================================================== ==========
عودة وعودة ....
حرصت على أن يكون كلامها قليلا لتنال إعجاب جدتها ، تحرص بشدة على طاعة والدتها لتنال إعجابها ، صبغت شعرها أشقر لتنال إعجاب زوجها ،حرصت على أن تظل رشيقة جدا لتنال إعجاب زميلاتها بالعمل، تسافر دوما لبريطانيا لتنال إعجاب أفراد عائلتها ، تجيد فن إلقاء النكت لتنال إعجاب شقيقاتها ، تعلمت اللغة الفرنسية لتنال إعجاب زوجات أصحاب زوجها من الأطباء .
سافرت مع زوجها بعثة لاستراليا لمدة خمس سنوات .
عاشت فترة حرمان شديد و ضياع ،وجدت نفسها وحيدة مع نفسها التي لم تعرفها من قبل ولم تحبها ، زاد وزنها ، كثر نومها ،و المشاكل بينها وبين زوجها صارت لا تطاق ، طلبت الطلاق وعادت تبحث عن معجبيها باستماتة،لقد ذهبوا لغيرها !!
عادت لنفسها عودة متأخرة ،فلم تجد شيئا !! ...!==============
================================================== ==================
أمان وأمان !!
عملا معا كشقيقين وصاحبي ورشتي لتصليح السيارات ،عرض الكبير على شقيقه الهجرة لكندا ، رفضت زوجة الصغير لا أطيق البعد عن لبنان ، بحرها وجبلها ، سهلها وجردها ، الجلوس على شرفة منزلنا لشرب القهوة تعادل كندا وأمريكا معا !في تلك البلاد لا أمان، فالغربة قاتلة ، والأهل بعيدون ،وبصراحة أخاف على بناتي الأربع من غربة الدين ،وإذا ضاع الدين فلا أمان !!
اقتنع برأيها ،رضخ لها ، هاجر الكبير لأمريكا ، عمل مشروعا ناجحا ،درس أولاده في أفضل الجامعات، وتدربوا في أفضل النوادي .
الصغير بنى فيلا عامرة في دوحة الحص، وضع ملايينه بالليرة اللبنانية ،مستثمرا ، يتجول ما بين الجبل وبيروت بسيارته المرسيدس الفارهة ، يقضي جل وقته بلعب الورق ،والتسكع بمقاهي بيروت ، اشترى لكل ولد من أولاده سيارة بي إم دبليو .
فجأة انهارت الليرة ،لم يصدق، قال سترتفع مرة أخرى فهي عملة قوية جدا ،استمرت الخسارة ،واستمر عدم التصديق ،حتى ، صار سعر الليرة بخسا ، ملاينه صارت لا تساوي شيئا ، باع الفيلا والسيارات ، صار على الحديدة ،شعر بخوف شديد وضياع ، أصيبت زوجته باكتئاب ،شعر بغربة كبيرة وسط أهله الشامتين بفقره وفشله ،المحذرين له عن كثرة بذخه ، و مصروفاته ،أصرت عليه بضرورة الهجرة !
طلب من شقيقه الكبير العون، أرسل له تكاليف الهجرة سرا إلى أوروبا الشرقية ومنها إلى السويد !!حتى يعيش بأمان
================================================== ===============
==
المهم والأهم !!!!!.
ركز كثيرا في غربته على عمله ،غرس ذلك في نفوس أطفاله، رمى بولدين عند جدتهما حتى يتفرغ وزوجته لعملهما ليلا ونهارا ، ، كبر بالعمر زادت التزاماته ،يجتمع مع أولاده الغارقين بالعمل كما يفتخر، في شاليه صيفا ولفترة قصيرة جدا ، يسافر لفرنسا أو أمريكا لقضاء أعماله التي لا تنتهي ،يردد دوما عملي هو شريان حياتي ، مرض ،اقترب من الموت لم يجد أحدا ليتفرغ للعناية به إلا شقيقه الموظف الحكومي المتقاعد ،قال لأولاده أنا بخير لا داعي للقلق ،يقول لشقيقه مرددا: عندما أتعافى علي السفر، لدي أعمال كثيرة يجب الانتهاء منها !يمسك بلف بصعوبة، يغلبه ألمه ينام ..
أرسل العم برقية لأولاده، والدكم يحتضر،تعالوا لرؤيته قبيل وفاته ! اتصلوا بوالدهم ، قال لهم: سأسافر الخميس القادم من أجل عملي!لا تأتوا أبدا،أنا سآتي لزيارتكم في جولة من أجل أعمالي !
بعد يومين ، مات بهدوء ،وحيدا مع شقيقه !
وصل أولاده ، اجتمعوا في المطار ،مع والدتهم،المشغولة ، من بلاد عديدة ،انتابتهم الحيرة والخجل، اكتشفوا أن والدهم مات وحيدا ،كل واحد منهم نظر لأخيه وأخته .. لا أحد مع أبي؟؟
حضروا مجلس العزاء بعد الدفن،كالأغراب تماما ، دخلوا غرفته وجدوا بجوار سريره تذاكر السفر!وجدول أعماله !
================================================== ============================