منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    رجل أعيته إمرأة ( صريعٌ في أسحار الأرق ) !

    رجل أعيته إمرأة ( صريعٌ في أسحار الأرق ) !

    يُزيحُ الصّمت ضمَاد الكِتمَان , كـ طفلٍ سَقط و قَامَ يَنفِض مَا عَلِق بِـ جَبينهِ ذرّات الغبارِ .
    و تَنسَابُ حَفنَةٌ مِن شُهبِ الحُروف لِـ تَملأ جِدار القَلب الجَانبي , دُون تضخّم فِي أزِقّة الضّجيج .
    و الصّمتُ لا يَزال السّيد الذي إن أمرَ تَنثَنِي لهُ حِكايات الأنين , و يتسلل الخَوف فِي عَرش الألم .
    وَابلٌ مِن حُرقَةِ الإنتِظار , يَرجُمُ مَا تبقّى مِن أشلاء " حيّة " هُناك فِي طرف البَاحة الخَاصّة !
    إمرَأة !

    من النّورِ رسَمت أنوثَتهَا عَلى المُحيط الذي يَحتوي عَالمِي .
    انتهَكت أروِقَة القَلب دُونَ استئذانٍ و بَعثرَت رَحِيقها السّحرِي دُونَ إكتِرَاثٍ لِـ قَلبٍ أنهَكهُ الوَجع .
    جنونٌ كـ جُنونِ البَحرِ عِندمَا تتلاطَم أموَاجه ذَاتَ غضَب .
    نتأَ الفُؤَادُ بِـ مُقلَتَيْهَا وَ أنَاخَتُ المشَاعِر بِـ رُكُوبَة الأوجَاعِ عَلى بَابِ دَارِهَا
    و أَيقَنتُ حِينها أنّ الدُّموعَ سَـ تَستَبِيحَ مَا نَتأَ مِن وَجنةٍ قَد زَارَها لَمُوعَاً مِن بسَاتِينٍ نعَف !

    إمرَأة !
    بِـ هُدوئها ضوضاء الطّفولة , يَنحني قُرصُ الشّمس عِندما تتألّم مِن نُعومة العَذاب .
    وَضعت فِي خزَائِنِ العَقل مَا تُبَعثِرهُ مِن أشياء ( ذات الصّباح ) , كمَا تضَع وُرودها فِي حقائِبها .
    تَقفِزُ ألوَاح القٌلوبِ عِندمَا تتمَايل عَلى جُسورِ شُيّدت مِن ( وَرقٍ و حِبرٍ أسوَد ) .
    و يَستَديرُ فلك الأروَاحِ إذا غرّدت بِـ تأتأةِ الكَلِمَات , و تَستَفيقُ القبُور حِين بُكائها , لِـ تصلّي القبور أن تَحتَضِن مَن كَان سَبباً فِي دُموعِها .
    إمرَأة !
    تَلفُّ بِـ ثِيابها عَالم الظّمأ , لِـ تُزهِر سَرائرهِ و تُثمِر أغصَان حَدائقهِ و تُغدِقُ السّماءَ ثلجٌ أزرَق !
    تَجُوبُ قِفاراً و تَبكِي غيُوم الرّحيلِ لِـ تَذرِفَ مَا بِـ طيّاتِها مِن ( طهَارة المَاء ) عَلى صَدرِ الصّحراء .
    بِـ كيَانِها أعجُوبَات الكَونِ , قَد زُرِعَت فِي أحدَاقِها اثنا عشَر كوكباً , و فِي جَبينها شَمساً سَاجِدَة .

    إمرَأةٌ مِنَ السّماء , وُلِدَت مِن رَحِيقِ الوَردِ , و نَكحهَا طُهر الطّفولة لِـ يَبقى ( حَارِساً مدى نَبض طفولتها ) .
    إمرَأةٌ تَزورُنِي مِن بَعيدٍ , و تأخُذَنِي إلى حَيثيّات البَقاء دُون رَغبةٍ فِي العَودَة إلى وَاقع الحيَاةِ .
    مِن خَطيئَةِ الحُزنِ , أن تَشهَقُ و كَـ أنّ البَردَ لا يَرى جسَداً غَيرَ هَذا الجسَد , يَعشَقُها البَردَ و يُبكِيها .
    تنَامُ عَلى أرجُوحَة الأحلام , و يَنامُ مَعها الكَون لِـ يَرى مَدى برَاءَة بَارقاتِ أحلامها البَيضَاء .
    و تُرَاقِصُ أفكَار مَن يَئِسَ مِنْ إختلاقِ زَيف الأمَاني , لِـ يَرقُد فِي ضَريحِ الوَجع إلى الأبَد , إلى الأبـــــــد .

    و إنّي أرَانِي صَرِيعاً فِي مُقتَبلِ الأيّامِ , أعِيشُ عَلى أمَلِ مَوعدٍ يَصنَعهُ القَدر لِـ أحكِي مَدى فَداحَة المُعاناة التي نَقشَتها سَاعات الإغتِراب . و أُرَاقِصُ إشتِيَاقِي كُلّ لَيلَةٍ فِي الجَناح الثالث و العِشرين مِن سَلفِ اللقاء .
    خمُولٌ , بَل تجمّدٌ قَد طَغى عَلى قِطعَةٍ يَستَرِقُها السّمع مِن سِحرِ سَمائِها .
    و يَهتِفُ الحَنينُ حِينمَا تَغوصُ عينيّ فِي عُمق قَهوَتِي , و أرَى مَنظُومَةً مِن دِفء الذّكريات , و تَسطَعُ إشرَاقات الذّكرياتِ مِن سَطح الكَوبِ , و يَتّضِح لِي بَعدَ جُهد السّفر أنّ تِلك الإشراقات ( إنعكَاس بَرِيق الدّموع التي تَسكُن عينيّ ) .

    و يَصعَدُ بِي القَدر إلى أن ألتَقِي بِـ طَيفِها فِي الجَناح ( السّادس و العِشرين ) لِـ أحكِي لِـ حُضورِ تَصويرها عَن روَاياتِ رَجُلاً تلقّى مِن هَذا الجَناح ( صَفعة حُزن ) , و لمَاذا عَاشت فِي هَذا الجَناح , و هِيَ ترَى أنّها لَم تَخونُ و تَصرُخ عِندمَا أحدهم يَتحدّث عَن الخيَانة , و لأنّها تَعيشُ مَع ذاتِها تَظنُّ أنها لَم تَخون نَفسها !
    و فِي هَدأةِ البُكَاءِ , تَرنُو مَعزُوفَة الشّكوى , لِـ تَضعَف عَزائِمي و أشدُو بِـ هِيامِ ليالٍ قَد خلَت .
    و أجِدُها كَـ طِفلَةٍ فقَدت دُميتها و فجأة وجَدتها !
    تَضحَك ( عَلى استحيَاء ) و خَليطُ الدّموع الطّــــاهِر , يُدَاعِبُ شَفتيهَا .
    و أرحلُ مِن إنزلاقاتِ الغضَب إلى مَدينة الألم , و أمشي فِي شوَارِعِها و أسكُبُ مِن إفرَازاتِ دَمعِي مَا تَنمُو بهِ حَدائقٍ غنّاء .
    و مِن طُرقَاتِ هَذهِ المَدينَة , إلى أنقاضِ غُربَتِي , التي لا تَزالُ رَكائز أوجَاعها تتسللُ إلى دَاخلِي .
    و أبقى فِي الجَناح السّادس و العِشرين , إلى فَترةِ الأسحَارِ , لِـ أبقى فِي مكَانِي صَريعُ الأرَقِ .



    24/7/2009
    2/8/1430
    ياسر المعلا

  2. #2
    ياسر المعلا

    نص جميل وبوح خلاب

    تحيتي

    ظميان غدير

المواضيع المتشابهه

  1. المالح ظريف دمشقي رائحة الشواء تحرك معدته!
    بواسطة د.أنس تللو في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-19-2016, 06:01 PM
  2. الأرق ومعصرات الكتابة
    بواسطة عبد الرزاق أبو عامر في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-04-2015, 07:43 AM
  3. أفضل الطرق لعلاج الأرق عالمياً :
    بواسطة د.إيهاب الدالي في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-24-2013, 01:37 AM
  4. (( خـــنجـــر الأرق ))
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 10-07-2009, 02:58 PM
  5. أشجار الحنين
    بواسطة نورا خليف في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-13-2008, 09:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •