مــوســـى
عليه السلام
بسم الله الرحمان الرحيم
{ وأوحينا الى أم موسى ان ارضعيه.. فاذا خفت عليه
فألقيه في اليم...و لاتخافي و لاتحزني..انا رادوه اليك ..
وجاعلوه من المرسلين }
صدق الله العظيم
في مساء ٍ..
هدهد النيلُ سبات النائمين.ْ..
وتناجت من خلال الضفتين الشرفاتْ...
و تجلى البدر يهفو... للنخيل الباسقات.ْ..
....أزعج الحلم مهادًا...
فتلظى القصر هما و سهادًا...
ماجت الاركان.ُ.واصطفت جموع الناصحين.ْ..
أقبل الكاهن يسدي النصح.َ.. يرمي الرازحينْ...
-أيها السيد المعبودُ...
من بني يعقوبَ يذوي العرشُ
تشتد أعاصيرُ السنينْ...
* * *
ذات فجـــر.ٍ..
وضعت أمٌ وليدا في ديار النازحين.ْ..
ضمّها الرعبُ من السفكِ...
فاستوتْ...
لتناجي من يناجىَ كل حين.ْ..
وارتوت في العمق نداء و أطياف يقينْ...
لا تخافي ...
أرضعيـــــهِ...
واسلكيه لهفة ً- في اليم ِّ- يطويها الحنين..ْ.
فإذا الوجد على اليم رغيدً..
أترع القصرَ بعزم الموقنين.ْ..
عـــــــــاينوهُ ...
- هذا لقط ٌمن بيوت النازحين.ْ..
- قتـّـلـــــــــــوه.ُ..
هكذا البطشُ ترنـــــّـــمْ...
فانبرت سيدة القصر بلطف.ٍ..
- سيــدي.....
هبه لي قرة َ عيني...
سأغذيه بعطفي... سوف ينمو..
صادق الخطو على الدرب الأمينْ...
...سبَحت في عالم البأس أغاريدُ الحنين.ْ..
و تداعى البطش لحنا يتغنّى للوليد.ْ..
و بكى الطفلُ...
أمـّت القصرَ جموع ُالمرضعات.ْ..
و أبى الطفلُ..
فإذا الأم تعيد الوجد ضما للوجودْ...
- أيْ بنيْ...
....أيها السر الدفين.ْ..
هكذا شاء القديرْ...
أن يـُربى الشبل في ذاك العرين.ْ..
فإذا فرعون يبني حتفه عَبرَ السنينْ...
أي حتــــم .ٍ..
خطه الإعصار في عمق الجبين.ْ..
* * *
و قضى موسى بقصر المُلك عمرًا...
ناعم العيش يلبـّيه الرخاء.ْ..
..همست في ليلة أروقة القصرِ...
أذنب الشبلُ...أساءْ...
هبّ عصفٌ في دياجير المساءْ..
وحوت موسى دروبُ القفر يقتات الضناءْ..
فهفته ’’ نغمة ٌ’’ في ماء مدينَ..و حياه الرعاء.ْ..
و سعتْ للوالد ِالشيخ..
قال يا موسى بلغت المرتضى...
لك في مدينَ أهلٌ..و أمالٌ..و بناء.ْ
...وارتعى موسى لبضـع ٍمن سنينْ...
ثم طاب العود لنيلٍ.. لأهلٍ..
عايشوا الدهرَ عذابا و عناء.ْ..
أذن الشيخ للركب أن يطوي الفيافي..
وافر الزاد و موفور الدعاء.ْ..
....و سرى موسى بأهلهْ...
فرأى من جانب الطور ضياء..ْ.
قال يا أهلي امكثوا قد آنست نارا..
علني أجد على النار هدى..
و سعى للجانب الأيمن من طور سيناءْ...
فإذا الآفاق يضفيها السناء.ْ..
وإذا الدنيا صفاءْ
وإذا الكون أرا جيح نداءْ...
ايه يا موسى...وما أغلى اللقاء.ْ..
عذبة ترنيمة المولى..
و منال رحمة الرحمان وغنم الاصطفاءْ....\
{يتبع}
{ جزء من سيرة موسى عليه السلام }
{ من ديواني مواكب النور}
عبد الله المؤدب البدروشي