محاولة فاشلة
علي طاولة القديمة يجلس مفكرا و أمامه فنجان من القهوة وصوت اسمهان يصدح في الأجواء .. يقضي معظم أوقاته يكتب كلاما كثيرا بقلم رصاص شارف علي الانقراض .. الانسان ما يهمني ؟ هذا هو العنوان .. يمسحه سريعا وينظر الي القلم حانقا وكأنه يتهمه بالتسرع في كتابة ما يجول بخاطره .. دار القلم المسكين في يده عدة مرات قبل أن يكتب بخط مرتعش ( حقوق الانسان ) .. امتدت يده بسرعة الي الممحاه ومسحها .. فمن هو حتي يكتب عن حقوق الانسان .. سقط القلم من يده .. اخذ يبحث عنه كثيرا .. وهو يلوم نفسه علي اسقاطه .. بل يتهم نفسه بتعمد اسقاط القلم المسكين .. قلب اثاث الغرفة باحثا عنه .. وأكمل البحث خارج الغرفة .. عاد خائبا مهدودا .. استرخي علي مقعده المتهالك .. وغط في نوم عميق و عينيه معلقة بجملة ( حقوق الإنسان ) . رأي فيما يري النائم شابا يافع يشبهه منذ عدة سنوات .. تقتحم الشرطة حجرته وتسأله ان كان هو هو .. فيحدثهم بكل ثقة : نعم .. فيأخذونه الي السجن بشكل لائق بلا شتائم أو لاكمات .. يجلس في عنبر مكيف وعلي فراش وثير .. يطلبونه للتحقيق فيعود الي حجرته يصفر .. سعيد بان فتوات الأمن لم يضربوه أو حتي يغتصبوه لاجباره علي قول ما لا يعرفه والاعتراف بما لايدركه .. قام مفزوعا علي شيء قوي ينغزه في جنبه .. وجد القلم المتآكل شامخا .. كتب (قصة انسان مغتصب) .. توقف و أدار القلم .. مد يده باحثا عن المحاه .. مس كلمة قصة وقرأ باقي الجملة .. مسح كلمة مغتصب .. استقر علي كلمة انسان .. وشرع في الكتابة .. وجد نفسه يمسح كلمة انسان ويضع علامة استفهام مرجئا كتابة العنوان لوقت آخر . مزق الورقة ونام مهدودا ليكمل حلمه عن رجل الشرطة يخترق حجرته …………..