قد يكون للعديد من الكواكب شمسان
قد تكون للعديد من الكواكب في الفضاء الخارجي شمسين
هل تتذكرون مشهد غروب شمسين في مسقط رأس لوك سكايوولكر، تلك الشخصية الوهمية في الفيلم الخيالي من أفلام حرب النجوم؟
ذلك المشهد قد يكون أكثر من مجرد خيال حسب وكالة الناسا للفضاء.
ففي ذلك المشهد الذي تم تصويره في 1977، ينظر البطل سكايوولكر إلى الأفق بينما تغرب شمسان صفراويان.
أما منظار ناسا الفضائي المعروف باسم "سبيتزر سبايس تيليسكوب" فقد كشف أن عملية ازدواجية شروق الشمس وغروبه التي تشهدها الكواكب الأحادية مثل شمسنا، منتشرة بين الكواكب المزدوجة.
وقد تم نشر هذا الاكتشاف في المجلة الفضائية "استروفيزيكل جورنل".
وفي الدراسة الفلكية، استخدم الباحثون كاميرا بالأشعة تحت الأحمر أوصلوها بالمنظار للبحث عما يعرف بالأسطوانات المغبرة Dusty Discs المنتشرة حول النجوم المزدوجة Binary Stars.
يذكر أن الاسطوانات المغبرة تصنع من الحطام الناجم عن تشكيل الكواكب.
وقال كارل ستابلفادت، وهو باحث في مخبر الدفع النّفاث (JPL) التابع للناسا في باسادينا بكاليفورنيا: "إننا نعلم بأن النجوم موجودة هناك، لكن السؤال كان هل يوجد هناك كوكب يمكن الوقوف فيه ورؤية عمليات غروب الشمس هذه؟".
وأضاف الباحث قائلا: " إن الاستنتاج بات الآن قويا بأنه لابد من وجود مثل هذه الكواكب، وفقا لما كشفه المنظار سبيلتزر".
لكن يبقى وجود كواكب وسط حطام الأسطوانات المغبرة محتملا، لكن غير مؤكد.
عالم فلك يزعم أنه يمكن جعل هذه الكواكب صالحة ليعيش فيها البشر.
وقال الكاتب الرئيسي لتقرير الدراسة المنشورة، دايفد تريلينغ، من جامعة أريزونا، لبي بي سي نيوز: " في نظامنا الشمسي، تصطدم النيازك فيما بينها ثم تنتج أمطارا من الغبار وهذا، حسب تقديرنا، ما نراه في هذه الاسطوانات- غبار ناتج عن اصطدام جسمين ضخمين".
وقال تريلينغ: "يمكننا أن نستنبط بأن هناك أجساما ضخمة مثل النيازك. وبالتالي، يكون الاستنتاج المنطقي الموالي هو أنه إذا كانت هناك طريقة خاصة شكلت هذه الأجسام الكبيرة مثل النيازك، يمكن أنها شكلت كواكب أيضا".
وقد بحث الفريق العلمي عن اسطوانات مغبرة في 69 نظاما كوكبيا مزدوجا تبعد بما يقدر بين 50 إلى 200 سنة ضوئية عن الأرض.
وقد أظهرت المعلومات الملتقطة بأن 40% من الأنظمة المزدوجة لها اسطوانات مغبرة- أكثر بقليل من مستوى انتشارها بين النجوم الأحادية.
وبالتالي، تبيّن هذه النتائج أن الأنظمة الكوكبية منتشرة بنفس القدر حولي النجوم المزدوجة كما هي حول النجوم الأحادية، مثل نظامنا الشمسي.
عالم فلك يزعم أنه يمكن جعل هذه الكواكب صالحة ليعيش فيها البشر.
نجوم مقربة
لكن الباحثون لم يعثروا على أي اسطوانات في الأنظمة المزدوجة التي يبعد النجوم عن بعضها البعض بـ 3 إلى 50 وحدة فلكية (Astronomical Unit) .
ففي هذه الأنظمة المزدوجة، قد تدفع القوى الجاذبة الحطام إلى الفضاء البعيد مما يحول دون تشكيل كواكب، على حد قول الدكتور تريلينغ.
وعندما تفحص الفريق نجوما مزدوجة مقربة فيما بينها بشكل كبير- واقعة على مسافة 0إلى 3 وحدة فلكية- اكتشف بأن الاسطوانات المغبرة منتشرة بكثرة، بحيث عثروا عليه في 60% من المواقع المدروسة.
وفي تلك الحالات، تطوف الأسطوانة المغبرة حول النجمين، بدل من حول نجم واحد. وبالتالي، سيشهد أي كوكب يلّف حول هذه الأنظمة المقربة فيما بينها عمليات غروب الشمس بالشكل نفسه الذي تم تجسيده على صحراء تاتويين الخيالية في فيلم "حرب النجوم: الحلقة الرابعة- أمل جديد".
وقال الدكتور تريلينغ: "إن كان هذا صحيح، هذا يعني أن عدد المواقع المحتمل وجود كواكب فيها قد زاد، لأننا الآن نعلم بأن هذه الأنظمة الكوكبية المتعددة النجوم قد تكون متصلة بتشكيل الكواكب نفسها".
مناطق صالحة للتعمير
وقال الدكتور تريلينغ إذا كانت الكواكب موجودة في الاسطوانات المغبرة التي تحيط النجوم المزدوجة، قد تكون هذه الكواكب واقعة على مسافات حيت ظروف الحياة فيها ممكنة.
وقال الباحث من جامعة أريزونا: "إن مشهد لوك سكايوولكر مشهد خيالي. لكنني لا أرى أي شيء غير صحيح من الناحية الفلكية في المشهد".
وأطرد تريلينغ يقول: "إنه يمكننا، بفضل بعض الأنظمة التي نتمتع بها في فلكنا، أن نقوم ببعض التعديلات الهندسية، وإقامة كوكب، وضبط دراجات الحرارة، ونجعلها تبدو مثلها (صحراء تاتويين) تماما".
وخلص الباحث في علم الفلك يقول: "بطبيعة الحال، لا نعلم الكثير حول الكواكب في تلك الأنظمة - إنه مجرد تصور- لكنها تبدو جيدة".