه اليومية وهنا حدث بلا حرج ..فكان النادي عملية غير مكلفة قياسا بنوادي ترفيهية مكلفة يرتادها
أصحاب الدخل العالي وهم قلة قياسا بالطبقة الوسطى الأكثر انتشارا... بل لاحظت ان المغتربين بعضها تعرف على النادي وخدماته من المسبح والكافتيريا وقاعات تقام بها الاعراس وحفلات التخرج ...ربما البعض يستغرب هذا الاهتمام الجديد حفلات التخرج . نعم شبابنا الاكثر شريحة
قياسا بالشرائح الاخرى يمثلون بالاردن 70 بالمئة لدى بعضهم هذا المنحى تعويضا عن تأخر حفلات زفافهم وكلفة الزواج .. اهتموا بإقامة حفلاتهم التعبيرية عن امانيهم ...

السؤال الثالث هل النادي يعكس ثقافة الحوار في شرائح المجتمع المحلي والشريحة الام المعلم؟
وهنا تبرز نقاط القوة والضعف .. فالمجتمع المحلي يعتبر ان النادي حقه رغم انه لايعلم ان النادي
نفسه قدم هذه الخدمة من سياسياته وليس من باب قانونه ..فاعتبر كل شيء ملك له ..
والشريحة الام المعلم ربما اعتبر النادي بيته الثاني ..فأيهما أحق برأيه وأيهما يخدم المجتمع الاردني ككل والوطن ؟؟
أولا ثقافة الحوار تبرز اهميتها مع المختلفيين وليس مع الشريحة المتماثلة ..فالفروق هي لب
القدرة على الحوار والتقبل والانفتاح ..ولذا نجد بعض النساء في النوادي يعتقدن أنها اذا جلست على الطاولة ومالها معها وهي تطلب ما لذ وطاب الكل عليه ان يسمع وقياسا بعض الرجال ..
ونجد البعض الآخر اطفاله تعبث بالمزروعات كيفما يشاؤون .. والبعض الآخر يعكس ويستعرض قواه بطريقة عنيفة لفظية او بطريقة ناعمة بشكل لا يساهم بالتقارب والتواصل للخدمة العامة
ونعتقد اننا نحاور عندما نشاكس ونعتقد اننا نتواصل ونحن نتباعد ..
ثم ان معرفة مفهوم الانفتاح يضيق امام هذه النماذج ويتفلت من معناه التربوي الى منحى آخر.
وهنا تبرز مشكلة دائما على إدارة النادي طالما عانت منها ومن نماذجها ..وخاصة انهم يتعاملون يوميا مع تقلبات الاشخاص وبعض الامزجة ... ولذا اجريت حوارا مع السيد الاداري خلدون المزروعاي حول هذا الوضع الذي راقبته من الرواد وغيرهم .. فذكر لي أنه يلجأ لحلول كثيرة على حساب وقته وأعصابه .. ويحاول أن يقلل من آثارسلبية لتصرفات بعض الزبائن لئلا تؤثر على مصلحة الرواد المحليين ...لإن مصلحة النادي التربوية والتعليمية وخدمة المجتمع المحلي والمعلم هي المرجعية .. ثم بين لي أن بعض الرواد يقومون بالاستفزاز بطريقة
علينا معالجتها بحكمة واذا تمادى الشخص ولم يعرف ما له ما عليه فهناك بدائل تخفف من حدته
وتساهم في منظومة التربية التي نحرص على وجودها في مجتمعاتنا العربية والاردنية فنحن كما قال نحب ان ننقل التربية الصالحة كما عودنا أولادنا ونرى الجميع أولاد لنا وأمهاتهم كما أمهاتنا
الحريصات علينا وعلى التنشئة الافضل ..
وأثناء الحوار كانت مداخلة للسيدة السؤولة عن المسبح أسماء عكست الوعي والكلام السابق بل رأيت حماسها وحماس السيد خلدون لإستقطاب أكثر لرواد المجتمع المحلي والدليل سهرهم رغم خارج الدوام واصرارهم...
على المصلحة والخدمة لناديهم وهذا يعكس شخصية تريد الإنجاز .. بل استمعت الى طموحاتهم التي يتمنون ان تنجز في شهر رمضان الكريم لتساهم اكثر في التوسع على مجتمعنا وحاجاته
بطريقة تشجيعية ومناسبة لطبقة الوسطى من معلم وغيره مهما كانت بسيطة ولقد تذكرنا معا
كيف كان النادي بمرحلة قديمة لا يعرفه الا القليل ولكن عندما وجد أشخاص كأمثال من ذكرت بدأت
الإنجازات وخاصة في شهر رمضان الكريم ومناسبات المونديال والمناسبات الاجتماعية الاخرى
وأخيرا تجربتي الاجتماعية مع نادي المعلمين تبرر بحثنا اين نحن من ثقافة الانفتاح والحوار
وهل مجتمعنا المحلي يعي دوره مع التعامل مع هذا الفرع من صروح العلم .. وهل مجتمعنا المحلي
فقط يعتقد ان الطاولة والاطعمة في النادي تكفي وتزيد من تواصله ام هو مسؤول امام طاولته ومسؤوله بحسه الوطني والتربوي ليتقارب ام يتباعد مع جزءا من شخصيته الترفيهية ..
وهل مجتمعنا المحلي يقدر إنجازات من ساهم بفتح بواباته وخاصة في شهر رمضان التي
تعتبر مناسباته قسما منها هذا الجزء والحاجة للخروج من نظام الحائط والشقق الى نظام اكثر
اتساعا وتواصلا وخاصة مع قلة الاحتكاك التي فرضتها الثقافة في انظمة البناية الواحدة
وهل مجتمعنا المحلي يعي أننا عندما تنواصل في الأماكن العامة علينا ان اكثر مسؤولية
وأقل مشاكسة واستقلل للإنا التي تذوب أمام ثقافة نحن وهم في بعض الاماكن..ومنها النوادي
وهل مجتمعنا المحلي يتعامل بالأنا ويذيب هم ونحن معتقدأ ان الأنا بصمتها ثابتة..
هذه الأسئلة أطرحها عليهم وعلى نفسي لنساهم في إنهاض وزرع بذور المواطنة الصالحة
والإنتماء الجميل لكون واسع ربما لم نراه لإن مادية الحياة لديها تقصير وقلة وعي بأن الكترون ذراتها يحتاج الى مدارات التوسع لترتفع ذبذبات النفس وتخفف من التثاقل المادي الجاذب
ربما عندما اتحدث عن النادي يرى البعض مساحة وجدران وأثاث ولكني أرى قسما من البشر
أرغب أن يعرفوا أن الحياة هبة من الله تستحق ان نعيشها وكل نعمه جميلة وعظيمة ..
وأرى ان الجانب الترفيهي حاجة إنسانية وتربوية ضمن حدود المسؤولية تصبح تعبيرا عن معاني الجمال ..مهما كانت الإمكانيات بسيطة .. ولكنها بأيدنا وبأنفسنا نسعد ونعيش ونشكر نعم الله علينا
وإلا نبقى في دوائر التذمر والتنمر والتضييق في أنا لا تعرف أنها تعيش بين نغمة نحن وأنا
وانت وهم وهو وهي ...
وأخيرا اقدم شكري الخاص لنادي معلمين عمان والهيئة الادارية واصحاب الاستثمار المرافق
للكافتيريا وقاعات المناسبات ولكل شخص تواصل معي من معلم او من الرواد المحليين..
لإني اعتبر ما ذكر هو إنجاز جماعي هم ساهموا به وبقلمي لكي اكتب هذا البحث الصغير عن ثقافة
هامة وعصرية وخاصة ان الاردن يتمركز نحو حركة السياحة والحركة الخدماتية ويهتم بطموح الشبا ب ويواكب حركة المرآة ...وان الاردن عرف بنسبة عالية من الشرائح المتعلمة وما يصاحبها من الإنتاجية التعليمية ...وان الاردن شعبه في اماكن الاستقبال كالمطارات والموانيء
والنوادي الاجتماعية أول شعور ينتابك ويدخل في حسك الشهامة والحرص على الحصول على شعور الإطمئنان وهذا الكلام سمعته من المغتربين خاصة ومن العائدين الى بلادهم في زيارات قصيرة وسمعته من بعض نساء النادي القادمات لزيارة الأهل ..

الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة
من ليالي شهر رمضان الكريم وشهر النور .... من نادي معلمين عمان