وشاح غزة
عبد الرزاق أبو عامر
يَا هِنْدُ رُدِّي النَّادِلِينَ عَنِ البِرَامْ
أَلْقِي الشُّجُونَ وَأَكْفِئِي كَأْسَ الغَرَام
قَدْ عِفْتُ مَلْهَاةَ الهَوَى فَتَرَسَّلِي
وَدَعِي الدَّلالَ فَلائِمِي بَلَغَ الجِمَامْ
هَبَّتْ بِرَبْعِي رِيحُ غَزَّةَ فَالنَّشَا
طَرَبٌ لِحُورٍ مَاجَ بِي فَوْقَ الهُيَامْ
وَالوَصْل ُمِنْ سَاحِ الشَّهَادَةِ عَنَّ لِي
فَقَطَعْتُ حَبْلَ العَاكِفِينَ عَلَى المُدَامْ
يَا هِنْدُ قَدْ شِمْتُ البُرُوقَ فَخِلْتُهَا
تَبْغِي الوَغَى تَحْدُو الأَشَاوِسَ وَالكِرَامْ
أَصْفِي بِعِطْرِكِ صَافِنِي
فَصَهِيلُهُ جَرَفَ المَدَافِئَ وَالجَمَامْ
أَجْلَى اللَّذَائِذَ وَاسْتَبَدَّ بِهِمَّتِي
وَسَرَى بِعَزْمِي خَارِقًا حَلَكَ الغَمَام
قَدْ هِبْتُ صَرْخَةَ صَافِنِي بَعْدَ الجَلا
فَكَرِهْتُ سَانِحَةَ المُقَامَةِ وَالمَنَامْ
أَحْفَيْتُ عِشْقِي دُونَ غَزَّةَ نَاشِقًا
رَهَجَ السَّنَابِكِ وَالرَّغَامْ
وَشَّحْتُ غَزَّةَ والسَّنَا
مِنْ نَزْفِهَا حُلَلٌ يَجُودُ بِهَا الخُلُودْ
مَدَّتْ لَهَا شَطَّ الفِدَاءِ زُمُرُّدًا
يَحْشُو المَطَاعِنَ وَاللُّحُودْ
خَطَّتْ لَهَا بِدَمِ الشَّهِيدِ مَفَاخِرًا
أَلْقَابَ عِزٍّ زَفَّهَا جَلَبُ الرُّعُودْ
وَخِضَابَ مَجْدٍ مِنْ حَنُوطِ جِنَانِهَا
بِيَدِ المَلائِكِ تَرْتَقِي غُرَفَ الصُّعُودْ
شِعْرِي لَهَا وَشْيٌ يَلِي سُؤْلَ لرِّضَا
وَيَدُ ابْتِهَالٍ فَتَّقَتْ نَجْوَى الوَدُودْ
حَزَنًا أُقَارِبُ عَفْوَهُ وَسَمَاحَهُ
عَلَّ الوَفَاءَ بِفَضْلِهِ يَغْشَى العُهُودْ
أَبْكِيكِ غَزَّةَ وَالدُّجَى
يَسْفِي مُنَايَ وَأَلْسُنِي
وَيَدٌ تُرِي فَجْرَ النَّجَا
شَزْرًا يَمُورُ بِأَيْمُنِي
وَرِياحُ بَأْسٍ كَاسِرٍ
تُغْشِي العَدُوَّ شَوَاجِنِي
أَفْديكِ غَزَّةَ لَيْتَنِي
عَرِمٌ بِسَاحِكِ مَكْمَنِي
دُونَ الثُّغُورْ
تَسْتَأْثِرِينَ بِجَوْشَنِي
قَبْلَ الشُّرُوقِ أُكَانِفُ الصُّبْحَ القَرِيبْ
فَتُزِيحُ مَلْحَمَةُ الْفُتُوحِ تَحَزُّنِي
أبو عامر