فخري البرغوثي... حكاية فارس لم يذل له جبين

الأسير فخري البرغوثي حكاية بدأت قبل اثني وثلاثون عاما ولم تنتهي بعد ... معاناة لا حد لها وألم يزداد مع كل يوم وجرح في القلب غائر .. وغصة مع الأيام تكبر ومع كل هذا ، يزداد قوة فوق قوته وصلابة إلى صلابته ...

يزرع في الجالسين حوله الأمل .. يوزع الابتسامات عليهم ويرفع المعنويات .. انه حكاية فارس قلما يجود الزمان بمثله ..
اعتقل في 23/6/1978 قبل اثني وثلاثون عاما في التمام والكمال كان عمره حينها 24 عاما والتهمة هي حب فلسطين والحكم مدى الحياة. .
لم يتوقع في ذلك الوقت أن يمضى عمره داخل السجون لا هو ولا والديه ولا اعمامه الذين ودعهم من دون أن يلقى عليهم تحية الوداع ماتوا وهو رهين زنزانة وسجان وسوط وكرباج ..
كان يقول دوماً أنا ابن ثورة ما تعودت أن تتخلى يوماً عن أبنائها أو أن تتنكر لجهادهم ونضالهم .. أنا ابن ثورة عظيمة .. أنا ابن فلسطين ، أو تنسى الأم أولادها أوَ تتخلى عنهم ؟ .
ومضت الأيام ومرت السنون وحفرت تضاريس الدهر صورة المعاناة والألم على وجه الفارس الصنديد وبانت الخطوط العريضة التي خلفتها الأيام على جبين البطل وبين كل سطر وسطر حكاية عاشق للحرية منتظر للفرج مستعينا بالله ..
اثني وثلاثون عاما قد مضت بالتمام والكمال وفخري لم تنحني هامته ولم يذل له جبين ، ولم تستطع سنوات سجنه الطوال التي مضت من أن توهن عزيمته أو تقتل إرادته ..
هي سنوات قد مضت ولم ينزع ملابس السجن عن جسده ولم يفرط بحقوقه التي كفلتها له القوانين والأعراف .. صاحب مدرسة خاصة لا منتسب لها على طول السجون وعرضها إلا هو .. فلسفته تقول إنا في قيدهم وبسجنهم لي حقوق.
هي سنوات تمر وتراه حالما بفجر الحرية ، ويقول بأنه قادم اني اراه ، رغم انوفهم ، وساعود من جديد لاجلس على عتبات بيتي التي غيرها الزمن ، والسجن لن تقفل ابوابه ، واني لارى نفسي سائرا في طرقات البلده التي تغيرت ، واشهد لنفسي باني كبرت .
فلسطين الآن
--