مصطلحات بلاغية

[ريمه الخاني]

مصطلحات بلاغية
(مقتبسة من مجلة الفيصل العدد الأول -رجب 1398 يونيو /يوليو 1978)
الألف:
الاستعارة:
هي نقل العبارة عن موضع استعمالها في أصل اللغة إلى غيره لغرض يقصده المتكلم , وهذا الغرض إما أن يكون شرح المعنى
وفضل الإبانة عنه أو تأكيده والمبالغة فيه, أو الإشارة إليه بالقليل من اللفظ , أو تحسين المعرض الذي يبرز فيه ,
ولولا هذه الصفات التي يجب أن تتوفر بوضوح في الاستعارة لكانت الحقيقة أولى منها استعمالا ومما ورد منها في القرآن "
يوم يكشف عن ساق " وهي أبلغ مما لو قلنا : يوم يكشف عن شدة الأمر.
ومنها في قول الرسول الكريم "أكثروا من ذكر هادم اللذات ".
وقول الحجاج :" دلوني على رجل سمين الأمانة أعجف الخيانة".
************
يتبع

[ريمه الخاني]

ب
البديع :
استعمله الأصمعي وابن المعتز وأبو هلال العسكريمرادفا المصطلح البلاغة , ثم خصصع السكاكي بالمحسنات اللفظية كالسجعوالجناس والطباق والتورية وماشاكلها من فنون ,وهي علم الصنعة الزخرفية التي تتصل بالمستوى الحضاري للعصر
ومستوى الذوق والثقافة للشاعر , ومن خلاله نستطيع الحكم على درجة أ وتخلف الصياغة الشعرية عند الشعار او البيئة او العصر , كما نستطيع الحكم على مدى ذوق وثقافة المرأة من خلال نوعية الزينة التي تتحلى بها.
*******

[ريمه الخاني]

ث
التثليم
وهو ان تتحكم أوزان العروض في ألفاظ الشاعر , فيضطر إلى ثلمها والنقص منها ليستقيم له الوزن كقول أميه بن أبي السلط:
لاأرى من يعينني في حياتي=غير نفسي إلا بني إسرال
أي بني إسرائيل
وكقول علقمة بن عبدة:
كأن أبريقهم ظبي على شرف=مقدم بسبا الكتان ملثوم
*******
أراد : بسبائب الكتان , محذوف للعروض

[ريمه الخاني]

ج
الجناس
هو أن يتفق اللفظان في أربعة أشياء , في نوع الحروف وعددها وهيئتها وترتيبها ,كما في قوله تعالى "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة"فيعد ان نقرأ كلمة (الساعة) الأولى,
وهي بمعنى يوم القيامة ,ونفهم معناها ونعيش في جرسها ثم تأتي(جملة : يقسم المجرمون مالبثوا غير)نفاجأ بلفظ ( الساعة)الأخرى وكأنها تخدعنا عن أنفسنا وتوهمنا انها الكلمة الأولى, ولكن الحقيقة إنها أتت بمعنى مغاير , اتفق الحرف والجرس واختلف المعنى, وينقسم وينقسم الجناس إلى إلى تام وهو ما استوفى الشروط الأربعة السابقة, وناقص وهو ماتخلف عنه شرط منها كقول البحتري:
لئن صدفت عنا فربت أنفس=صواد إلى تلك الوجوه الصوادف
********

[ريمه الخاني]

د
التدبيج
من دبج المطر الأرض إذا زينها , من الدبج وهو النقش , والتدبيج في البلاغة أن تطابق بين كناب\يتين او توريتين, وتدبيج الكنابة كقول أبي تمام في رثاء محمد بن حميد الطوسي:
تردى ثياب الموت حمرا فما أتى=لها الليل إلا وهي من سندس خضر
فالطباق بين حمر وخضر والأول كناية عن القتل والثاني كناية عن دخول الجنة-غنما جعل من أقسام الطباق لدخوله في تعريف الطباق لما بين الألوان من التقابل.
ومن تدبيج التورية , قوله الحريري : " فمذ أزور المحبوب الأصفر واغبر العيش الاخضر , اسود يومي الأبيض وأبيض فودي الأسود ,حتى رثى لي العدو الأزرق فيا حبذا الموت الاحمر"فللمحبوب الأصفر معنيان :
أحدهما قريب غير مراد وهو إنسان ذو صفرة , وثانيهما , بعيد مراد وهو الذهب , وقد اشتمل كلام الحريري على تدبيج بالكناية , لأن خضرة العيش كناية عن طيبه ونعومته , واغبرار ه كناية عن قلته ونقصانه وسواد يومه كناية عن حزنه وبياض فوده كناية عن رقة حاله.
********

[ريمه الخاني]

ت
التشبيه:
ويستخدم في تقريب الصورة او توضيحها او اختصار الحديث عن أجزائها فالليل كالموج , والخد كالتفاخ والألفاظ كالدرر , وقد يستعملون الصورة التشبيهية بلا أداة فيقولون :
"انت كالنجم في ضيائك" وقد يحذفون وجه الشبه بين المشبه والمشبه به فيقولون "انت عمري" وأبرعه ما صور ذات المتكلم وأعطى المشبه حقه من الوضوح والتأثير ومنح المتلقي القدرة على فهمه وذوقه والاستمتاع به, قال تعالى " وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام" ومنه التشبيه المفرد والمركب والضمني والمقلوب, ومنه البليغ الرائع والساذج القريب , وكلما كان بعيدا كان أبلغ.
*****

[ريمه الخاني]

ح
حسن التعليل
ان ينكر الشاعر صراحة او ضمنا علة الشيئ المعروفة , ويأتي بعلة طريفة تناسب الغرض الذي يقصده , كقوله الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير=عرفت بها عدوي من صديقي
وقول الآخر:
أرى بدر السماء يلوح حينا=ويبدو ثم يلتحف السحابا
وذاك لأنه لما تبدى=وأبصر وجهك استحيا وغابا
*********
خ
التخيير
وهو ان يأتي الشاعر ببيت يسوغ ان يقفى بقواف شتى , فيتخير منها مرجحة على سائرها بالدليل , تدل بتخيرها على حسن الختياره , كقول الشاعر:
إن الغريب الطويل الذيل ممتهن=فكيف حال غريب ماله قوت
فإنه يسوغ أن يقول :
فكيف حال غريب ماله حال , ماله سبب , ماله نشب , ماله خطر , ماله احد, وإذا نظرت إلى قوله( ماله قوت) وجدتها أبلغ من الجميع وأدل على الفاقة وامس بذكر الحاجة وأشجى وادعى فلذلك رجحت.
******

[ريمه الخاني]

********
ذ
التذييل
هو غعادة الألفاظ الترادفة على المعنى بعينه حتى يظهر لمن لم يفهمه ويتوكد عند من فهمه , ومنه قول الحطيئة:
قوم هم الانف والأذناب غيرهم=ومن يقيس بأنف الناقة الذنبا
فاستوفى المعنى في النصف الاول وذيل بالنصف الثاني.
******
ر
الترشيح
هو ان يؤتى بكلمة تعمل على إيضاح المقصود من الكلام غن كان تورية او طباقا او ستعارة, فالأشعث بن قيس كان أبوه يحوك الشمال التي واحدتها شمله, فقال فيه علي كرم الله وجهه "وهذا كان أبوه ينسج الشمال باليمين" فإنه لو قال ينسج الشمال بيده او ينسج الشمال وسكت
لم يكن في لفظه الشمال تورية, اليمين ليرشح لفظ الشمال للتورية.
ومثله في الطباق قول المتنبي:
خفوق قلبٍ لو رأيت لهيبه=ياجنتي لظننت فيه جهنما
فقوله "ياجنتي" رشحت لفظ " جهنم" للمطابقة , وقس على هذا في بقية الفنون.
*******

[ريمه الخاني]

ز
الازدواج
هو ان يتوفر للجملة كلمتان او اكثر على وزن واحد , وقد نجمع الكلمتان إلى الاتفاق في الوزن اتحادا في الحرف الأخير.
ومثال اتفاق الوزن , قول بعضهم : اصبر على حر اللقاء .
ومضض النزال , وشدة الجلاد , ومداومة المراس , فكلها على وزن " فعال" ومثال اتتفاق الوزن والحرف الاخير قوله تعالى :
والعاديات ضبحا , فالموريات قدحا , فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا".
*****
س
السجع
إذا كانت الكلمة تتكون من حروف فإن كل حرف يعتبر وحدة صوتيةphoneme ومن الحرف مع غيره من الحروف تتكون الكلمة التي هي مقطع صوتي , وينتهي المقطع الصوتي عند آخر وحدة له أو آخر حرف , فإذا اتفقت وحدتان صوتيتان في كلمتين في جملة كونتا مايسمى بالسجع , مثال ذلك:
قوله تعالى:" فإذا فرغت فانصب , وإلى ربك فارغب " فالسجع جرس موسيقي متكرر , نغمة مترددة .
فإذا تناسبت مع الموضوع قوة وهدوءا كانت العبارة بليغة , فالخيل المندفعة إلى المعركة , فالخيل المندفعة إلى المعركة وصوت الجلبة والضجيج يتناسب معها قوله تعالى:
"والعاديات ضبحا , الموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا " والإقناع الهادئ للدلالة على قدرة الحق تبارك وتعالى يتناسب معه " الرحمن" علم القرىن , خلق الإنسان.
*********

[ريمه الخاني]

ش
الإشارة
وهي ان يكون اللفظ القليل مشارا به معان كثيرة , بإيماء إليها ولمحة تدل عليها, وذلك كقوله تعالى " إذايغشى السدرة ما يغشى" وحين تقول لأحدهم اتعيرني وأنت أنت؟ وتتطاول عليّ وأنا أنا والله إنك لمغرور.
*********
ص
صحة الأقسام
وهي أن يبتدئ الشاعر فيضع أقساما فيستوفيها ولايغادر قسما منها , مثال ذلك قول نصيب , يريد أن يأتي بأقسام جواب المجيب فيقول:
فقال فريق القوم : لا , وفريقهم:
فليس في الأقسام الإجابة عن مطلوب إذا سئل عنه غير هذه الأقسام وهكذا , على ألا يكون هدفا وعلى أن يأتي طوعا.
******