ومضة من تاريخ مكة : محب الدين الطبري
كتب السباعي ( ومن طريف ما يروى من قصص حجه { يقصد قايتباي - محمود} أن إمام المسجد الحرام محب الدين الطبري المكي لم يكن ضمن مستقبليه خارج مكة،وقد وشى به بعض حساده عند قايتباي فأمر به فحضر،فعاتبه في ذلك فقال : إني استقبلتك في أشرف بقعة وهي المسجد الحرام فسر لجوابه،ثم بلغه أنه لا يتقاضى شيئا لوظيفة الإمامة فقال له : إني فرضت لك مائة دينار شهريا لقاء إمامتك،فقال : إن إمامتي حسبة لله فلا أقبل عليها جزاء، (..) ولما عاد السلطان إلى مصر أرسل أمرا بتعيين الشيخ رئيسا لقضاة ومشيخة الحرم نفسه،فلما انتهى إلى بيته قيل له : إنه ذهب يحمل عجين بيته ليخبزه في فرن في أقصى الشارع. فعجب الرسول من ذلك واستخف بعمله ثم انتظره إلى جوار البيت حتى حضر وسلّمه الأوامر،فأهداه الشيخ رغيفين من خبزه،فصعب ذلك على الرسول،وقال : إن مثل هذه التعيينات لا تقل مكافأتها عن الألف. فأعاد الشيخ إليه أوراق التعيينات وقال : تفضل فأعدها إلى سلطانك فإنه لا حاجة لي بها.){ص 384 – 385 جـ 1 ( تاريخ مكة) / أحمد السباعي }
استومضها لكم : س / محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب