مللتك ِ شوقـا أقـام قليـلا
فكيف إذن لو أقـام طويـلا
إلامَ سأستنشق الشوق رغمـا
خُنِقتُ ، أريحي مشوقا قتيـلا
تمنيـن قلبـي هـوى يتنامـى
و أنّ به فرحـةً لـن تـزولا
فلا لم اجد فرحا فـي الهـوى
ولا لم أفارق شجـا أو عويـلا
بقيت وحيـدا وحزنـي معـي
وظلّ صباحي صباحـا بخيـلا
فليت سروراً يزيـح همومـي
أوَانَّ همومـي تمـلّ المـلـولا
أراوحٌ بيـنَ سـرور و حـزن
سليماً خلياًّ وأرمـي الكبـولا
تمثّلتِ مثـل الحيـاة ظلامـا
و عذّبتِ مثلَ الضحايا جهـولا
أسافـر فـي كذبـة وأمـانٍ
وأحسب ذاك السراب وصولا
سئمت بمنتصف الحـب حالـي
فكيف أسلي الفـؤاد العليـلا
سأردع نفسي عن الحب حتّـى
يرى عذره مـن أراد الرحيـلا
و ما أمن القلـبٌ إن أقبلـتْ
علي السعـادة شيئـا قليـلا
تفارقني مثـل مـن فارقـتْ
كمن سرقت من رياضي النخيلا
قرأتٌ علـى القلـبِ تعويـذة
لكي لا أحمّـلَ شوقـا ثقيـلا
سأوصيهِ قلبي بـأن لا يقيـم
على الود آن بـأن نستقيـلا
سأترك خلفي جمـال الهـوى
و أرضى بذكرى وأبقى الجميلا
رحيل إلـى أيـن مـا وجهـةٌ
ترقّ فتحضن هـذا الرحيـلا
رحيل إلى ايـن و الحـزنُ بـي
لصيق و دربي يضـلُّ الدليـلا
أنا ضائع في دروب السكون
حراكي َ صار بهـا مستحيـلا
رحيل إلـى أيـن و الحادثـاتُ
تضيعنـي إن طلبـت الحلـولا
بعمر الصبـا حرمتنـي الصبـا
وأهدت إليّ الأسى والحمـولا
وقبل المشيب انقضت ْ شرتـي
و قد ملأتنـي الحيـاة ذهـولا
أيا ربُّ هـل أمـلٌ مشـرقٌ
فيبصر عنـه الفـؤادُ السبيـلا
رماد شعر: ظميان غدير