نص حوار أجراه معي الإعلام المغربي

[عدنان كنفاني]

مساؤكم جنّة
مساؤكم أمل وسعادة وفرح.. أخواتي وأخوتي هذا رابط حوار أجراه معي الإعلام المغربي الأخ عمر إسلام.. وأرق تحياتي https://www.facebook.com/photo.php?fbid=274160172609396&set=at.131623853529696.2 1306.100000462466491.100001969598275&type=1&theate r

[عدنان كنفاني]

عمر إسلام
رابط المجموعة
http://www.facebook.com/groups/110948028988841/
نص الحوار الذي اجرته مجموعة متقيش مرجعيتي مع الشاعر والاديب الفلسطيني الكبير عدنان كنفاني
ـ نرحب بالأستاذ عدنان كنفاني معنا
ج ـ أشكركم من القلب، وأجمل تحياتي إلى شعب المغرب العظيم، وإلى شخصك الكريم أخي عمر إسلام
2 ـ متى بدأت حياتك الأدبية والشعرية..؟؟
ج ـ لا أستطيع أن أحدد تماما لحظة التفجير التي يمكن اعتبارها بداية، لكنني، ومنذ الصغر كنت أعشق القراءة والكتابة، ويبدو ومن أرشيفي القديم أن لي محاولات في الكتابة منذ العام 1953 أي عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، وبطبيعة الحال هي كتابات متواضعة في النثر وبعض الشعر.. وأذكر أنني بدأت كتابة بدايات أول عمل روائي لي في أواخر العام 1954/ وقد صدر هذا العمل في العام 1998
3 ـ من هم الشخصيات الذين طبعوا حياتك في هذا الجانب وجعلوك تهتم بهذا المجال..؟؟
ج ـ لا شك في أن دور الأسرة له أثر هام وكبير في صقل وتطوير الشخصية والموهبة أيضاً، وقد كان والدي رحمه الله، وهو يعمل محامي حريصاً على تزويدنا بكل جديد على المستوى الأدبي والمعرفي، ويشجعنا على القراءة والكتابة وهذا ما أسس فينا ذلك التوجّه، ثم يأتي دور المدرسة واهتمامها بتنمية المواهب، ومما لا شك فيه أن مسيرة شقيقي الأديب الشهيد غسان كنفاني كان لها أكبر الأثر في تنمية موهبتي وصقلها، واعتبره مثلي وقدوتي.
4 ـ حدثنا قليلا عن شقيقك غسان كنفاني وماذا تعلمت منه..؟؟
ج ـ تعلمت من الشهيد غسان الكثير، فقد كان يكبرني بأربع سنوات، وكان يمثّل لي نبع المعرفة، ويملك الأجوبة عن الأسئلة الصعبة، تعلمت منه الوفاء والصدق، وأن أكتب من جذوة قلبي ومن صميم إحساسي دون تملّق أو تزييف، علمني كيف نعبر في كتاباتنا عن حبنا وانتمائنا إلى فلسطين، كان رحمه الله إنساناً في كل شيء، بارّاً لأسرته، مخلصا، وصبوراً وبسيطاً، آثر أن ينتمي إلى شعبه فخرج بكتاباته الأدبية عن سطوة الايدلوجيا التي كان ينتمي إليها فكرياً، كان غسان هادئاً ووسيماً وأنيساً في جلساته ومع أصدقائه، لكنه يتفجّر كبركان هادر في تمسّكه بثوابته الوطنية والقومية، وكانت فلسطين محور حياته في كل ما يكتب ويقول..
رحم الله الشهيد الأديب غسان كنفاني فقد كان رائعاً في كل شيء، ثم وضع باستشهاده نجمة فخار على جباهنا جميعاً..
5 ـ لو عرض عليك العودة الى فلسطين والعيش في مدينة أخرى غير يافا هل تقبل..؟؟
ج ـ أشكرك على هذا السؤال فقد فتحت أمامي دروباً لأعبّر عن نفسي في هذا الموضوع بالذات.. إن فلسطين التي أعرف ونعرف، هي فلسطين الجغرافية، التي تمتد على مساحة أرض من البحر إلى النهر، ومن رأس الناقورة إلى رفح، مدنها وقراها تتوضّع على هذه المساحة الجغرافية، وهي كلها تشكّل فلسطين، إذ لا أجد فروقاً بين مدينة وأخرى وبين قرية وأخرى ما دامت تقع على هذه الأرض التي أعرف ونعرف، ولا يمكن أن أجد تبايناً بين غزّة ويافا، أو بين رام الله وعكا، فهي كلها فلسطين، أما أن تقتصر إقامتي في مدينة أو قرية، ولو كانت فلسطينية، لكنها مجتزأة من فلسطين، بينما تقع مدن وقرى أخرى فلسطينية رهن الاحتلال فهذا ما لا أقبل به ولا أرضاه.
6 ـ ما هو سر كل هذا التعلق بمدينة يافا..؟؟
ج ـ في حقيقة الأمر سؤال كهذا يؤلمني حقاً، إن حبي وتعلقي بمدينة فلسطينية بعينها لا يعني نفي حبي للمدن والقرى الفلسطينية الأخرى.. أبداً، فأنا مؤمن بأن فلسطين كلها وحدة جغرافية متّصلة، ولكن بالنسبة إلى يافا فقد ولدت فيها، ودرجت خطواتي الأولى على أرضها، وتنسمت هواءها ونسائم بحرها فكيف لا يكون لها في نفسي عطر الذاكرة..؟؟
7 ـ كيف تقيم دور الأديب الفلسطيني في الصراع مع العدو الصهيوني وفي تنمية روح المقاومة لدى الشباب..؟؟
ج ـ لقد مارس الأدب الفلسطيني دوره في مسار نضال الشعب الفلسطيني، وكان الأديب الفلسطيني الملتزم دائماً طليعياً في القبض على جمر القضية، والتمسك في ثوابت الشعب الفلسطيني، ومستشرفاً أيضاً، وكان المحرّض على الفعل النضالي، والموثّق لتضحيات المناضلين الفلسطينيين، وكان في كل المراحل شوكة في حلوق الغزاة، واستطاع الأديب الفلسطيني أن يعبّر عن إنسانية شعب فلسطين في الحياة على أرضه، وكان فاعلاً في إيقاد مشاعل الانتفاضات المتلاحقة للشعب الفلسطيني، وهي رسالة وأمانة نتوارثها جيلا بعد جيل، ونتمسّك بها. ويأتي دور الجيل الحالي من الشباب لمواصلة المسيرة والثبات على مواقفنا الوطنية والقومية وحتى نحقق الانتصار الكبير يوم نحرر أرض فلسطين، كل فلطسين ويعود شعب فلسطين إليها أعزاء..
8 ـ هل ترى أن الإعلام العربي يخصص مساحة للأدباء كما يخصصها للسياسيين والدعاة.؟
ج ـ سؤال أثار في نفسي الكثير من الشجون، لا يا صديقي وهذا مما يدعو إلى الأسف، فالمثقف الأديب في هذه المرحلة يعاني من التغييب، ومن سطوة السياسي حتى على قلمه وفكره وأدبياته، ودعني أكون صريحا أكثر فأقول كي أكون منصفاً إن بعض الإعلام العربي يخصص للفنانين الذين "أحترمهم"، وللراقصات ومن في ركابهم، وللأزياء وطناجر الطبيخ، وخيمات السحر والشعوذة أكثر بكثير مما يخصص ليس للمثقف والأديب فقط، بل وحتى وللسياسي والجادين والدعاة من منظرين اجتماعيين وتربويين ودينيين، وهذا، في زمن السقوط العربي العام، عامل آخر في فعل هذا السقوط المرعب..
9 ـ لماذا لم تكتب في السياسة..؟؟
ج ـ من قال إنني لم أفعل.؟ السياسة تدخل في خبزنا اليومي فكيف لا تكون حاضرة في كتاباتي سواء الأدبية والإبداعية أو حتى في المقالات والتحليلات.؟ نعم يا صديقي أنا كتبت وأكتب في السياسة الشيء الكثير جدا، وأتابع باهتمام ولي حضور دائم في المسارات السياسية المختلفة.
10 ـ ماهي القنوات والبرامج التي تشاهدها في رمضان.؟؟
ج ـ بصراحة.. متابعاتي ومشاهداتي متواضعة جدا، وقد أقف عند بعض مشاهد تلفت انتباهي على المستوى الوطني أو السياسي، في بعض قنوات جادة وملتزمة، لكنني آسف لأنني لا أتابع كثيراً، فلرمضان في حياتي طقوس خاصة وفروض روحانية أعتني بها وأجد في هذا الشهر الكريم مناسبة كي نخرج ولو قليلا من رتابة الروتين المادي خلال شهر في السنة يجدد فينا الطاقات والعزائم.
11 ـ ماهي الأعمال التي تحب ان تزاولها في هذا الشهر الكريم..؟؟؟
ج ـ هي الأعمال المفروضة علينا كمسلمين من صلاة وعبادة، وأنا ألتزم بها تماماً وأسأل الله سبحانه أن يتقبّل منا.. إضافة إلى القراءة والكتابة التي أعتبرها ملح وجودي.
12 ـ في ظل الربيع العربي هل نحن أقرب الى تحرير فلسطين من أي وقت مضى..؟؟
ج ـ يا صديقي أتصوّر أن العكس هو المطلوب عالمياً "أمريكيا وأوروبياً وإسرائيلياً" ونحن نتابع حرص الغزاة على تأجيج صراعات بين الشعب الواحد لن تؤدّي إلا إلى المزيد من الضعف..
هو عنوان حق يراد به باطل، وهو ليس ربيع عربي، بل هو مآسي عربية يفتعلها الغرب الطامع ولك ما يجري الآن في العراق وليبيا وغيرها وغيرها أمثلة قد توحي بمعنى ما أقول، فما جرى في تونس ومصر مثلاً لا يشبه ما جرى ويجري في ليبيا واليمن، وما يجري في منطقة لا يمكن أن يكون نسخة عما يجري في منطقة أخرى من عالمنا العربي، فهل تعتقد أن "الغرب" يريد لشعوبنا الخير.؟ وهل يعنيهم كثيراً خروجنا من دوائر التخلّف والضعف.؟ ولماذا يتأجج الصراع في مناطق ولا يتأجج في أخرى من عالمنا.؟ هل يعني هذا أن تلك المناطق "الهادئة" سليمة وديموقراطية ومتحررة من سطوة الاستلاب الأجنبي.؟ ومتى أدركنا الغاية من التدخلات الأجنبية في الشأن العربي الداخلي هنا أو هناك، فقد يصلك الجواب عن سؤالك..
أما في مسألة تحرير فلسطين فهي أولاً في مسؤولية الشعب الفلسطيني نفسه وفي تصميمه وصبره ومواصلة نضاله دون أخذه إلى متاهات أخرى بعيدة عن روح فلسطين..
13 ـ في الختام نصيحة توجهها للشباب الفلسطيني والعربي ماذا نفعل حتى نحافظ على الهوية العربية والإسلامية لفلسطين ولكل الدول العربية الأخرى..؟؟
ج ـ النصيحة الأهم في هذا المسار، وفي هذا الوقت، ووسط المجريات التي تشهدها منطقتنا العربية أن لا ينجرف شبابنا وراء شعارات جوفاء وكاذبة وملفّقة، وأن يدرك شبابنا بالوعي والقراءة والتحليل والدراسة أن ما يجري في وطننا العربي من فعل وتدخل أجنبي ليس من ورائه إلا تغييب القضية الفلسطينية وهيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة برمتها، وأعرف أن حماسة الشباب كبيرة، وتطلعاته كبيرة أيضاً ولكن علينا أن نفهم ما الذي يجري كي نفهم وسائل التصدي لكل المشاريع التي تستهدف وجودنا وكينونيتنا وهويتنا العربية والإسلامية.
أشكركم أحبائي في مغربنا العربي الماجد، وكم يشرّفني التواصل معكم أخوة أعزاء..