ويتفكرون... أفلا يتدبرون..

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

لحظة تأمل وتدبر

في لحظة تفكر وتأمل استغرقت في تكوين أصغر كائن حي يؤلف حجراً أساسياً من أحجار هذا الكون الجسدي الهائل وهو ما يسمونه "الخلية" ..
من حيث الوظيفة العامة تقوم هذه الخلية بعملها وهي حية كسائر الأحياء وتؤدي الوظيفة المطلوبة منها بحسب موقعها وتخصصها فالخلية الجلدية تقوم بالحماية الميكانيكية والخلية البيضاء اللمفاوية تقوم بالدفاع الخلطي.. والخلية القلبية تقوم بالضخ الديناميكي للدم إلى سائر أنحاء الجسم والخلية العصبية العليا تقوم بجمع المعلومات وإصدار الأوامر ...
وبحسب العمل والجهد المبذول يتم استهلاك الطاقة وإفراغ نواتج الاستقلاب ، ومن أهم هذه النواتج التي تعتبر بعرف علم الأحياء نفايات سامة يجب التخلص منها عبر منافذ الجسم الإطراحية غاز أساسي خطر تقوم عليه حياة الإنسان ... ألا وهو غاز ثنائي أكسيد الكربون CO2 .

يا إلهي .. غاز خطر وتقوم عليه حياة الإنسان ؟!!
كيف يكون ذلك ؟

يكون الخطر إذا زاد أو نقص إنتاج مقدار هذا الغاز عن حد معين . فهو الغاز الذي يتفاعل مع الماء فيشكل حمض الكربون الهام في إعطاء الدم درجة حموضته أو قلائه . فإذا زادت هذه الدرجة عن مجالها المقرر أو نقصت فإن الحياة تنتهي ..
إذن لا بد من حساب الكميات التي يجب إنتاجها من الخلايا ... يجب حساب الكمية انطلاقاً من إنتاج الخلية الواحدة .. ويختلف هذا الإنتاج من خلية لأخرى .. فكيف يتم الحساب الإجمالي لعدد من الخلايا مجهول بالنسبة لنا ..
هل تعلم كم عدد خلايا جسمك ؟ .. الخلايا الداخلة في الإنتاج وتفاوت الإنتاج ..
هل يمكن لآلة حاسبة مهما عظمت أن تحتمل الرقم الذي يمكن تصوره إذا علمت أن قطرة الدم الواحدة تحتوي على ستة ملايين كرية حمراء وعشرة آلاف كرية بيضاء .. ومئات الألوف من الصفيحات .. كم قطرة دم في جسمك ؟!!
هذا كله مطلوب في الحساب للحفاظ على درجة الحموضة في جسد واحد .. فكيف يتم الحساب لمليارات الأشخاص من البشر على وجه الأرض وهم بأعمار مختلفة ومنهم خارج الأرحام وآخرون داخلها ومنهم من هو نائم وآخر يبذل الجهد وكل منهما يحتاج لحساب مختلف ..
هذا الحساب لا يقبل الخطأ ، فأي خطأ بسيط سينهي الحياة على وجه الأرض ...

هل هذا معقول أم أنه مبالغة ؟

إن ثبات ميزان هذا الغاز في الدم يوجب طرح الزائد منه مع التنفس في عملية التبادل الغازي .. وإذا كان ناقصاً يجب إدخال كمية إضافية مع الغاز أو الحث على إنتاج المزيد منه من الخلايا ..
وإنَّ التوازن الداخلي الغازي يتناسب مع الميزان الغازي الخارجي في الجو فإذا زادت هذه الكمية أو نقصت تأثر الوسط الداخلي للأحياء كلها ..
هل تعلم علامَ يعتمد التوازن الخارجي لهذا الغاز ؟
إنه يعتمد على إنتاج الخلايا النباتية له ليلاً واستهلاكه نهاراً بعملية التمثيل الضوئي .. فيجب إذاً حساب كافة أعداد الخلايا الداخلة في العمليات الحسابية من خلايا النبات على وجه الأرض .. وما من ورقة تسقط إلاَّ وتخرج من الحساب .. ولا ورقة تلد وتنمو إلا وتدخل في الحساب ..
تصور هذه العملية الديناميكية في الحياة والموت وعلاقة ذلك بحساب هذا الغاز ...
والشمس مهمة إذن في استهلاك هذا الغاز .. وهذه ناحية مهمة في فكرة التوحيد .. فخالق الشمس هو ذاته خالق النبات ولو اختلف خالق كل منهما لما توافقت العلاقة الضرورية لثبات ميزان قيمة هذا الغاز في الجو ..
هذا هو الخالق الواحد السريع الحساب .. وبسرعة وسعة لا يمكن تصورها..
ونحن ننام ونأكل ونضحك دون أن نعلم بأمر هذه العمليات الحسابية التي تتم في كل لحظة
كل يوم هو في شأن ...

والله سريع الحساب .

هل عرفت كم يحبك هذا الذي لا ينام وهو قائم على بقاء حياتك ...

أتدري لماذا يقوم بذلك ؟

لتعرفه وتسعد بمعرفته .. دون مقابل ..

هل عرفت الآن الواحد الأحد القيوم الودود السريع الحساب ؟!!

هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم

هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ..

هل لك أن تتأمل في خلقك وحب خالقك لك وتسخيره كل شيء من أجلك ؟

الحمد لله ..

ولكن أكثر الناس لا يعلمون

[ريمه الخاني]

يكون الخطر إذا زاد أو نقص إنتاج مقدار هذا الغاز عن حد معين . فهو الغاز الذي يتفاعل مع الماء فيشكل حمض الكربون الهام في إعطاء الدم درجة حموضته أو قلائه . فإذا زادت هذه الدرجة عن مجالها المقرر أو نقصت فإن الحياة تنتهي ..

سبحان الله
ويعبث الغرب عن طريق افلامهم باكثر الاوتار حساسية وهي العقيدة ومن يتابع ؟ الناشئه
كل الامتنان دكتور

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

سبحان الله
ويعبث الغرب عن طريق افلامهم باكثر الاوتار حساسية وهي العقيدة ومن يتابع ؟ الناشئه
كل الامتنان دكتور

صدقت أختنا الأديبة الشاعرة الفاضلة المربية..
بارك الله بك..
أرغب في الحث على عبادة التفكر الذاتي.. فهي الإيمان الراسخ الذي ينشئ العلاقة بين العبد وربه
أخوكم ضياء الدين