سؤال الذكاء ...
هشــام الخـاني
من عادة الأساتذة المخضرمين أن يضعوا سؤالا من جملة اسئلتهم يكون الجواب فيه استنتاجيا، ويسمونه غالبا: سؤال الذكاء. ومن المألوف إحجام النسبة الأكبر من الطلاب عن إجابة سؤال الذكاء لصعوبته (برأيهم)، ويحتسب أغلبهم علامته من المجموع منقوصا منه علامة هذا السؤال. لكنا إذا طبقنا هذا المفهوم على الشام ومايعيشه، فإن الإجابة على سؤال الذكاء تمسي بديهية، وإن أحدا لن يتخلف عن الإجابة فورا ونبرا.
إن من يستعرض حال الشام، اجتماعيا واقتصاديا وبشريا وكارثيا ونفسيا، يرى أن طرفا واحدا يقبع خلف طاولته، منظره كريه وكرشه يبتلع فيلا، يجني نتاج الحرب كثمرات وهي (في الواقع) كوارث ودماء على الجميع .. ظالما ومظلوما!! وبناء على هذه النفسية المنحطة للطرف الجشع لابد للعقل أن يعلم بأن هذا الطرف لايعنيه رابح او خاسر، بل ينحصر همه كليا بحماية مصالحه وتدفق المال إلى جيوبه. ولاشك بأن لسان حاله يقول: افعلوا كل شيء، فأنا وراءكم، ماعدا إيقاف الدم والخراب، ï»·نه الخبر الذي سيأتيكم على إثره خبري!! ونظرا ï»·ن المتنازعين على ارض الطهر يتمتعون بقدر عال من الحنان والرحمة، فهم مشفقون على المجرم البدين لايريدون أن يردوا له طلبا، فهم يجيبونه فعلا وعملا قبل القول ينادون: "ابشر .. فطلبك مجاب".
من العجيب ان العالم بأسره تضرر من حرب الشام. لكن طرفا واحدا نابه من الفوائد ما لايمكن أن يحققه عبر قرون. ومن الأعجب أن تنهبل عقول كل أهل الأرض لاتري سطوع هذا الكيد والإجرام!! ألهذه الدرجة تمكن الجابي القبيح من تورية نفسه؟ ام أن عقول الناس تصاغرت لتدنو دون مستوى عقول النمل والجراد؟!! أم أنه الكيد المخفي والنفاق الأكبر يمارسه الجميع على المظلومين؟
بالله عليكم .. هل اتضحت بديهية الجواب .. أم تريدون تفسيرا أكثر؟ .. نبئوني بعلم إن كنتم صادقين؟
....