قصة ديوان الصور والوهج اللا إرادي

[محمد الشحات محمد]

قصة ديوان الصور والوهج اللا إرادي

بينما كنتُ أكتب بيتاً شعرياً أقول فيه :-

يا صورة الوحْي لا تبكي على صُدَفِ لآليء الشعرِ ترميزٌ بلا صَدفِ

دخَلتْ ابنتي أسماء قائلةً :- " الجميل ماذا يكتب؟ " .. ولم تنتظرْ..، قرأتْ الورقة التي كتبْتُها، وقالتْ :- " الله ..! .. أيمكنكَ أن ترسمَ صورة يا أبي؟!" ..، فأجبتها :-

" أنَّى بلا صوَرٍ أُضفِّرُ ذاتي وأرى روياً ماضياً في الآتي؟!"

مَنحَتْني قبلةً رائعةً، ثم قالتْ :- " وماذا أيضاً؟! " ..قُلْتُ :_

هذي شراييني تُواكبُ موْسمي والسرُّ في الألوان يُضوي مَرْسمي

حتى قصيدي صُغْتُهُ في ريشةٍ تدعوفصيح الشـعرِ دعوةَ بلْسمي

"أسماءُ" كوني بالضياءِ سلامنا وتَصَوَّري شــوقاً له وتَبَسَّمي

ضحكتْ .. :- " يا أبتاه .. قَصَدْتُ برسم الصورة ذلك الفن التشكيلي ..، لكنك شاعر ..!! "

فَتَحرَّكتْ سكناتُ أوردتي ..، وقُلْتُ لها :- " إن الفطرةَ العربية قادرةٌ مُتَمَكِّنةٌ .."، وجّمّعْتُ قصاصاتِ الورق المُتناثرة حولي، وأخذتُ أُحرِّكُ القلم فيها رسماً حرَّاً أُتْبعهُ بشفرةٍ شاعرةٍ ..، وتتابعتْ القصاصة تلوالأخرى، وابنتي تُحمْلقُ في كل ورقةٍ، واستمرت تلك الحالة حتى قالتْ:- " رائعٌ ديوان الصور هذا .. لقد أتْمَمْتَ خمسة وعشرين شكلاً !!، فرددْتُ :- " بلْ مضموناً " .. ضحكت ..، ثم قالتْ :- " قرأتُ القصص الشاعرة في الصورة التشكيلية والعكس في آنٍ واحد .. يل له من إبداع !! "

المهم أن تكوني سعيدة

نعم .. وسأقوم بلصق هذه القصاصات حسب الترتيب التي نُفِّذتْ به

ولكِ ما شئتِ

بدأتْ في القص واللصقِ والتجميع، وقُمْتُ أنا أفتح جهاز " الكمبيوتر" لأقرأ ما نُشر على المُلتقى الأدبي ..،

بعد قليل عادتْ تحمل بين يديها كتاباً ..، قالتْ :- " إنها تجربة فريدة !! وجديدة!، تُعيدُ فكرة قديمة في علم النفس التجريبي، وهي تأليف مجموعة من الرسوم والجمل الناقصة ليكملها القارئ حسبما يدور في خلجات نفسه ..، ولذلك .. فلَسوْف أُعيد قراءة تلك النصوص من خلال أصدقائي وإخوتي، ولسوف أنشرها على صفحات المنتديات الأدبية عبر الشبكة العنكبوتية، ونُشارك جميعاً، ونُكمل ..، لكن الجمل هذه المرة شعر عربي خالص، والرسوم تُعبر عن الاعتزاز بالهوية، فمن أبدع الشعر هو نفسه مَنْ رسم ..، وتتعدد التأويلات والرؤى .."

أخذتْني الدهْشة، فكَّرْتُ قليلاً ..، قاطعتْني :- " وماذا تقول في مُنْطلقاتِ النصِّ المرسوم؟ "

قُلتُ :- " إن القارئ للغة يجد في الصورة التعبيرية رمزاً جوهرياً شعرياً في خطوطه وألوانه المنفصلة والمتصلة على حدٍّ سواء، والكاتب بالخط وباللون وبالصورة والصوتِ الصامت والتمني والأنين والطرب، كل هؤلاء الكتاب جميعهم يُعبرون عن انفعالٍ في وسط هائجٍ مُمَوْسقٍ عبر السياق العام، فالرسم بالأشعار إبداع في حدِّ ذاته إذْ تتآلف علاقاتٌ كثيرة خلف الكلمة الراسمة للصور، فينطلق التعبير بالكلمة الشاعرة عن الحالة، والشعرُ تفعيلٌ لحالة "

قالتْ :- " ما قُمْتَ برسمه لم يُعبر عن قصيدة أنتَ كتبتها، وإنما كان تعبيراً حالتكَ أنتَ يا أبي، والدليل أن رسومَكَ اختلفت في مدارسها ما بين التعبيرية والسريالية والتجريدية رغم أنك رسمتها كلها في وقتٍ واحد ..، وبمجرد أن سألتكَ .. أيمكُنكَ أن ترسم صوراً يا أبي "

" ماذا تقصدين؟ وما هي منطلقات هذه الأسئلة وتحليلاتِكِ الرائعة تلك؟ "

ردَّتْ سريعاً على غير عادتها :- " بل قُلْ أنتَ ما هي منطلقات تنفيذِك للفكرة فوراً بالرسم رغم أنَّكَ تقْرض الشعر؟ وماذا كُنْتَ تفعل إن لم أسألْك عن الرسم بالذات وسألتك مثلاً عن أي جنسٍ أدبيٍّ أوفنيٍّ آخر؟ أوكُنتَ أنتَ فناناً تشكيلياً مثلاً ولم تكنْ شاعراً وطلبْتُ منكَ أن تكتبَ شعراً أولاً ثم ترسم؟"

مُبتسماً :- " مهلاً مَهْلاً .. سؤالٌ عيار 3×1 .. "

هكذا أنتَ أجَبْت .. أدْخلْتَ الرياضيات في الشعر والرسم، كما أدْخلْتَ الابتسامة الرقيقة هذه في الجد ..، وهكذا تتراسل الأجناس الأدبية وتتواصل الفنون .. ورغم ذلك، فالإجابة مازالتْ في حاجة إلى استكمال "

"سأُكمل حالاً .. منطلق تنفيذي للفكرة رسماً قبل الشعر كان هو طلُبكِ أنتِ رغم أني لستُ فنانا تشكيلياً، ولو كُنتِ طلبتِ تمثالاً لقُمْتُ بنحته، وها أنا أُغني أيضاً .. مصريتنا وطنيتنا .. "

ضحكتْ، ثم قالتْ " ومن هنا يبدأ الكلام .. من فضلك سجل رأيكَ في هذه التجربة على المنتدى العام"

وفوراً دَخلْتُ المنتدى العام وكتبتُ :-

" ها هي التجربة تُفرغُ ما بنا مِنْ تصورات وتخيلات وأعراض وحتى أمراض ..، فنحنث بصدد نصوص متوازية قد تقترب في حال التأمل ومحاولة فك شفرات النص المكتوب رسماً ..، وقد تُؤلف نصاً آخر ..، وبتعدد القراءات نحاول معاً اكتشاف البنايات الغائبة والظلال أوالكتل الضوئية في هذه النصوص الأدبية التي أنجبتها رسوم ..، تلك الرسوم التي تحركت ريشتها في اتجاهات بين التجريبية والتعبيرية والوهج اللا إرادي،

وعلى ذلك، وفي ظل عصرنة التجريب .. أصبح على كل مبدع في مجالٍ ما أن يمارس باقي المجالات قبل أن يبدأ في تسجيل حالته الشعورية في الشكل الإبداعي خاصته، ولسوف يكون هناك رابط بين الأشكال أو الأجناس التي ترك نفسه سابحاً فيها والجنس / الشكل الموهوب فيه أصلاً، ولذلك أثرٌ فعالٌ وراقي ... ( وباعتزاز كتبتُ التوقيع) .. ودام الحب .. ( ومُلوِّناً ) مصري عربي "

بعد ثوانٍ .. استأذنتْ ابنتي كي تذاكر، فأغلقتُ جهاز الكمبيوتر، وفَتحْتُ الباب .. خرَجْتُ .

ولكم خالص تحياتي

[ريمه الخاني]

الحقيقه تتفرع الافكار بشكل شبكي ابداعي يجعلنا في حيرة ماذا نكتب وكيف...
وتبقى الخصوصيه اللاصقه بالكاتب وطباعه وماذا يريحه , هي التي تحكم دوما.
مرور وتحيه

[محمد الشحات محمد]

الحقيقه تتفرع الافكار بشكل شبكي ابداعي يجعلنا في حيرة ماذا نكتب وكيف...
وتبقى الخصوصيه اللاصقه بالكاتب وطباعه وماذا يريحه , هي التي تحكم دوما.
مرور وتحيه

،،،،،،،،،،،،،،،،

سيدتي الأديبة الرائعة الأستاذة


ريمة الخاني


خالص التحايا لشخصكم ، والشكر للمرور الذي يكسب دوماً الموضوعات عبقاً خاصاً ونوراً يفتخر به المتصفح دوماً ،

وأما عن الفكرة ، فهي محاولة لتحريك كل المواهب والطاقات لدى الإنسان ،حتى لو لم يكتشفها هو ، فقد يكتشفها الآخرون .. الأهم أن يبدأ بخوض التجربة بأي فن ،ثم يبدأ في تنفيذ أفكاره بالشكل الإبداعي الذي يعتقد أنه يتقنه ، ولسوف يكون الرابط موجوداً بين ما بدأبه والشكل الأخير ، وأيضاً حتى لو لم يكتشفه هو ،

فالشاعر مثلاُ أن بدأ يرسم - رغم أنه ليس فنانا تشكيليا - ثم شرع في كتابة قصيدته سيكون هناك رابط بين الشكل - أو الأشكال - والقصيد ، وسيكتشفه هو بنفسه بعد ذلك ، فضلا عن الكشف الذي يراه المتخصصون وعلماء النفس والاجتماع والمخ والأعصاب ، وبما يكشف عن إنفعالاته وأحاسيسه الباطنية والعامة

وقد كنا في الماضي نسمع عن العالم فلان وهو في ذات الوقت رحالة وشاعر وطبيب ومهندس وفنان تشكيلي ورياضي وخلافه

وبهذه النظرية دعوة وتدريب لتشجيع الحركة الإبداعية من خلال تنشيط اهتزازات المواهب داخل الإنسان بصفة عامة ، وما يهمنا هو العربي لأننا بحاجو إلى إبداعات عربية جديدة على غرار " القصص الشاعرة " و " القصائد النسرية " لمواجهة العولمة الجديدة ، وإثبات الوحدة العربية ولعلها تكون بداية الهيمنة على الثقافات الغربية


وهاهي التجارب تبدأ ولكنها دوماً تحتاج لمواقف واتحاد


شكراً لمرورك الأغر

وتقبلي وافر التحية والتقدير

[ندى إمام عبد الواحد]

وإنشاء الله سوف أجرب تلك الفكرة ة وأرسم
تحياتى

[محمد الشحات محمد]

شكرأ لأبنتك ملهمة هذا الأبداع
ولانك شخصية متعددة المواهب فقد أنتجت إبداعاً جديدا يسجل ضمن إبداعاتك المتعددة
وإنشاء الله سوف أجرب تلك الفكرة الجميلة على نفسى فسأرسم
ولكنى سأصدقك القول من يرسم فهو لديه موهبة الرسم من قديم ولكنه لم يحفزها لتستمر
والشاعر الحق هو من يرى فى كل الفنون جمالأ ويود لو يستطيع أن يلم بها جميعاً
ولكن من يقدر على ذلك ؟
إنهم أشخاص ذوى قدرات فائقة مثلك .
ولك تحياتى

،،،،،،،،،،،،،،،

الأستاذة الفاضلة

الأخت ندى

أنها نظرية قصدت أن أكتبها بشكل قصصي وأدخلت فيها الشغر والفن التشكيلي والمنتدى وخلافه وبشكل حدث بيني وابنتي حتى تكون مختلفة عن النظريات الجافة ورسالة للحوار البناء والمشاركة مع الأبناء غير ذلك ، مع دخول علوم كثيرة بين عناصر النص حتى يتسنى للمتلقي وصول ثكرتي ، وأيضا لا أُجزم بقدر أهميتها ولكنها محاولة لوضع لبنة قد تفيد ، ولا أخفيك سراً قد جربتها في أكثر من مجال والحمد لله كانت النتيجة طيبة .. ، فقط لنبدأ ، والقدرات بيد الله ، وفقط الإخلاص والله المستعان

لك التحية وأدعوكِ لزيارة المساحة الراقية والخاصة بالقصص الشاعرة دون الإقلال من مساهماتك في باقي الأقسام

دمت راقية

[صهيب توفيق]

اخي العزيز محمد/

واسمح لي أن أسميك هنا " الفنان الشامل"

فلك إبداعات في شتى المجالات
اللهم صلي على النبي
حتى لا احسدك

مع أنني لا أستطيع الرسم إلا في مخيلتي وقد يكون هذا حال معظم من لا يرسم ولكنني دوماً أرسم الصورة بكلمات قد تكون جميلة وقد تكون بحاجة إلى التصويب

دمتَ لنا اخاً عزيزاً ومبدعاً وأستاذاً

[أحمد السرساوي]

اخي العزيز محمد/
واسمح لي أن أسميك هنا " الفنان الشامل"
فلك إبداعات في شتى المجالات
اللهم صلي على النبي
حتى لا احسدك
مع أنني لا أستطيع الرسم إلا في مخيلتي وقد يكون هذا حال معظم من لا يرسم ولكنني دوماً أرسم الصورة بكلمات قد تكون جميلة وقد تكون بحاجة إلى التصويب
دمتَ لنا اخاً عزيزاً ومبدعاً وأستاذاً

الأستاذ صهيب

أتفق معك أن الأستاذ محمد الشحات محمد (الفنان الشامل) ليس كغيره ، فهذه نعمة من الله وسبحان الوهاب العليم

ولقد عرفتُ أن مواليد 23/5/1966 ينتمون إلى برج يتفرع من برج الجوزاء وهذا البرج يُسمى برج الحصان الناري ولا يتكرر في دورته إلا كل 60 عام ومواليد هذا البرج يتميزون بأنهم المشاهير الحقيقين في صفحات التاريخ لما يُقدمونه في أي مجال من إبداع وهم في هذه الحالة دائما يذكرون الله والله ينصرهم لأنهم كثيراً ما يتعرضون للأذى ويصبرون ، فيحول الله حزنهم إلى فرح وتتحول الهسارة لديهم إلى مكسب


وقد كنتُ لا أُؤمن بالأبراج إلا عندما عرفت الحقيقة منها أنها علم ورأيتها عمليا


حفظ الله مبدعنا و جعله الله ذخراً للإسلام وجعله الله من جند الله في الأرض

إن الله سميع قريبٌ مجيب الدعوات