(بروتوكولات العم سام ) او المرتكزات الصهيونية لسياسة الهيمنة الأمريكية على العالم
بقلم الباحث: عبدالوهاب محمد الجبوري
مقدمة
إن المتتبع للسياسة الأمريكية ، وبشكل خاص منذ الحرب العالمية الثانية وحتى ألان ، يمكن أن يستنتج بان الإدارات الأمريكية المتعاقبة قد اعتنقت وطبقت ما جاء في المصادر الدينية اليهودية ومنها بروتوكولات اشرار صهيون ، ولكن بصيغة غير متأنية حسب بعض الباحثين ، فقد اندفع رؤساء ومسؤولو هذه الإدارات في تطبيق ما اعتنقوه متناسين أو متجاهلين مالم يقراوه أو ما كان قد حجب عنهم من هذه البروتوكولات التي أفصح عنها العصر الحديث واختلفت المصادر الدينية التاريخية اليهودية في طبيعتها والظروف التي عملت على تكوين مضمونها ، لكن الأمر الثابت هو أن قادة الحركة الصهيونية الأوائل حرصوا على إخفائها بسرية مطلقة ..
وهذه السياسة الأمريكية هي امتداد للثقافة الأنكلو سكسونية التي تأسست بعد فتح أمريكا ونشوء فكرة القيامة والخلاص وتكريس العنف لأجل انتصار المقدّس على المدنس ، أو الخير على الشر بالمفهوم البوشي ، وذلك من اجل بناء مملكة العدالة والحرية ( أورشليم الجديدة ) ، وأمريكا اليوم ، كما جاء في كتاب ، تلمود العم سام أو الأساطير العبرية التي تأسست عليها أمريكا ، ليست إلا بمثابة جسر يوصل إلى مملكة الله ، أو يده التي ستبني المدينة على أنقاض القدس وفي شكل من إشكال العقيدة الجبرية والقدر المحتوم ..
وتتركز فلسفة الثقافة السكسونية حول هذا الموضوع على مسالة الاخر وحق التضحية به في سبيل تحقيق المقدّس بدءا من فكرة فتح أمريكا واستباحة الشعب الهندي وثقافته ، ومن ثم إعادة بنائها على أنقاض هذه البلاد وشعوبها ، وصولا إلى العرب وفلسطين وما يخطط لهم من قبل الصهيونية العالمية ( التي تستند في فلسفتها وعملها على مصادر الديانة والتراث اليهودي الأساسية الثلاثة وهي التوراة والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون ) وكذلك من قبل ثقافة العنف الأمريكية التي تسعى لإقامة ( يوتيبياها ) الخاصة ،هناك في ( القدس العتيقة ) حيث تظن أنها ستبلغ ذروة كمالها ونشوتها فوق جبل الزيتون وتذرف دموع الفرح عند حائط المبكى ..
ووفق هذه الفلسفة فان فكرة إسرائيل هي جزء من الثقافة الأمريكية وتشكل النواة الصلبة لفكرة أمريكا ، وكانت كل الحماسات المبكرة لفكرة إسرائيل تجري سيفها في خناق الهنود ، لأنها كانت حماسات تعويضية مســتوعبة في فكرة أمريكا نفسها ، وفكرة أمريكا تعني باختصار إمكانية استبدال شعب بشعب وثقافة بثقافة وهذا ما حصل ويحصل في السياسة الأمريكية التي راحت تستند في أفكارها ورؤاها ، تجاه فلسطين والعراق وقبلها في الفيبين وغيرها من بلدان العالم ، على نفس المصادر التي اعتمدتها الحركة الصهيونية الثلاث ، ولكننا في هذا المقال سنركز على احد هذه المصادر وهي بروتوكولات حكماء صهيون ..
الفكرة الأساسية للبروتوكولات
قبل التطرق إلى تأثير هذه البروتوكولات في السياسة الأمريكية نقدم فيما يأتي خلاصة لفكرة البروتوكولات :
1. توجيه حركة الإنسان اليهودي وسلوكه بمطالبه أو نزعات الاستقلال التي تسيطر على وجدانه تجاه غيره من البشر ..
2. تبين هذه البروتوكولات بوضوح وجود علاقة لليهود بكل ما يجري في العالم من وقائع وأحداث كبرى سياسية أو عسكرية أو تخريبية أو تدميرية وتوضح مواقفهم تجاه غيرهم من الشعوب والأمم على ضوء المشروع السياسي والعقائدي المرسوم في المعطيات الدينية التي يتلقونها من المرجعيات الدينية الثلاث وهي ( التوراة والتلمود والبروتوكولات ) ..
3. هذه البروتوكولات تعني في مجملها العمل وفق خطة سياسية واقتصادية واستخبارية للسيطرة على مقدرات الإنسانية للتمكن من قيادة العالم وتسخيره لخدمة اليهود ، فنجد في البروتوكول الأول نصا يقول : ( خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب ، لا بالمناقشات الأكاديمية ) و ( سوف ننتصر ونستعبد الحكومات جميعا في حكومتنا العليا ) ...الخ من النصوص التي تشير صراحة إلى استخدام العنف والحرب لتحقيق الأهداف اليهودية ومن ذلك ما ورد في البروتوكول الثامن عشر الذي جاء فيه : ( يجب أن نعترف بأننا دمرنا هيبة الاممين الحاكمين باستخدام عدد من الاغتيالات الفردية التي نفذها عملاؤنا )..
مما تقدم فان الركيزة الأساسية في هذه البروتوكولات تقوم على أساس سيطرة اليهود على مقدرات العالم وتسيده وتأليف الحكومة اليهودية العالمية التي يأتمر بأمرها الجميع شعوبا وأمما وحكومات ، مما يطلق عليه في الأدبيات اليهــودية ب( الاغيار ) ..
أساليب العمل لتحقيق الأهداف الإستراتيجية العليا
لتحقيق هذه الركيزة ، او الأهداف الاستراتيجية العليا ، هناك مباديء وأساليب عمل تم بلورتها من قبل قادة ومفكرو الحركة الصهــيونية في إطار سعيهم لتحقيق هذه الأهداف وأبرزها :
1.التعويض عن قلة العدد البشري بضخامة التأثير المالي ..
2.استخدام الوسائل السرية الأكثر تأثيرا بدلا من الوسائل العلنية ..
3.التطبيق الفاعل والشامل لسياسة فرق تسد ومن ثم تطوير هذه السياسة لتصبح ، كما قررها مستشارو الامن القومي الإسرائيلي والأمريكي ، سياسة الطرق على الجدران من أسفلها .. وهاتان السياستان تسعيان إلى تحقيق هدف مزدوج : تشتيت وتفرقة الأقطار العربية والحيلولة دون توحدها أو تقاربها من ناحية وتشتيت وتفرقة أبناء البلد الواحد باعتماد الورقة الطائفية والتمييز العنصري والديني والمذهبي والقومي ..
4.اعتماد الأساطير والروايات الملفقة بشان ما تسميه المصادر الصهيونية بالمحرقة النازية للتأثير على الرأي العام العالمي والأوربي بشكل خاص ..
5.تطبيق كامل للمبدأ الميكافيللي : (الغاية تبرر الوسيلة ) ..
6.إثارة مشاعر الرأي العام العالمي للتعاطف مع اليهود باعتبارهم أقلية مضطهدة تستحق الرعاية والعناية والمساندة ..
7.توجيه العمل السياسي في أوربا والولايات المتحدة بموجب ما يحافظ على الثقل السياسي للحركة الصهيونية ومن ثم الثقل الكامل لكيانها الغاصب في فلسطين ..وهذا المبدأ مستمد مما ورد في البروتوكول الثالـث الذي جاء فيه : (سنطلق في شوارع أوربا والغرب وفي وقت واحد جماهير العمال الغفيرة التي سيسعدها أن تنقض على اؤلئك الذين كانت تشعر منذ الطفولة بالحقد عليهم وستريق دماءهم وتستولي بعد ذلك على ممتلكاتهم ) ..
8.استخدام الجنس والمال والسيطرة على أجهزة الإعلام لتحقيق الأهداف الصهيونية والترويج لها ..
مراحل تطبيق الاهداف الصهيونية حسب البروتوكولات
لقد مرت آليات العمل لتحقيق المباديء الصهيونية حسب البروتوكولات عبر مراحل تاريخية مختلفة ، فقد وجهت في البداية إلى بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى وما بعدها ، وكان من نتيجة ذلك أن تخلت بريطانية عن وعودها للعرب وركزت ثقلها على دعم التوجهات الصهيونية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، عندما أدرك السياسيون والمخططون الصهاينة أن بريطانية بدأت تشهد أفولا لنفوذها نتيجة تداعيات الحرب وظهور قوى جديدة تحتل الخط الأول .. وهنا تعود البروتوكولالت كي يتم تطبيقها باليات جديدة مضمونها انتقال الاعتماد إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدلا من بريطانية .. وهكذا تحولت الولايات المتحدة إلى مركز جديد وراع لتطبيق هذه البروتوكولات وداعم لها ..
وفي ظل متغيرات ما بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام أوربا بين معسكرين وشيوع أنماط الحرب الباردة بين الغرب والشرق وجدت الحركة الصهيونية أن الفرصة مواتية لزيادة ثقل التأثير المالي والاقتصادي والسياسي والإعلامي في توجهات السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة ، حتى أصبح واضحا للجميع أن من يتولى الخط الأول في الإدارات الأمريكية عليه أن يحظى أولا بدعم وإسناد اللوبي اليهودي الصهيوني الذي اخذ على عاتقه تطبيق ما ورد في البروتوكولات .. وبهذا المعنى بات واضحا أيضا أن السياسة الأمريكية راحت تتعامل وفق المنظور الصهيوني حتى وان كانت تأثيراتها أو نتائجها تتعارض ومصالح الشعوب الأمريكية ذاتها ..
ومع انهيار الاتحاد السوفيتي وحدوث الاختلال في التوازن الدولي لعب اليهود الروس دورا مؤثرا وخطيرا في دعم اللوبي اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة وإسناده وتوجيه أنشطته على النحو الأتي :
1.تعظيم القيادات والرموز في الإدارات الأمريكية وإقناعهم بصواب المنهج الصهيوني في سياستهم الداخلية والخارجية ..
2.توجيه سياسات هذه الإدارات بما يتفق والرؤية الصهيونية للأحداث العالمية وتطوراتها وخاصة ما يتعلق بمستقبل العالم ..
3.إعطاء دور للشركات الكبرى بمختلف تخصصاتها لدعم وإسناد السياسات الأمريكية ..
4.إعادة ترتيب أسبقيات المصالح الأمريكية للعمل وفق مباديء البروتوكولات وخدمة أهدافها بالدرجة الأساس حتى وان تسبب هذا في وقوع ضرر بالسياسة والاقتصاد الأمريكيين ..
5.توجيه السفارات الأمريكية وفروع وكالات التجسس الأمريكية والشركات الكبرى المنتشرة في العالم لتوفيق أنشطتها تبعا لهذه الأسبقيات ..
حماية إسرائيل واجب مقدس
في ضوء ما تقدم فقد حققت مراحل واليات العمل الصهيوني تأثيرات ملموسة في السياسة الأمريكية منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي ، حتى باتت مسالة حماية إسرائيل والدفاع عنها واجبا مقدسا للإدارات الأمريكية ، وبموجب ذلك وبالعودة إلى البروتوكولات ، نجد أن هذه البروتوكولات تشترط للوصول إلى هدف السيطرة على العالم وتسيده تجاوز مرحلتين هما :
المرحلة الأولى : دفع قوة عظمى باتجاه السيطرة على العالم ومقدراته أولا وأعمام نموذجها السياسي والاقتصادي والثقافي والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان والمنظمات والاتحادات وكل أشكال العلاقات الدولية ..
المرحلة الثانية : انطلاق الحركة الصهيونية من هذه القوة لإسقاطها أو تحييدها أو تحويل سيطرتها من يدها إلى يد الحركة الصهيونية وأدواتها الإستراتيجية وفي مقدمتها نموذجها الكيان الإسرائيلي ..
وبتحليل الأحداث وتطوراتها يمكن للمتابع أن يستنج أن انتقال الحركة الصهيونية من التأثير أو الاعتماد على بريطانيا إلى الاعتماد على الولايات المتحدة ، ومن ثم التأثير في سياستها لصالح الأهداف الصهيونية كما أقرتها البروتوكولات ، قد جاء نتيجة قناعة بان بريطانيا قد غادرت الخط الأول لأنها فقدت هيبتها وقوتها ووصلت إلى مرحلة الدولة المريضة وان الولايات المتحدة قد ورثت عن بريطانيا فكرة التوسع والسيطرة الاقتــصادية والسياسية ، كما أنها تؤمن وتطبق السياسات البراغماتية وهي الشكل الأكثر تطورا عن الميكافيللية ، ومن الأسباب التي أدت إلى هذا التحول الصهيوني نحو الولايات المتحدة هو الوجود اليهودي ، فمن المعروف أن هناك فروقا بين الواقع اليهودي في بريطانيا ونظيره في الولايات المتحدة ، حيث أن عدد اليهود في الولايات المتحدة هو اكبر حجما من الوجود اليهودي في بريطانيا ، كما أن ثقله الاقتصادي والمالي والإعلامي يفوق ما هو قائم في بريطانيا ... ولتأكيد صحة ما نقول نلاحظ أن العقد الأخير للقرن العشرين شهد التقاء أساليب العمل التي اتبعتها الحركة الصهيونية مع توجهات أدارة بوش الأب الذي أعلن أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرنا أمريكيا رغم أن البعض من المحللين قد يختلف مع هذا الرأي .. ومعنى هذا انه سيكون قرنا صهيونيا إسرائيليا حســــبما ورد في البروتوكولات التي تعهدت الإدارات الأمريكية يتنفيذها ..
وبالرجوع إلى الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة العربية والشرق الأوسط وبلدان أخرى في إفريقيا واسيا منذ نهاية القرن العشرين وحتى الوقت الحاضر نجد أن ما حققته سياسة الهيمنة والحرب الامريكية يصب في خدمة المصالح الصهيونية قبل أي شيء آخر والشواهد على ما نقول كثيرة ، وأبرزها احتلال العراق وطرح مشروع الشرق الأوسط الجديد من قبل شمعون بيرس عام 1994 ومن ثم مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحه الرئيس بوش ، وكلا المشروعين يهدفان إلى جعل إسرائيل لاعب وشريك فاعل في سياسة المنطقة ويمكن اختصار هذين المشروعين بالمعادلة التالية ( تفعيل التكنولوجيا الإسرائيلية واستخدام المياه التركية واستغلال العمالة المصرية واستثمار الأموال الخليجية ) وبعد احتلال العراق طرح المحلل الإسرائيلي( زئيف شيف ) فكرة إشراك العراق في مشروع الشرق الأوسـط الكبير لأنه ( أي العراق وحسب شيف ) هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يمتلك عناصر المعادلة الشرق أوسطية الأربعة ، المياه والتكنولوجيا والأموال والأيدي العاملة ، وهذا يفسر إصرار إسرائيل على استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق وتطبيق سياساته التي قد تؤدي بالنتيجة إلى تقسيمه واستغلال ثرواته وضرب القوى الوطنية والقومية التي تعي جيدا مخاطر هذه السياسة وإبعادها الصهيونية ...
والشاهد الأخر على توظيف السياسة الأمريكية لخدمة المصالح الصهيونية حسب البروتوكولات هي استخدام سياسة فرق تسد و تطبيق سياسة الطَرق على الجدران من أسفلها ( التي وضعها منذ تأسيس إسرائيل مستشارو الأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي ) وفق إستراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى إحداث شرخ في الصف العربي وتجذير الخلافات بين الأقطار العربية وتعميقها ومن ثم تمزيق البلد الواحد باستخدام الورقة الطائفية والتمييز العنصري والديني والقومي وهذا لايجري تطبيقه في العراق وحده بل يتم تطبيقه أيضا في فلسطين ولبنان والسودان والجزائر وبلدان عربية وإسلامية أخرى وسوف لن يسلم بلد مهما كانت علاقته جيدة بالإدارة الأمريكية من هذه السياسة إذا وجدت فيه مؤشرات رافضة لهذه السياسة وان ما نقوله هنا ليس رجما بالغيب وإنما هو نتيجة استقراء علمي وسياسي وتاريخي ونفسي لطبيعة الشخصية الصهيونية وأساليب تحركها وتعاملها مع القوى الفاعلة والمؤثرة في الإدارات الامريكية ..
الخاتمة
تستند السياسة الأمريكية على فكر ديني يتجلى في الثقافة الانكلو سكسونية ، وهي الثقافة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالحركة الصهيونية ومصادرها الدينية الأسطورية ، وهي بهذا المعنى تعتبر رأس جسر يوصل إلى مملكة الله أو يده التي ستبني المدينة على أنقاض القدس وفي شكل من إشكال العقيدة الجبرية والقدر المحتوم ، وفي غمرة هذه التوجهات الفكرية والسياسية ألقى السناتور الأمريكي ( بيفرج البرت ) كلمة أمام الكونكرس أوضح فيها المعاني القدرية للتوسع الأمريكي في ( أعالي البحار ) والأمانة التي أودعها الله في أعناق شعبه الانكلو سكسوني لإعادة صياغة العالم وتحريره وفق مباديء وأيديولوجيات ومبررات نابعة من فكرة أمريكا نفسها ، وان العنف هو رديف العدل الإلهي المستند إلى منطق ثقافة القوة المعروف والذي ما انفك يلقى صداه لدى الرئيس الحالي جورج بوش حول تحرير العالم ..
من هنا لا نستغرب منطق الرئيس بوش الذي يقول أن الله كلمه أيضا وأمره بتحرير العراق ، هذا المنطق يتماهى مع ما يمكن تســميته ( المسيائية الأمريكية ) التي تُعدّ صورة من صور ( الدين المدني ) وهو الدين الذي تمتد جذوره إلى أعماق المرحلة الاستعمارية الأولى المشبعة بالمعاني والبطولات اليهودية .. خلاصة القول أن الحركة الصهيونية بذلت كل جهودها لتعظيم هوس العنجهية والغطرسة في نفوس المسؤولين في الإدارات الامريكية وزينت لهم أن مخرجات سياستهم ستعود على أمريكا بالنفع المادي والثقل الاعتباري ، ولكن ذلك الهوس والعنجهية والغطرسة عادت بنتائج سلبية على الاقتصاد الأمريكي أولا وعلى الرفض الشعبي في داخل أمريكا وخارجها للسياسات التي تنتهجا إدارة الرئيس بوش حاليا ..
وهنا نطرح السؤال التالي : هل يتوقع أن يقرا المسؤولون في الولايات المتحدة مستقبلهم في ضوء ما ورد في البروتوكولات التي امنوا بها ، وهي التي تتحين الفرص لإسقاطهم واعتلاء أماكنهم ؟ وهل نتوقع من مواطني أمريكا ذاتها أن يعوا ويدركوا حجم الثقل الأسود الجاثم على صدورهم ومستقبلهم وخياراتهم ؟ وهل يدرك الرئيس بوش معنى أن تكون التظاهرات الرافضة لسياسته قد وصلت إلى حدود البيت الأبيض القابع فيه ، وفي معظم أرجاء العالم كذلك ؟
هذه بعض من أسئلة وصدق الشاعر العربي إذ يقول :
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
مراجع
1.اللواء عبدالوهاب محمد الجبوري ، كيف تعمل أهم المنظمات الصهيونية في أمريكا ، جريدة الجمهورية العراقية ، في 23 / 12/ 2002
2. عبدالوهاب محمد الجبوري ، قراءة في الخطاب السياسي الأمريكي الجديد ، القسم الأول ، أمريكا وموازين القوى في العالم ، جريدة الصباح الجديد العراقية ، العدد 35 في 13 حزيران 2004
3 عبدالوهاب محمد الجبوري ، فلسفة الحرب عند اليهود وانعكاساتها في الأدب العبري المعاصر ، أطروحة ماجستير غير منشورة ، كلية اللغات / جامعة بغداد ، حزيران 2005
4عبدالوهاب محمد الجبوري ، الإله في العقيدة اليهودية ، جريدة تلعفر العراقية ، العدد 36 في 34/ 5/ 2004
5.عماد فوزي شعيبي ، السياسة الأمريكية وصياغة العالم الجديد ، الناشر دار كنعان للدراسات – دمشق
6 . أ. د. عبدالجبار عبد مصطفى النعيمي ، السياسة الأمريكية وتطبيق بروتوكولات حكماء صهـــــــــــــــــــــــــــيون ، جريدة الثورة العراقية ، في 24/ 12/ 2002
7 . منير العكش ، تلمود العم سام ، الأساطير العبرية التي تأسست عليها أمريكا ، جريدة المدار ، العدد الثاني والثلاثون ـ السبت ـ 31/ 7/ 2004
8 . قراءة متأخرة في الستراتيجية الأمريكية والسيناريو في المنطقة ، جريدة الشراع العراقية ، العدد 86 في 3 نيسان 2004 ، والموضوع هو عرض لمحاضرة ألقاها السيد زهرة قبل شهرين من احتلال العرق في نادي العروبة بالبحرين بتاريخ 27 / 1 /2003 ، بعنوان ( العدوان على العراق والمؤامرة على الأمة ) ..
9.البنتاغون يعود إلى إستراتيجية الخمسينات ، جريدة بغـــداد العراقية ، العدد ، 1037 في 5 نيسان 2005