أربعمائة بلجيكي يعتنقون الإسلام
ثلاثة أرباعهم من النساء
المصدر: "جريدة الأخبار" البلجيكية (بالهولندية):
http://www.nieuwsblad.be/Article/Det...cleID=gg2gjmgp
فيما يلي ترجمة الخبر المنشور في الجريدة البلجيكية أعلاه:
يتزايد عدد البلجيكيين الكاثوليكيين الذين يعتنقون الإسلام. لقد شهد المركز الإسلامي في بروكسيل العام الماضي دخول 400 بلجيكي في الإسلام. أي بنسبة 100 شخص أكثر من العام الذي سبقه. ومن المثير للانتباه هو أن النساء اللواتي يدخلن في الإسلام أكثر من الرجال.
عبدالقادر، المسؤول في المركز الإسلامي في بروكسيل: "ازدادت طلبات اعتناق الإسلام التي نستلمها في المركز الإسلامي منذ هجمات 11 سبتمبر ازدياداً ملحوظا .. لقد أثارت تلك الهجمات اهتمام الناس لمعرفة الإسلام. وهكذا يكتشف الناس أن المسلمين في حقيقة الأمر ليسوا كما يصورهم الإعلام الغربي"!
لا يملك مسؤول المركز الإسلامي تفسيرا لكون 300 من 400 معتنق للإسلام من النساء. عبدالقادر: "ليس صحيحا أن النساء البلجيكيات يعتنقن الإسلام من أجل الزواج من رجال مسلمين، ذلك لأنه يحق للرجال المسلمين أن يتزوجوا من الكتابيات دونما حاجة إلى دخولهن في الإسلام"! ولكن المسؤول يملك تفسيرا لدخول الرجال البلجيكيين في الإسلام: "غالبا ما يكون السبب الرئيسي لذلك هو قصة حب لفتاة مسلمة تجعل الرجل البلجيكي يدخل فورا في الإسلام" ..
تسبق اعتناق الإسلام دورة تحضيرية لذلك ولكنها ليست إلزامية. يتكون طقس الدخول في الإسلام من الغسل من الجنابة أولا، ثم النطق بالشهادتين، حيث يقر الداخل في الإسلام ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ويجب على الرجال الذين يدخلون في الإسلام أن يختتنوا .. ولكن هذا لا يطلب من المرأة. كما لا يفرض على المرأة أن ترتدي الحجاب [عند النطق بالشهادتين]. ويحرم على المرأة الداخلة في الإسلام أن تتزوج من غير مسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
تعقيب
في الحقيقة بلغت الحملة المغرضة على الإسلام أوجها بالرسوم الدانمركية وفلم "فتنة" الهولندي الذي لم يعره أحد الاهتمام الذي كان صاحبه يرجوه، وغير ذلك. وفي أثناء ذلك تزايد عدد المتعاطفين مع الإسلام في الغرب، وتصدى كتاب كبار جدا لمعالجة قضية "حرية الرأي" التي يتمترس وراءها أصحاب الرسوم الدانمركية ومنتج فلم "فتنة" الهولندي وغيرهم. كتب محرر مجلة "كناك" (أهم مجلة في بلجيكا) في عدد الأسبوع الماضي يقول: "إن فلم فتنة ليس إهانة للمسلمين في هولندة وبلجيكا فحسب، بل إهانة لجميع الشرفاء في هولندة وبلجيكا". وكتب واحد من أهم نقاد هولندة يقول: "دعونا نستبدل كلمة "مسلم" بكلمة "يهودي" لنرى ماذا سيحصل لحرية التعبير عن الرأي في بلادنا التي يعاقب فيها قانونيا عن معاداة السامية!"، وذلك في إشارة إلى سياسة تكميم الأفواه في انتقاد كل ما له صلة باليهود، وإطلاقها كليا فيما يتعلق بالمسلمين! والقارئ الغربي قارئ ناقد عموما، ويساعد على النقد وجود مليون مسلم في هولندة ونصف مليون مسلم في بلجيكا منتشرون في كل مكان ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية ويقيمون صلات زمالة وصداقة وجيرة ونسب مع سائر سكان المجتمع مما يكذب جميع إدعاءات الإعلام المغرض الهادفة إلى تشذيذهم.
ولقد تفطن أولياء الأمور والكتاب الكبار إلى خطر نشر صور سلبية للمسلمين على الاستقرار الاجتماعي في البلاد فسارعوا ــ منذ الحادي عشر من سبتمبر ــ في القيام بحملات نقدية قوية ضد الهجوم المغرض على الإسلام والمسلمين الغربيين لأن أحد أهداف فلم "فتنة" الرئيسية هو اعتبارهم خطرا على هولندة والغرب مما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. ولا يكاد أن يمر شهر إلا ونقرأ شيئا إيجابيا في هذا الصدد. ولعل مبادرة جريدة "ستاندارد" (أهم جريدة في بلجيكا وهي ذات توجه كاثوليكي) في آذار/مارس سنة 2007 في توزيع نسخة هولندية لمعاني القرآن الكريم على كل قارئ من قرائها وتوزيعها أكثر من مليون نسخة، إشارة واضحة في هذا الصدد (كان ذلك قبل عام وكان الدكتور فاروق مواسي في زيارة لبلجيكا وذهبنا معا إلى "الكشك" واشترينا الجريدة وحصلنا على نسخة مجانية من القرآن الكريم هي الآن بحوزة الدكتور فاروق).
وأمس ولدت لولي العهد البلجيكي أميرة سماها "إليونورة". وزعم الناطق الرسمي للقصر أن هذا الاسم عربي وأن الأميرة اختارته بعناية فائقة .. ومن الجدير بالذكر أن ولي العهد يسكن مدينة (= بروكسيل) يقطنها مائتا ألف مسلم تقريبا!
وأخيرا أحب أن أضيف أن عدد الذين يدخلون في الإسلام كل سنة يتجاوز الألف شخص في بلجيكا (حوالي خمسة آلاف سنويا في ألمانيا مما حدا بوزير الداخلية الألماني العام الماضي إلى القول إن ذلك يشكل خطرا على الأمن القومي الألماني). ولكن ليس كل داخل في الإسلام يذهب إلى المركز الإسلامي وينطق بالشهادتين ثمة. فهنالك من يدرس الإسلام ويسلم دون تسجيل ذلك في المركز الإسلامي، وهنالك من يوثق واقعة إسلامه لدى أئمة المساجد التي يرتادونها، وهنالك من لا يوثق ذلك وهكذا .. إنما يوثقون ذلك في المركز الإسلامي لسببين هما متابعة الدروس فيه من جهة وتسهيل ذهابهم إلى العمرة والحج من جهة أخرى لأن المركز الإسلامي تابع لرابطة العالم الإسلامي وتدعمه المملكة العربية السعودية.
عن الدكتور عبد الرحمن سليمان