إسقاطات على رواية :فاقة تتعاظم وشعور يندثر

[ريمه الخاني]

السلام عليكم :
بعد الشكر العميق لتزويدنا بنسخة من جديد أعمال الأديبة الكبيرة صبيحة شبر العراق :نقدم بدية دراستنا لروياتها كإسقاطات وانطباعات:
تقول:
اليوم صباحا استلمت النسخ التي اتفقت بشأنها مع دار العبادي للنشر والتوزيع

صدر عن "دار العباد للطباعة والنشر" رواية جديدة للقاصة والتدريسية صبيحة شبر بعنوان " فاقة تتعاظم.. وشعور يندثر". تقع الرواية في 164 صفحة من القطع المتوسط.
تتحدث فيها عن معاناة امرأة تفقد مصدر رزقها في بلاد بعيدة عن وطنها وتناضل من اجل الحصول على عمل جديد.

[ريمه الخاني]

إسقاطات على رواية :فاقة تتعاظم وشعور يندثر للأديبة الأستاذة: صبيحة شبر ,العراق.
الغلاف موح تماما وكذلك العنوان ,مشوق لدخول عالمها بقوة...
ويواجهك أول ماتقرأ الرواية أمران:
لغة المخاطبة أنت, وهي أصعب الطرق في الرواية فهي تقدم بضمائر عدة مثال: أنا وهو وأنت و وهذا فيما يخص الراوي,ويبدو أن كاتبتنا الغالية كتبت الرواية على عجل أو كانت نسختي قبل التنسيق,
فقد سقطت منها الهمزات وترقيم الصفحات.
يتبع

[ريمه الخاني]

لغة السرد بسيطة وسهلة التناول طرحا ومفردات.
يلفت نظرك بداية بطلة السرد, وكأن القلم انزاح ليحكي قصة صاحبته, هكذا نرى خاصة عندما نكون على قرب من معاناة امرأة عربية مكافحة بصدق...
تبدأ القصة من الفصل الثالث مع الصفحة 7,حيث بدأ بطرح طريقة الزواج القديمة التي لاتتيح للمراة معرفة من هو زوجها من الداخل,وأنها كوم لحم مغر فقط,وطرح قضية زواج من قبل ام حسين بين مغترب عربي مثقف وعربية من
الداخل مثقفة أيضا, وتلك قضية تستاهل الطرح تماما, فهل هناك فرق مابين الفكرين؟.
كان الطرح ان يلتقيا مع الطرفين في مهى لتبادل الحديث,فالجلسة الاولى لاتبين كل شيئ ولاتكفي أصلا.
ولقد طرحت الراوية فكرة محمود حسين وعلى لسانه والباحث عن زوجة مغربية بعد ان فشل التقارب مع الفتاة المحلية ،أسئلة هامة تختصر السرد:
و

هل كل المتزوجين عن حب لايشعرون بالغربة ؟
- ربما يشعر البعض منهم ، لكن الزواج لايمكن أن يحدث بلا حب يسبقه
- وهل يدوم الحب بين الزوجين ؟ هل دام حبك أنت ؟
- إن لم يستطع الحب أن يدوم ، فبامكاننا أن نصنعه

نرى هنا فكرة إيجابية ,بحيث نعتقد أن البحث عن القواسم المشتركة بين الطرفين أهم من الغوص في خفايا النفوس...
لتطرح بعدها الكاتبة هموم المرأة الشرقية وعدم احترام كينونتها عموما,وكانها قطعة من المنزل فقط او آلته الأثيرة.
مايؤكد أنها سيرة ذاتية وللكاتب الحق بكتابة رواية تقدم سيرته بأسلوب فني:

كثيرا ما تساءلت هل انت طيبة جدا ، حيث يفترسك الآخرون ويسرقون منك ما كدحت وناضلت من اجله ، تكتبين في المنتديات مقالات وقصص ،
قيأتي الجاهلون ويسرقون منك جملا وينسبونها لأنفسهم ، فكرت ان تنقذي كتاباتك من براثنهم ، قمت بنشر الموضوع الواحد في عدد من المنتديات والمواقع ،
فكرت بعمل مشترك مع احد الكتاب العراقيين ، ورغم انك لا تحبين الاعمال المشتركة في كل شيء وخاصة في الكتابة، التي لايمكن ان تكوني حرة في التعبير عن رأيك ،
صدرت الرواية ودفع الأخ السوري مدير االموقع الالكتروني نصف الثمن 400 دولارا ودفعت انت ربع الثمن 200 دولارا ،ودفع الكاتب العراقي الربع المتبقي
كما كان يقول، وكنت تنتظرين ان تصلك نسخ من روايتك هذه ،ولكن انتظارك طال ، ولم يصلك شيء

**********
ويطول السرد وكأنه تنفيس للكاتبة عن مكنون حال الأديب في عالمنا العربي التعس,وحظ الثقافة الأعمى...
يتبع

[ريمه الخاني]

ويطول السرد وكأنه تنفيس للكاتبة عن مكنون حال الأديب في عالمنا العربي التعس,وحظ الثقافة الأعمى...
يتبع
وتتحول لحالها العائلي والاجتماعي الصعب,ووحدتها في تلك الغربة,وعدم التقارب فيها بين الناس كذلك,وحتى عبر المسنجرات والنت, وعشاق العشرة نساء بنقودهن...
سخافة منتشرة تشكل ثقافة العصر...
وتكمل سردها عن نشاطها الثقافي والأمسيات.......حتى ص 20 ونعتبره حتى الآن سرد خال من الحدث الحقيقي,لتكمل مع أحداث العراق ومتاعبها مؤخرا من دموية وتفريق بين الناس.
لقاءات فيسبوكية وأعمال خيرية..لتحصد حبا من ورائه مؤخرا يتوج بلقاء...
لتعود لسرد متابع الأدباء من ثقة عمياء تجر المتاعب دون ثمرة تذكر..لتعود لسرد مغامرات جديدة عاطفية في زمن التقنيات المتاحة...

يكتمل السرد حول متاعب العلاقات الاجتماعية والأدبية عبر القنوات التقنية المتاحة والفيس غالبا,حتى نصل للصفحة 34حيث تطرح قضية المواطن العراقي المحروم من حقوقه المشروعة
داخل بلاده وتفضيل غير العراقي عنه, وهي قضية تستاهل الطرح .
وحتى المدرسة العراقية التي انشأت في المغرب تغلق أبوابها وتررك المدرسين بلا عمل ونهبا للبطالة.
وهنا تطرح مادار حول ذلك وبين الكوادر فيها حول تلك المشكلة,وتخبط البطلة في أعمال هامشية لاطائل منهها.
في الفصل 17
تطرح قضية صديقتها سميةر المخدوعة ,وأمور الحب غير المتوازنة والتي تحمل في طياتها فشلها,ولاندري لماذا وضعت المؤلفة المجهر حول تلك الأمور بالذات فنرى أنها تطرح قضيتين معا :قضية الحب عند
المراة وقضية المواطن العراقي معا.
تطمئن البطلة على سيمرة التي تصبح حاملا بعد عقد القران.
تحول من جديد للحصول على حقوقها في المغرب والبحث عن عمل الخ..من متاعب أرهقت القارئ وأضاعته في تفايل سرد ذاتي يهم المؤلف اكثر من القارئ,
فما يهمنا هو تأثير ذلك عليها نفسيا وتأثيره على معاشها وكيفية تقديم تلك الوقائع بروح التشويق الذي كان يغيب بين الحين والحين ,بلا روح مفاجاة نحتاجها لنتابع.
تطمئن البطلة لحال سميرة التي تجهض...
تفتقد البطلة لحبيبها وكذلك سميرة لعواطف زوجها المفقودة,وعندما تطلب سميرة الطلاق يساومها بحسابها في البنك...ذلك لان الطفل ليس ابنه كذلك...
تساعد البطلة سميرة على استرجاع قوتها بعد هجران محمود لها بلا قرار...والبطلة تتأرجح في البحث عن ذاتها ويدعمها حبيبها ...وتستمر بدعم سميرة...
تجد البطلة عملا...ترتسم الفرحة في عينيها...
ينتهي السرد...
*********
ربما لم نقدم لتفاصيل مرت بنا في السرد لكن ما وجدناه فيها هو :البحث عن حقيقة الحب...
وربما كانت الرواية تقص عن مجتمع حداثي لما يتسم باستقرار عاطفي بعد تتملكه الروح الذكورية الانتهازية دوما,والمرأة العاطفية الضحية, التي تقبع خارد نطاق الخارطة العقلانية,
بينما الحقيقة,أن المراة تظلم نفسها غالبا بنتازلات لاطائل منها.
لكن ماطرحته من معاناة المواطن العراقي كان جديرا بالوقوف,فعلا لأنه مؤلم بحق.
وأخيرا شكرا لك أديبتنا العزيزة لانك فتحت لي باب الاطلاع.
ريمه الخاني 15-8-2014

[ريمه الخاني]

http://www.alaan.tv/news/health/1123...lasses-forever

[صبيحة شبر]

جزيل الشكر للصديقة الأديبة ريمة الخاني على قراءتها الواعية للرواية وتحليلها الجميل