كنت أتابع التلفاز طوال 4 ساعات متواصلة وكأنه أتابع فلم عالمي ولا أريد أن تفوتني لقطة من الحدث
والحقيقة أنا كنت أتابع المظاهرات ، وقد تمنيت كثيراً أن تتخلل المشاهدة بعض فقرات إعلانية كي أذهب إلى الحمام ,أو أتناول قليلاً من الطعام والشراب ، لكن الأحداث والتغطيات كانت متواصلة ومباشرة من الحدث إلى المشاهد .
فجأة جاءت جدتي ذات ال87 ربيعاً وقالت ما بك ، وجهك مثل الفلفلاية صاير ، ضحكت على هذا الوصف وقلت لها هذا من جراء الرئيس فهو سيرحل قريباً فالمظاهرات ستجبره على التنحي ويمكن سيحاكمونه بتهمة الفساد .
أنا أكملت مفردة الفساد وإذا بصفعة قوية تأتي من هذه الجدة العجوز إلى خدي الأيمن أدركت ساعتها مغزى هذه الصفعة .
وقلت لها :لماذا هذه الصفعة
قالت : حتى تتكلم بأدب عن والدك .
قلت : والدي ! ، أنا تكلمت عن الرئيس .
قالت : نعم والدك ووالدي أيضاً .
قلت :كيف يكون والدك وأنتِ بعمر 87 يا جدة ، شو هو كم عمره .
قالت الجدة : أنتم شباب هذا الوقت متسرعين في الحكم على الآخرين حتى أنتم قد تسرعتم في الحكم على الرئيس .
ضحكت بقوة على جملتها الأخيرة وقلت تأكيداً لكلامها حتى لا تصفعني مرة أخرى : نعم يا جدة معك حق هؤلاء متسرعين وهؤلاء طائشين فعلاً
وأنا سأصبر على الرئيس وأمدد له 20 سنة أخرى فالفترة التي حكم البلاد فيها كانت غير كافية .
الجدة : دعني أقول لك سر حبي للرئيس ، قلت هاتي ما عندك .
قالت : أنا كنت أحب شاب وهو أيضاً يحبني وهذا الشاب كان مسيحي وأنا مسلمة ومن المستحيل أن تكون النهاية سعيدة .
وذات يوم جاء الرئيس في زيارة إلى مدرستي الثانوية .. ، أنا ضحكت وقلت لها يا جدة أنتِ بعمر 87 وتقولي الرئيس جاء لمدرستك وأنتِ طالبة
يعني كان عمرك لا يتجاوز 15 والرئيس كان عايش ، هل قصدك جاء والد الرئيس أو جد الرئيس .
قالت : لا هو الرئيس نفسه ، فقلت في نفسي معقولة الرئيس قبل 70 سنة كان يحكم ، ولا توجد فيه أي شيبة في شعره !!
قلت لها وأنا أكتم ضحكة كبيرة : أكملي يا جدة الحكاية مشوقة .
قالت : عندما جاء الرئيس للصف الذي أدرس فيه قال هل تود مشكلة عند أي طالبة ، وسرعان ما رفعت يدي وحكيت له حكاية حبي
لهذا الشاب المسيحي ، عندها ابتسم الرئيس وقال سيكون لكِ هذا الشاب ودون أي مشكلة .
وفي اليوم التالي أصدر مرسوم وفيه يجوز للمواطن أن يدين بديانتين معاً يعني المسلم يستطيع أن يأخذ ديانة أخرى والعكس لبقية الأديان .
ضحكت وقلت لها يا جدة ما بكِ ما تقولينه لا يحدث حتى في الأساطير ولن يحدث فالديانة هي واحدة ولكل مواطن مذهب يدين به فكيف يجمع بين
أكثر من معتقد ، وعند وصولي إلى حرف الدال في معتقد وإذا بالصفعة الثانية تأتي لخدي الأيسر.
قالت أستغفر ربك يا ابن الكلب ، هل تشكك في قدرة الرئيس على سن القوانين .
وأنا لأتدارك الصفعة الثالثة قلت : معاذ الله واستغفر الله ربي أنني قد شككت في لحظة من اللحظات على قدرة الرئيس .
يكفي أن يكون له هذا العمر الطويل في الحكم منذ أن كانت جدتي طالبة في المدرسة الثانوية وإلى الآن يحكم .
ملاحظة /
علمت بعدها بأن جدتي كانت تعاني من الزهايمر واختلقت حكاية الديانة ، وحبها للشاب المسيحي .
</b></i>