منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    الحمد في معجم معاني كلمات القرآن

    الحمد
    الحمد تعبير عن تمام معاني النعم والخير وهكذا كملت وتمت في النبي الأمي محمد صلى الله وبارك عليه وعلى آله وسلم معاني الفضل والخير والبركة امتلاء فاض فلم يبق معه موضع أو موطئ للشر والسوء وسيبعث رب العالمين عبده محمدا قبل انقضاء الدنيا مقاما محمودا لا يتأتى معه ذمّه أو النيل منه .
    وغفل المنافق الممكن في الأرض عن حمد الله ، فأحب أن يحمد بما لم يفعل ، فرحا بسلوكه وعمله ، وليته تعلم الإنصاف من الكتاب المنزل فلم يكلف رعيته بحمده على نيته وتسويفه بالإصلاح كما هو مفصل في آخر سورة آل عمران .
    ويوم ينفخ في الصور ويدعو الداعي أهل القبور سيستجيبون بحمد الله استجابة كاملة لا يعتريها ضعف أو نقص ، إذ قد تم إحياء كل ميت حياة تامة وتجددت قوى أجسامهم وليخرجوا سراعا من القبور يتبعون الداعي إلى حيث يقوم الناس لرب العالمين .
    ويسارع من يسبّح بحمد الله إلى البراءة من الشرك والمعصية إلى الإقرار بحمد الله ذي النعم الظاهرة والباطنة ومنه تسبيح الرعد بحمد الله ، وتسبيح الملائكة براءة من متمكن يفسد في الأرض ويسفك الدماء ، وتسبح المخلوقات غير الإنس والجن بحمد الله براءة من شرك ومعاصي الثقلين .
    وبينته في مادة التسبيح .
    وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن ﴿ الحمد لله ﴾ حيث وقع في الكتاب المنزل فإنما لبيان نعمة هي من وعد الله وعد بها من قبل قد تمت ونفذت يوم نزل القرآن أو لبيان نعمة هي من وعد الله سيتم نفاذه في الدنيا أو في الآخرة .
    ومن الأول قوله :
    ـ ﴿ فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ﴾ الأنعام
    ـ ﴿ فإذا استويت أنت ومن معك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ﴾ الفلاح
    ـ ﴿ الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ﴾ إبراهيم
    ـ ﴿ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ﴾ الكهف
    ـ ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ﴾ الأنعام
    ولا يخفى أن جميعه مما مضى وانقضى .
    ويعني حرف الأنعام أن قطع دابر القوم الذين ظلموا من قوم نوح والأحزاب من بعدهم هو مما وعد الله به رسلهم نوحا وهودا وصالحا ولوطا وشعيبا وموسى وقد تمت النعمة به على المؤمنين فليحمد المسلمون بألسنتهم وليعملوا شكرا بسائر جوارحهم .
    ويعني حرف الفلاح أن الله وعد نوحا أن ينجيه هو ومن معه من الطوفان وأمرهم بحمده إذا تم الوعد به ، ويدل على الوعد به قوله ﴿ ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ﴾ هود ، يعني تمسك نوح بوعد الله أن ينجيه ومن معه ظنا منه دخول ابنه في من معه .
    ويعني حرف إبراهيم أن الله قد استجاب دعوة إبراهيم ﴿ رب هب لي من الصالحين ﴾ وبشره بغلامين صالحين هما إسماعيل وإسحاق كما هو معلوم من بشارته هو وزوجته بإسحاق الغلام العليم على ألسنة ضيفه الملائكة المكرمين ، ومعلوم في سورة الصافات من بشارته بغلام حليم وهو إسماعيل كما في حرف مريم الذي وصف إسماعيل بأنه كان صادق الوعد ، ولم يتضمن تفصيل الكتاب المنزل وعدا من إسحاق وإنما من إسماعيل إذ قال : ﴿ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾ وقد صدق وعده كما هي دلاله إسلامه كأبيه كما في قوله جل جلاله ﴿ فلما أسلما ﴾ .
    ويعني حرف الكهف أن الله قد وعد أنبياءه من قبل أن سينزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الكتاب ومن ذلك الوعد قوله تعالى في القرآن بعد كل من التوراة والإنجيل ﴿ فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ﴾ وقد نفذ الوعد وتم يوم كان القرآن يتزل .
    وتعني فاتحة الأنعام أن الله وعد بعض ملائكته ولعلهم الذين يحملون العرش ومن حوله من الملائكة المقربين أن يخلق السماوات والأرض وأن يجعل الظلمات والنور ولا يخفى نفاذ الوعد وتمامه وأن العرش وما حوله فوق السماء السابعة .
    ومن وعد الله الذي سيتم نفاذه في الآخرة قوله :
    ـ ﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ﴾ لقمان
    ـ ﴿ ولئن سألتهم من نزّل من السماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ﴾ العنكبوت
    ـ ﴿ وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ﴾ الزمر
    ويعني حرف لقمان أن الله الذي خلق السماوات والأرض سيخلق مثلهم ليوم البعث أي بعد إعدامهما فلا يبقى منهم شيء وعدا منه سيتم نفاذه بحمد الله ولو جهله أكثر الناس .
    ويعني حرف العنكبوت أن الله الذي نزّل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها وعد بإحياء الموتى يوم البعث وسيتم بحمد الله ذلك الوعد ولو كذّب الذين لا يعقلون .
    ويعني خاتمة الزمر أن جميع موعودات الله عن اليوم الآخر ستتحقق كلها .
    ومن وعد الله الذي سيتم نفاذه في الدنيا قوله :
    ـ ﴿ وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ﴾ النمل
    ـ ﴿ فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ﴾ غافر
    ـ ﴿ قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ﴾ النمل
    ـ ﴿ وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ﴾ خاتمة الصافات
    ـ ﴿ الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ﴾ فاطر
    ويعني آخر النمل أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوته القرآن سيتم بعدها نفاذ وعد الله بإنزال الآيات الخارقة للتخويف والقضاء يراها الناس فيعرفونها بالقرآن ولا ينكرونها .
    وحرف النمل هذا ﴿ وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ﴾ من المثاني مع حرف ثاني غافر ﴿ ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون ﴾ أي لا تنكرونها بل تعلمون وتوقنون أنها من عند الله وليست مفتراة
    تلكم الآيات الخارقة المعجزة للتخويف والقضاء في آخر أجل الأمة سترى بالأعين يقظة وجهرة ، وكذلك حيث وقعت في القرآن تعدية الرؤية إلى الآيات فإنما المرئي هو الآيات الخارقة لسنن الكون ونظام الحياة فيه كما في المثاني :
    ـ ﴿ وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ﴾ البقرة
    ـ ﴿ لنريك من آياتنا الكبرى ﴾ طه
    ـ ﴿ وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ﴾ الزخرف
    ـ ﴿ ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ﴾ طه
    ـ ﴿ لنريه من آياتنا ﴾ الإسراء
    ـ ﴿ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ﴾ النجم
    وقد رأى فرعون وقومه تسع آيات بينات بأعينهم ورآها موسى بعينيه ورأى أكبر منها ورأى محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء والعروج به إلى الملإ الأعلى وإلى سدرة المنتهى من آيات ربه الكبرى ، فحرفا الإسراء والنجم حجة على أن الإسراء والعروج به إلى ما فوق السماء السابعة كان بجسمه كله وليس بروحه فقط لأنه رأى من آيات ربه الكبرى عند سدرة المنتهى بالعين المجردة كما تحقق وبينته في مادة رأى .
    وأما حرف غافر ﴿ فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ﴾ فهو من الأمر في القرآن وهم الأخيار في آخر الأمة سيقومون بالكتاب والحكم والنبوة حق القيام كما هو مدلول قوله ﴿ فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ﴾ ومن المثاني معه قوله ﴿ من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ﴾ أولئك الأخيار سيستخلفون في الأرض كما استخلف الله من قبلهم وسيدعون الله مخلصين له الدين لله يعبدونه لا يشركون به شيئا ويومئذ يتم وعد الله من قبل ﴿ والعاقبة للمتقين ﴾ ويومئذ يحمد الحامدون ربهم رب العالمين .
    ويعني أول النمل أن الله وعد وعدا سيتم نفاذه يوم ينجي من العذاب الموعود في الدنيا عباده الذين اصطفى ومنهم يقينا ثلاثة في حرف فاطر ﴿ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ﴾
    وتعني خاتمة الصافات أن الله سينجي المرسلين من العذاب الموعود في الدنيا حين ينزل بساحة المنذرين ـ بفتح الذال ـ فيسوء صباحهم ، ومن المثاني معه قوله ﴿ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا المؤمنين ﴾ والوعد منتظر كما هي دلالة القول في الأحرف الثلاثة ودلالة حرف الصافات أنه بعد حين من تنزل القرآن ودلالة حرف يونس على تكليف النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بانتظاره .
    وتعني فاتحة فاطر : أن البشرية قبل انقضاء الدنيا ستشاهد رسل الله من الملائكة تتنزل من السماء فيعرفونهم بأجنحتهم مثنى وثلاث ورباع ولا ينكرونهم وهم يبشرون المتقين أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بل ناجون من العذاب وبالجنة في اليوم الآخر ، أولئكم الملائكة ليصبحن غيبهم في الدنيا شهادة وليشهدوا على أن محمدا الأمي رسول الله بالقرآن ، ولم تقع بعد شهادة الملائكة عليها رغم تكليفهم بها في القرآن كما في قوله :
    ـ ﴿ لـكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ﴾ النساء
    ـ ﴿ شهد الله أنه لا إلـه إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم ﴾ عمران
    وبينتها في مادة شهد .
    إن قوله ﴿ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ﴾ ليعني أن الله وعد في القرآن وعدا سيتم نفاذه في الدنيا أن يسبح له ما في السماوات وما في الأرض وسيتم ذلك الوعد بحمد الله وورد تأكيد نفاذه بالتذكير بقدرة الله ، ومن المثاني معه قوله ﴿ ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات ومن في الأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه ﴾ النور ، ويومئذ يتبيّن الناس صدق الجوارح يوم الحساب وهي تخاطب صاحبها المحاسَب ﴿ أنطقنا الهـ الذي أنظق كل شيء ﴾ .
    ويعني قوله ﴿ الحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض ﴾ أن وعد اله في السماوات والأرض سيتم نفاذه كله فيهما وفي ما بينهما.
    ويعني قوله ﴿ دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ﴾ يونس أن أهل الجنة تجاب دعوتهم عند فراغهم من الدعاء فيعطون ما يشاءون فيكون آخر دعواهم ﴿ الحمد لله رب العالمين ﴾ يعني أن قد صدقهم الوعد وأتم النعمة فأعطاهم ما يشاءون ويبتغون ، وإنما دعاؤهم التسبيح أي تنزيه الله أن يخلف وعده في الدنيا أن لهم في الجنة ما يشاءون .
    مرتقى أهل القرآن العظيم - المشرف العام الحسن محمد ماديك • مشاهدة الموضوع - الحمد في معجم معاني كلمات القرآن

  2. #2
    السلام عليكم
    موضوع لافت نظري بقوة..فالحمد تغدق النعم وتدفع النقم..
    ساطبعه للفائدة فربما كان لي رفدا لاموري الخاصة.
    وفقك الله ورعاك أستاذنا الكريم.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    يسكنني العراق
    المشاركات
    1,581
    جزاك الله خير جزاء المحسنين

    احاطة بديعة وجهد متميز

    تحياتي وسلامي
    حين تحترم الآخرين إنما تحترم نفسك
    فحاذر أن تكون في مكان ليس فيه محترمين

المواضيع المتشابهه

  1. دلالة الحمد في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-04-2017, 11:15 AM
  2. العلم في معجم معاني كلمات القرآن [1]
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-15-2012, 08:42 AM
  3. كتب في معجم معاني كلمات القرآن
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-11-2012, 04:04 PM
  4. اطمأن في معجم معاني كلمات القرآن
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-28-2012, 12:24 AM
  5. السامري في معجم معاني كلمات القرآن
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-24-2012, 02:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •