منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

العرض المتطور

  1. #1

    أحفظوها من الضياع/بقلم : عبدالجبار طُبَل

    أحفظوها من الضياع
    بقلم : عبدالجبار طُبَل





    رغم مانعرفه عن الشعر العربي في الأندلس وما قدمه لنا التاريخ الأدبي من نتاجات لأعلام الشعر في تلك الحقبة إلا أنه مازال هناك العديد من فحول الشعر الأندلسي مجهولين لدينا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ( ابن شخيص الأندلسي)فمن هو هذا الشاعر ؟ وما هي أهم سماته الشعرية ؟
    ونظرا لمكانته الشعرية وخصاله الأدبية أردت أن أعرف القارئ به معتمدا على دراسة صدرت في كتاب للكاتب أحمد عبد القادر صلاحية عن دار ابن القيم ودار الشراع بدمشق.
    وفيه يعرفنا الكاتب على أحد أهم هؤلاء الفحول الذين كاد يغيبهم إهمال المؤرخين للتاريخ الأدبي العربي تجاوزهم عن تناول هذه الأسماء في كتاباتهم , يقول د. صلاحية :
    ابن شخيص الأندلسي هو أحد أهم المجهولين من شعراء القرن الرابع الهجري في الأندلس واسمه محمد بن مطرف ابن شخيص ويوصف بأنه أحد فحول شعراء ذلك الزمان وأعيانهم ومقدميهم .
    وقد قام المؤلف بجمع شعره وقدم له ضمن مشروع للتعريف ببعض فحول شعراء الأندلس غير المعروفين للعامة والخاصة أحيانا...... وفي كتابه هذا يسلط الضوء على ابن شخيص مستخلصا أهم سماته مما وصل من شعره إلينا وقام بتخريج القصائد مرتبة على حروف الهجاء والحركات الإعرابية معلقا عليها تارة ومتوسعا في شرحها تارة أخرى وناقلا بين ذلك اختلاف الروايات وأهم الشروحات من المصادر المحققة التي أوردت شعر ابن شخيص مضيفا إليها بعضا من شروحه هو .
    فمن خلال ما نجا من قبضة الضياع توصل المؤلف إلى تحديد السمات العامة لشعر ابن شخيص فوجدها تتلخص بالآتي:
    أولا- تنوع الأغراض : حيث تتعدد الموضوعات وتتقلب بين جد وهزل.
    ثانيا- تبدو شخصية الشاعر واضحة في هزله , شاحبة غائبة في مديحه.
    ثالثا- تبرز الملامح الشرقية واضحة في مدائحه مثلما يبدو تأثره الكبير بأشعار جرير والفرزدق والمتنبي.

    ولعل قلة الأشعار التي نقلها المؤلف عن هذا الشاعر تدفعنا لدعوة الباحثين في التاريخ الأدبي والمحققين لكنوزه التراثية للبحث عن أمثال هذا الشاعر الفحل سواء أكان ذلك في العصر الأندلسي أم قبله من العصور التي ازدهر فيها التجديد الفني للقصيدة العمودية على يد عدد كبير من فحول الشعر الذين لايقلون أهمية عن أولئك الأعلام التي مازلنا نستلهم من قصائدهم الحكمة والجمال ونستمتع بعذوبة مضامينها ورقة معانيها أمثال المتنبي والبحتري وأبي نواس .
    ولعل من الضروري والضروري جدا الإشارة إلى أهمية الفهارس التي تحفظ لنا بعضا من أسماء الشعراء الذين هم بحاجة إلى من يبحث وينقب عن نتاجاتهم في طيات المخطوطات التاريخية والأدبية مثل فهرس الأعلام والقبائل وفهرس الأماكن وفهرس القوافي والأغراض الشعرية التي ضمها كتاب الدكتور صلاحية .
    وما ينطبق على الشعر ينطبق على جميع الفنون والأجناس الأدبية العربية القديمة .
    وما نأمله أن تجد دعوتنا هذه صدى ايجابيا لدى الباحثين والمحققين في مخطوطات التاريخ الأدبي العربي.




    *******************
    ردي:
    حقيقة اشكرك حزيل الشكر لمبادرتك ودعوتك املهمة جدا ولااظن ان الشاعر المذكور هو الوحيد المجهول فهناك من ينبش الشعراء ورائهم وقل من يقرا لهم او يدري بهم مثل ابن مقبل صريع الغواني وهكذا ....
    بمعنى كفانا نتغنى بمن اخذوا حقهم من الشهرة رغم استحقاقهم ولنبحث بصدق عمن اثرى مكتبة الشعر دون صوت
    لك ودي واحترامي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    هذا ماوجدته عن الشاعر الاندلسي:
    http://awu-dam.org/trath/52/turath52-007.htm

    ابن شخيص الأندلسي حياته وشعره ـــ أحمد عبد القادر صلاحية
    في الأندلس ذات الطبيعة الخلابة خمائل شعرية باسقة وارفة، حرمنا جناها اللذيذ وظلالها الرائعة ونسينا حين طال العهد بيننا –فيما نسينا- أسماء أشجارها ولم يَبْقَ في أبصارنا سوى أطلال نرى منها صوى وعلامات من وراء زجاج، ولم يَبْقَ في خيالنا سوى أطياف تبحث عن عشاق. آية ذلك: أن ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس وذكر رجالها قال: "ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن محمد بن دراج القسطلي لما تأخر عن شأو بشار بن برد وحبيب والمتنبي فكيف ولنا معه جعفر بن عثمان الحاجب وأحمد بن عبد الملك بن مروان وأغلب بن شعيب ومحمد بن مطرف بن شخيص وأحمد بن فرج وعبد الملك بن سعيد المرادي وكل هؤلاء فحل يهاب جانبه وحصان ممسوح الغُرة"(1) وليس لأي من هؤلاء الفحول من الشعراء الذين يفاخر ابن حزم بهم ويوازنهم بكبار الشعراء المشارقة- مجموع شعري يضم ما تناثر من أشعاره وتفرق من أخباره- خلال ابن دراج- بل لا نجد لهم حيزاً كبيراً في بحوث الدارسين المتخصصين للأدب الأندلسي بل إن أكثرهم مجهول تماماً لدى خاصة الناس وعامتهم.
    وهذا ما جعلني أسعى في جمع أشعارهم أو ما وصل إلينا منها من قصائد ومقطعات، وها أنذا قد شرعت في جمع شعر ابن شخيص الأندلسي وفي تعريف موجز بهذا الشاعر الفحل من فحول شعراء القرن الرابع الهجري في الأندلس وأعيانهم ومقدميهم.
    *اسمه ونسبه:
    هو "محمد بن مطرف بن شخيص"(2) لم تذكر المصادر له نسباً بعد جده شخيص بل على العكس بعضها يقتصر على القول "محمد بن شخيص"(3) كما ذكره ابن عذاري المراكشي بابن شخيص وبمحمد بن شخيص(4) وذكره صاحب كتاب التشبيهات بالأشكال الثلاثة السابقة(5). أما كنيته فهي "أبو عبد الله"(6).
    *ملامح من حياته:
    تضن المصادر بأغلب أحداث حياته وأخبار أسرته لذلك سأحاول أن أرسم الخطوط الرئيسة لحياته مما جمعت من شعره ولممت من شعث ترجماته المختصرة اليسيرة.
    أول ما يمكن ذكره هو أنه رجل عاش القسم الأكبر من حياته في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري بدليل أن أول ذكر له كان في البيان المغرب(7) مرتبطاً بإجراء الماء إلى سقايات الجامع وحوضي الوضوء في يوم الجمعة لعشر خلون لصفر من سنة 356هـ. وورد أيضاً في المقتبس في سنة ستين وثلاثمئة لدى ابن حيان(8)، وأنه توفي قبيل الأربعمئة. ومما يستنتج من قراءة أخباره أنه كان من ساكني قرطبة فقد كان قريباً من الخلفاء الأمويين في الأندلس القاطنين قرطبة، يمدحهم ويهنئهم وينادمهم، ولعله قرطبي "من أهل قرطبة" كما ذكر د.عمر فروخ (9).
    وقد أشار ابن سعيد إلى أسرته إشارة يسيرة عابرة فنقل عن المسهب للحجاري أنه "أحد مَن له البيت الرفيع والنظم البديع"(10) وتشي الفقرة الأولى بأن أسرته كانت ذات فضل ومجد، وتفصح الثانية عن جمال شعره وروعته. ويتابع الحجاري تعريفه به فيقول "وممن يحضر مجلس المظفر بن أبي عامر وماشاه يوماً في بستان فنظر إلى ورد مقابل آس (ورغب) أن يقول في ذلك فقال:
    أراد الورد بالآس انتقاصاً

    فقال له: نقيصَتُك الملال
    فقال الورد: لست أزور إلا

    على شوق كما زار الخيال
    وأنت تُديم تثقيلاً طويلاً

    تدوم به كما رست الجبال
    فتسْأمُك العيون لذاك بُغضاً

    وترقُبني كما رُقِب الهلال (11)
    وهنا أذكر أن العلامة البارزة في حياته هي أنه كان شاعر بلاط أو بلاطات فقد اتصل بالخليفة الحكم المستنصر بالله ومدحه بقصائد كثيرة خلَّد فيها مآثره ومحاسن أعماله كبنائه الجوامع وإجراء الماء إليها فقد ذكر ابن عذاري المراكشي أن الحكم المستنصر جلب الماء العذب "من عين بجبل قرطبة، خرق له الأرض، وأجراه في قناة من حجر متقنة البناء، محكمة الهندسة، أودع جوفها أنابيب الرصاص لتحفظه من كل دنس. وابتدئ جري الماء من يوم الجمعة لعشر خلون لصفر من السنة؛ وفي جري الماء إلى قرطبة يقول محمد بن شخيص في قصيدة له، منها:
    وقد خرقت بطون الأرض عن نُطَف

    من أعذب الماء نحو البيت تجريها
    طُهر الجسوم إذا زالت طهارتها

    ريُّ القلوب إذا حرَّت صواديها
    قرنت فخراً بأجر قلَّ ما اقترنا

    في أمة أنت راعيها وحاميها
    وابتنى بغربي الجامع دار الصدقة، اتخذها معهداً لتفريق صدقاته (رحمه الله تعالى) ومن مستحسنات أفعاله وطيبات أعماله، اتخاذه المؤدبين يعلمون أولاد الضعفاء والمساكين القرآن حوالي المسجد الجامع وبكل ربض من أرباض قرطبة؛ وأجري عليهم المرتّبات، وعهد إليهم في الاجتهاد والنصح، ابتغاء وجه الله العظيم؛ وعدد هذه المكاتب سبعة وعشرون مكتباً، منها حوالي المسجد الجامع ثلاثة، وباقيها في كل ربض من أرباض المدينة. وفي ذلك يقول ابن شخيص:
    وساحة المسجد الأعلى مُكلّلة

    مكاتباً لليتامى من نواحيها
    لو مُكِّنت سُور القرآن من كَلِم

    نادتك يا خير تاليها وواعيها"(12)
    وكذلك فقد سجل أهم أحداث عصره كانقياد ابني حمدون له عام 360هـ، كما كان يهنئه في أعياد الفطر والأضحى في أعوام 360-363 وأنشد ابنه وولي عهده أبا الوليد المؤيد في عيد الفطر عام 364 أي قبيل وفاة الحكم المستنصر بسنتين (ت 366)(13) ومع أننا لا نجده في شعراء الحاجب المنصور بن أبي عامر (ت 392) بعد تسلمه زمام الأمور فإن هذا لا يمنع من أن يكون قد اتصل به ومدحه وإن لم تتوافر في الوقت الحاضر نصوص تثبت ذلك، لأنه لا يلبث أن يصير ممن يحضر مجلس ولده المظفر بن أبي عامر (ت 399) وينادمه أحياناً كما سلف.
    فالشاعر إذن قد توالى عليه أربعة من الحكام وهذا أمر شديد الأهمية يدل على حنكته وقدرته على التأقلم مع تغير الرياح السياسية. وقد اقتصر الأستاذ عنان على القول بأنه شاعر الحكم المستنصر "وكان من أهل الأدب البارع ومن أعيان الشعراء المجيدين، كان متصرفاً في القول متقناً لأساليب الجد والهزل وكان من أخص شعراء بلاط الحكم"(14) وكذلك ذكر د.شوقي ضيف أنه "من شعرائه المهمين". ومثلهما أ.ر. نيكل(16).
    بينما ذكر د.فروخ أنه اتصل بالمنصور بن أبي عامر (ت 392هـ) ثم بابنه المظفر من بعده وكان يجالس المظفر"(17) مسقطاً ممدوحه الأول الحكم المستنصر ومثبتاً اتصاله بالحاجب المنصور ويزيل هذا الوهم ويكمل ذلك النقص د.إحسان عباس بتعريف له دقيق موجز في نهاية تحقيقه كتاب التشبيهات، يقول: "وقد كان من الشعراء البارزين أيام الحكم المستنصر يقوم في المناسبات العيدية والاستقبالية بقصائد المدح... وشهد عهد المنصور بن أبي عامر ثم عهد ابنه المظفر وكان ممن يحضر مجلس هذا الثاني"(18) ويذكر سزكين أيضاً أنه "كان شاعراً نابهاً أيام الحكم المستنصر وكان أيضاً من شعراء المنصور بن أبي عامر (المتوفى سنة 392-1002) وابنه عبد الملك المظفر (حكم من سنة 392-1002 =399-1008)(19).
    ذلك هو الوجه الرسمي لحياة الشاعر أما الوجه الآخر فقد كان على النقيض هازلاً وقد عرف القدماء ذلك فيه فذكر ابن خير أنه روى شعر ابن شخيص "في جده وأهزاله"(20) وقال الحميدي عنه أنه كان "متصرفاً في القول سالكاً في أساليب الجد والهزل. قال على لسان رجل يعرف بأبي الغوث أشعاراً مشهورة في أنواع من الهزل أغناه بها بعد فقره ورفعه بعد خمول"(21) ولكن لم يصل إلينا شيء من هذا الشعر وتلك الأخبار ولسنا نعرف من هو أبو الغوث هذا ويبدو أنه كان يحب أن ينظم الشعر على لسان غير واحد تظرفاً فقد ذكر الحميري أنه كان يقول الشعر على لسان رجل آخر سماه ابن الحمالة. "وفي ذلك يقول محمد بن شخيص على لسان ابن الحمالة إذ كان غائباً في القسطنطينية في شعر له طويل:
    اقرِ السلام على الركين وقل له

    مذ غبت لم أرتح لظل نسيم
    سقياً لظلك بالعشي وبالضحى

    ولبرد مائك في احتدام سموم
    لو كنت أملك منع مائك لم يقم

    في ظل ساحك منتمٍ للئيم"(22)
    ويتبدى هزله أيضاً فيما تبقى من شعره في وصفه الطعام فقد أورد له صاحب كتاب التشبيهات في باب وقفه على أوصاف المأكولات مقطوعة في وصف سفرة في مجالي الطبيعة تصور شدة محبته للطعام يقول:
    إن حُسن الرياض صاغ لها الظـ

    ـل بروداً من ناضر الأقحوان
    من مجال الأكف في سُفرةٍ تحـ

    ـحوي صنوف الحيتان والخرقان
    وكأن الثريد والحِمص المنـ

    ـثور تاج مُكلل بجمان
    وتخال الزيتون في قطع الصِّـ

    ـين صَدوراً نُقَّطْن بالخيلانِ(23)
    ويدرج له أبياتاً تصف نهمه وتطفله بشكل مبالغ فيه في باب ذكر فيه الأكلة والطفيليين وكأنه يجعله واحداً منهم:
    أنا بالأكل مستهام ورأيي

    فيه رأي المجوس في النيران
    وإذا ما انقضى صنيع ولم أدْ

    ع إليه في جُملة الجيران
    عرضت لي وساوس لو أصابت

    قلب غيري لشد في الأكفان
    ولو أني شهدته كان عندي

    كشهودي لبيعة الرضوان(24)
    ويظهر هزله أيضاً في هجائه الذي سلم لنا منه مقطوعتان ألحّ فيهما على تطلب الصورة والإبداع فيها يقول في الأولى ساخراً من صاحب لحية طويلة مخضوبة:
    حدثوا عنك قد خضبت فألبـ

    ست السِّبال التلوين والتحنينا
    إن للنغر حوله كل صبح

    جولة إذ تخاله عرجونا(25)
    ويُلمح في الثانية تردي وضع سائر شعراء المديح الذين يسألون فيردون رداً قبيحاً فيرجعون خائبين:
    قست بالشعر معشراً فإذا همُ

    صورُ الإنس في طباع الحمير
    كلما جئتهم لأنشد شعري

    طمعاً من نوالهم باليسير
    فكأني وضعت فَلْكَة بوقٍ

    في فمي أو ضغطت أنبوب كير(26)
    وبين هذا وذاك يتجلى في شعره ما يصور بعض أموره الحياتية، والعاطفية فهو يطمح إلى الجاه ويسعى إليه لأنه سلَّم إلى المال والحياة الهانئة يشير إلى ذلك في إحدى قصائده المدحية:
    سأثني على دنياي إذ ظفرت يدي

    بجاه فكان الجاه للمال مكسبا(27)
    كما كان يطلب بعض ما يحتاج إليه من أمور حياته فقد استهدى ورقاً من بعض أصدقائه فكتب إليه:
    بي افتقار إلى اجتلاء ورق أمـ

    ليس كالماء، حبسه فيه يأسن
    فيحاكي ملاسةً ونقاء

    صفحات الخصيِّ قبل التغضن
    بل تظنُّ العيون أنّ أكفّاً

    لفقت سطحه من أوراق سوسن
    ولعمري ما كان يُغفل وصفي

    ورقَ الورد لو خلا من تلوُّن(28)
    أما المرأة في شعره فصورتها شاحبة فهي لم تتصدر مقدمات قصائده المدحية وهي- فيما سوى ذلك- تترجح بين صور متعددة فمن نسيب تقليدي يعتمد الثقافة المشرقية والمعاني القديمة كقوله:
    ولم أدر إذ زموا الهوادج بالضحى

    أطرفي أعمى أم نهاري مظلم
    فيا جفن عيني كيف تطمع في الهوى

    بنوم، ونوم العاشقين محرّم(29)
    أو المعاني المحدثة كقوله:
    يقولون كم تدعو إلى غير راحم

    وما كل من يشكو إلى الناس يرحم
    وددت بأن يرضى فإن جاد بالرضا

    تفكّر في ذنب المحب فيندم(30)
    ومن غزل يجنح إلى المبالغة والغلو كقوله:
    إذا جلت للورى الوجه الذي حسدت

    حب القلوب عليه ناظر المقل
    أغضوا ولولا تلالي بشره لحكوا

    موسى أوان تجلَّى النور للجبل(31)
    ومن أسلوب عذري ترفرف فيه المعاني الحزينة لأولئك العشاق:
    ومعتلة الأجفان ما زلت مشفقاً

    عليها ولكني ألذّ اعتلالها
    جفون أجال الحسن فيهن فترة

    فحلَّ عرى الآجال منذ أجالها
    فهل من شفيع عند ليلى إلى الكرى

    لعلي إذا ما نمت ألقى خيالها
    يقولون لي صبراً على مطل وعدها

    وما وعدت ليلى فأشكو مطالها
    وما كان ذنبي غير حفظ عهودها

    وطيّ هواها واحتمالي دلالها(32)
    ومن أسلوب مباشر يقترب من النثرية ويخلو أو يكاد من الصور الفنية:
    كان في كثرة العتاب دليل

    لي على أن من هويت ملول
    من نوى جفوة تقوّل في الحـ

    ـب على من يحبه ما يقول
    فاقطعي الوصل أو صلي فبقائي

    مع طول العتاب منك قليل
    واسلكي بي سبيل عروة إن لم

    يتجه لي إلى رضاك سبيل(33)
    ولعل الغرام جد به مرة وهو يمزح:
    واهاً لمتبول الفؤاد متيم

    جد الغرام به وكان مزاحا(34)
    كما تتبدى في شعره محبته للطبيعة في تصويره بعض مفاتنها الطبيعية كالورد يقول:
    كأن انتثار الطل في الورد أدمعٌ

    تبدّى على زهر الخدود انتثارها
    كأن جني الأقحوان بروضها

    ثغور العذارى حين راق أثغارها(35)
    وكالربيع بما يموج فيه من أزهار وأطيار في جنانه:
    أظن جنان الخلد جنَّت صبابة

    إليه فدارت حين طال انتظارها
    إذا ابتهل الحجاج بالشِّعب من منى

    وقد حان عن رمي الجمار انحدارها
    حكى هزج الأطيار ليلاً عجيجها

    ومستتر النوّار صبحاً جمارها(36)
    وتعود هذه الصورة الشعيرية الثرة مرة أخرى في وصفه السحاب والمطر والرعد:
    فكأن السحاب في الأفق ركب

    زمَّ أحداجه وصفَّ قطاره
    يذكر الغيث والرعود حجيجاً

    عج أصواته وبث جماره(37)
    واهتم الشاعر بوصف الطبيعة الصناعية فصور المباني والبساتين:
    ولما امترى في جنة الخلد بعضهم

    أقام لأبصار الجميع مثالها
    فللعين أنوار البساتين حولها

    وللسمع تفجير المياه خلالها
    كأن يواقيتاً أذيبت فأُشربت

    سطوح المباني صبغها وصقالها
    كأن حناياها الأهلَّة وافقت

    سعود المجاري فاستردت كمالها(38)
    وأبدع أيضاً في وصف المدن وترك لوحات رائعة الجمال، قال في وصف مدينة الزهراء التي اختطها الخليفة عبد الرحمن الناصر وعملها متنزهاً له:
    هذي مباني أمير المؤمنين غدت

    يزري بها آخر الدنيا على الأُوَل
    كذا الدراري وجدنا الشمس أعظمها

    قدراً وإن قصرت في العلو عن زحل
    لقد جلا مصنع الزهراء عن أثر

    موحِّد القدر عن مثل وعن مثَل
    فاتت محاسنها مجهود واصفها

    فالقول كالسكت والإيجاز كالخطل
    بل فضلها في مباني الأرض أجمعها

    كفضل دولة بانيها على الدول
    كادت قسي الحنايا أن تضارعها

    أهلة السعد لولا وصمة الأفل
    تألفت فغدا نقصانها كملا

    وربما تنقص الأشياء بالكمل
    أوفى سناها على أعلى مفارقها

    من لؤلؤ حاليات الخلق بالعطل
    كم عاشقين من الأطيار ما فتئا

    فيها يرودان من روض إلى غلل
    إذا تهادى حباب الحوض حثهما

    على التنقل من نهل إلى علل
    كأنما أفرغت ألواح مرمره

    من ماء عصراء لم يجمد ولم يسل
    أو قدَّ من صفحات الجو يوم صفا

    ورق من أجل كون الشمس في الحمل
    يزري برقة أبشار الخدود جرى

    ماء الحياء بها في ساعة الخجل
    إذا استوت فوقه زهر النجوم غدت

    تثور من مائه نار بلا شعل
    وإن حداه نسيم الريح تحسبه

    صفيحة السيف هزتها يد البطل(39)
    *وفاته:
    ذكر الحميدي أن الشاعر قد "مات قبل الأربعمئة"(40) من دون تحديد لسنة وفاته، ونقل عنه الضبي وابن سعيد(41) من دون زيادة.
    *شعره:
    يظهر مما سبق أن الشاعر متنوع الأغراض متعدد الموضوعات متقلب بين جد وهزل، وتبدو شخصيته واضحة في هزله، شاحبة، بل تكاد تكون غائبة في مديحه. وإذا كان ثمة من ملاحظات يسيرة تقيّد في هذا المقام فمنها أنه شاعر مقتدر على النظم بديهة وأنه طويل النفس في المديح، فقصائده طوال منها ما يزيد على الستين بيتاً(42)، وهو فيه يتجنب الغزل والنسيب يوطئ له بما يناسب أو يهجم على موضوعه مباشرة، وفي مدائحه ملامح مشرقية واضحة وتأثر بيّن بكبار الشعراء المشرقيين كجرير والفرزدق والمتنبي يتجلى في جزالة الألفاظ وفصاحتها وصحة المعاني ووضوحها واستمداد بعضها من القرآن الكريم وتراثية الصور وحرفيتها وقلة الصور الفنية عامة والمبالغة والتضاد وأسلوب العكس والتبديل كقوله:
    فما يضع الإدبار من أنت رافع

    ولا يرفع الإقبال من أنت واضع(43)
    كما كان ينظر إلى الشعر القديم نظرة ذي علق ويضمن بعضه في شعره كقوله:
    لقد حل بأس الله بالكرم الذي

    غدا وهو في حزب الضلال بلاقع
    فلو حله غيلان نادى طلوله:

    "هل الأزمن اللائي مضين رواجع"
    وما حجر النسر المنيع بزعمه

    منيع وهل حصن من الله مانع
    فلو طار فوق الأرض أو غار تحتها

    لما خال أن المنتأى عنك واسع(44)
    وقد تنبه بعض النقاد القدامى لإفادته من الشعراء المشارقة. فالحميري بعد أن ينقل أبياته الميمية يقول "نقل في هذه الأبيات معنى شعر ابن المعتز وكثيراً من لفظه وهو:
    اقرأ على الوشل السلام وقل له

    كل المشارب مذ هجرت ذميم"(45)
    أما سائر أغراضه فمتفاوتة بين جزالة ورقة، وبداوة وحضرية، ورفعة وشعبية، وواقعية ومبالغة، وغنى وفقر في الصور، وبساطة ومحاكمة عقلية وأندلسية ومشرقية أمثل لهذه الأخيرة بالسمة العذرية في غزله:
    يقولون لي صبراً على مطل وعدها

    وما وعدت ليلى فأشكو مطالها
    وما كان ذنبي غير حفظ عهودها

    وطيّ هواها واحتمالي دلالها(46)
    وبتأثره بمعاني الشعر المحدث المشرقي وصوره كتأثره بأسلوب صريع الغواني وابن المعتز وأبي نواس. ويقول د.فروخ "ولابن شخيص قصائد ومقطعات وفنونه: الوصف والغزل والمدح والهجاء وربما نحا نحواً بدوياً ونحواً سوقياً في هجائه"(47).
    تلك هي أهم سمات ما تبقى من شعر ابن شخيص ومن أغراضه فقد ذكر المترجمون أن "شعره كثير مشهور"(48) وأنه كان ينشد ويروى فالحميدي ينقل أبياتاً أنشدها له أبو محمد علي بن أحمد بن حزم كما كان له ديوان شعر ذكره ابن خير بسنده إلى مؤلفه ابن شخيص، قال: "شعر محمد بن مطرف بن شخيص في جده وإهزاله، حدثني به أبو عبد الله محمد بن معمر أيضاً عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي عن أبيه، قراءة عليه، عن ابن شخيص المذكور"(49) ولكن لم يَبْقَ له ذكر في برامج العلماء وفهارسهم فيما يلي ابن خير.
    وثمة إشارات كثيرة تدل على كثرة شعره وطول نَفَسه فيه فالحميري ينقل ثلاثة أبيات من شعره ويذكر أنه "في شعر له طويل"(50) وابن حيان يورد له قصائد طوالاً يخلل بعضها بما يدل على أنها أطول مما أوردها له، فيقدم لأولاها بأن الشعراء "أكثرت وجودت فكان من مختار ذلك قول محمد بن شخيص في شعر طويل له:
    بأيمن إقبال وأسعد طائر

    تباشير محتوم من الأمر واقع"
    ويذكر له (أربعةً وأربعين) بيتاً.
    وينتقي من الثانية مقاطع ويقدم لها "وظلت الخطباء والشعراء خلال ذلك ترتجل القول وتنشد الشعر فتكثر وتستجيد فكان من أحسن ذلك قول محمد بن حسين الطبني... وقول محمد بن شخيص في شعر طويل أوله:
    ألمّ بنا الأضحى فقلت له أهلاً

    وإن كان مولانا بما قلته أولى
    يقول فيها في ذكر جعفر بن علي....
    ومنها في ذكر ولده هشام....
    ومنها في ذكر غالب مولاه....
    وآخر هذا الشعر....
    وينتقي منها (أربعةً وعشرين) بيتاً.
    ويقدم للثالثة "وكان من أحسن ما أنشد الخليفة يومئذ قول الطبني... وقول محمد بن شخيص في قصيدة حسنة أولها:
    كاد أن يزحم الغدو العشي

    يوم وافاك للسلام الندي
    ثم يذكر في وسطها "ومنها في ذكر حسن بن قنون..." ويورد منها (اثنين وثلاثين) بيتاً ثم يقول "وهي طويلة".
    ويقدم للرابعة: "وقول محمد بن شخيص في قصيدة له حسنة":
    ولما جلاه البشر غيبه السنا

    كذلك قرص الشمس بادٍ مغيب
    ويورد له ثلاثة أبيات فقط.
    ويقدم للخامسة "وتلاه محمد بن شخيص الشاعر منشداً قائماً فقال:
    طلعت إلى الدنيا بسعد مقابل

    فأنسأَكَ الإقبال عاماً بقابل
    ويورد له (ستّةً وعشرين) بتياً.
    ويقدم للسادسة "وظلت الخطباء ترتجل والشعراء تنشد مسحنفرين على العادة فكان من أبرع من قام يومئذ منشداً شعره محمد بن شخيص سابق الحلبة فأنشد شعراً طويلاً حسناً له... فقال:
    لقد حل بأس الله بالكرم الذي

    غدا وهو في حزب الضلال بلاقع
    وذكر له عشرة أبيات فقط ويذكر بعد البيت السابع "ومنها في ذكر ابنه الأمير أبي الوليد هشام...".
    ويقدم للسابعة: "ثم قام بعده رسيله محمد بن شخيص منشداً شعراً مطولاً...
    أتم شعبان ما أبدا به رجب

    من قبل ما كانت الآمال ترتقب
    وفي أثنائه يعلق مرتين "وخرج إلى ذكر حسن وآله المقهورين فقال وأفحش...
    يقول فيها لطف الله به بمنّه..." ويورد له (ستةً وستين) بيتاً.
    ويقدم للثامنة: "وكانت الخطباء والشعراء خلال ذلك ترتجل وتنشد بين يدي الأمير أبي الوليد فتسحنفر وتجتهد فممن قام من الشعراء يومئذ بين يديه منشداً شعره محمد بن شخيص أطال وأجاد وكان أوله:
    أرى مشرق الدنيا يناقش مغربا

    على غرة لم تبق للظلم غيهبا(51)
    ويورد له (ثمانيةً وأربعين) بيتاً.
    تدل هذه الأقوال المأخوذة من قطعة من كتاب المقتبس لابن حيان وصلت إلينا على أن شعره كثير ولو وصل الكتاب إلينا كاملاً لوجدنا مزيداً من شعر ابن شخيص فشعره يرد في كل السنوات التي احتوتها تلك القطعة من 360 إلى 364 مرتين في الأغلب وتدل أيضاً على مكانة ابن شخيص وشعره فهو من أوائل المهنئين والمنشدين في حضرة الخليفة الحكم المستنصر، كما تصف جودة شعره فهو من "مختار" الشعر الذي ينشد "وأحسنه وأبرعه" وقصائده "حسنة" وأنه "أطال وأجاد" وأنه "سابق الحلبة". والوصف الأخير شبيه بوصف ابن حزم له بأنه "فحل يهاب جانبه وحصان ممسوح الغرة"(52).
    وأردف بإشادة الحميدي به وبشعره فقد قرَّظه فعرَّفه بقوله: "كان من أهل الأدب المشهورين من أعيان الشعراء المقدمين"(53).
    وأختم أخيراً بتنويه ابن سعيد به في قوله: "أحد مَنْ له البيت الرفيع والنظم البديع"(54).
    *الحواشي:
    (1)رسالة في فضل الأندلس لابن حزم (ضمن رسائله) ج2، تح: د.إحسان عباس. المؤسسة العربية للدراسات والنشر د.ت، 2/187-188، وانظر نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري. تح: د.إحسان عباس دار صادر 1988، 3/178.
    (2)جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي. الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966، ص91، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس للضبي. دار الكاتب العربي 1967، ص129، فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر بن خير الإشبيلي. دار الآفاق الجديدة، بيروت ط2، 1979-ص408 يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر للثعالبي. تح: محمد محيي الدين عبد الحميد دار الفكر، بيروت، د.ت. ص2/22 (ذكر اسمه محرفاً: محمد بن مطرق بن شخيص). الإحاطة في أخبار غرناطة، لسان الدين بن الخطيب، تح: محمد عبد الله عنان، مكتبة الخاجي 1974 مصر. 2/107.
    (3)انظر المغرب في حلى المغرب لابن سعيد الأندلسي، تح: د.شوقي ضيف، دار المعارف، مصر، ط3، 1978، 1/208. الروض المعطار في خبر الأقطار لابن عبد المنعم الحميري، تح: د.إحسان عباس، مؤسسة مؤسسة ناصر للثقافة، ط2، 1980-ص548. المقتبس في أخبار بلد الأندلس لابن حيان، تح: عبد الرحمن الحجي، دار الثقافة، بيروت 1983، 54، 59، 85، 95، 121، 137، 158، 231.
    (4)انظر البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري المراكشي. تح: ج.س كولان. إ.ليفي بروفنسال، دار الثقافة، بيروت، ط3- 1983، 2/240-241.
    (5)التشبيهات من أشعار الأندلس لابن الكتاني الطبيب، تح: د.إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، د.ت (مواضع متعددة).
    (6)ذكر ذلك الحميدي ص91 ونقل عنه الضبي ص129 وابن سعيد 1/208.
    (7)البيان المغرب 2/240.
    (8)المقتبس ص54.
    (9)تاريخ الأدب العربي، د.عمر فروخ، دار العلم للملايين، ط1، 1981، 4/329.
    (10)المغرب 1/208.
    (11)انظر المغرب 1/208، وهي المقطوعة رقم (11) في مجموع شعره بتحقيقي. طبع دار ابن القيم. دار شراع دمشق 1992م.
    (12)انظر البيان المغرب 2/240-241 وهما المقطوعتان (26-27) في مجموع شعره.
    (13)انظر المقتبس 54-59-85-95-121-137-158-231.
    (14)دولة الإسلام في الأندلس –الخلافة الأموية والدولة العامرية، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3- 1988، 1/2/70.
    (15)عصر الدول والإمارات- الأندلس. د.شوقي ضيف. دار المعارف 1989، ص139.
    (16)Hispano- Arabic, Poetrey, A.R. Nykl. Baltinore 1946, p. 43.
    (17)تاريخ الأدب العربي 4/329.
    (18)فهرست الشعراء في كتاب التشبيهات، ص332.
    (19)تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1984، 2/5/64.
    (20)فهرست ابن خيرن ص408.
    (21)جذوة المقتبس، ص91.
    (22)الروض المعطار، ص548 وهي المقطوعة (21) في مجموع شعره.
    (23)المقطوعة (23).
    (24)المقطوعة (24).
    (25)المقطوعة (22).
    (26)المقطوعة (8).
    (27)المقطوعة (3) البيت (45).
    (28)المقطوعة (25).
    (29)المقطوعة (20).
    (30)المقطوعة (19).
    (31)المقطوعة (18).
    (32)المقطوعة (14).
    (33)المقطوعة (12).
    (34)المقطوعة (4).
    (35)المقطوعة (6).
    (36)المقطوعة (5).
    (37)المقطوعة (7).
    (38)المقطوعة (15).
    (39)المقطوعة (17).
    (40)جذوة المقتبس، ص91.
    (41)بغية الملتمس، ص91، المغرب 1/208.
    (42)القصيدة رقم (2).
    (43)البيت(5) من المقطوعة(9).
    (44) المقطوعة (9).
    (45)الروض المعطار، ص548 ويعلق محقق الكتاب د.إحسان عباس بقوله: "هذا البيت وما بعده من أبيات ليست لابن المعتز وإنما هي لأبي القمقام الأسدي كما ذكر ياقوت (الوشل)، وحماسة أبي تمام شرح المرزوقي رقم 567، وإلى ذلك أشار بروفنسال في هامش الروض (النص العربي)".
    (46)البيتان الخامس والسادس من المقطوعة (14).
    (47)تاريخ الأدب العربي 4/329.
    (48)جذوة المقتبس، ص91.
    (49)فهرست ابن خير، ص408.
    (50)الروض المعطار، ص548.
    (51)المقتبس: 54-59-85-95-121-137-158-231. وانظر القصائد في مجموع شعره ذوات الأرقام: 10-13-28-1-16-9-2-3.
    (52)رسالة في فضل الأندلس 2/188.
    (53)جذوة المقتبس، ص91.
    (54)المغرب 1/208.


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    هذا ماوجدته عن الشاعر الاندلسي:
    http://awu-dam.org/trath/52/turath52-007.htm

    ابن شخيص الأندلسي حياته وشعره ـــ أحمد عبد القادر صلاحية
    في الأندلس ذات الطبيعة الخلابة خمائل شعرية باسقة وارفة، حرمنا جناها اللذيذ وظلالها الرائعة ونسينا حين طال العهد بيننا –فيما نسينا- أسماء أشجارها ولم يَبْقَ في أبصارنا سوى أطلال نرى منها صوى وعلامات من وراء زجاج، ولم يَبْقَ في خيالنا سوى أطياف تبحث عن عشاق. آية ذلك: أن ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس وذكر رجالها قال: "ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن محمد بن دراج القسطلي لما تأخر عن شأو بشار بن برد وحبيب والمتنبي فكيف ولنا معه جعفر بن عثمان الحاجب وأحمد بن عبد الملك بن مروان وأغلب بن شعيب ومحمد بن مطرف بن شخيص وأحمد بن فرج وعبد الملك بن سعيد المرادي وكل هؤلاء فحل يهاب جانبه وحصان ممسوح الغُرة"(1) وليس لأي من هؤلاء الفحول من الشعراء الذين يفاخر ابن حزم بهم ويوازنهم بكبار الشعراء المشارقة- مجموع شعري يضم ما تناثر من أشعاره وتفرق من أخباره- خلال ابن دراج- بل لا نجد لهم حيزاً كبيراً في بحوث الدارسين المتخصصين للأدب الأندلسي بل إن أكثرهم مجهول تماماً لدى خاصة الناس وعامتهم.
    وهذا ما جعلني أسعى في جمع أشعارهم أو ما وصل إلينا منها من قصائد ومقطعات، وها أنذا قد شرعت في جمع شعر ابن شخيص الأندلسي وفي تعريف موجز بهذا الشاعر الفحل من فحول شعراء القرن الرابع الهجري في الأندلس وأعيانهم ومقدميهم.
    *اسمه ونسبه:
    هو "محمد بن مطرف بن شخيص"(2) لم تذكر المصادر له نسباً بعد جده شخيص بل على العكس بعضها يقتصر على القول "محمد بن شخيص"(3) كما ذكره ابن عذاري المراكشي بابن شخيص وبمحمد بن شخيص(4) وذكره صاحب كتاب التشبيهات بالأشكال الثلاثة السابقة(5). أما كنيته فهي "أبو عبد الله"(6).
    *ملامح من حياته:
    تضن المصادر بأغلب أحداث حياته وأخبار أسرته لذلك سأحاول أن أرسم الخطوط الرئيسة لحياته مما جمعت من شعره ولممت من شعث ترجماته المختصرة اليسيرة.
    أول ما يمكن ذكره هو أنه رجل عاش القسم الأكبر من حياته في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري بدليل أن أول ذكر له كان في البيان المغرب(7) مرتبطاً بإجراء الماء إلى سقايات الجامع وحوضي الوضوء في يوم الجمعة لعشر خلون لصفر من سنة 356هـ. وورد أيضاً في المقتبس في سنة ستين وثلاثمئة لدى ابن حيان(8)، وأنه توفي قبيل الأربعمئة. ومما يستنتج من قراءة أخباره أنه كان من ساكني قرطبة فقد كان قريباً من الخلفاء الأمويين في الأندلس القاطنين قرطبة، يمدحهم ويهنئهم وينادمهم، ولعله قرطبي "من أهل قرطبة" كما ذكر د.عمر فروخ (9).
    وقد أشار ابن سعيد إلى أسرته إشارة يسيرة عابرة فنقل عن المسهب للحجاري أنه "أحد مَن له البيت الرفيع والنظم البديع"(10) وتشي الفقرة الأولى بأن أسرته كانت ذات فضل ومجد، وتفصح الثانية عن جمال شعره وروعته. ويتابع الحجاري تعريفه به فيقول "وممن يحضر مجلس المظفر بن أبي عامر وماشاه يوماً في بستان فنظر إلى ورد مقابل آس (ورغب) أن يقول في ذلك فقال:
    أراد الورد بالآس انتقاصاً

    فقال له: نقيصَتُك الملال
    فقال الورد: لست أزور إلا

    على شوق كما زار الخيال
    وأنت تُديم تثقيلاً طويلاً

    تدوم به كما رست الجبال
    فتسْأمُك العيون لذاك بُغضاً

    وترقُبني كما رُقِب الهلال (11)
    وهنا أذكر أن العلامة البارزة في حياته هي أنه كان شاعر بلاط أو بلاطات فقد اتصل بالخليفة الحكم المستنصر بالله ومدحه بقصائد كثيرة خلَّد فيها مآثره ومحاسن أعماله كبنائه الجوامع وإجراء الماء إليها فقد ذكر ابن عذاري المراكشي أن الحكم المستنصر جلب الماء العذب "من عين بجبل قرطبة، خرق له الأرض، وأجراه في قناة من حجر متقنة البناء، محكمة الهندسة، أودع جوفها أنابيب الرصاص لتحفظه من كل دنس. وابتدئ جري الماء من يوم الجمعة لعشر خلون لصفر من السنة؛ وفي جري الماء إلى قرطبة يقول محمد بن شخيص في قصيدة له، منها:
    وقد خرقت بطون الأرض عن نُطَف

    من أعذب الماء نحو البيت تجريها
    طُهر الجسوم إذا زالت طهارتها

    ريُّ القلوب إذا حرَّت صواديها
    قرنت فخراً بأجر قلَّ ما اقترنا

    في أمة أنت راعيها وحاميها
    وابتنى بغربي الجامع دار الصدقة، اتخذها معهداً لتفريق صدقاته (رحمه الله تعالى) ومن مستحسنات أفعاله وطيبات أعماله، اتخاذه المؤدبين يعلمون أولاد الضعفاء والمساكين القرآن حوالي المسجد الجامع وبكل ربض من أرباض قرطبة؛ وأجري عليهم المرتّبات، وعهد إليهم في الاجتهاد والنصح، ابتغاء وجه الله العظيم؛ وعدد هذه المكاتب سبعة وعشرون مكتباً، منها حوالي المسجد الجامع ثلاثة، وباقيها في كل ربض من أرباض المدينة. وفي ذلك يقول ابن شخيص:
    وساحة المسجد الأعلى مُكلّلة

    مكاتباً لليتامى من نواحيها
    لو مُكِّنت سُور القرآن من كَلِم

    نادتك يا خير تاليها وواعيها"(12)
    وكذلك فقد سجل أهم أحداث عصره كانقياد ابني حمدون له عام 360هـ، كما كان يهنئه في أعياد الفطر والأضحى في أعوام 360-363 وأنشد ابنه وولي عهده أبا الوليد المؤيد في عيد الفطر عام 364 أي قبيل وفاة الحكم المستنصر بسنتين (ت 366)(13) ومع أننا لا نجده في شعراء الحاجب المنصور بن أبي عامر (ت 392) بعد تسلمه زمام الأمور فإن هذا لا يمنع من أن يكون قد اتصل به ومدحه وإن لم تتوافر في الوقت الحاضر نصوص تثبت ذلك، لأنه لا يلبث أن يصير ممن يحضر مجلس ولده المظفر بن أبي عامر (ت 399) وينادمه أحياناً كما سلف.
    فالشاعر إذن قد توالى عليه أربعة من الحكام وهذا أمر شديد الأهمية يدل على حنكته وقدرته على التأقلم مع تغير الرياح السياسية. وقد اقتصر الأستاذ عنان على القول بأنه شاعر الحكم المستنصر "وكان من أهل الأدب البارع ومن أعيان الشعراء المجيدين، كان متصرفاً في القول متقناً لأساليب الجد والهزل وكان من أخص شعراء بلاط الحكم"(14) وكذلك ذكر د.شوقي ضيف أنه "من شعرائه المهمين". ومثلهما أ.ر. نيكل(16).
    بينما ذكر د.فروخ أنه اتصل بالمنصور بن أبي عامر (ت 392هـ) ثم بابنه المظفر من بعده وكان يجالس المظفر"(17) مسقطاً ممدوحه الأول الحكم المستنصر ومثبتاً اتصاله بالحاجب المنصور ويزيل هذا الوهم ويكمل ذلك النقص د.إحسان عباس بتعريف له دقيق موجز في نهاية تحقيقه كتاب التشبيهات، يقول: "وقد كان من الشعراء البارزين أيام الحكم المستنصر يقوم في المناسبات العيدية والاستقبالية بقصائد المدح... وشهد عهد المنصور بن أبي عامر ثم عهد ابنه المظفر وكان ممن يحضر مجلس هذا الثاني"(18) ويذكر سزكين أيضاً أنه "كان شاعراً نابهاً أيام الحكم المستنصر وكان أيضاً من شعراء المنصور بن أبي عامر (المتوفى سنة 392-1002) وابنه عبد الملك المظفر (حكم من سنة 392-1002 =399-1008)(19).
    ذلك هو الوجه الرسمي لحياة الشاعر أما الوجه الآخر فقد كان على النقيض هازلاً وقد عرف القدماء ذلك فيه فذكر ابن خير أنه روى شعر ابن شخيص "في جده وأهزاله"(20) وقال الحميدي عنه أنه كان "متصرفاً في القول سالكاً في أساليب الجد والهزل. قال على لسان رجل يعرف بأبي الغوث أشعاراً مشهورة في أنواع من الهزل أغناه بها بعد فقره ورفعه بعد خمول"(21) ولكن لم يصل إلينا شيء من هذا الشعر وتلك الأخبار ولسنا نعرف من هو أبو الغوث هذا ويبدو أنه كان يحب أن ينظم الشعر على لسان غير واحد تظرفاً فقد ذكر الحميري أنه كان يقول الشعر على لسان رجل آخر سماه ابن الحمالة. "وفي ذلك يقول محمد بن شخيص على لسان ابن الحمالة إذ كان غائباً في القسطنطينية في شعر له طويل:
    اقرِ السلام على الركين وقل له

    مذ غبت لم أرتح لظل نسيم
    سقياً لظلك بالعشي وبالضحى

    ولبرد مائك في احتدام سموم
    لو كنت أملك منع مائك لم يقم

    في ظل ساحك منتمٍ للئيم"(22)
    ويتبدى هزله أيضاً فيما تبقى من شعره في وصفه الطعام فقد أورد له صاحب كتاب التشبيهات في باب وقفه على أوصاف المأكولات مقطوعة في وصف سفرة في مجالي الطبيعة تصور شدة محبته للطعام يقول:
    إن حُسن الرياض صاغ لها الظـ

    ـل بروداً من ناضر الأقحوان
    من مجال الأكف في سُفرةٍ تحـ

    ـحوي صنوف الحيتان والخرقان
    وكأن الثريد والحِمص المنـ

    ـثور تاج مُكلل بجمان
    وتخال الزيتون في قطع الصِّـ

    ـين صَدوراً نُقَّطْن بالخيلانِ(23)
    ويدرج له أبياتاً تصف نهمه وتطفله بشكل مبالغ فيه في باب ذكر فيه الأكلة والطفيليين وكأنه يجعله واحداً منهم:
    أنا بالأكل مستهام ورأيي

    فيه رأي المجوس في النيران
    وإذا ما انقضى صنيع ولم أدْ

    ع إليه في جُملة الجيران
    عرضت لي وساوس لو أصابت

    قلب غيري لشد في الأكفان
    ولو أني شهدته كان عندي

    كشهودي لبيعة الرضوان(24)
    ويظهر هزله أيضاً في هجائه الذي سلم لنا منه مقطوعتان ألحّ فيهما على تطلب الصورة والإبداع فيها يقول في الأولى ساخراً من صاحب لحية طويلة مخضوبة:
    حدثوا عنك قد خضبت فألبـ

    ست السِّبال التلوين والتحنينا
    إن للنغر حوله كل صبح

    جولة إذ تخاله عرجونا(25)
    ويُلمح في الثانية تردي وضع سائر شعراء المديح الذين يسألون فيردون رداً قبيحاً فيرجعون خائبين:
    قست بالشعر معشراً فإذا همُ

    صورُ الإنس في طباع الحمير
    كلما جئتهم لأنشد شعري

    طمعاً من نوالهم باليسير
    فكأني وضعت فَلْكَة بوقٍ

    في فمي أو ضغطت أنبوب كير(26)
    وبين هذا وذاك يتجلى في شعره ما يصور بعض أموره الحياتية، والعاطفية فهو يطمح إلى الجاه ويسعى إليه لأنه سلَّم إلى المال والحياة الهانئة يشير إلى ذلك في إحدى قصائده المدحية:
    سأثني على دنياي إذ ظفرت يدي

    بجاه فكان الجاه للمال مكسبا(27)
    كما كان يطلب بعض ما يحتاج إليه من أمور حياته فقد استهدى ورقاً من بعض أصدقائه فكتب إليه:
    بي افتقار إلى اجتلاء ورق أمـ

    ليس كالماء، حبسه فيه يأسن
    فيحاكي ملاسةً ونقاء

    صفحات الخصيِّ قبل التغضن
    بل تظنُّ العيون أنّ أكفّاً

    لفقت سطحه من أوراق سوسن
    ولعمري ما كان يُغفل وصفي

    ورقَ الورد لو خلا من تلوُّن(28)
    أما المرأة في شعره فصورتها شاحبة فهي لم تتصدر مقدمات قصائده المدحية وهي- فيما سوى ذلك- تترجح بين صور متعددة فمن نسيب تقليدي يعتمد الثقافة المشرقية والمعاني القديمة كقوله:
    ولم أدر إذ زموا الهوادج بالضحى

    أطرفي أعمى أم نهاري مظلم
    فيا جفن عيني كيف تطمع في الهوى

    بنوم، ونوم العاشقين محرّم(29)
    أو المعاني المحدثة كقوله:
    يقولون كم تدعو إلى غير راحم

    وما كل من يشكو إلى الناس يرحم
    وددت بأن يرضى فإن جاد بالرضا

    تفكّر في ذنب المحب فيندم(30)
    ومن غزل يجنح إلى المبالغة والغلو كقوله:
    إذا جلت للورى الوجه الذي حسدت

    حب القلوب عليه ناظر المقل
    أغضوا ولولا تلالي بشره لحكوا

    موسى أوان تجلَّى النور للجبل(31)
    ومن أسلوب عذري ترفرف فيه المعاني الحزينة لأولئك العشاق:
    ومعتلة الأجفان ما زلت مشفقاً

    عليها ولكني ألذّ اعتلالها
    جفون أجال الحسن فيهن فترة

    فحلَّ عرى الآجال منذ أجالها
    فهل من شفيع عند ليلى إلى الكرى

    لعلي إذا ما نمت ألقى خيالها
    يقولون لي صبراً على مطل وعدها

    وما وعدت ليلى فأشكو مطالها
    وما كان ذنبي غير حفظ عهودها

    وطيّ هواها واحتمالي دلالها(32)
    ومن أسلوب مباشر يقترب من النثرية ويخلو أو يكاد من الصور الفنية:
    كان في كثرة العتاب دليل

    لي على أن من هويت ملول
    من نوى جفوة تقوّل في الحـ

    ـب على من يحبه ما يقول
    فاقطعي الوصل أو صلي فبقائي

    مع طول العتاب منك قليل
    واسلكي بي سبيل عروة إن لم

    يتجه لي إلى رضاك سبيل(33)
    ولعل الغرام جد به مرة وهو يمزح:
    واهاً لمتبول الفؤاد متيم

    جد الغرام به وكان مزاحا(34)
    كما تتبدى في شعره محبته للطبيعة في تصويره بعض مفاتنها الطبيعية كالورد يقول:
    كأن انتثار الطل في الورد أدمعٌ

    تبدّى على زهر الخدود انتثارها
    كأن جني الأقحوان بروضها

    ثغور العذارى حين راق أثغارها(35)
    وكالربيع بما يموج فيه من أزهار وأطيار في جنانه:
    أظن جنان الخلد جنَّت صبابة

    إليه فدارت حين طال انتظارها
    إذا ابتهل الحجاج بالشِّعب من منى

    وقد حان عن رمي الجمار انحدارها
    حكى هزج الأطيار ليلاً عجيجها

    ومستتر النوّار صبحاً جمارها(36)
    وتعود هذه الصورة الشعيرية الثرة مرة أخرى في وصفه السحاب والمطر والرعد:
    فكأن السحاب في الأفق ركب

    زمَّ أحداجه وصفَّ قطاره
    يذكر الغيث والرعود حجيجاً

    عج أصواته وبث جماره(37)
    واهتم الشاعر بوصف الطبيعة الصناعية فصور المباني والبساتين:
    ولما امترى في جنة الخلد بعضهم

    أقام لأبصار الجميع مثالها
    فللعين أنوار البساتين حولها

    وللسمع تفجير المياه خلالها
    كأن يواقيتاً أذيبت فأُشربت

    سطوح المباني صبغها وصقالها
    كأن حناياها الأهلَّة وافقت

    سعود المجاري فاستردت كمالها(38)
    وأبدع أيضاً في وصف المدن وترك لوحات رائعة الجمال، قال في وصف مدينة الزهراء التي اختطها الخليفة عبد الرحمن الناصر وعملها متنزهاً له:
    هذي مباني أمير المؤمنين غدت

    يزري بها آخر الدنيا على الأُوَل
    كذا الدراري وجدنا الشمس أعظمها

    قدراً وإن قصرت في العلو عن زحل
    لقد جلا مصنع الزهراء عن أثر

    موحِّد القدر عن مثل وعن مثَل
    فاتت محاسنها مجهود واصفها

    فالقول كالسكت والإيجاز كالخطل
    بل فضلها في مباني الأرض أجمعها

    كفضل دولة بانيها على الدول
    كادت قسي الحنايا أن تضارعها

    أهلة السعد لولا وصمة الأفل
    تألفت فغدا نقصانها كملا

    وربما تنقص الأشياء بالكمل
    أوفى سناها على أعلى مفارقها

    من لؤلؤ حاليات الخلق بالعطل
    كم عاشقين من الأطيار ما فتئا

    فيها يرودان من روض إلى غلل
    إذا تهادى حباب الحوض حثهما

    على التنقل من نهل إلى علل
    كأنما أفرغت ألواح مرمره

    من ماء عصراء لم يجمد ولم يسل
    أو قدَّ من صفحات الجو يوم صفا

    ورق من أجل كون الشمس في الحمل
    يزري برقة أبشار الخدود جرى

    ماء الحياء بها في ساعة الخجل
    إذا استوت فوقه زهر النجوم غدت

    تثور من مائه نار بلا شعل
    وإن حداه نسيم الريح تحسبه

    صفيحة السيف هزتها يد البطل(39)
    *وفاته:
    ذكر الحميدي أن الشاعر قد "مات قبل الأربعمئة"(40) من دون تحديد لسنة وفاته، ونقل عنه الضبي وابن سعيد(41) من دون زيادة.
    *شعره:
    يظهر مما سبق أن الشاعر متنوع الأغراض متعدد الموضوعات متقلب بين جد وهزل، وتبدو شخصيته واضحة في هزله، شاحبة، بل تكاد تكون غائبة في مديحه. وإذا كان ثمة من ملاحظات يسيرة تقيّد في هذا المقام فمنها أنه شاعر مقتدر على النظم بديهة وأنه طويل النفس في المديح، فقصائده طوال منها ما يزيد على الستين بيتاً(42)، وهو فيه يتجنب الغزل والنسيب يوطئ له بما يناسب أو يهجم على موضوعه مباشرة، وفي مدائحه ملامح مشرقية واضحة وتأثر بيّن بكبار الشعراء المشرقيين كجرير والفرزدق والمتنبي يتجلى في جزالة الألفاظ وفصاحتها وصحة المعاني ووضوحها واستمداد بعضها من القرآن الكريم وتراثية الصور وحرفيتها وقلة الصور الفنية عامة والمبالغة والتضاد وأسلوب العكس والتبديل كقوله:
    فما يضع الإدبار من أنت رافع

    ولا يرفع الإقبال من أنت واضع(43)
    كما كان ينظر إلى الشعر القديم نظرة ذي علق ويضمن بعضه في شعره كقوله:
    لقد حل بأس الله بالكرم الذي

    غدا وهو في حزب الضلال بلاقع
    فلو حله غيلان نادى طلوله:

    "هل الأزمن اللائي مضين رواجع"
    وما حجر النسر المنيع بزعمه

    منيع وهل حصن من الله مانع
    فلو طار فوق الأرض أو غار تحتها

    لما خال أن المنتأى عنك واسع(44)
    وقد تنبه بعض النقاد القدامى لإفادته من الشعراء المشارقة. فالحميري بعد أن ينقل أبياته الميمية يقول "نقل في هذه الأبيات معنى شعر ابن المعتز وكثيراً من لفظه وهو:
    اقرأ على الوشل السلام وقل له

    كل المشارب مذ هجرت ذميم"(45)
    أما سائر أغراضه فمتفاوتة بين جزالة ورقة، وبداوة وحضرية، ورفعة وشعبية، وواقعية ومبالغة، وغنى وفقر في الصور، وبساطة ومحاكمة عقلية وأندلسية ومشرقية أمثل لهذه الأخيرة بالسمة العذرية في غزله:
    يقولون لي صبراً على مطل وعدها

    وما وعدت ليلى فأشكو مطالها
    وما كان ذنبي غير حفظ عهودها

    وطيّ هواها واحتمالي دلالها(46)
    وبتأثره بمعاني الشعر المحدث المشرقي وصوره كتأثره بأسلوب صريع الغواني وابن المعتز وأبي نواس. ويقول د.فروخ "ولابن شخيص قصائد ومقطعات وفنونه: الوصف والغزل والمدح والهجاء وربما نحا نحواً بدوياً ونحواً سوقياً في هجائه"(47).
    تلك هي أهم سمات ما تبقى من شعر ابن شخيص ومن أغراضه فقد ذكر المترجمون أن "شعره كثير مشهور"(48) وأنه كان ينشد ويروى فالحميدي ينقل أبياتاً أنشدها له أبو محمد علي بن أحمد بن حزم كما كان له ديوان شعر ذكره ابن خير بسنده إلى مؤلفه ابن شخيص، قال: "شعر محمد بن مطرف بن شخيص في جده وإهزاله، حدثني به أبو عبد الله محمد بن معمر أيضاً عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي عن أبيه، قراءة عليه، عن ابن شخيص المذكور"(49) ولكن لم يَبْقَ له ذكر في برامج العلماء وفهارسهم فيما يلي ابن خير.
    وثمة إشارات كثيرة تدل على كثرة شعره وطول نَفَسه فيه فالحميري ينقل ثلاثة أبيات من شعره ويذكر أنه "في شعر له طويل"(50) وابن حيان يورد له قصائد طوالاً يخلل بعضها بما يدل على أنها أطول مما أوردها له، فيقدم لأولاها بأن الشعراء "أكثرت وجودت فكان من مختار ذلك قول محمد بن شخيص في شعر طويل له:
    بأيمن إقبال وأسعد طائر

    تباشير محتوم من الأمر واقع"
    ويذكر له (أربعةً وأربعين) بيتاً.
    وينتقي من الثانية مقاطع ويقدم لها "وظلت الخطباء والشعراء خلال ذلك ترتجل القول وتنشد الشعر فتكثر وتستجيد فكان من أحسن ذلك قول محمد بن حسين الطبني... وقول محمد بن شخيص في شعر طويل أوله:
    ألمّ بنا الأضحى فقلت له أهلاً

    وإن كان مولانا بما قلته أولى
    يقول فيها في ذكر جعفر بن علي....
    ومنها في ذكر ولده هشام....
    ومنها في ذكر غالب مولاه....
    وآخر هذا الشعر....
    وينتقي منها (أربعةً وعشرين) بيتاً.
    ويقدم للثالثة "وكان من أحسن ما أنشد الخليفة يومئذ قول الطبني... وقول محمد بن شخيص في قصيدة حسنة أولها:
    كاد أن يزحم الغدو العشي

    يوم وافاك للسلام الندي
    ثم يذكر في وسطها "ومنها في ذكر حسن بن قنون..." ويورد منها (اثنين وثلاثين) بيتاً ثم يقول "وهي طويلة".
    ويقدم للرابعة: "وقول محمد بن شخيص في قصيدة له حسنة":
    ولما جلاه البشر غيبه السنا

    كذلك قرص الشمس بادٍ مغيب
    ويورد له ثلاثة أبيات فقط.
    ويقدم للخامسة "وتلاه محمد بن شخيص الشاعر منشداً قائماً فقال:
    طلعت إلى الدنيا بسعد مقابل

    فأنسأَكَ الإقبال عاماً بقابل
    ويورد له (ستّةً وعشرين) بتياً.
    ويقدم للسادسة "وظلت الخطباء ترتجل والشعراء تنشد مسحنفرين على العادة فكان من أبرع من قام يومئذ منشداً شعره محمد بن شخيص سابق الحلبة فأنشد شعراً طويلاً حسناً له... فقال:
    لقد حل بأس الله بالكرم الذي

    غدا وهو في حزب الضلال بلاقع
    وذكر له عشرة أبيات فقط ويذكر بعد البيت السابع "ومنها في ذكر ابنه الأمير أبي الوليد هشام...".
    ويقدم للسابعة: "ثم قام بعده رسيله محمد بن شخيص منشداً شعراً مطولاً...
    أتم شعبان ما أبدا به رجب

    من قبل ما كانت الآمال ترتقب
    وفي أثنائه يعلق مرتين "وخرج إلى ذكر حسن وآله المقهورين فقال وأفحش...
    يقول فيها لطف الله به بمنّه..." ويورد له (ستةً وستين) بيتاً.
    ويقدم للثامنة: "وكانت الخطباء والشعراء خلال ذلك ترتجل وتنشد بين يدي الأمير أبي الوليد فتسحنفر وتجتهد فممن قام من الشعراء يومئذ بين يديه منشداً شعره محمد بن شخيص أطال وأجاد وكان أوله:
    أرى مشرق الدنيا يناقش مغربا

    على غرة لم تبق للظلم غيهبا(51)
    ويورد له (ثمانيةً وأربعين) بيتاً.
    تدل هذه الأقوال المأخوذة من قطعة من كتاب المقتبس لابن حيان وصلت إلينا على أن شعره كثير ولو وصل الكتاب إلينا كاملاً لوجدنا مزيداً من شعر ابن شخيص فشعره يرد في كل السنوات التي احتوتها تلك القطعة من 360 إلى 364 مرتين في الأغلب وتدل أيضاً على مكانة ابن شخيص وشعره فهو من أوائل المهنئين والمنشدين في حضرة الخليفة الحكم المستنصر، كما تصف جودة شعره فهو من "مختار" الشعر الذي ينشد "وأحسنه وأبرعه" وقصائده "حسنة" وأنه "أطال وأجاد" وأنه "سابق الحلبة". والوصف الأخير شبيه بوصف ابن حزم له بأنه "فحل يهاب جانبه وحصان ممسوح الغرة"(52).
    وأردف بإشادة الحميدي به وبشعره فقد قرَّظه فعرَّفه بقوله: "كان من أهل الأدب المشهورين من أعيان الشعراء المقدمين"(53).
    وأختم أخيراً بتنويه ابن سعيد به في قوله: "أحد مَنْ له البيت الرفيع والنظم البديع"(54).
    *الحواشي:
    (1)رسالة في فضل الأندلس لابن حزم (ضمن رسائله) ج2، تح: د.إحسان عباس. المؤسسة العربية للدراسات والنشر د.ت، 2/187-188، وانظر نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري. تح: د.إحسان عباس دار صادر 1988، 3/178.
    (2)جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي. الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966، ص91، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس للضبي. دار الكاتب العربي 1967، ص129، فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر بن خير الإشبيلي. دار الآفاق الجديدة، بيروت ط2، 1979-ص408 يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر للثعالبي. تح: محمد محيي الدين عبد الحميد دار الفكر، بيروت، د.ت. ص2/22 (ذكر اسمه محرفاً: محمد بن مطرق بن شخيص). الإحاطة في أخبار غرناطة، لسان الدين بن الخطيب، تح: محمد عبد الله عنان، مكتبة الخاجي 1974 مصر. 2/107.
    (3)انظر المغرب في حلى المغرب لابن سعيد الأندلسي، تح: د.شوقي ضيف، دار المعارف، مصر، ط3، 1978، 1/208. الروض المعطار في خبر الأقطار لابن عبد المنعم الحميري، تح: د.إحسان عباس، مؤسسة مؤسسة ناصر للثقافة، ط2، 1980-ص548. المقتبس في أخبار بلد الأندلس لابن حيان، تح: عبد الرحمن الحجي، دار الثقافة، بيروت 1983، 54، 59، 85، 95، 121، 137، 158، 231.
    (4)انظر البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري المراكشي. تح: ج.س كولان. إ.ليفي بروفنسال، دار الثقافة، بيروت، ط3- 1983، 2/240-241.
    (5)التشبيهات من أشعار الأندلس لابن الكتاني الطبيب، تح: د.إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، د.ت (مواضع متعددة).
    (6)ذكر ذلك الحميدي ص91 ونقل عنه الضبي ص129 وابن سعيد 1/208.
    (7)البيان المغرب 2/240.
    (8)المقتبس ص54.
    (9)تاريخ الأدب العربي، د.عمر فروخ، دار العلم للملايين، ط1، 1981، 4/329.
    (10)المغرب 1/208.
    (11)انظر المغرب 1/208، وهي المقطوعة رقم (11) في مجموع شعره بتحقيقي. طبع دار ابن القيم. دار شراع دمشق 1992م.
    (12)انظر البيان المغرب 2/240-241 وهما المقطوعتان (26-27) في مجموع شعره.
    (13)انظر المقتبس 54-59-85-95-121-137-158-231.
    (14)دولة الإسلام في الأندلس –الخلافة الأموية والدولة العامرية، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3- 1988، 1/2/70.
    (15)عصر الدول والإمارات- الأندلس. د.شوقي ضيف. دار المعارف 1989، ص139.
    (16)Hispano- Arabic, Poetrey, A.R. Nykl. Baltinore 1946, p. 43.
    (17)تاريخ الأدب العربي 4/329.
    (18)فهرست الشعراء في كتاب التشبيهات، ص332.
    (19)تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1984، 2/5/64.
    (20)فهرست ابن خيرن ص408.
    (21)جذوة المقتبس، ص91.
    (22)الروض المعطار، ص548 وهي المقطوعة (21) في مجموع شعره.
    (23)المقطوعة (23).
    (24)المقطوعة (24).
    (25)المقطوعة (22).
    (26)المقطوعة (8).
    (27)المقطوعة (3) البيت (45).
    (28)المقطوعة (25).
    (29)المقطوعة (20).
    (30)المقطوعة (19).
    (31)المقطوعة (18).
    (32)المقطوعة (14).
    (33)المقطوعة (12).
    (34)المقطوعة (4).
    (35)المقطوعة (6).
    (36)المقطوعة (5).
    (37)المقطوعة (7).
    (38)المقطوعة (15).
    (39)المقطوعة (17).
    (40)جذوة المقتبس، ص91.
    (41)بغية الملتمس، ص91، المغرب 1/208.
    (42)القصيدة رقم (2).
    (43)البيت(5) من المقطوعة(9).
    (44) المقطوعة (9).
    (45)الروض المعطار، ص548 ويعلق محقق الكتاب د.إحسان عباس بقوله: "هذا البيت وما بعده من أبيات ليست لابن المعتز وإنما هي لأبي القمقام الأسدي كما ذكر ياقوت (الوشل)، وحماسة أبي تمام شرح المرزوقي رقم 567، وإلى ذلك أشار بروفنسال في هامش الروض (النص العربي)".
    (46)البيتان الخامس والسادس من المقطوعة (14).
    (47)تاريخ الأدب العربي 4/329.
    (48)جذوة المقتبس، ص91.
    (49)فهرست ابن خير، ص408.
    (50)الروض المعطار، ص548.
    (51)المقتبس: 54-59-85-95-121-137-158-231. وانظر القصائد في مجموع شعره ذوات الأرقام: 10-13-28-1-16-9-2-3.
    (52)رسالة في فضل الأندلس 2/188.
    (53)جذوة المقتبس، ص91.
    (54)المغرب 1/208.


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    شعر تميم بن أبيٌ بن مقبل ـ دراسة أسلوبية

    http://www.yemen-nic.info/contents/s...il.php?ID=3248

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالباحث: أ / عادل صالح حسن نعمان القباطينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالدرجة العلمية: ماجستيرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيتاريخ الإقرار: 2004نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينوع الدراسة: رسالة جامعية
    الملخص :
    تميم بن أبي بن مقبل العجلاني واحد من الشعراء المخضرمين بين الجاهلية والإسلام من بني العجلان بن عبدالله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولا تعرف سنة ولادته ولا وفاته، وهو أحد المعمرين عاش 120 سنة نصفها في الجاهلية. تزوج امرأة أبيه في الجاهلية، فلما أسلم فُرق بينهما، وكان يحبها، ولم يزل يذكرها ويحن إليها حتى وفاته.
    جعله ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء الجاهليين، وأشار ابن النديم إلى أن القدماء وجهوا اهتمامهم إلى جمع شعره وشرحه، وذكر كثيراً منهم غير أن هذه الشروح لم تصل إلينا، وقد أشاد كثير من النقاد والشعراء القدماء بشعره من ذلك:
    ـ شهادة الأخطل أمام عبد الملك بن مروان بتقديمه شعر ابن مقبل على من سواه.
    ـ قال اليعقوبي عنه: ((من شعراء الجاهلية الفحول المتقدمين الذين أدركوا الإسلام))، وقال النهشلي عنه: ((من الشعراء الحذاق المجودين))، وعندما سأل مسلمةُ بن عبد الملك خالدَ بن صفوان أن يصف له الشعراء العشرة ذكر من بينهم تميم بن مقبل إلى جانب امرىء القيس والنابغة...الخ.
    غير أن المتتبع لحياة هذا الشاعر يلاحظ قلة المصادر التي تناولته، وقلة ما ذكر عنه، ويلاحظ أيضاً إكثاره من الغريب، وأسماء الأماكن، فأغلب ألفاظ ديوانه بحاجة إلى العودة للقواميس اللغوية؛ لمعرفة معانيها، ويرجع ذلك إلى حياته البدوية وتمثله لها في شعره.
    وأيضاً قلة الدراسات التي تناولت هذا الشاعر مثل دراسة الباحث /عبد الرحمن الفيفي (شعر ابن مقبل _ قلق الخضرمة بين الجاهلي والإسلامي _ دراسة تحليلية نقدية) وهي دراسة لم تتبع منهجاً معيناً وغلب عليها التركيز على الجوانب الاجتماعية والتاريخية، ولم تهتم باللغة الشعرية إلا في القليل.
    وتحاول هذه الدراسة قراءة شعر تميم بن أُبيّ بن مقبل معتمدة المنهج الأسلوبي، وقد يستعين الباحث ببعض المناهج النقدية التي تناولت الشعر الجاهلي إذا اقتضت الحاجة.
    والدراسة الأسلوبية أفادت من معطيات الدرس اللغوي وربطته بالنص الأدبي ، الذي هو نص لغوي في المقام الأول، عرضت له انزياحات معينة شكلت قيمته الجمالية، ومهمة الدارس الأسلوبي الكشف عن هذه القيم بالاعتماد على الظواهر اللغوية والبلاغية في النص.
    وعمدت في دراستي على الأسلوب منتحياً إلى جانب النص باعتباره بناء لغوياً تتعدد مستوياته وتتداخل فيما بينها، لتعكس رؤية الشاعر لذاته أولاً وللواقع من حوله ثانياً، وإعادة تقييم هذه الرؤية من وجهة نظره هو لا الواقع الحقيقي، بما يساعده على مواجهة ما يعترض طريقه و يقف حائلاً دون تحقيق التوازن النفسي مع العالم من حوله.
    ويعترض هذا النص انزياح عن النمط المألوف الذي ارتضاه علماء النحو والبلاغة إلى نمط آخر يحيل الخطاب العادي إلى خطاب فني أدبي، وبما يعرف بـ(الاختيار أو الانتقاء)، أي اختيار -الشاعر هنا- من صور الأداء اللغوي (مفردات اللغة وترتيبها...الخ) بما يناسب الموقف الذي يتخذه الشاعر ويوضح رؤيته للعالم من حوله.
    ولا يعني الانطلاق من النص ((إغفال أمر المبدع والمتلقي في الإبداع الأدبي ولكن معناه ألاَّ نعلق إدراكنا لطبيعة الرسالة وفنية أسلوبها على المبدع أو المتلقي فقط، فإذا كانت الرسالة وليدة لمبدعها وخالقها فإن الأسلوب هو وليد هذه الرسالة الذي له الأحقية في أن يأخذ خاصاً، بل ودراسة مستقلة)).
    إذ إن آليات تحليل النص وفق هذا المنهج تعمل على تفكيك البنى الداخلية للنص ودراسة علاقاتها الداخلية المتشابكة فيما بينها، ثم إعادة بناء هذا النص وفهمه للانطلاق إلى الخارج، إذ لا يمكن إغفال منظومة العلاقات فيما بين النص والخارج بما فيه الشاعر، فالنص الأدبي عادة ما يمثل رؤية الشاعر للعالم من حوله، ويعبر عن موقفه من الحياة والواقع المحيط به، ومهمة الدارس الأسلوبي كشف النقاب عن البنى التعبيرية والتصويرية التي تتشكل في نسيج من العلاقات المتشابكة، لإيضاح هذه الرؤيا دون فرض أفكار مسبَّقة على النص لمحاولة إثباتها.
    واعتمدت في هذا التحليل الأسلوبي على المزاوجة بين أسلوبيات عدة:
    أولها الأسلوبية الفردية القائمة على ربط علاقات التعبير اللغوي بالمبدع، وهذه الأسلوبية تبدأ باللغة وأساليبها المختلفة وتنتهي بنفسية الذات ورؤيتها للعالم من حولها.
    وثانيها الأسلوبية التعبيرية الوصفية التي تركز على اللغة وتحاول إبراز الملامح الأسلوبية في اللغة (مفردات، تراكيب، أصوات ...)؛ للكشف عن المضمون الوجداني، وبجانب ذلك تحاول هذه الدراسة الكشف عن القيم الجمالية في النص .
    وثالثها الأسلوبية الإحصائية التي تركز على دراسة الأسلوب إحصائياً؛ سعياً لتحقيق الموضوعية للدراسة.
    وتتكون دراستي من مقدمة وبابين وخاتمة و قائمة المراجع:
    يشتمل الباب الأول على ثلاثة فصول خصصتها للحديث عن تعالق الموضوع الشعري بالذات.
    في الفصل الأول تحدثت عن الطبيعة الحية موضحاً صفات هذه الطبيعة وتعالقها بالذات، فبدأت بالحديث عن الحيوان: الناقة والخيل وحمار الوحش وبقرة الوحش والظباء والنعام والذئب والوعل والأسد والكلب، ثم الطيور مثل القطا والبوم والهدهد والديك...الخ.
    وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن المرأة والظعائن: مكوناتها الجسمية وصفاتها ووصف رحلة الظعائن.
    وفي الفصل الثاني تناولت (الطبيعة الصامتة) وفيه تناولت الدهر والأطلال والقداح والماء و والجبال والرمال و الفلاة والمطر .
    وخصصت الفصل الثالث للحديث عن طبيعة الذات، حيث تبين أن للذات تجاه الموضوع طبيعتين: إحداهما الاستعلاء، والأخرى التضاؤل، وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن اغتراب الذات نتيجة عجزها عن مواجهة واقعها.
    أما الباب الثاني فأوضحت فيه (مستويات الصياغة):
    في الفصل الأول تناولت طرق تشكيل الخطاب الشعري موسيقياً في ديوان تميم ، فبدأت بالإيقاع الخارجي، بوصف البحور وأوزانها ثم القوافي وأنواعها وهي: المطلقة والمقيدة والمتدارك والمتراكب والمتواتر، وحروف الروي، وصفاتها ونصيب الأصوات العربية منها، وأوضحت طول مقاطع هذه البحور والقوافي وقصرها وعلاقة كل ذلك بالمعنى المقصود.
    ثم تناولت الإيقاع الداخلي فأوضحت الجناس و الترديد و الترصيع و التصدير والتكرار.
    ورصدت في الفصل الثاني (المستوى التركيبي) الظواهر التركيبية: التقديم والتأخير، الحذف، والاعتراض، والاستفهام، والأمر.
    أما الفصل الثالث (مستوى الصورة) فبدأت بتفصيل الحديث عن التشبيه: أدواته وأنواعه الواردة في الديوان وهي: المجمل المرسل، والمفصل المرسل، والبليغ، والتمثيلي، ثم تحدثت عن الاستعارة المكنية والتصريحية، وأيهما أكثر شيوعاً المرشحة أم المجردة، واختتمت الاستعارة بالحديث عن تشخيص الاستعارة.
    ثم انتقلت للحديث عن المجاز المرسل وعلاقاته الواردة، والمجاز العقلي والفرق بينه وبين المجاز اللغوي وعلاقاته الواردة في الديوان.
    وأخيراً تحدثت عن الكناية، وأنواعها: كناية عن صفة وكناية عن موصوف.
    واختتمت البحث بخاتمة اشتملت على المحاور الأساسية، وأبرز النتائج التي توصل إليها البحث. ثم قائمة المصادر و المراجع وفهرست عام للموضوعات.
    وأما عن مصادر البحث ومراجعه فقد اعتمدت على ديوان الشاعر تحقيق / عزة حسن، وهو المصدر الأول للبحث، وتوزعت بقيتها بين: كتب البلاغة العربية كدلائل الإعجاز وأسرار البلاغة والمثل السائر...الخ، وكتب المحدثين خاصة ما يتعلق بالأسلوبية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي أشارت إلى الشاعر كالفهرست والأعلام.
    واعترافاً بالجميل وإقراراً بالفضل لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر إلى استاذَيَّ: الأستاذ الدكتور/ محمد أحمد النهاري، المشرف الرئيس على الرسالة، والذي لم يأل جهداً في إرشادي وتوجيهي طيلة فترة الدراسة، فكان - بحق - أخاً فاضلاً وأستاذاً موجهاً، شدَّ من أزري كلما وهنت عزيمتي.
    والأستاذ الدكتور/ عبد الله حسين البار، المشرف المشارك على الرسالة؛ لدعمه وتشجيعه المستمرين طيلة فترة الدراسة.
    ولا يفوتني أن أشكر جميع أعضاء قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وكل من مديد العون لإنجاز هذا البحث.
    وأخيراً أتمنى أن أكون قد وفقت في بحثي هذا، فإن أصبت فبتوفيق من الله تعالى، وإن قصرت فمن نفسي.
    (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ([8])).
    ([1]) طبقات فحول الشعراء، ابن سلام الجمحي، قرأه وشرحه/ محمود محمد شاكر، مطبعة المدني- القاهرة، د.ط، د.ت،1/143،150.

    ([2]) الفهرست ابن النديم، مكتبة خياط، بيروت لبنان، د. ط، 1964، 224.

    ([3]) العمدة، ابن رشيق القيرواني، تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط5 1981، 1 /97.

    ([4]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، مكتبة النهضة بغداد، ط1، 1970،1/312.

    ([5]) أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، تصحيح وتعليق/ السيد محمد رشيد رضا، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ط1، 1409ـ 1988، ص 148، 149.

    ([6]) الأعلام، الزركلي، بيروت - لبنان، ط3،1969- 1970، 2/166.

    ([7]) البلاغة والأسلوبية، محمد عبد المطلب، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، ط1، 1994م، ص264.

    [8]) ) سورة البقرة آية 286
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    شعر تميم بن أبيٌ بن مقبل ـ دراسة أسلوبية

    http://www.yemen-nic.info/contents/s...il.php?ID=3248

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالباحث: أ / عادل صالح حسن نعمان القباطينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالدرجة العلمية: ماجستيرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيتاريخ الإقرار: 2004نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينوع الدراسة: رسالة جامعية
    الملخص :
    تميم بن أبي بن مقبل العجلاني واحد من الشعراء المخضرمين بين الجاهلية والإسلام من بني العجلان بن عبدالله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولا تعرف سنة ولادته ولا وفاته، وهو أحد المعمرين عاش 120 سنة نصفها في الجاهلية. تزوج امرأة أبيه في الجاهلية، فلما أسلم فُرق بينهما، وكان يحبها، ولم يزل يذكرها ويحن إليها حتى وفاته.
    جعله ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء الجاهليين، وأشار ابن النديم إلى أن القدماء وجهوا اهتمامهم إلى جمع شعره وشرحه، وذكر كثيراً منهم غير أن هذه الشروح لم تصل إلينا، وقد أشاد كثير من النقاد والشعراء القدماء بشعره من ذلك:
    ـ شهادة الأخطل أمام عبد الملك بن مروان بتقديمه شعر ابن مقبل على من سواه.
    ـ قال اليعقوبي عنه: ((من شعراء الجاهلية الفحول المتقدمين الذين أدركوا الإسلام))، وقال النهشلي عنه: ((من الشعراء الحذاق المجودين))، وعندما سأل مسلمةُ بن عبد الملك خالدَ بن صفوان أن يصف له الشعراء العشرة ذكر من بينهم تميم بن مقبل إلى جانب امرىء القيس والنابغة...الخ.
    غير أن المتتبع لحياة هذا الشاعر يلاحظ قلة المصادر التي تناولته، وقلة ما ذكر عنه، ويلاحظ أيضاً إكثاره من الغريب، وأسماء الأماكن، فأغلب ألفاظ ديوانه بحاجة إلى العودة للقواميس اللغوية؛ لمعرفة معانيها، ويرجع ذلك إلى حياته البدوية وتمثله لها في شعره.
    وأيضاً قلة الدراسات التي تناولت هذا الشاعر مثل دراسة الباحث /عبد الرحمن الفيفي (شعر ابن مقبل _ قلق الخضرمة بين الجاهلي والإسلامي _ دراسة تحليلية نقدية) وهي دراسة لم تتبع منهجاً معيناً وغلب عليها التركيز على الجوانب الاجتماعية والتاريخية، ولم تهتم باللغة الشعرية إلا في القليل.
    وتحاول هذه الدراسة قراءة شعر تميم بن أُبيّ بن مقبل معتمدة المنهج الأسلوبي، وقد يستعين الباحث ببعض المناهج النقدية التي تناولت الشعر الجاهلي إذا اقتضت الحاجة.
    والدراسة الأسلوبية أفادت من معطيات الدرس اللغوي وربطته بالنص الأدبي ، الذي هو نص لغوي في المقام الأول، عرضت له انزياحات معينة شكلت قيمته الجمالية، ومهمة الدارس الأسلوبي الكشف عن هذه القيم بالاعتماد على الظواهر اللغوية والبلاغية في النص.
    وعمدت في دراستي على الأسلوب منتحياً إلى جانب النص باعتباره بناء لغوياً تتعدد مستوياته وتتداخل فيما بينها، لتعكس رؤية الشاعر لذاته أولاً وللواقع من حوله ثانياً، وإعادة تقييم هذه الرؤية من وجهة نظره هو لا الواقع الحقيقي، بما يساعده على مواجهة ما يعترض طريقه و يقف حائلاً دون تحقيق التوازن النفسي مع العالم من حوله.
    ويعترض هذا النص انزياح عن النمط المألوف الذي ارتضاه علماء النحو والبلاغة إلى نمط آخر يحيل الخطاب العادي إلى خطاب فني أدبي، وبما يعرف بـ(الاختيار أو الانتقاء)، أي اختيار -الشاعر هنا- من صور الأداء اللغوي (مفردات اللغة وترتيبها...الخ) بما يناسب الموقف الذي يتخذه الشاعر ويوضح رؤيته للعالم من حوله.
    ولا يعني الانطلاق من النص ((إغفال أمر المبدع والمتلقي في الإبداع الأدبي ولكن معناه ألاَّ نعلق إدراكنا لطبيعة الرسالة وفنية أسلوبها على المبدع أو المتلقي فقط، فإذا كانت الرسالة وليدة لمبدعها وخالقها فإن الأسلوب هو وليد هذه الرسالة الذي له الأحقية في أن يأخذ خاصاً، بل ودراسة مستقلة)).
    إذ إن آليات تحليل النص وفق هذا المنهج تعمل على تفكيك البنى الداخلية للنص ودراسة علاقاتها الداخلية المتشابكة فيما بينها، ثم إعادة بناء هذا النص وفهمه للانطلاق إلى الخارج، إذ لا يمكن إغفال منظومة العلاقات فيما بين النص والخارج بما فيه الشاعر، فالنص الأدبي عادة ما يمثل رؤية الشاعر للعالم من حوله، ويعبر عن موقفه من الحياة والواقع المحيط به، ومهمة الدارس الأسلوبي كشف النقاب عن البنى التعبيرية والتصويرية التي تتشكل في نسيج من العلاقات المتشابكة، لإيضاح هذه الرؤيا دون فرض أفكار مسبَّقة على النص لمحاولة إثباتها.
    واعتمدت في هذا التحليل الأسلوبي على المزاوجة بين أسلوبيات عدة:
    أولها الأسلوبية الفردية القائمة على ربط علاقات التعبير اللغوي بالمبدع، وهذه الأسلوبية تبدأ باللغة وأساليبها المختلفة وتنتهي بنفسية الذات ورؤيتها للعالم من حولها.
    وثانيها الأسلوبية التعبيرية الوصفية التي تركز على اللغة وتحاول إبراز الملامح الأسلوبية في اللغة (مفردات، تراكيب، أصوات ...)؛ للكشف عن المضمون الوجداني، وبجانب ذلك تحاول هذه الدراسة الكشف عن القيم الجمالية في النص .
    وثالثها الأسلوبية الإحصائية التي تركز على دراسة الأسلوب إحصائياً؛ سعياً لتحقيق الموضوعية للدراسة.
    وتتكون دراستي من مقدمة وبابين وخاتمة و قائمة المراجع:
    يشتمل الباب الأول على ثلاثة فصول خصصتها للحديث عن تعالق الموضوع الشعري بالذات.
    في الفصل الأول تحدثت عن الطبيعة الحية موضحاً صفات هذه الطبيعة وتعالقها بالذات، فبدأت بالحديث عن الحيوان: الناقة والخيل وحمار الوحش وبقرة الوحش والظباء والنعام والذئب والوعل والأسد والكلب، ثم الطيور مثل القطا والبوم والهدهد والديك...الخ.
    وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن المرأة والظعائن: مكوناتها الجسمية وصفاتها ووصف رحلة الظعائن.
    وفي الفصل الثاني تناولت (الطبيعة الصامتة) وفيه تناولت الدهر والأطلال والقداح والماء و والجبال والرمال و الفلاة والمطر .
    وخصصت الفصل الثالث للحديث عن طبيعة الذات، حيث تبين أن للذات تجاه الموضوع طبيعتين: إحداهما الاستعلاء، والأخرى التضاؤل، وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن اغتراب الذات نتيجة عجزها عن مواجهة واقعها.
    أما الباب الثاني فأوضحت فيه (مستويات الصياغة):
    في الفصل الأول تناولت طرق تشكيل الخطاب الشعري موسيقياً في ديوان تميم ، فبدأت بالإيقاع الخارجي، بوصف البحور وأوزانها ثم القوافي وأنواعها وهي: المطلقة والمقيدة والمتدارك والمتراكب والمتواتر، وحروف الروي، وصفاتها ونصيب الأصوات العربية منها، وأوضحت طول مقاطع هذه البحور والقوافي وقصرها وعلاقة كل ذلك بالمعنى المقصود.
    ثم تناولت الإيقاع الداخلي فأوضحت الجناس و الترديد و الترصيع و التصدير والتكرار.
    ورصدت في الفصل الثاني (المستوى التركيبي) الظواهر التركيبية: التقديم والتأخير، الحذف، والاعتراض، والاستفهام، والأمر.
    أما الفصل الثالث (مستوى الصورة) فبدأت بتفصيل الحديث عن التشبيه: أدواته وأنواعه الواردة في الديوان وهي: المجمل المرسل، والمفصل المرسل، والبليغ، والتمثيلي، ثم تحدثت عن الاستعارة المكنية والتصريحية، وأيهما أكثر شيوعاً المرشحة أم المجردة، واختتمت الاستعارة بالحديث عن تشخيص الاستعارة.
    ثم انتقلت للحديث عن المجاز المرسل وعلاقاته الواردة، والمجاز العقلي والفرق بينه وبين المجاز اللغوي وعلاقاته الواردة في الديوان.
    وأخيراً تحدثت عن الكناية، وأنواعها: كناية عن صفة وكناية عن موصوف.
    واختتمت البحث بخاتمة اشتملت على المحاور الأساسية، وأبرز النتائج التي توصل إليها البحث. ثم قائمة المصادر و المراجع وفهرست عام للموضوعات.
    وأما عن مصادر البحث ومراجعه فقد اعتمدت على ديوان الشاعر تحقيق / عزة حسن، وهو المصدر الأول للبحث، وتوزعت بقيتها بين: كتب البلاغة العربية كدلائل الإعجاز وأسرار البلاغة والمثل السائر...الخ، وكتب المحدثين خاصة ما يتعلق بالأسلوبية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي أشارت إلى الشاعر كالفهرست والأعلام.
    واعترافاً بالجميل وإقراراً بالفضل لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر إلى استاذَيَّ: الأستاذ الدكتور/ محمد أحمد النهاري، المشرف الرئيس على الرسالة، والذي لم يأل جهداً في إرشادي وتوجيهي طيلة فترة الدراسة، فكان - بحق - أخاً فاضلاً وأستاذاً موجهاً، شدَّ من أزري كلما وهنت عزيمتي.
    والأستاذ الدكتور/ عبد الله حسين البار، المشرف المشارك على الرسالة؛ لدعمه وتشجيعه المستمرين طيلة فترة الدراسة.
    ولا يفوتني أن أشكر جميع أعضاء قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وكل من مديد العون لإنجاز هذا البحث.
    وأخيراً أتمنى أن أكون قد وفقت في بحثي هذا، فإن أصبت فبتوفيق من الله تعالى، وإن قصرت فمن نفسي.
    (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ([8])).
    ([1]) طبقات فحول الشعراء، ابن سلام الجمحي، قرأه وشرحه/ محمود محمد شاكر، مطبعة المدني- القاهرة، د.ط، د.ت،1/143،150.

    ([2]) الفهرست ابن النديم، مكتبة خياط، بيروت لبنان، د. ط، 1964، 224.

    ([3]) العمدة، ابن رشيق القيرواني، تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط5 1981، 1 /97.

    ([4]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، مكتبة النهضة بغداد، ط1، 1970،1/312.

    ([5]) أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، تصحيح وتعليق/ السيد محمد رشيد رضا، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ط1، 1409ـ 1988، ص 148، 149.

    ([6]) الأعلام، الزركلي، بيروت - لبنان، ط3،1969- 1970، 2/166.

    ([7]) البلاغة والأسلوبية، محمد عبد المطلب، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، ط1، 1994م، ص264.

    [8]) ) سورة البقرة آية 286
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    عرضت لي وساوس لو أصابت
    ع رضت لي وسا وسن لو أصابت = 1 3 2 3 3 2 3 2
    ع رضت لي وسا وسُ لو أصابت = 1 3 2 3 11 2 3 2

    العروض التفعيلي يجيز ( وساوسُ = 3 1 1 ) وهي ممنوعة من الصرف يجوز صرفها ( وتنوينها ) للضرورة.

    يقول د. مصطفى حركات أن ( مستعلن كما مستفعل ) في الخفيف على اختلافهما مجرد تنظير لا واقع له في الشعر.

    وتنوين وساوس ضرورةً لمن يستريح لهذه القراءة دليل على قول د. حركات.

    شكرا لك أستاذتي والله يرعاك.

  7. #7
    ريمة الخاني
    دراسات مهمة لشعراء ربما لم يأخذوا نصيبهم من الشهرة رغم اجادتهم
    تحيتي
    ظميان غدير

المواضيع المتشابهه

  1. مدينة الضياع
    بواسطة عبدالله باسودان في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-30-2015, 09:41 AM
  2. صباح الخير (228)نادي الضياع!!!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-31-2013, 08:31 PM
  3. نرحب بالاستاذ/عبدالجبار عزالدين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-08-2010, 06:28 PM
  4. هذه سنــــــــــــــــ الضياع ـــــــــــــــــوات
    بواسطة كرم المصرى في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-20-2009, 04:01 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •