منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: بوح

العرض المتطور

  1. #1
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598

    بوح

    بوح
    ..................
    أجد من الأمانة أن أصارح الأصدقاء الكرام بعض مشاعري في غمار ما نعانيه كل يوم في رسالة التجديد وإخاء الأديان وكرامة الإنسان...
    لو كنت أختار مستقبلي لاخترت تماما اسلوب مصطفى حسني أو الشيخ ابراهيم سلقيني فهذا هو الأسلوب الأخلاقي الذي يناسب طبعي وشخصيتي فقد عشت أربعين عاماً من عمري واعظاً ومرتلاً محبوباً من المتدينين، أرغد بحبهم وثنائهم ومحبة عيونهم، وكنت أعيش حالة صفر اعداء!! مائة معجبين!! وهي ايام سعيدة رغيدة عشتها في جامع الزهراء في فردوس الشام.
    ولكن منذ أعلنت موقفي من إخاء الأديان ورفض عبادة النص ورفض احتكار الخلاص، وأصدرت كتبي المرأة بين الشريعة والحياة والمشترك أكثر مما تعتقد واجهت غضباً انفعالياً صادماً، ونلت نصيبي من فتاوى التكفير والزندقة ما يكفي لهدم جبل !
    وأكذب عليك إن قلت أنني لا أبالي بخسارة الأصدقاء، فانا أشعر بفقدان قطعة من قلبي كلما فقدت صديقاً أو عزيزاً، وأنا على يقين انهم يحاربونك في الله وابتغاء رضوانه، وقليل منهم من يكتب حقوداً أو مأجوراً.
    أشعر بالمرارة والحزن حين أجدني في مواجهة من مع من أحب في خياراتي في السلام والإخاء، وأنا رجل لا أتقن المواجهات وأفشل دوماً في الخصومات، ووددت لو عاد بي الزمن وارتحت واعظاً بين الواعظين، أقدم ما يطلبه الجمهور وأعيش في العسل.
    ويؤلمني أن كثيراً منهم بات يقول ضاع صاحبنا، فيما يتبرع آخرون بالقول إنه بات قلماً مأجوراً يكتب لمن يدفع أكثر!!
    ومن المؤلم أنهم يعلمون تماماً أن التملق الذي تحصد به الأموال والمناصب في البلاد العربية هو الخطاب الانفعالي وفق ما يرضي الجمهور، وأن أسرع طريق مضمونة لخسارة المال والمنصب هو المواجهة مع الموروث الثقافي ومع رجال الدين، الذين سيعتبرونها تلقائياً مواجهة مع الله!!.
    اكتب في حكمة الهندوس وليس لي صديق هندوسي واحد وأكتب في روحانيات البوذية ولم يسمع بي بوذي واحد، وسجلت أعجابي واحترامي بما قاله عتاة العلمانيين، وأتغزل بالروحانيات التي يعلمها شيوخ الجبل في اليزيدية والاسماعيلية والنصيرية والشيعية والزيدية والصابئية والدروز وقناعتي تزداد كل يوم أن الله أودع من حكمته في كل دين ومن روحه في كل نفس، وأن الخلق جميعاً عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله!!
    لقد كتبت في مجد كل طائفة ما أكسيني ودهم، ولكنني هاجمت أخطاءهم حتى عاداني انفعاليوهم، ولم يكن في بالي يوماً واحداً أن أجني المال من تملق أحد، أو أخون ضميري في عداوته.
    إنني اليوم عضو في أكثر من عشرين هيئة دولية وأكاديمية، وعضو شرف في أكثر من مائة هيئة ومؤتمر دولي، ولكنني أشعر بالثقة حين أقول لأولادي إن هذه الهيئات جميعاً هي منابر رسالة، وهي جزء من رسالة البلاغ، أما رزقنا الذي نعيش منه فهو التدريس الجامعي الذي يؤمن لنا الكفاف الحلال، وإن كان لا يبلغ بنا الثراء الذي نحلم به.
    نادم وحزين وأتوق إلى الزمن الجميل......
    ولكنني أقول بيقين لم أكن في حياتي كلها أشد إخلاصاً وإيماناً بما أقول مني اليوم، ولي شرف صدق الكلمة وإن لم انل شرف اتباع الناس لها.
    عن قريب سنرحل ويروى نبا موتي في شريط الأخبار الصغير وتستمر الحياة بانتظام، ولن يخرج في جنازتي جماهير مليونية ولن يقام لي ضريح عظيم ...... ولكنني متأكد ان الناس سيقفون عند قبري ليقولوا لقد صدقنا الرجل، وصار في دار الحق، وقد بت على يقين أن الإيمان الذي بشر به المعلم جودت سعيد يحتاج خمسين سنة أخرى في هذا المجتمع الانفعالي ليصبح لغة خطاب الناس، ولكنها سنة التاريخ وطبيعة الحياة وإرادة الله.
    وما من كاتـــب إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بخطك غير شيء .... يسرك في القيامة أن تراه

  2. #2
    خاطرة ذات نكهة شبه سياسية.
    تحيتي لك دكتور
    https://omferas.com/vb/showthread.ph...249#post242249

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •