منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6

العرض المتطور

  1. #1

    زعران الانترنيت والشبهات- الدكتور عبد الرحمن سليمان


    في الحقيقة إن زعران الإنترنت أجناس كثيرة، منهم ـ على سبيل المثال لا الحصر:

    1. النصابون والمحتالون باسم الثقافة العربية؛
    2. مغتصبو اللغة العربية باسم الأدب والإبداع؛
    3. أصحاب المواقع النرجسية التي يملك الواحد منها شخص نرجسي واحد يتصرف فيها مثلما يتصرف الديك ويسيء إلى نفسه وإلى الثقافة والمثقفين؛
    4. أصحاب المواقع المشبوهة الموجهة إلى العرب والمسلمين بهدف التشويش عليهم، وشرح شبهاتهم وتفنيدها؛ ***
    5. الشعوبيون الجدد وهم في تزايد مثير للقلق؛
    6. أدعياء الثقافة من المفلسين والمفلسات ممن ابتلينا بهم في كل مكان؛
    7. المثقفون الذين ارتدوا إلى الأمية؛
    8. الهراطقة والزنادقة المحدثون!

    وأنا ذاكرهم كلهم إن شاء الله، أزعر أزعر ..

    وعلى الله قصد السبيل.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    باب الشبهات!
    كثرت الشبهات المعقدة والعويصة وانتشر أصحابها والمروجون لها في المواقع الأدبية انتشاراً كبيراً. لذلك أقترح هذا الرابط لإثبات ما نكتشف من الشبهات القديمة/الجديدة عليه تنبيها للناس. وأرجو من الزملاء والزميلات ممن يلاحظ شبهات دينية أو غير دينية لها علاقة بوجودنا ومصيرنا أن يثبت ذلك على هذا الرابط جمعا وتبويبا تعميما للفائدة.
    في فرقة القرائين اليهود، ونحلة القرآنيين العرب

    1. فرقة القرائين اليهود:
    كانت التوراة أصبحت في القرن الثاني الهجري نسياً منسياً لدى جمهور اليهود بسبب طغيان التلمود البابلي عليها. وأدى هذا الوضع إلى نشوء فرقة لدى اليهود أطلق عليها فيما بعد اسم "القرائين" (קָרָאִים: قَرائِيم) نسبة إلى كثرة "قراءة المقرأ" (מקרא: مِقرَأ) وهو كتاب "العهد القديم"، المصدر الأول والأهم لليهودية [1]. أسسس هذه الفرقة في بغداد عنان بن داود الذي ظهر زعيماً للفرقة أيام أبي حعفر المنصور المتوفي سنة 158 هجرية (775 ميلادية)، لذلك تعرف فرقته في المصادر الإسلامية باسم "العَنانِية"[2]. وتركز نقد عنان لأحبار اليهودية في مسائل كثيرة أهمها على الإطلاق رفضه القاطع لكتاب "المشناة" (سنة اليهود المتواترة وتشكل متن التلمود) وكتاب التلمود، واعتباره إياهما بدعة ابتدعها الحاخامات ونسبوها إلى موسى عليه السلام وهو منها براء حسب تعبيره، وكذلك في مطالبته بالعودة غير المشروطة إلى كتاب العهد القديم مصدر الديانة اليهودية الوحيد حسب قوله، ورفض التشبيه في التوراة وتأويله على المجاز، ومأسسة صلاة اليهود على غرار صلاة المسلمين (يصلي القراؤون مثلما يصلي المسلمون). [3]
    أدت حركة القرائين اليهود التي أسسها عنان [4] إلى الاهتمام بأسفار العهد القديم، فقام أحبار "المسوريين"، وهم من القرائين، باستعارة نظامَي الإعجام والتشكيل عن العرب وإدخالهما في عبرية العهد القديم، معتمدين في ضبط نطقه على الآرامية اليهودية، وهي الآرامية التي دون كثير من الأدب اليهودي بها، والتي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم بداية العصر العباسي. وكان أهم علمائهم في هذا المجال هارون بن موسى بن آشر الطبري (مات سنة 960)، وإليه يدين اليهود ـ قرائين وحاخاميين تلموديين ـ بإعجام أسفار العهد القديم وتشكيلها بالحركات، وذلك بعد روايته لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة بلغة غير محكية وبدون إعجام ولا تشكيل! [5]
    انتشرت الفرقة القرائية انتشاراً واسعاً بين جمهور اليهود وكادت تطغى على التلموديين حتى قام الحبر المتكلم سعاديا بن يوسف الفيومي وبدأ بمجادلة القرائين معتمداً في ذلك على مناهجهم العقلية التي أخذوها عن متكلمي المسلمين وخصوصاً المعتزلة. فترجم سعاديا العهد القديم إلى العربية ترجمة فسر فيها التشبيه الوارد في التوراة تفسيراً مجازياً، وعالج تلك المشاكل العويصة في النص التوراتي معالجة عقلانية بعض الشيء، وفسر غريب التوراة من العربية والآرامية، فكانت دراساته حلاً وسطاً بين جمهور اليهود الذين يقدسون التلمود ويثبتون التشبيه بأقذع صوره، وبين القرائين الذين لا يأخذون إلا بكتب العهد القديم وينفون التشبيه مثل نفي المعتزلة المسلمين ولا فرق [6]. ثم أتى بعده أهم حبر في تاريخ اليهودية على الإطلاق، وهو موسى بن ميمون طبيب السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمة الله عليه [7]، فهذب الديانة اليهودية في كتابه الكبير משנה תורה: مِشْنِه توراة أي "التوراة الثانية"، وضبط فيه أصول الإيمان والعبادات في الديانة اليهودية بحيث صارت اليهودية ـ كما نعرفها اليوم ـ من وضعه تقريباً!
    ويعتقد أن القرائين اليهود تأثروا بمنهج الشيعة في رفض بعض السنة النبوية، فرفضوا كل سنن اليهود، إلا أنهم اضطروا ـ مثلما اضطر الشيعة ـ إلى وضع سنة خاصة بهم، وهذا عائد لطبيعة الدينين الإسلامي واليهودي، لأنهما ـ على النقيض من المسيحية البولصية [8] ـ دينان تشريعيان. والديانة التشريعية تقتضي وجود سنن وشروح لا يقوم الدين إلا بها. فالتوراة ـ على سبيل المثال ـ تحرم العمل على اليهود يوم السبت، ولكنها لا تشرح ماهية العمل، وهي الماهية التي تشرحها "المشناة"، وهي سنة اليهود!
    2. نحلة القرآنيين العرب:
    استوحى القرآنيون منهجهم من القرائين اليهود لأن المنطلق واحد والمنهج واحد ولا يكاد يوجد فرق بين النحلتين إلا في المرجعية الدينية، وهي أسفار العهد القديم للقرائين اليهود والقرآن الكريم للقرآنيين، وهم بالتالي نسخة "إسلامية" طبق الأصل عن القرائين اليهود، شاؤوا أم أبوا لأن التاريخ لا يكذب! ولا شك في أن فرقة القرآنيين نشأت في ظروف مشبوهة للغاية وتهدف إلى ضرب الإسلام السني من الداخل، لأن القرآنيين يتظاهرون بقبول القرآن الكريم وينطقون بالشهادتين، وفي ذلك تعمية على الجهلاء، لأن النطق بالشهادتين وحده لا يجعل من شخص ما مسلماً إذا لم يلتزم ذلك الشخص بالنتائج المترتبة عن النطق بالشهادتين، ذلك لأن النطق بالشهادتين وحده لا يجعل الناطق مسلما إذا لم يلتزم الناطق بما تقتضيه الشهادتان من قبول للقرآن والسنة قبولا كليا، وإذا لم يخالف معلوما من الدين بالضرورة (مثلا: سنة مؤكدة)، لأن من يخالف معلوما من الدين بالضرورة (مثل عدد ركعات صلاة الظهر على سبيل المثال، وهو ما لم يرد في القرآن الكريم) كافر بإجماع علماء أهل السنة والجماعة، سواء أنطق بالشهادتين أم لم ينطق بهما. وهذا ليس تناقضا، لأن الدين يؤخذ كله، أو يترك كله، ولا يجوز أخذ بعضه ورد بعضه الآخر! وهذا ليس في الإسلام فقط، بل في اليهودية والمسيحية وغيرهما من الأديان. وقد كفر موسى بن ميمون القرائين اليهود لإنكارهم سنة اليهود، ومثله كثير. ولقد أفتى علماء أهل السنة والجماعة الثقات بتكفير القرآنيين، فلا فائدة من التكرار.
    وأخيرا أشير إلى أن القرآنيين والملاحدة قد يسمون أهل السنة والجماعة "بالمحمديين"، وهي تسمية يطلقها على المسلمين من يصرون على نسبة الإسلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلما ينسبون "المسيحية" إلى "المسيح" أو "النصرانية" إلى "يسوع الناصري" (نسبة مدينة الناصرة)، ومثلما ينسبون "اليهودية" إلى "يهودا" ـ أحد أسباط بني إسرائيل ـ ومثلما ينسبون "البوذية" إلى "بوذا" وهلم جراً. إن تسمية "المحمديين" تسمية ذات شحنة دلالية سلبية جداً يتمترس وراءها أعداء كثيرون للإسلام عموماً والسنة النبوية الشريفة خصوصاً، فليتنبه إلى ذلك.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حواش:
    [1] كان اليهود المستعربون يستعملون كلمة "قرآن" ـ بصفتها مصدرا للفعل "قرأ" ـ للدلالة على كتب العهد القديم. ثم ـ بعد ترجمة الكتب العربية إلى العبرية، ترجم المصدر العربي "قرآن" إلى العبري "مِقرأ" (מקרא = مِقرَأ = "ما يُقرأ" وهو اسم الآلة من الفعل "قرأ" الذي يرد في العبرية أيضاً مع فارق بسيط هو أنه يعني فيها "القراءة بصوت مرتفع/التلاوة"). ولقد بلغ تأثير الحضارة الإسلامية في اليهود مبلغا استعاروا معه الألفاظ الإسلامية القحة للدلالة على مسميات بعينها من الشريعة اليهودية مثل القرآن "للعهد القديم" والفقه "للتلمود" والسنة "للمشناة" الخ.
    [2] راجع كتاب الملل والنحل للشهرساتني وكتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم . وانظر أيضا كتاب الأنوار والمراقب لأبي يعقوب إسحاق القرقساني. المجلد 1، الصفحة 13. نيويورك، 1939. والقرقساني واحد من أهم متكلمي الفرقة القرائية.
    [3] كل المعلومات الواردة في هذه المقالة بشأن فرقة القرائين اليهود مأخوذة من الكتابين التاليين: أبو يعقوب إسحاق القرقساني، الأنوار والمراقب. نيويورك، 1939 وإبراهيم بن دواد، ספר הקבלה (سِيفِر ها قَبلاه)، لندن، 1969. والكاتبان من أهم متكلمي الفرقة القرائية.
    [4] تآمر اليهود على عنان وشكوه إلى الخليفة الذي أودعه السجن بتهمة الهرطقة. ويقول القرقساني (الأنوار والمراقب، المجلد 1، الصفحة 13) إنه التقى في السجن بالإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه، الذي أشار عليه بلقاء الخليفة أبي جعفر المنصور وشرح معتقده له، وهو ما تم بالفعل حسب رواية القرقساني فعفا المنصور عنه وأطلق سراحه. وتعرف فرقته في المصادر الإسلامية باسم "العنانية".
    [5] يقول سيبويه النحاة اليهود وخليلهم مروان بن جناح القرطبي (القرن الرابع الهجري) مدافعاً عن اشتغاله بعلم اللغة ضد أصحاب التلمود: "ورأيت القوم الذين نحن في ظهرانيهم [= العرب] يجتهدون في البلوغ إلى غاية علم لسانهم على حسب ما ذكرناه مما يوجبه النظر ويقضي به الحق. وأما أهل لساننا في زماننا هذا فقد نبذوا هذا العلم وراء أظهرهم وجعلوا هذا الفن دبر آذانهم واستخفوا به وحسبوه فضلاً لا يُحتاج إليه وشيئاً لا يُعرج عليه فتعروا من محاسنه وتعطلوا من فضائله وخلوا من زينه وحليه حتى جعل كل واحد منهم ينطق كيف يشاء ويتكلم بما أراد لا يتحرجون في ذلك ولا يشاحّون فيه كأنه ليس للغة قانون يُرجع إليه ولا حد يُوقف عنده قد رضوا من اللسان بما يَسُر أمره عندهم وقنعوا منه بما سَهُل مأخذه عليهم وقَرُب التماسه منهم لا يدققون أصله ولا ينقحون فرعه، فلهم في اللغة مناكير يُغرب عنها وأقاويل يُزهد فيها. وأكثر من استخف منهم بهذا العلم وازدرى هذا الفن فمن مال منهم إلى شيء من الفقه [= التلموديون] تيهاً منهم بيسير ما يحسنونه منه وعجباً بنزر ما يفهمونه من ذلك حتى لقد بلغني عن بعض مشاهيرهم أنه يقول عن علم اللغة إنه شيء لا معنى له وإن الاشتغال به غير مجدٍٍٍٍ ولا مفيد وإن صاحبه مُعنّى وطالبه متعب بغير ثمرة ينالها منه. وإنما استسهلوا ذلك لقراءتهم ما يقرؤون من الفقه ملحوناً ودراستهم ما يدرسون منه مُصحّفاً وهم لا يشعرون وذلك لعدمهم الرواية وفقدهم الإسناد. وقد بعث ذلك أكثرهم على الاستخفاف بتقيد القرآن [= أسفار العهد القديم] وتمييز الـ קמץ من الـ פתח والـ מלעל من الـ מלרע. وأما علم التصريف والتكلم فيه فهو مما يتشاءمون به ويكادون يجعلونه من جملة الزندقة"! المصدر: كتاب اللمع لابن جناح، صفحة 2-3. الكتاب مطبوع بالعنوان التالي: Le Livre des Parterres Fleuris d’Aboul’l-Walid Merwan Ibn Djanah de Cordoue. Publiée par: Joseph Derenbourg. Paris, 1886. وليس بمستبعد عندي أن يكون ابن جناح قرائيا، فلقد هاجم التلموديين بحدة وفي مواطن كثيرة من كتاب اللمع وكتاب الأصول وسائر كتبه وخصوصا في "كتاب المستلحق" وفي "رسالة التشوير" التي هاجم فيها الحبر الحاخامي المعروف اسماعيل بن الغريلة (الذي استوزره حبوس أحد ملوك الطوائف، والذي كتب فيه ابن حزم رسالة يرد فيها على نقد للقرآن الكريم ينسب إليه، حققها الدكتور إحسان عباس) هجوما منكرا واصفا إياه "بالنعل والعقرب"!
    [6] انظر التعريف بكتاب "بستان العقول" لنتانئيل بن الفيومي على الرابط التالي:
    http://www.wataonline.net/site/modul..._id=79&forum=4
    [7] لذلك يقول اليهود في موسى بن ميمون: "من موسى [النبي] إلى موسى [بن ميمون] ليس مثل موسى [بن ميمون]"!
    [8] يرى الكثير من الباحثين ـ بعد اكتشاف مخطوطات البحر الميت واستشفاف الخطوط الرئيسية للمسيحية كما بشر بها عيسى بن مريم عليه السلام ـ أن المسيحية الحالية من وضع القديس بولص، من ثمة مفهوم Paulinism أي "الديانة البولصية". انظر كتاب " The Dead Sea Scrolls Uncovered " لـ: Robert Eisenman و Michael Wise (يمكن شراؤه عبر الرابط التالي: http://www.amazon.com).
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    [QUOTE=عبدالرحمن السليمان;22822]
    تعقيب على حاشيتي بخصوص بدعة "القرآنيين"
    الذين أسميهم من اليوم فصاعدا: "القراؤون العرب"
    وذلك تنزيها لكتاب الله عز وجل من أن ينسب الهراطقة إليه.

    إن القرآن الكريم هو مرجعية المسلمين العليا، ودستورهم الأعظم، ونحن حين نذكر السنة النبوية الشريفة، التي لا تثبت إلا بتواتر الأمة وبما صح من أحاديث شريفة، فهذا لا يعني انتقاصاً من قدر القرآن الكريم كما يزعم بعض هراطقة "القرائين العرب" على سبيل التمويه على بعض القراء ممن لم يُؤتوا علماً يحصنهم ضد أصحاب الشبهات، فلقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب:
    "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ". الآية.
    والتفسير الأعم لهذه الآية الكريمة هو: "ما أمركم به من طاعتي فافعلوه، وما نهاكم عنه من معصيتي فاجتنبوه"، وليس مسألة الفيء فحسب، فليتنبه إلى ذلك. فهذه الآية الكريمة تبطل جميع ما قامت عليه نحلة "القرآنيين"، فلا خير يرجى من مناقشة سائر الشبهات التي يثيرها مؤسس النحلة الدكتور أحمد صبحي منصور.
    وعلى الرغم من أن الآية الكريمة أعلاه تفيد بصريح العبارة ضرورة التقيد بالسنة النبوية التي لا تثبت إلا بالحديث الشريف الذي رواه علماء أهل السنة والجماعة، وهم أصدق علماء الأمة طراً، فإن اختيار أعداء الإسلام للدكتور أحمد صبحي منصور وتلقينه منهج القرائين اليهود لتطبيقه على المسلمين لضرب الإسلام السني من الداخل، واضح للمطلعين على منهج القرائين اليهود، الذي سألخصه باختصار وتبسيط شديدين إفادة للسيدات والسادة القراء:
    1. ينكر القراؤون اليهود سنن اليهود كما رواها أحبار جمهور اليهود الأوائل إنكاراً تاماً.
    2. يرمي القراؤون اليهود أحبار جمهور اليهود بالوضع والنحل ونسبة ذلك إلى موسى عليه السلام.
    3. يطالب القراؤون اليهود باعتماد كتاب العهد القديم مرجعاً وحيداً لليهودية، ويستشهدون به على أحبار جمهور اليهود لإلغاء سنن اليهودية وشرائع التلمود.
    4. يستغل القراؤون اليهود كتاب العهد القديم ـ بصفته المرجع الأعلى لليهودية ـ استغلالاً عاطفياً للتمويه على جمهور اليهود ..
    وأما منهج "القرائين العرب"، فهو هو منهج القرائين اليهود، فالمنهج متطابق كلياً، ولا خلاف إلا في المرجعية كما أسلفت، ذلك لأنهم:
    1. ينكرون سنن المسلمين كما رواها علماء أهل السنة والجماعة.
    2. يرمون علماء أهل السنة والجماعة بالوضع والنحل ونسبة ذلك إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
    3. يطالبون باعتماد القرآن الكريم مرجعاً وحيداً للإسلام، ويستشهدون به على علماء الإسلام بهدف إبطال الحديث الشريف.
    4. يستغلون القرآن الكريم ــ بصفته المرجع الأعلى للإسلام ــ استغلالاً عاطفياً للتمويه على جمهور المسلمين ..
    إن هذا تاريخ أيها الناس، وليس فذلكة! ومن شاء الاطلاع على منهج القرائين اليهود، وإثبات تطابقه الكلي مع منهج "القرآنيين" العرب، فعليه بأهم كتاب لأهم متكلم من متكلميهم، وهو:
    أبو يعقوب إسحاق القرقساني، "الأنوار والمراقب". مجلدان. حقق في نيويورك سنة 1939. والكتاب ـ لحسن الحظ ـ بالعربية!
    إن أية حجة يسوقها "القراؤون العرب" أمام هذا التطابق المريب، حجة واهية، وإن استدلالهم بالقرآن الكريم على صحة "منهجهم" (هو منهج القرائين اليهود كما سلف) هو كلام حق يراد به باطل، فليتنبه إلى ذلك جيداً.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    في مسألة تسمية المسلمين بالـ "محمديين"

    اعلم أن تسمية المسلمين "بالمحمديين" هي تسمية كان وما زال يطلقها على المسلمين مَن ينسبون الإسلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلما ينسبون "المسيحية" [1] إلى "المسيح" أو "النصرانية" إلى "[يسوع] الناصري" (نسبة إلى مدينة الناصرة)، ومثلما ينسبون "اليهودية" إلى "يهودا" (أحد أسباط بني إسرائيل)، ومثلما ينسبون "البوذية" إلى "بوذا"، و"المانوية" إلى "ماني"، و"الزردشتية" إلى "زردشت" [2] وهلم جرا.
    وقد نشأت تسمية "المحمدية" وكذلك "المحمديين" في الغرب، عندما أدخل المستشرقون تسمية Mohammedanism للإسلام وMohammedans للمسلمين. إلا أن هذه التسمية المغرضة اختفت أو كادت أن تختفي مع بداية تراجع ظاهرة الاستشراق التقليدية، وذلك بفضل انتشار الإسلام والمسلمين في الغرب، الشيء الذي أدى إلى تقلد مسلمين كثيرين مناصب أكاديمية كانت في الماضي حكرا على المستشرقين، وإلى تصدي كتاب مسلمين في الغرب لتسميات ومفاهيم خاطئة تتعلق بدينهم وثقافاتهم المختلفة. وفي الحقيقة بات الإسلام والمسلمون جزءا من الكثير من المجتمعات الغربية، بسبب الهجرة وكذلك دخول غربيين في الإسلام، مما أدى إلى تحسيس طبقات كثيرة من المجتمعات الغربية لمسائل كثيرة منها هذه التسمية.
    أما في الأوساط الشرقية فلقد شاعت هذه التسمية لدى أتباع الطائفة العلوية النصيرية فقط، الذين يسمون أهل السنة والجماعة "بالمحمديين"، فليتنبه إلى ذلك جيدا.
    أما قولنا "أمة محمد"، صلى الله عليه وسلم، فهذا القول إنما هو نسبة الأمة إلى نبيها وليس غير ذلك. ولا يجوز القياس على هذا القول واستنباط أن الفرد من "أمة محمد" هو "المحمدي"، فهذا قياس فاسد لا يعمل به. ومثله قولنا "أمة عيسى بن مريم" عليه السلام، إشارة إلى الأمة التي بعث إليها المسيح عليه السلام، وليس إلى ديانة اسمها "العيسوية"! ومثله أيضا قولنا "أمة موسى" عليه السلام، فهذا أيضا إشارة إلى الأمة التي بعث إليها كليم الله عليه السلام، وليس ديانة اسمها "الموسوية"! [3]
    وعليه فإن تسمية "المحمديين" هي تسمية ذات شحنة دلالية سلبية جدا يتمترس وراءها أعداء كثيرون للإسلام والسنة النبوية الشريفة، وينبغي على القارئ المسلم أن يتنبه إلى ذلك باستمرار، وأن يعي دائما بأن مستعملها إنما يرمي باستعمالها إلى تقويض دعائم دينه من الأساس!

    ــــــــــــــــــــــ
    الحواشي:
    [1] تنسب المسيحية إلى "المسيح" عيسى بن مريم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام. وقد ترجم اليونان صفة "المسيح" إلى لغتهم ترجمة مستعارة فكانت: Χριστος "خريستوس"، ومنها Christianity "الديانة المسيحية". إذن Christos هي ترجمة مستعارة لكلمة משיח (= مَشِيَح) في العبرية، المشتقة بدورها من الجذر السامي الأصلي /مسح / وفعله "مَسَحَ"، لأن العادة لدى أوائل الساميين كانت تقتضي مسح راس الملك المتوج بزيت الزيتون المبارك. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. فكلمة مسيح/ משיח (= مَشِيَح) هي أصل، وكلمة Χριστος "خريستوس" هي ترجمة مستعارة. وأما اسمه عليه السلام في العبرية فهو ישוע (= يِشُوَع) المشتق بدوره من الجذر ישע (يَشَع) الذي يجانسه ـ اشتقاقيا ـ في العربية الجذر /وسع/ وفعله وَسِعَ لأن الأفعال التي فاءاتها ياءات في العبرية تجانس تأثيليا الأفعال التي فاءاتها واوات في العربية ولأن الشين العبرية تجانس السين في العربية. والخلاص يكون من الضيق وهذا هو المعني الأصلي (الإتيمولوجي) للجذر /وسع/ في السامية الأم وكذلك في العربية والعبرية. ولقد ترجم اليونان اسمه في لغتهم إلى Σωτηρ (= Soter) ومعناها "المخلص، المنقذ"، فقولنا "المخلص" هو ترجمة عن اليونانية التي هي بدورها ترجمة عن العبرية.
    [2] "الزردشتية" هي "المجوسية". وأما هذه الأخيرة فأصلها من الأبستاقية (الفارسية القديمة): "مجوش" ـ بالجيم المصرية ـ وهو "الكاهن الذي يمارس الكهنوت والسحر". ومنه اليوناني Μαγος "ماجوس" أي "المجوسي" ثم الصفة μαγικος "ماجيكوس" أي "الساحر" ومنه اللاتيني: magice ثم الإنكليزي magic والفرنسي magique وهلم جرا.
    [3] ويستثنى من ذلك قولنا "الشريعة الموسوية" كناية عن الشريعة التي أنزلت على موسى عليه السلام وهي التوراة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    حياك الله أخي الدكتور مصطفى عطية جمعة،
    وجعل لك من الدعاء المبارك نصيبا.
    لا شك في أن ظاهرة الاشتشراق التقليدية تراجعت تراجعا كبيرا في العقود الأخيرة وذلك عائد لسببين هما: النقد العلمي لظاهرة الاستشراق التقليدية ولعل إدوارد سعيد خير من يمثل هذا التيار، ثم انتشار الإسلام في الغرب الذي أصبح حزءا من النسيج الاجتماعي والثقافي الغربي. وهذا بدوره أدى إلى نشوء طبقة من المثقفين المسلمين من ذوي أصول عربية (خصوصا المغاربة) وتركية الذين يشاركون في المشهد الثقافي الغربي العام. زد على ذلك أن المثقفين العرب العلمانيين المقيمين في الغرب من أمثال محمد أركون وبرهان غليون وغيرهما قد نقدوا ظاهرة الاستشراق التقليدية أيضا. وحتى كتابات إبداعية مثل أعمال أمين معلوف وغيره نقضت الكثير من الرؤى الاستشراقية التقليدية، فالظاهرة آخذة في التراجع لصالح الدراسات اللغوية التطبيقية، وهذا ما جعل العرب يشكلون نصف العاملين في مراكز الاستشراق الحديثة!
    أما كتاب "شمس العرب تسطع على الغرب: أثر الحضارة العربية في أوربة" الذي أشرت إليه، فهو ليس للمستشرق الألماني الشهير ثيودور نولدكة، بل للمستشرقة الألمانية زيغريد هونكه (Sigrid Hunke, Allahs Sonne uber den Abendland, unser Arabisches Erbe). وهذا الكتاب من أكثر الكتب الاستشراقية إنصافا للعرب والمسلمين. وقد ترجمه إلى العربية فاروق بيضون وكمال دسوقي وراجعه مارون عيسى الخوري، ونشرته دار الجيل في بيروت. وقراءته واجبة على كل مثقف عربي!
    آمل أن يتسنى لي تقديم عرض لأهم كتابين لإدوارد سعيد: "الاستشراق" و"تغطية الإسلام" في المستقبل القريب.
    حياك الله.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    شبهة الإيسوتيريكي والإكسوتيريكي

    قرأت في أحد المنتديات أن "الإيزوتيريكي" ـ وقد كتبوها هكذا ـ مذهب يهدف إلى تطوير الانسان أو الرفع من "وعي التطور، والتطور في الوعي" كما كتبت إحداهن ..
    "الإيسوتيريكي"، واسمها في العربية "المذهب الباطني"، كلمة يونانية الأصل (Εσωτερική = إيسوتيريكي) يشار بها إلى كل المذاهب الباطنية التي تعتمد في تفسيرها للظواهر الكونية على "علم باطني" يتم تناقله بطريقة سرية. ولا علاقة للمذهب الباطني "الإيسوتيريكي" بالروحانية الدينية (مثل الصوفية) لأن الفرق بينهما يكون في تقاطع المذهب الباطني الإيسوتيريكي مع التنجيم والسحر والشعبذة، وهو ما لا يجوز عند أصحاب الأديان من مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم كل حسب معتقده.
    ويقابل المذهب الباطني الإيسوتيريكي في هذا السياق "المذهب الظاهري الإكسوتيريكي" (Εξωτερική = إكسوتيريكي)، ويقصد به التعبير بجلي ووضوح وظاهرية عن المذاهب الدينية والفلسفية والفكرية.
    ويدخل ضمن المذهب الباطني "الإيسوتيريكي" مذهب "العرفان" أو "الغنوصية" الرامي إلى أن "المعرفة الروحانية" أهم من الإيمان بحد ذاته، وأنه لا سبيل إلى قراءة الكتب المقدسة ظاهرية بل لا بد من تأويلها تأويلاً باطنيا ميتافيزيقياً لفهمها. وهذه الكلمة من اليونانية أيضا (γνώσις = gnosis) ومن معانيها: "البحث؛ البصيرة؛ المعرفة؛ تحسس عالم الغيب". ويقابل مذهب العرفان في هذا السياق مذهب "اللاأدرية" (agnosticism) وهو مذهب يعتقد أصحابه أن وجود الله وطبيعته وإدراك خلق العالم أمور لا سبيل إلى معرفتها بالعقل.
    إذن لا علاقة للمذهب الباطني "الإيسوتيريكي" بتطوير الانسان أو بـ "وعي التطور، والتطور في الوعي" كما ذكرت إحدى الوسوسات، لا من قريب، ولا من بعيد! وهو بالتالي ليس "علم إنسانية الانسان - الانسان الطامح الى التكامل" كما زعم أحد الموسوسين!
    ولاحظت أيضا بحاستي السادسة أن أكثر متعاطي الإيزوتيريكا هم من أصحاب المذاهب الباطنية والمعتقدات المنحرفة .. لذلك ليس بمستبعد في المنطق أن تكون ترجمة الإيزوتيريكا بـ "وعي التطور، والتطور في الوعي" أو بـ "علم انسانية الانسان" ترجمة مغرضة يراد منها الترويج لأصحاب المذاهب الباطنية والمعتقدات المنحرفة تحت مسمى افرنجي "على الموضة" للترويج للباطنية والانحراف والشذوذ ..
    وتحية ظاهرية!
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. ذكرى ميلاد الأستاذ/عبد الرحمن سليمان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-15-2011, 07:59 AM
  2. ميلاد /‏عبد الرحمن سليمان ‏(30)
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-19-2011, 08:11 PM
  3. عيد سعيد /عبد الرحمن سليمان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-30-2009, 06:02 PM
  4. ياعبد الرحمن سليمان
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-07-2008, 10:18 AM
  5. الشبكة العنكبوتية والمثقفون العرب/عبد الرحمن سليمان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-06-2008, 09:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •