حمزة يدلي بإفادته الأخيرة
ومضى نصف النهار مسرعا بي
لم تثقل زوادتي يدي
ولم يقطع الطريق هدى بصري
مروا بي
فاشحت عنهم باطرافي مخبئا نبضاتي الخائفة
كانت عيونهم خبيثة كالخنازير
وحين انقضوا علي كطوفان يمر ببنفسجة فتية
تناثرت بتلات برائتي أمام عربدتهم الطاغية
اماه
كان وجهك اخر ما اعرف حين أغمي علي
من الوجع الكوني البغيض
ولم اعد اذكر الا معالم لمعالمه الطيبة
أعتقد أنني قلت لهم:
لا ترهقوا مآقي أمي وتفطروا قلبها
فلم يتلفتوا لي
ورجوتهم أن لا يستفزوا كبرياء أبي
فضحكوا دون أن يرتسم على وجوههم معالم الضحك
لتكوينهم الغريب
توسلت اليهم
أن لا يخدشوا حياء أختي حين تلقي نظرة الوداع
فاستهجنوا ما أقول
وكأنها تمتمات لم تصدر من أدمي
تمثلت وجوه أخوتي بالحزن
لأني لم أعد أكمل معهم فروضنا اليومية
لم تلفظني حبيتي الأنثى الوحيدة التي عرفت
رغم تسريحة شعري المحتارة كل حين
بتباعد مفارقها
فلقد كان محوري العمري ما زال هشا
كبدر لن يمضي عليه الكثير ليكتمل
سورية
هذه هي أسمها
جميلة كالسماء
حنونة كام
طاهرة كأخت
قوية كاخ
وفية كقديسة
لم اخذلها مرة أبدا
ولم تكن هي يوما تعرف الخذلان