منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    حبه لجارية طريقه للجنة

    انتقل معكم إلى بلد بعيد و زمن أبعد. رحلة طويلة, نقطع خلالها طريقاً طويلاً . حتى نصل إلى مدينة (نسا) التابعة لسمرقند, لنتكلم عن الفضيل بن عياض الذي أمضى شبابه فتكاً و بطشاً ,يقطع الطريق ,و يسلب أموال الناس في مفازة ما بين منطقة (أبيورد) و (مرو) حتى عرفت تلك المنطقة باسمه, وغدت مرعبة,يهابها المجتازون و التجار, كان ينفق الأموال التي يسلبها في سبيل متعته و أهوائه. وفي تلك الحياة التائهة, لقي جارية فأحبها و تعلق قلبه بها,فشغله عن اهتمامه بقطع الطريق. وراح يرسم الخطط للقائها بدلاً من رسم الخطط اللازمة لقطع الطرقات. لقد أسدل الحب بينه وبين المعصية ستاراً ينسيه ظلمات الليالي التي كان يترصّد فيها لعباد الله لترويعهم وسلب أموالهم.وذات ليلة راح يفكر في الخطة التي ينبغي أن يهتدي إليها للقاء محبوبته و إطفاء جذوة اشتياقه الشديد لها.و أخيراً قرر أن ينتظر إلى الهزيع الأخير من الليل,حيث يخلد كل الناس إلى النوم, ثم يمضي إلى بيت محبوبته, يتسلق الجدار ,وذلك في ساعة محددة تنتظره فيها,اتجه لتنفيذ خطته ووصل إلى دار الجارية تحت جنح الظلام,في تلك الساعة اقترب من الجدار, وتسلقه,ووقف يلقي السمع إلى أي صوت يمكن أن يبلغ أذنه. وإذ به يسمع قارئاً يرتل القرآن في جوف الليل يتلو قوله تعالى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) الحديد
    وفي تلك اللحظة تحرر قلبه من كل الرعونات وتساقطت الأغشية التي غلفته بغلاف القسوة تحت تأثير الحب, الذي سرى في أنحائه فما إن طرقت سمعه هذه الكلمات الربانية الفياضة بالحب و العتب الرقيق حتى سرت منها شعلة إلى قلبه الذي صقله الحب وهذبه الوجد.فعاد من حيث أتى . دعا أصحابه, وقال لهم : إني تائب إلى الله عن قطع الطريق , فهلاّ تبتم قالوا أجل تبنا . وأخذ يطلب العلم على أيدي كبار العلماء حتى أصبح علماً يشار إليه,وارتقى في مدارج العلم والمعرفة حتى أصبح من الأبدال الّذين حدّثنا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم,فقال: " الأبدال في هذه الأمة أربعون كلما مات واحد منهم خلفه غيره." هكذا كانت قصة توبة الفضيل بن عياض. لقد كان الحب هو الذي مهد الطريق إلى التوبة.بتجربته للحب تحول من شاب مسرف على نفسه, معرض عن ربه إلى عابد عالم زاهد. مقبلاً على الله بكل كيانه.هكذا كان نصيب الفضيل من الحب,التوبة والصلاح. وأعود بكم الآن إلى وقتنا الراهن وما يجره الحب من معاص ومآس, و انحدار في الأخلاق,طيش شبابنا,ولهاثهم وراء سراب الشهوة الخادع الّذي يوردهم موارد الهلكة, ويقزّم شخصياتهم,ويسلب النخوة من رؤوسهم,ويجعلهم عبيد أنفسهم.
    فهلاّ تنبّهوا وانتفضوا انتفاضة الفضيل بن عياض رضي الله عنه.وانطلقت حناجرهم بتوبة روحها الصدق مع الله لعلّه سبحانه يمنّ عليهم فيخرجهم من ذلّ العبوديّة للنفس,فيرقى بهم إلى رتبة العبودية لذاته العلية.عندها يصبحون أحراراً تحت سلطان العبودية لله وحده,وتلك غاية ما بعدها غاية.

  2. #2

    رد: حبه لجارية طريقه للجنة

    العبودية لله قمة الحرية فالعلاقات الانسانية اثبتت فشل دوامها ونجاحها على المدى الطويل عموما لنزغات الشاطين والانانية وغيرها
    واهلا بنص جديد يحمل من المعاني السامية الكثير
    تحيتي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. مليئة أنا بحزنك
    بواسطة رنوة في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-09-2014, 10:37 AM
  2. أمينة
    بواسطة سعيد سبت في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-23-2012, 09:51 PM
  3. الشاعرة أمينة المريني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-20-2010, 12:04 PM
  4. الأرصاد تطمئن : إعصار الصومال عبارة عن منخفضات مدارية
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-23-2010, 04:24 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-16-2010, 07:07 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •