منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 11

العرض المتطور

  1. #1

    تغريب النص الأدبي العربي وحمى المنهج النقدي ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تغريب النص الأدبي العربي وحمى المنهج النقدي
    أكيد أن الوهم النقدي الشائع حول النص الأدبي والمنهج النقدي، قد نال من مسيرة الحركة النقدية في البلاد العربية نيلا شنيعا وعنيفا، ويكفي شاهدا ودليلا على هذا القول، ذلك الخلط والإلتباس الذي دب سريعا في جسد العديد من الكتابات، التي يحسب أصحابها أنها تنبض بحياة النقد الأدبي، في حين أنها مخنوقة بصنيعهم، فلا هوية بقيت من نصيبها، ولا ماهية فضلت من حظها على الساحة الثقافية، فكيف يا ترى سيجيب من أضاعوا النص الإبداعي العربي وغربوه، وأتلفوا المنهج النقدي وشوهوه، إذا ما الحياة النقدية في بلادنا العربية سئلت بأي ذنب وئدت ..؟
    إن كل من له غيرة شديدة وصادقة على الروح الإبداعية في سائر العالم العربي، لا شك أنه يطمح إلى تكسير ذلك الوهم النقدي، الذي استنزف كثيرا من الجهود هباء، إذ متى كان المنهج النقدي من طينة، والنص الإبداعي من طينة أخرى مغايرة ..؟ وبأي يقين ينادي البعض بإقامة قطيعة إبداعية بين العمل الأدبي والمنهج النقدي المعتمد لقراءته ..؟
    هذا سهم منبعث من قوس المتاهة الوهمية، التي اطمأن بها وسكن إليها كثير من نقاد الأدب العربي القديم والحديث على حد سواء، منذ زمن غير بعيد، حتى أن معظم إفرازات الحركة النقدية موشومة وملغومة بآثار تلك المتاهة، التي حان وقت اقتلاع جذورها الواهية، واجثتات شجرتها التي ما لها من قرار، لأنها بدءا وانتهاء زبد سيذهب جفاء آجلا أم عاجلا، ولا يسع متتبع الحركة النقدية في البلاد العربية إلا أن يحسم بهذه الحقيقة أمر جدال طال واستطال بغير طائل.
    ثم إن لكل ذي بصيرة الحق في أن يسأل عما إذا كان النقاد العرب المحدثون يضعون نصب أعينهم، عند كل ممارسة نقدية، الأسئلة النصية والمنهجية ..؟
    من المؤكد أن الإجابة على هذا السؤال ستكون بالنفي، إذ أن كثيرا من الأبحاث والدراسات، وكذا الإسهامات المقالية الموصوفة عادة بالنقدية، تعتبر شاهد إثبات على ما يعانيه وجه النقد الأدبي العربي الحديث من شحوب وتجاعيد دامية، ومن أجل إشراقة نقدية عربية، لا مفر من المناداة بصحوة نقدية متميزة وفاعلة، ولتحقيق هذا الحلم الجميل، يجب أن يمتد الحوار وتتسع دائرته لتشمل كل الطاقات المعنية والمنشغلة بواقع النقد الأدبي العربي الحديث، والطموحة إلى ميلاد إشراقته المرتقبة، وإلى تحقيق حياة ثقافية غير مستعارة، نابعة من رؤى إبداعية واعية، ولها من المناعة الذاتية اللازمة ما تميز به السليم المعافى من السقيم المعتل.
    كفانا تغريبا للنص الأدبي العربي .. كفانا هذيانا بحمى المناهج النقدية الغربية، فقد غدت الممارسة النقدية في البلاد العربية مسكونة بكل ما هب ودب من الملفوظات .. لا أدعوها بالمصطلحات .. لأن المصطلحات لها تاريخ وجذور ودلالات قائمة الأركان، فنحن نرى اليوم أن من (النقاد) ما لا هم ولا انشغال له سوى التهافت على الإستهلاك الساذج للمفاهيم الغربية، والهضم العسير لما يفد على الساحة النقدية العربية من تراكيب أجنبية مزجية وغير مزجية .. عار هذا الصنيع وقبيح مشين ...
    فما الذي حدث يا ترى ..؟ لقد أتى على الحياة الأدبية العربية حين من الدهر، ولى مع مضي السنوات السبعينية، كان لها فيه صيتا قويا وذكرا مذكورا، باعتبار ما تم من المحاولات المكثفة والجادة، من أجل إرساء أرضية متماسكة، تقوم عليها نظرية أدبية نقدية عربية، وقد شكلت هذه الغاية الهاجس الأساس، والقلب النابض للإرث الأدبي والنقدي العربي.
    فما الذي حدث وأناخ بكلكله على الحركة النقدية العربية، حتى تخلفت عن المسير، وضاعت بين ركام الضوضاء أغلب خلاصاتها الشرعية ..؟
    سؤال محموم وخبره معلوم، ما دامت طائفة كبيرة من (نقاد الإبداع الأدبي) قد تنكرت لأهم مكونات ودعائم الحياة النقدية العربية الحديثة الأصيلة، وتجاهلت نصيحة أو على الأصح استنكار الشاعر أبي العلاء المعري، إذ يقول:
    وقبيح بنا وإن قدم العهد*هوان الآباء والأجـــــــــداد
    سر إن اسطعت في الهواء رويدا*لا اختيالا على رفات العباد
    ثم إن ذات الطائفة انصرفت عن إنتاج المناهج النقدية العربية وتطويرها، وأقبلت على شحن (أعمالها النقدية) بإفرازات مدارس النقد الغربية، فساء حال نشاطها بهذا الداء لضعف مناعتها الثقافية، ولما ضنت على شفائها بالدواء، صارت فريسة سهلة هينة لظاهرة شاذة، لن أكون مبالغا إذا ما دعوتها " الغزل الإصلاحي العقيم "، لأن بالفعل ثمة من النقاد من يتغزل بالملفوظات الغربية تغزلا عقيما، على الرغم من كونها لا تمت للوسط الإبداعي العربي بأية صلة، فترى (الناقد) المتغزل منهم يحشد ما امتدت إليه ذاكرته من تراكمات اصطلاحية .. متراكبة متنافرة، ثم يظل يقحمها بوجه وغير وجه أو مناسبة في ما يخط بيمينه، من مبتداه إلى منتهاه، وكل رجائه أن يظهر بالمتميز المتعالي أمام غيره في اللقاءات والنوادي الثقافية، متناسيا أن اللغو هدر وعبث، وأن الثرثرة منعدمة الجدوى والأثر الفاعل، وأن هذه الحال من قبيل الرداءة والهزال.
    وهل يعقل أن يقال غير هذا في أعمال ينفر قلبها من قالبها، وأحاديث تضيق روحها بمنطوقها ..؟ بل بأي وجه سنلتمس العذر لـ (ناقد) يلقي بوابل من الملفوظات الدخيلة، بعضها يمسك عنيفا برقاب بعض، فإذا بها تلفظ خلقا غريبا مشوها، لا يعترف له النقد الأدبي العربي بأصل، ولا يقر له بمقام ..؟
    وحتى تتحقق للحركة النقدية العربية صحوتها المنشودة، وهويتها الإبداعية المتكاملة، لا بد من حوار متواصل بين ذوي التخصصات .. حوار يجمع الأديب، والناقد، والمؤرخ، واللساني، والمسرحي، والسيميائي وغيرهم، ثم لا بد من إضافة جد هامة، يمكن إيجازها في ضرورة الحوار الذي يجب أن يجمع كل من ذكرنا سلفا بالقارئ المتلقي، وما نستشرفه في المستقبل القريب، هو أن تعود إلى الواقع الأدبي والنقدي العربي ملامحه ومعالمه الأصيلة، وأن يسترد وضعه ومكانته وحجمه الطبيعي ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmai l.com

  2. #2
    حقيقة اريد فقط ان استوضح مادمنا نملك عقدة الخواجه:
    هل هناك مدارس نقديه عربيه تؤخذ بعين الاعتبار؟
    ام فعلا مازلنا نعتمد على الغرب
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    حياك الله جل جلاله ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام الله عليك أختي الكريمة
    ريمه الخاني
    ورحمته جل وعلا وبركاته
    أما بعد ...
    لك في البدء غيث الشكر وفيض التقدير على ما بسطتماه من مسك الحروف وطيبها، وأسأل من لا تأخذه سنة ولا نوم أن يهدينا سواء السبيل إلى كل لفظ منطوق نافع، وكل كلمة مخطوطة طيبة، تكون من جنس ما يفيد الناس ويمكث في الأرض، وأن يباعد بيننا وبين كل زبد يذهب جفاء وهباء منثورا ...
    آمين يا رب العالمين
    أما عن نقد الأدب العربي الحديث في البلاد العربية، فلا يسع القارئ والباحث والدارس المهتم إلا أن يسمه بطابع المحاولات الإجتهادية النقدية الفردية والجماعية، حتى إنه يبدو في كثير من الأحيان لمن يعمل النظر في هذا الباب، أن لكل ناقد أدبي سيرة متفردة أو مشتركة، ونهج مميز أو مستعار في ممارسته النقدية، وقد تشب تلك السيرة النقدية وذاك النهج النقدي وتشيب ويشيب بين مد المناهج النقدية الغربية وجزر التراث النقدي العربي تارة، وبين مد التراث النقدي العربي حينا وجزر المناهج النقدية الغربية حينا آخر، أو قد يشبان ويشيبان في أحضان النقد الأدبي الغربي الحديث، أو في رحاب النقد الأدبي العربي القديم، ثم كيف بناقد نقد الأدب العربي اليوم أن ينتهي إلى مدارس أو مناهج نقدية عربية محددة، وبالأحرى إلى نظرية نقدية عربية إسلامية، وقد اضطربت الرؤى، وتلاطمت الأهواء، وتضاربت المقاصد ..؟ فهل سيعثر على مدارس ومناهج نقدية في كتابات من ينتصرون لمبدأ (الأدب للأدب)، وأن لا غاية ولا هدف من الأدب سوى الأدب، ومن ينادون بالقطيعة بين الأدب والإسلام، لأن الدين يقيد الأدب ويحد من حريته، وأن الأدب أدب، سواء أكان عذريا أخلاقيا أم إباحيا ماجنا؟ أم سيعثر عليها في كتابات من يرون بأن للأدب غايات ومقاصد ووظائف أرقى وأسمى، وأن الأدب ما هو إلا وسيلة مسخرة للسمو بالإنسان وتطهير نفسه من الرذائل والأذران، وإنارة عقله وطرد كل عتمة دخيلة عليه، وأن الصلة والعلاقة قائمة بين الأدب والإسلام، وأن الأدب إذا تم فصله عن الإسلام ضاع ولم يعد أدبا في شيء، بل هو زبد سيذهب جفاء وهباء منثورا ...؟
    حياك الله
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  4. #4
    وأن الأدب إذا تم فصله عن الإسلام ضاع ولم يعد أدبا في شيء، بل هو زبد سيذهب جفاء وهباء منثورا ...؟
    حياك الله
    تكفيني تلك السطور لافخر بقلمك ومازلنا نريد مدارس حقيقة نقديه نتعاون معا لتحديد معالمها.
    كل التقدير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    أهلا وسهــلا ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام الله عليك مجددا أختي الكريمة
    ريمه الخاني
    ورحمته جل وعلا وبركاته
    أما بعد ...
    بدر الشكر المنير ونجم التقدير اللامع أهدي إليك، وقد أطلت حروفك من جديد في هذا المقام مؤكدة كريم المتابعة وجميل الإهتمام بالشأن النقدي الأدبي، ثم إني أسأل الله جل وعلا، الذي ذكر الكلمة الطيبة في كتابه العزيز، وشبهها خير تشبيه، أن يجعل ألسنتنا رطبة مزدانة بذكره، وأفئدتنا مطمئنة تخفق بقرآنه الكريم ...
    حياك الله
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  6. #6

    شكر وتقدير ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7

    إهداء إلى نقاد الأدب في رحاب منتديات فرسان الثقافة ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8

    عيد أضحى مبارك سعيد ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. ''المنهج السياقي'' ودوره في ''فهم النص'' و''تحديد دلالات الألفاظ'' (1/2
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-22-2010, 07:24 AM
  2. المنهج في نقد العمل الأدبي ...
    بواسطة عبد الفتاح أفكوح في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 08-30-2010, 10:34 AM
  3. ادب: النص الديـني والإبـداع الأدبي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-15-2009, 04:09 PM
  4. تعريف النص الأدبى
    بواسطة فتحى حسان محمد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-06-2009, 06:01 AM
  5. إشكاليات الخطاب النقدي الأدبي العربي المعاصر
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-25-2008, 05:08 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •