منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9

العرض المتطور

  1. #1

    المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    خاص بالمثقف:الحلقة الخامسة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على ما تبقى من اسئلة المدرسة والمترجمة ولاء كاظم، واسئلة الشاعر والكاتب صادق العلي:.


    س59: ولاء كاظم: معروف عن كل كتاباتك أن صوتها إنساني أو لنقل رسالة إلى القارئ وكأنك تقولين له اكتشف، هل هذا صحيح أم هناك رأي آخر ترغبين أن نعرفه؟
    ج59: صحيح... لأني حين أكتب أنزل إلى الشارع إلى الأمكنة الفقيرة وأمكنة عوز المعوزين والكادحين وأستشف من معاناتهم أفكاري وعناويني وأشعاري، وأكتب بهم عنهم في لحظة تقمصي لهم ..
    همي الأكبر أطفال الحرب و أطفال الشوارع... وهذا واضح في مجموعتي القصصية (نقط) وكذلك ألفتُ أغنية عن أطفال الشوارع لحنها ابني الفنان خالد صلاح.. كانت لنا رغبة الاشتراك في مهرجان بهذه الأغنية في مصر..لكن كونه عراقي الجواز لم نستطع استخراج تأشيرة له كي يحضر معي ونقدمها.وهذا الموقف يطرح سؤالا:- لماذا يحارَب المبدع العراقي لعراقيته؟

    س60: ولاء كاظم: هل مازالت المفاتيح عمياء كما تفضلت بذلك في كتابك الشعري (حين يكون المفتاح أعمى؟
    ج 60: مازالت عمياء صدئة لا تفتح أبوابها للأصيلين الذين ينشرون الحب والسلام ويطلقون ضحكات طلاب المدارس والأمهات ويزرعون الورد والسنابل بدل القنابل والعبوات الناسفة.

    س61: ولاء كاظم: دولة الإمارات أبو ظبي تحديدا.. كيف وصلت إليها وفاء وأين قرأت شعرا وكتبت؟
    ج61: جئت إلى الإمارات وعمري الصغير بحاجة إلا أب، كنت مدللة أبي رحمه الله، في اليوم الثاني من دخولي أبو ظبي شاهدت الشيخ زايد في التلفزيون وله ملامح تشبه أبي... بكيت إلى الصباح وكتبت قصيدة لم يقرأها أحد أو يطلع عليها خشية أن يقال عنها تزلفا أو تؤخذ بمأخذ آخر.. احتفظت بها لنفسي حتى اللحظة..وطُلبت مني في محافل خاصة وعامة
    لم أقرأ منها شيئا.. هي خاصتي..
    اشتركت بأمسيات عديدة منها في اتحاد كتاب الإمارات أبوظبي تحديدا وفي الشارقة والمجمع الثقافي والجمعية الأردنية والنادي السوداني..
    ثم كتبت في صحف كثيرة منها الاتحاد والخليج والبيان..

    س62: ولاء كاظم: هل مدينة البصرة تعني إليكِ كل مدن العالم؟
    ج62: بالتأكيد هي تعني خارطتي الكونية وليست كل المدن.

    س63: ولاء كاظم: الشعر الشعبي ما بعد المرحلة النوابية أين هو وهل قدمتِ نصا نستطيع أن نقول عنه هو المرحلة القادمة؟
    ج63: للأسف الشعر الشعبي من خلا ما أراه في التلفزيون وأسمعه لم يتجاوز مرحلة النواب والكثير منه لم يصلها أصلا.. طبعا عدا مدارسنا الشعرية من كبار الشعراء مثل عريان السيد خلف وعلي الشباني وكاظم غيلان وحمزة الحلفي وكاظم إسماعيل الكاطع وغيرهم من رواد تلك المرحلة.
    الجيل الجديد أراه متمسكا بوزن واحد حتى أحيانا اسمع تسع قصائد لشاعر بنفس الوزن فأشعر كأنها قصيدة واحدة لأن إيقاعها واحد.
    في برنامج تعرضه قناة الرشيد (مثلث النجوم) لاختار الشعراء والفنانين طلب المبدع محمد المحاويلي من الشعراء اختبار أوزان أخرى غير وزن
    النصاري الذي يتكرر في معظم القصائد التي نسمعها وطلب منهم خلق صورهم الخاصة .. صور غير مستهلكه واستنباط أوزانا جديدة .
    لكني عذرت الشباب حين شاهدت برنامجا للشعر الشعبي احتوى خمسة مبدعين كل قصائدهم في الوزن ذاته...على الإعلام تقع مسؤولية كبرى في تثقيف المبدعين وإظهار الجيد لهم ليعرفوا ما هو الشعر الشعبي.. وعلى الإعلام اختيار برامج جادة عن الشعر الشعبي بعيدة عن الإسفاف.
    أما عني شخصيا فلا أدعي عن نفسي وأقول جددت بل أترك هذا للنقاد العارفين بما أكتب وأين أنا من التطور في الشعر الشعبي...
    ملاحظة مهمة: الشاعر الكبير جبار عودة الخطاط من المجددين في الشعر الشعبي صورة وموضوعا وأسلوبا.

    س64: ولاء كاظم: بماذا تنصحين الشعراء الشعبيين الشباب؟
    ج64: أنصحهم بأن يتشربوا بموازين الشعر الشعبي جيدا ويكتبوا قصائد متعددة الأوزان ويبتكروا صورا غير مطروقة، بمعني أن تكون لهم رؤيتهم الخاصة تجاه الأشياء ليبتكروا، ويبتعدون عن التضمينات الميتة التي لا تضيف لقصائدهم غير الإسفاف وليس الإبداع...علما أن هناك تجارب شبابية أقف لها احتراما.

    س65: ولاء كاظم: هل وفاء مقتنعة بوفاء وراضية عنها؟
    ج65: إذا تقصدون في السؤال وفاء الإنسانة مقتنعة بوفاء المبدعة وأظن هذا قصدكم.. أرد عليك بأن المبدعة راضية عن الإنسانة لأنها لا تتركها ثانية، بل تضيف عليها مواقف إنسانية إذا سرقتها الحالة الإبداعية..كلاهما ابنة البصرة وابنة البرحي والنساء المستحمات بماء النهر....قلت في قصيدتي (عيناي خانهما السَّحَرُ): المدى زوبعة إن لم أركِ يا بصر.

    س65: ولاء كاظم: أعرف أن مصطلحا خاصا ترددينه دائما (بعد أخيتك) هل تقولينه هكذا ببساطة للجميع مثلا؟ ومن الذين كانوا إليكِ بعد اخيتك؟

    ج65: كما تفضلت .. مصطلح خاص بمن يستحقون أن أطلق عليهم هذه الكلمة الأخوية فالأخ لا يُعوض أبدا، وكما لهم كنية خاصة عندي لي عندهم كنية خاصة أيضا وسأذكرها بالتفصيل.
    *- المبدع خالد شويش القطان أناديه (السومري ) ويرد (السومرية)
    *- المبدع سردار محمد سعيد أنادية (يا باعد أخيتك) فريد (يا بعد أخيـﭿ )
    *- الشاعر رياض النعماني يقول (نخلتنا الباسقة) فارد عليه (غالي أخيته)
    *- المبدع جبار عودة الخطاط أناديه (سيد الغوالي) فريد علي (أم الوفه)
    *- المبدع وجدان عبد العزيز أناديه (حياة الغالية) فريد (حياة الغالي)
    *- الشاعر يحيى السماوي أناديه (تاج راسي) فريد (تاج راسي)
    *- ماجد الغرباوي أناديه (الغوالي) فريد (هلا بالغوالي)
    *- البمدع سلام كاظم فرج أناديه (حبيب أخيته) فيرد (حبيبة أخوها)
    *- المبدع سلام ناصر والمبدع علي ريسان ننادي بعضنا ب (البرحي والبرحية)
    كثيرة السماء كثير هو الإخاء الحقيقي النادر جدا بيننا وأخوة كرام أعزهم كنفسي ويبادلونني المحبة ذاتها. ومثلهم أخوات غاليات علي جدا مثل:
    *- د هناء القاضي أنادينا دكتورتي، وفتونتي للقاصة فاتن الجابري وفطومتي للشاعرة فاطمة بن محمود... وحبايب للصديقة الغالية جدا المبدعة فاطمة بوهراكة.

    س66: ولاء كاظم: هل لوفاء رقيب على كتاباتها؟ وكيف تتحدى هذا والمعروف أنها لا تتقيد وتكتب ما ترتئيه هي؟
    ج66: رقيبي ذاتي وأخلاقي هما يحددان ما يرفضانه ويقبلانه.

    س67: ولاء كاظم: تجربتك الصوفية في الشعر لماذا اخترتِ هذا الجانب وهل اكتملت هذه التجربة؟
    ج67: الديوان لم يكتمل بعد. كتبت اثنتي عشرة قصيدة وحتما سأنجزه حين تحضر ساعة الخلق.
    أما لماذا اختيار صوفي.. أحب أن تكون كتبي مختلفة عن بعضها وكل كتاب يتناول صورا مختلفة ومواضيع ثم أخرجه بشكل مختلف أيضا من حيث الشكل وتنسيق القصائد وأسمائها... الديوان تجربة في العشق الصوفي والتوحد مع الحبيب.

    س68: ولاء كاظم: في روايتكِ (أقصى الجنون الفراغ يهذي) الجنون، الفراغ، الهذيان، الضفادع، هل أقول أن للضفادع رمز في حياة وفاء أم هو إشارة الكاتبة لفكرة ما بَنت عليها روايتها؟
    ج68: رمز الضفادع لا يرمز لشيء بشخصيتي لكن الكاتبة هنا ترمز لشيء مهم جدا وعلى القارئ الانتباه إليه واكتشافه.. لا أريد حرق الرمز وأتركه للقارئ، لرغبة معرفة هل من قارئ اكتشف وأين وصل في اكتشافه.

    س69: ولاء كاظم: مدخلٌ إلى الضوء، أدخل جسدي أدخلكم... عملان لم يظهرا إلى النور بعد، سؤالي لماذا التركيز على كلمة مدخل.. الم تجدي غير الدخول؟
    ج69: المداخل في حياتنا متعددة منها المتعبة ومنها الجيدة والضارة، لكن لا أجمل من مدخل إلى الضوء ولا أبحث عن غيره حاليا..وما أحوجنا للضوء في عتمة الحياة .

    س70: ولاء كاظم: ديوانكِ الشعبي عبد الله نبتةٌ لم تُقرأ في حقل الله..العنوان باللغة الفصحى لديوان شعبي، لماذا؟
    ج70: تعمدت ذلك كي ينتبه إليه حتى القارئ أو المحب للفصيح فقط لأنه ديوان مهم جدا يُمسرح لشخصية الممثل الواحد واشتغلت فيه على ثنائية النفس في الوعي واللاوعي . وعبد الله يمثل كل إنسان في عالمنا العربي.

    س71: ولاء كاظم: (أنا وشويَّة) مطر ديوان شعبي، لماذا القليل من المطر أليس الشعر كل المطر؟
    ج72: لهذا الديوان حكاية.. كنت في زيارة لمدينة براغ وذات موعد من مواعيدي الطبية في مدينة أخرى خرجت كعادتي السابقة إلى محطة الحافلات التي ستقلني إلى المصح الذي أعالج فيه،نزل مطر خفيفي ينعش حتى المريض.. بدأت أكتب وأنا متكئة على الحافلة حتى اكتمل العدد وصعدت وأنا مشغولة لا أدري بمكن حولي حتى أفقت بمحطة أخيرة ولم أر أي راكب في السيارة غيري، والسائق يرطن باللغة الجيكية لا أفهم ما يقول.. المهم نزلت لأنه نهرني كي أنزل فصادفتني سائحة ألمانية ترطن الإنكليزية وأخبرتني أنني في مدينة نسيت اسمها الآن لكن هي ليست المدينة المقصودة وهي بعدها بمدينتي حيث نهاية مطاف الحافلة.
    قطعت تذكرة أخرى ورجعت حتى وصلت نهاية النهار...
    ألا يستحق هذا الديوان الذي تهت في كتابة أولى قصائده أن اسمية أنا وشويَّة مطر؟ أسم القصيدة أيضا شويَّة مطر، والله أعلم أذا صادفني المطر كل المطر أين سأصل..

    س73: ولاء كاظم: أراك تبحثين عن الضوء دائما أو البياض خاصة في كتابتك (ملحمة البحث) هل مازلتِ تبحثن؟
    ج73: مازلت أبحث حتى أحصل على من يلتزم بالضوء والبياض وأكمل مشروعي الإبداعي معه.

    س74: ولاء كاظم: أي النصوص تجدين فيها ذاتك من نصوص الآخرين دون تحديد الأسماء؟
    ج75: النصوص التي تتحدث عن الأوطان والشعوب.

    س76: ولاء كاظم: أصدقاء تودين شكرهم قدموا خدمة لم تنسِها ولن؟
    ج76: من قدموا لي خدمة لم أنسها لا يُشكرون لأنهم مني وشكري لهم شكري لذاتي والذات لا تُشكَر.

    س77: ولاء كاظم: أصدقاء ترغبين إرسال مسج ما أو رسالة ما إليهم؟
    ج 77: أصدقاء لي في مصر أحببتهم وبصدق الحب أقول لهم: - لا شيء يحرضني على الصداقة الحقيقية غير الحب، وأنا أفرق جيدا بين الأضرحة والحياة..
    - أصدقاء لي في المغرب أقول لهم:- لوطفتُ الدنيا عرضا وطولا لن أجد مثل نبلكم المغربي. برائحة طيبكم أتوضأ.
    - أصدقاء وأخوة لي في العراق أقول لهم:- أي ضوء دونكم أعمى.

    س78: ولاء كاظم: (تبللت كلي بضواك) القصيدة التي أخذت عنوان ديوانكِ الشعبي عرفنا أنها سرقتْ منك وقصيدة أخرى ماذا تقولين لمثل هؤلاء؟
    ج78: فقط أطرح عليهم سؤال: هل تحترمون ذاتكم عند السرقة؟

    س79: ولاء كاظم: هل أورثتِ الشعر لأولادكِ؟
    ج79: الشعر لا، لكن ابني خالد عازف وملحن ماهر رغم تخصصه رياضيات كومبيوتر وابنتي ليالي رسامة.. أما ابنتي نهار فهي فنانة في نجاحها في الحياة وعملها في الطب، وهي متذوقة رائعة للإبداع بكل أنواعه والمتذوق على طريقة نهار هو مبدع من نوع آخر.

    س80: ولاء كاظم: يرافقني ظلـّي ..كهرباءٌ صاعقٌ،وأنا كمن ضيـّع أبوابه،أفتح آخرَ الليل وأدخلُ سره،إذ لا رجوع يتقن لعبة الحياة،ولا حياة أخبئ رأسي عندها ..مجردُ عصفور ٍ
    أثلج صدغيه الجوعُ والتعبُ الأزرقُ يتأرجح على جناحيه...لمن قلتِ هذا الشعر؟
    ج80: هذه إحدى القصائد من عمل مشترك بيني وبين القاصة سعاد الجزائري والفنانة عفيفة لعيبي.. لسعاد مجموعة قصصية رغبتْ أن أترجمها أنا شعرا وعفيفة صورة .. كتبت لكل قصة قصيدة وهذه الأبيات من قصتها يرافقني ظلي في المجموعة (بقعة ارتجاف حرة).. لا أدري أين وصل الكتاب وأين سعاد مني، فقد أعطيتها الشعر منذ 2004.. سألتها ذات مرة قالت قدمته إلى دار المدى، من يدري ربما مثل كتابي الذي صدر في العراق منذ خمس سنوات وعرفت عنه بالصدفة.. لكن إذا حدث هذا فالمسؤولية تقع على عاتق سعاد الجزائري لأنها ذات منصب وظيفي في المدى يعطيها حق الأولوية في الطبع... ربما لا يعطينا حق الأولوية بنسخة من الكتاب.

    س81‌: ولاء كاظم: يقولون إن معظم الروائيين يكتبون قصصهم الخاصة، بمعنى عن حياتهم الخاصة بصوت أبطال رواياتهم، طقسكِ في كتابة الرواية كيف يكون ومتى؟ وهل أنتِ فعلا ضمن رواياتكِ ؟
    ج81: لا وقت محدد لي لكني أفضل الليل كي أختلي مع نفسي دون أي صوت لأنني لا استطيع الكتابة ولو على صوت خافت،ماعدا الشعر أكتبه على وصت الموسيقى الهادئة.
    ليس بالدقة يكتب الروائي عن حياتيه لكن وجهة نظره ورأيه واختيار أبطاله والكلام على ألسنتهم حتما يمثلون شخصيته،حتى الكلمات والإشارات.

    س82: ولاء كاظم:التجلِّي، الحلم، المستحيل... ماذا تعني هذه الكلمات لوفاء؟
    ج82: التجلي، الحلم، المستحيل ثلاثتهم مدخل إلى القصيدة ثم مع القصيدة سيصبحون مدخلا إلى الضوء.

    س83: ولاء كاظم: إجابات مختصرة لما سأطلبه منك:
    1- شعراء متكبرين؟ ------ الإنسانية صورة وأصل للقصيدة دونها لستم شعراء.
    2- أشخاص يغارون منك؟------- سامحكم الله، ادخلوا ضوء القصيدة وتعمدوا.
    3- ورد الجوري؟------- ملأت بجنته بيتي.
    4- زواج بلا حب؟------ كارثة الحياة.
    5- صديقة تقف معك بظهرك؟---- صديقتي فائقة النعيمي (صداقة 32 سنة)

    س84: ولاء كاظم: هل ترين التكريم في موقع صحيفة المثقف إضافة أم ماذا؟
    ج84: أي احتفال بمبدع هو إضافة لكن احتفالية المثقف مختلفة وتعني إضافات كثيرة لان الأستاذ ماجد لم يكتف بالاحتفاء بل بطباعة كتاب عن المحتفى به وتوزيعه على الجامعات ودور النشر والمهتمين بهذا الجانب، لهذا أعتبره إضافات في حياتي الإبداعية.

    س85: صادق العلي: شاعر وكاتب / امريكا: نسمع كثير ومن خلال بعض اساتذتنا ان الذي يكتب الان هو ليس شعرا ؟ ولا يمت للشعر باي صلة ؟ بينما نعتقد باننا نكتب الشعر كيف نلتقي في منطقة واحد وهل ستتوسع الفجوة بيننا اكثر واكثر؟
    ج85: أخي الفاضل هناك من لم يفهم أو لا يريد أن يتفهم أن تطور الحياة بشكلها الاجتماعي والحضاري والثقافي بحاجة إلى تطور في مفهوم الشعر.
    والتغيير الذي حصل في الشعر ليس هو الأول من نوعه نتيجة الانفتاح.
    هذا التوازن في مفهوم الجمال لا يعني خروج قصيدة النثر من جلدها إنما من الإطار الذي يقيدها ويحدها لكي تصل إلى الجمال الطلق.
    الصراع في أية مرحلة من التجديد هو عافية وليس إلغاء لفئة دون الأخرى والتمسك برأي ثابت غير مواكب لمفهوم وفلسفة الحياة الحديثة.. لكن ما يحدث هو تعصب لشكل الشعر من الخارج وليس من الداخل وتحديد شعرية القصيدة من هذيانها.
    الصراع ناتج من شخصية ومكان وزمان المتصارعين في حلبة الأدب
    لهذا لن نلتقي في منطقة واحدة والفجوة باقية طالما هناك من يتصور( طالما أنت لست معي فأنت ضدي وعلي أن ألغيك)...حدث معي قبل أسبوع حين كنت زائرة لمعرض كتاب الشارقة أن التقيت مع دكتور في إحدى الجامعات وتحاورنا حول الشعر مع آخرين ممن يلغون بشكل قاطع قصيدة النثر، لكن فوجئت أن هذا الدكتور والمفروض أنه متحضر ومتفهم لمعنى الحوار يصرخ محذرا لي: لا تكلمينني بهذه الطريقة لا كلام بيننا إطلاقا،، وتوقعت ساعتها أني أخطأت في شيء ما مسه إنسانيا أو وجدانيا.. سألته: هل بدر مني ما يؤذي كي اعتذر؟ أجاب لا كلام بيننا مطلقاً وغاب.. هذا يبين أن الخلل في الشخصية المتعصبة وليس في حداثة الشعر.. تذكرت الآن كيف واجه المشركون النبي محمد بالحجارة ونعتوه بسائر الألقاب المخلة..وهو نبي..
    في أمسيتين حضرتهما فغي معرض الشارقة استمعت لشاعر قرأ القصيدة الكلاسيكية العمودية ثم قصيدة حرة... كدتُ اصرخ لجمال الصور والتراكيب والموقف والمعاني الجديدة وحضور الجمال. ثم حضرت أمسية أخرى فلم اسمع غير صراخ.. كلاهما قرأ في ذات الإطار والفارق بينهما كالفارق بين السماء والأرض.

    س86: صادق العلي: لماذا لا يكون المنجز الثقافي هو المقياس الامثل في الوسط الثقافي العراقي؟ ولماذا لا تغادرنا لعبة الاسماء لكي تاخذ الدماء الجديدة دورها ولتكتمل دروة الحياة؟
    ج86: المنجز الثقافي الشبابي واضح هذه الأيام،، فهناك منتديات يدريها الشباب وورش عمل تحتضن الشباب،، حتى المسابقات المطروحة من قبل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية تحدد عمر المشارك تشجيعا للمبدع الشاب ليأخذ مكانته ودوره في الساحة الثقافية..المنجز هو الفيصل في تحديد هوية مبدعه إبداعيا ولا أظن أنه بدون الأسماء الكبيرة ومتابعتها سيضع له قدما راسخة على أرض الثقافة حين ينفصل عنها لأنها دورة متكاملة مستمدة قوتها من قوة الآخرين... لست معك في قولك (لماذا لا تغادرنا لعبة الأسماء) لأنها ليست لعبة إذا كنا نتكامل في انصهار الجديد بالقديم.. يحدث كثيرا التركيز على أسماء لها شهرتها لتُثري الجهة القائمة على ذلك ثقافيا وأدبيا.. وتفتح المجال واسعا للجيل الجديد كي يغرف من أنهارهم ويستفيد.
    .... هل يمكن أن يتخلى الابن عن الأب؟ أم هو يكمل دورة الأسرة؟


  2. #2

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    خاص بالمثقف:الحلقة السادسة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة المدرس محمد يوسف، واسئلة الشاعر والكاتب محمد علي محيي الدين.


    س87: محمد يوسف، مدرس عراقي مقيم في الامارات: هل استطاع الأدب العراقي أن يعكس هموم شعبه؟
    ج87: المبدع جزء من مجتمعه فبالتالي يتفاعل ويتعايش ويعطي.. وما مر على العراقي كفرد أسطره إنسانيا وهذه الأسطورة يترجمها المبدعون..لكن هناك فجوات كثيرة في الترجمة وتختلف من مبدع لآخر.
    المبدع لا ينقل الوجع وويلات الحرب كوجع مباشر يلطم يتشنج في أماسيه الشعرية ومهرجاناته الثقافية،،هذا أسميه لطم في عزاء شعري، وما أكثره..
    حتى نعكس همنا وهم شعبنا علينا طرح الهم بعقلانية العارف وحساسية المتألم ورؤية الواعي وشفافية المبدع لترك بصمة ألم ذات وهج مرحلي يثير شكوك كثيرة حوله وتساؤلات تؤدي إلى البحث عما يمر به الشعب وخلق أسئلة احتجاج فاعلة ورافضة ذات رسالة موجهة إلى العالم وإلى كل من ساهم في إيذاء الشعب ومارس ضده طغيانا وحربا وتهجما على إنسانيته.
    هوية المرحلة الإبداعية لا بإطارها الديني المتعصب،وبصراخها الطوطمي الذي لا يغني ولا يسمن..ولا بالتذمر والنحيب والعويل.
    أحمل المبدع مسؤولية تحويل عذاباته إلى فن إبداعي، فن نستطيع أن نقدمه لجيل قادم على أنه فن تحويل الظلام إلى نور والدم إلى مصابيح..
    حينها سأقول أن الإبداع يخلق،،ويخلق .
    لا يكفي أن نقول اخترقت الرصاصة صدورنا أو تهدمت بيوتنا هذا عرض نراه في الأخبار كل يوم.
    الإبداع كي يمثل أو يعكس مرحلته يقف على تلال الرصاص، يخترق هو الصدر يتلقف الشظايا يكتبها قصيدة.
    هكذا أرغب نقل هم الشعب ليعزف معنا على ناي موجع محفز.

    س88: محمد يوسف: هل يمر تكون القصيدة لديكِ بمراحل أم انه يولد فجأة؟
    ج88: التكوين لا يأتي جزافا والمبدع الحقيقي لا يكتب القصيدة على هواه ووقته. ينتابني حزن عميق، قلق ،، توتر ، وأبقى أسيرة لفترة يحددها التوتر،، أدرك سر حزني المفاجئ وأعرف ثمة ولادة قادمة أنتظر ساعة صرختها.

    س89: محمد يوسف: لا يخفى مدى حساسية الرجل العراقي وغيرته، وأنت شخصية منفتحة، ولك علاقات واسعة بالأوساط الأدبية، هل لاحظتِ أية حساسية من زوجك الكريم أو نوع من الغيرة مثلا؟
    ج89: زوجي رجل بكل معنى الرجولة ومثقف ويحب إبداعي و يسانده،ثم يحبني بقوة المثقف والزوج والحبيب .. أنه نوع نادر من الرجال.. وكلما أتصل صديقنا المبدع رياض النعماني يقول لي: أبو خالد درة. فأجيبه: بل درة نادرة..
    حين يراني أمر بمخاض القصيدة يأخذ الأطفال ويخرج بهم ليترك لي حريتي فهو يعرف طبعي لا أستطيع الكتابة وقربي أحد حتى لو كانوا أطفالي.. هذا وقت كانوا أطفالا.. تخيل هذا الأيام وأنا مشغولة في ملف المثقف،، حين يجدني منهمكة يطعمني بيده كي لا أنشغل بالطعام وأستمر في كتابتي.. من حق هذا الرجل علي أن أنحني له تقديسا.
    أما مسألة الغيرة فهذه غير واردة إطلاقا. زار أصدقاء لي من العراق معرض كتاب الشارقة المقام هذا العام ولي لائحة كتب أبحث عنها سجلتها كي لا تخونني الذاكرة في زحمة دور النشر..وقت شاهد التفاف الأصدقاء حولي قال لي: خذي وقتك مع أصدقائكِ وأعطني قائمة الكتب سأبحث عنها بنفسي.. وحين انتهى وقت المعرض ذهبنا كلنا هو وأنا والأصدقاء في جلسة خاصة شاركنا برأيه الثقافي لأننا في الأسرة نسيمه الموسوعة ويمزح معه أولادي يلقبونه ب (بابا ﮔوﮔل).

    س90: محمد يوسف: لا شك أن الانترنيت أثر كثيرا على الإقبال في مطالعة النص المكتوب (الكتاب)، ما هو توقعك لمستقبل الكتاب؟ هل ستنتفي الحاجة له مع التطور الكبير على المستوى التقني؟
    ج90: رغم أن الانترنيت خدم المبدع كثيرا في اطلاعه المعرفي وانفتاحه على نتاج مبدعين كان من الصعب الوصول إليها لأسباب كثيرة. كما خلق صداقات إبداعية وغير إبداعية. لكن... يبقى الكتاب كالأب والطفل والأم يحتضن القارئ في أي مكان يكون فيه،، في الحافلة،، في غرفة نومه،، يلتصق حتى بملاءات السرير وقت يغفو القارئ...
    هذا الالتصاق لا يعوضه الانترنيت أبدا.

    س91: محمد يوسف: لكل مؤلف معاناته في طباعة الكتاب الأول ويحتفظ بمذكرات كثيرة عنها، هل عانيتِ في طباعة الكتاب الأول؟
    ج91: لم تكن لي معاناة في أول كتاب،، بل العكس تقدم صاحب دار الموسوي في أبوظبي ومديرها حسن حاموش مشكورين بطباعة ديواني الشعبي (مزامير الجنوب) على نفقة الدار وأرفقنا شريطا صوتيا مع عزف بمحتوى القصائد مع الكتاب.. وطبع منه وانتشر حتى أقصى بقعة في العالم.. بينما أعاني الآن وبقوة وألم مواقف أصحاب دور النشر وتصرفاتهم غير الثقافية المهينة بحق المبدع والكتاب...
    ذات نشاط ثقافي في المجمع الثقافي في أبوظبي اقتربت مني امرأة متسائلة: هل أنت ِوفاء عبد الرزاق.. أجبت بنعم.. قالت أهدتني كتابك الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة في أمريكا وقالت لي هذا الكتاب يجب أن يُقرأ وتعرفي على وفاء هناك..بقي كلامها عالقا في ذهني وهذا يبين مدى انتشار ديوان مزامير الجنوب. والآن أعاني انتشار كتبي..يبحث عنها كثيرون لا يجدونها.
    بات الكتاب سلعة للربح في الزمن المادي وأصحاب الشأن يضاعفون الأسعار علينا لا أدري هل يتوقعون جيب الأديب ممتلئا؟
    حين تقيم قناة تلفزيونية لقاء معنا لا تدفع أي أجر علما نحن نثري برنامجها. وبعضهم يقدم للمبدع ربع الربع من هدية يقدمونها لراقصة أو...... لا يهم هذا نصيب المبدع من الحياة ونصيب من يقدم غداء الروح... الطامة الكبرى التي لا أغفر لها زلتها معنا كمبدعين،، حين تدعونا جهة ما لمهرجان تقيمه على أرض بلدها نقوم نحن بشراء تذاكر السفر على نفقتنا وهم عليهم السكن والمأكل.. أعذرهم لأنهم بحاجة لمن يقف معهم ويسند مهرجاناتهم..
    السؤال: لماذا وإلى متى؟ هل تفضلون هز الوسط؟
    نحن نهز القلم ليتساقط الإبداع شهيا.

    س92: محمد يوسف: لك مجموعة كبيرة من الأعمال المطبوعة، بعضها طبع على نفقتك الخاصة، وبعضها من قبل مؤسسات ثقافية، هل مواقف المؤسسات الثقافية بمستوى الطموح؟
    ج92: كل كتبي طبعتها على نفقتي الخاصة ما عدا ديواني مزامير الجنوب وديوان (أمنحُني نفسي والخارطة) الذي لم أره منذ إصداره في العراق قبل خمس سنوات..حتى ديواني المترجم إلى الفرنسية،، دار لارمتان جعلتني اشتري خمسين نسخة من كتابي ولو بسعر مخفض.
    أما مجموعتي الشعبية الصوتية فقد تبرع بكل المصاريف الشيخ عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مجلس إدارة مركز الخليج للأبحاث في مدينة دبي.. وهذا الرجل تعلق بقصائدي الشعبية قبل أن أراه عن طريق صديق مشترك بيننا هو الدكتور نجم عبد الكريم في لندن وعن طريق د. نجم سمع شريطا صوتيا لي وهو نفس شريط ديواني مزامير الجنوب..
    حين التقينا في دار د نجم طلب موافقتي على تسجيل أشعاري ،، فعلا أتصل بسكرتيره ليقوم في تنفيذ ما أطلب...
    أسجل عرفانا إلى الدكتور نجم عبد الكريم ولا أنسى دوره في تقديمي لمبدعين يزورونه في لندن،، وكذلك لشدة إعجاب هذا الرجل بما أكتب يتكلم عن أبداعي في ظهري ويقدمه بشكل جميل لكل من يراه مهتما بالكلمة.
    أقمت في لندن ومازلت ..زرت الإمارات لعمل جراحة لي في العمود الفقري.. انتهزت فرصة وجودي واتصلت بالشيخ عبد العزيز رغم تحذير الطبيب على ألا أغادر الفراش قبل مرور شهرين على الجراحة..
    أخذ التسجيل وقتا وجهدا خاصة أن وضعي الصحي قلق، ولم أكترث لتحذير الأطباء.
    أقدم شكري لهذا الرجل الذي يقف مع الإبداع ماديا ومعنويا من أجل حبه للإبداع ..موقف نادر.
    أوجه رسالة إلى المؤسسات الرسمية وأرجوها أن تكون بمستوى طموح المبدع الشاب وتأخذ بيده كي لا ينزوي بل ينتج ولا تتعامل مع النص المقدم إلا بعين المسؤول المبدع والإبداع من أجل الإبداع.. أرض العراق معطاء كنخيلها وقرب كل نخلة تتجمع فسائل كثيرة...هنا يأتي دور الفلاح العاشق لتربته لنقل الفسائل إلى أرض خصبة لتكبر.. نحتاج كلنا دون استثناء مؤسسة رسمية تأخذ دور رعاية النخلة الأم وتزرع الفسائل على ضفاف الأنهار. بالماء والأرض والبذرة نبني صرحا ثقافيا للعراق.
    وأرجو من المؤسسة الرسمية ترجمة أعمال المبدعين العراقيين إلى لغات أخرى خاصة أنها تشارك الآن في معارض الكتاب حول العالم...

    س93: محمد يوسف: في حوارات سابقة قلتِ أن بينك وبين والدتك حوارات شعرية، ما نوع هذه الحوارات؟
    ج93: نعم ذكرت ذلك مرارا، لأن والدتي شاعرة شعبية بالفطرة، وترتجل الشعر حسب المؤثرات.. حين تزوجت وتركت العراق كانت أغلب رسائلنا شعرا، وخاصة الدارمي.. ترسل لي عشرة أو خمسة أبيات من الدارمي وأعيد الرسالة عليها برد مثله ،، حتى أني مع التسجيلات الصوتية سجلت كل الديوان وأسميته (نايات لها شكلي).
    احتوى رسائلنا الشعرية ودارميات أنا كتبتها .. كما ضم خمسين بيتا من الأبوذية وأكثر من سبعين موَّالا.
    أما والدي فكان بارعا في الأبوذية ويشارك مع أصدقائه في المطارحات الشعرية..وكان يغني الأبوذية خاصته بصوت شجي.

    س94: م محمد يوسف: مَن ساندكِ حين كنتِ في الإمارات، (أبوظبي) تحديدا؟
    ج94: المبدع الكاتب جمعة اللامي صديق الأسرة،، كان يدعوني حين يحضر أي أدباء إلى (أبوظي) ويقدمني إليهم ليقربني منهم..
    كما أن الشاعر والكاتب د (برهان شاوي) هو أول من كتب عن ديواني الشعبي (مزامير الجنوب) وأول من شجعني على كتابة القصيدة الفصيحة...وقد أعجب أيضا بديواني (وقوَّسَت ظهر البحر وكتب عنه معجبا ببعض أبياته) وهذا نص كلامه.
    وفاء عبد الرزاق في (وقوست ظهر البحر)
    (روحي فضة بس تعاين للذهب )
    (هكذا تبوح لنا الشاعرة وفاء عبد الرزاق باعترافها الخجول حينما تحدق إلى مرايا روحها الشاعرة, روحها التي أخذت تقطرها لنا قطرة فقطرة لتقوس بهذا الاعتراف ظهر البحر.
    إن لوفاء عبد الرزاق تجربة متميزة في المشهد الشعري العراقي, سواء فيما يخص القصيدة المكتوبة بالعامية أو الفصيحة أو حتى مغامرة كتابة نمط جديد من الكتابة هي الرواية الشعرية.
    إن المتأمل لتجربة وفاء عبد الرزاق لا بد له من الاعتراف بأنها استفادت بشكل واع من أفضل التجارب الشعرية المكتوبة بالعامية العراقية حتى صارت امتدادا طيبا وطبيعيا للتجربة الشعرية المتميزة للشاعر الكبير مظفر النواب.
    لقد استطاعت وفاء عبد الرزاق أن تظفر صوتها بين أفضل الأصداء الذهبية في الشعر الشعبي العراقي، لتنشره في سنوات النفي والغربة والتشرد, مجسدة من خلاله الشجن العراقي الضارب حتى التخوم السومرية.)
    برهان شاوي

    وأول من قدمني في مهرجانات شعرية المرحوم الشاعر صيهود النايف ومساهمتي الأولى وقتها معه ومع الشاعر كريم معتوق على قاعة النادي السياحي .

    س95: محمد يوسف: سؤال غريب شوي.. لو هناك تخصص لشاعر جراح كما الطبيب الجراح وطلب منكِ استئصال أوراما خبيثة بمن ستبدئين؟
    ج95: الغرور،، مؤكد أخطر ورم خبيث يصيب المبدع هو الغرور،،ولو فعلا أنا طبيبة لطببت عينا لا تقرأ الشعر وصنعت سمَّاعة لأذن لا تسمع الموسيقى..

    س96: محمد يوسف: والشاعر المدَّاح؟
    ج: هذا ميت أصلا ولا يحتاج غير الكفن..

    س97: و محمد يوسف: الناقد الذي يطلب أجرا؟
    ج97: وهذا أقبح وجه .. هل الثقافة والإبداع بضاعة للبيع؟ أم للتنوير والتثقيف والارتقاء بالنفس إلى سماء لا تشوبها غيوم. بل إلى الأمثل والأسمى.
    على فكرة...
    هناك شعراء و كتاب يبيعون أشعارهم ويكتبون لغيرهم ممن لا يعنيهم غير الاسم والشهرة وفي مجالات متعددة.. وأنا لا أثق في البائع والشاري..

    س98: محمد يوسف: لماذا لم نسمع كلماتكِ يتغنى فيها المطربون؟
    ج98: أولا أنا لستُ شاعرة أغنية،،لي هم إبداعي إنساني يشغلني كثيرا، أعيش فرحه وحزنه، وحين فكرت بكتابة أغنية كتبتها عن أطفال الشوارع ولحنها ابني خالد صلاح ..ولو قررت كتابة الأغاني سأكتبها في وسط الشارع مع الباعة والعمال والكادحين..من يدري ربما ستكون أغنيتي القادمة عن بائع الخبز...
    ....
    .... كتبت قصائد شعبية عن بائع الحلوى وبائعة اللبن الخاثر أو كما نسميه في العراق (الروب) وقصيدة عن بائعة الفول شعبية وكذلك في الفصحى في ديواني (البيتُ يمشي حافيا) وهذه القصيدة عن أم (عناد) بائعة الفول في الشارع الذي علق بذاكرتي.
    ثم أغلب الملحنين يطلبون مني مذهب وثلاثة كوبليهات، وبرأيي أن الملحن الذي يحدد لحنه هكذا ليس بملحن مقتدر ،، لأن المقتدر باستطاعته أن يلحن من الجريدة.
    إذا طـلب ملحن تلحين قصائد من طفل الحرب أو قصائد من كتبي الأخرى الشعبية والفصيحة لن أتردد شرط أن اختار له أنا ما أريد تلحينه، يهمني جدا الموقف فيما أقدمه ،وبعدها ممكن الاشتغال على ما يريد حذفه ويراه لا يتعارض مع جمله الموسيقية.

    س99: محمد يوسف: هل جربت كتابة سيرتك الذاتية؟
    ج99: لماذا أكتب سيرتي الذاتية وأنا تفاصيلي في أعمالي كلها، ولو تتبع أحد كتبي سيجدني من طفولتي حتى اللحظة.

    س100: محمد يوسف: هل تعتقدين أن هناك من يشبهكِ أو العكس؟
    ج100: الناس يختلفون في طريقة التفكير وقبول الأشياء والتعامل معها حتى أننا نجد أفراد الأسرة الواحدة لا يتشابهون، وهذا بدوره ينعكس على التشابه بين المبدعين، وإن وجد تشابه ما،لا يعني التطابق أو التشابه التام.

    س101: محمد يوسف: في إحدى صورك ترتدين العلم العراقي.. لماذا؟
    ج101: شاركتُ في مهرجان بمدينة فاس أقامته دارة الشعر المغربي. وكانت إحدى الفقرات بمشاركة جميع الشعراء في قصيدة واحدة صغيرة شرط أن تكون وجدانية.. وفكرة المبدعة رئيسة الدارة فاطمة بوهراكة، (تفرقنا أمور كثيرة ويجمعنا الإبداع).. وقد أخبرت كل المشاركين بإحضار ملابس بلدهم إلا أنا نسيت أن تخبرني.. حين عرفت بهذا الأمر قررت لحظتها أن أرتدي علم بلدي،هذا في اليوم الثاني من المهرجان، وراقت الفكرة لغاليتي المبدعة فاطمة . تم ذلك بيوم واحد بمساعدة المخلصين، وحين جاء دوري واعتليت المنصة صفق الجمهور كثيرا محبة للعراق.

    س102: محمد يوسف: ماذا تردين على الشعراء الذين أهدوا قصائدهم في تكريمك ِ؟
    ج102: لقصائدهم أهدي هذه الكلمات:

    أرفعُ إليكَ قلبي
    أستخرجُ منه ُ العرشَ
    بكَ الحرفُ المجرَّدُ
    الأشهرُ المعلومة ُ
    القدَرُ المخفيُّ ُ
    إذا أدركَ حفيفـَكَ الشَّجرُ
    سجدَ
    وتعالى إليك نحيلاً
    يسكـُنـُهُ الوجدُ.

    ولمن كرمني أو قدم دراسة، نقدا، مداخلة، أو محاورة وشهادة:
    غابتي نفحاتُ اغتراب
    أتوحـَّدُ بك َ
    أجلو غيمتي
    ولها انجذبُ..
    الأعمارُ كسيحةٌ
    وصوتـُكَ قلبٌ
    وفمٌ معشبٌ
    ضمـَّني
    وأدار ريقي حولـَهٌ
    مولايَ قال الشوقُ:
    إني أسألـُكَ
    أتلُ سورة الشَّجر.

    س103: محمد علي محيي الدين، كاتب وشاعر / العراق: أين تجد وفاء نفسها في الفنون الأدبية التي مارستها وفي أيهما أبدعت أكثر؟
    ج103: كل فن أكتبه له مكانة خاصة عندي كوني لا أكتب للمناسبة أوحين الطلب..لذا أخي الكريم أمثل نفسي كأم لها عدة أولاد وخيروها من هم أقربهم إليها.. قد تقول هذا رد تقليدي.. لكني أخبرك صدقا أنا كرحم الأم التي أنجبت ،،في وريد كل ابن دم لها وقطرات دمع سقت المهود، وصدر زفر ألما ..وثغر ارتجف فرحا لنجاح أحدهم.

    س104: محمد علي محيي الدين: كيف ترى تقييم النقاد لنتاجها وهل ما قيل يرضي طموحها ،وأيهم أستطاع الوصول لما أرادت أن تقوله؟
    ج104: لكل ناقد مزاجه وذوقه وأسلوبه يتعامل مع النص وفق ذائقته النقدية.. النقد في قصور دائما وليس معي فقط بل مع المنتَج عامة..أما بالنسبة لي لم تنل أعمالي حقها، ولولى التفاتة المثقف لما حظيت بنقد جاد، وقد نبه مرارا المبدع جاسم المطير لما أكتبه ووضع اللائمة على النقاد، وقد تفضل أخوتي مشكورين في تلبية نداء الضمير الثقافي.... نقرأ أعمالا لأدباء بقيت تحت عين النقاد لسنوات، وملأت المكتبات، ولا أضع اللوم على النقاد لأن أعمالي لم تصل إليهم إلا ما ندر منها.. العيب ليس فيهم بل في الأسباب التي تناولناها في أسئلة سابقة وهي قصور المؤسسات الثقافية الرسمية بتبني أعمالنا لتصبح في متناول الجميع.

    س105: محمد علي محيي الدين: التنوع في الكتابة وتوزع الجهد بين القصة والرواية والمقالة والشعر الشعبي والفصيح هل أثر هذا على الإجادة في فن على حساب آخر؟
    ج105: أمثل المبدع المتمكن من أدواته كالمزهرية..كلما وضع فيها وردة زهت وألق شكلها وكلما زينها بوريقات خضر أسرت عيون الناظرين..هكذا مزهريتي أخي الفاضل وأرجو فعلا أن تأسر ناظريها.

    س106: محمد علي محيي الدين: لو خيرت بين هذه الفنون أيهم تفضلين؟
    ج106: أختارهم كلهم لسبب واحد فقط،، هو أني اكتب أي لون بهم كلهم وصعب التجزئة،،وأظنك اطلعت على قصصي أو رواياتي ووجدت الشاعرة والقاصة في السرد،، كما وجدت الراوية والقاصة في الشعر.

    س107: محمد علي محيي الدين: ابتعادك عن العراق وأنت في مقتبل العمر هل أثر على لغتك الشعبية؟
    ج107: أبدا لم تتأثر لهجتي الجنوبية بالذات وعلمت أولادي لهجة البصرة، ليس تعليما بمعنى التدريس بل لجمال صوت اللهجة تأثروا فيها رغم أنهم عاشوا خارجها.
    من يحمل أرضه بناسها وأنهارها ونخيلها بين دفتي أضلاعه لا تخذله لغة التعبير وتبتعد عنه.

    س108: محمد علي محيي الدين: ما هو رأي المتلقي العربي وتجاوبه مع الشعر الشعبي؟
    ج108: أجد الإعجاب واضحا في عيونهم حين أسمعهم شعرا بصوتي.. مع هذا أرجو أن تسأل من هم أقرب إلى قصائدي لأن رأيهم هو الفيصل...
    هذا بالنسبة للمتلقي العراقي،أما المتلقي العربي فقد تصعب عليه كلمة هنا أو هناك لكن من سياق الكلام تـُفهم .. تفاعل الجمهور في مصر وسوريا والمغرب بأشعاري الشعبية وفي البحرين والإمارات،والأردن وهذا دليل على أن صوت الشعر إنسانيا وإن أثقلته اللهجة بالمبهم.

    س109: محمد علي محيي الدين: في رأيك من هي الشاعرة المبرزة من العراقيات في الشعر الشعبي والفصيح ولماذا؟
    ج109: سمعت وقرأت عن شاعرات شعبيات وتابعت نتاجهن الشعبي لكن لا أعتبره مميزا. بل أراه تقليديا جدا وصوت بعضهن هتافي لا شاعري.. والشعر كعقد اللؤلؤ لا يتقنه إلا العارف الموهوب.. أشعارهن جميلة لكن ليست مدرسة بل تابعة مقلدة.
    تقيمي جاء من منطلق التجديد المخترق زمنه..
    أما في الفصيح فهن كثيرات وقد ذكرت بعض الأسماء في رد سابق.. لكن بين هذا الكم من الشاعرات أرى أجودهن نجاة عبد الله وفليحة حسن. مجددتان مجيدتان في اختيار الموضوع وبناء القصيدة.
    يتخلخل البناء مع بعضهن لضعف الموهبة أو قلة الدراية، واجترار أفكار غيرهن أو غيرهم سواء على صعيد الشكل أو المضمون. وليس كل ما نقرأه في المواقع منشورا هو شعر...

    س110: محمد علي محيي الدين: كرمت الأديبة وفاء عدة مرات وترجمت كتبها إلى اللغات الأجنبية، هل كانت تتوقع كل هذا الاهتمام أم تتوقع الأكثر؟
    ج110: مهما كُرمت أو نلت اهتمام جهات على بقاع الأرض أجده ناقصا لأنني لم أكرم على أرضي من مؤسسات ثقافية عراقية سواء الرسمية وغير الرسمية..
    وتكريم المثقف أعتز بجهود القائمين عليه.. هو المكرِم الثاني لي خارج العراق من مؤسسات غير رسمية عراقية أوله الديوان الثقافي في لندن .. أهديت التكريم وقتها إلى البصرة.
    ما زالت في قلبي غصَّة.. ومن يريد معرفة غصتي يتابع المجموعتين الكاملتين) بالقلب غصة) غصة أولى و( بالقب غصة) غصة ثانية ،،لعل الله يسترنا من الغصة الثالثة.

    س111: محمد علي محيي الدين: هل تتابع الشاعرة وفاء الشعر الشعبي في العراق و ما هو رأيها فيه ومن هو الشاعر الجلي بين الشباب أو أستطاع أن يحض باهتمامك؟
    ج111: نعم أتابع وباهتمام الحريص المتفحص الباحث عن التجديد في هوية الشعر الشعبي الحالي..أرجو الرجوع إلى جواب أحد الأسئلة السابقة بهذا الخصوص..
    شاعران توقفت عندهما،، نائل المظفر شاعر جزل كالنهر.. لكن جبار عودة الخطاط شاعر مجدد في حقل القصيدة من كل جوانبه.... لعل النقاد يلتفتون إليه.

  3. #3

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    خاص بالمثقف: الحلقة السابعة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة القاصة والكاتبة، فاتن الجابري.


    فاتن الجابري: قاصة وكاتبة عراقية / المانيا:
    تحية طيبة، شكرا على هذه المبادرة التكريمية الجميلة بحق المبدعين. كنت اود نشر شهادة من صديقة بحق الاستاذة وفاء عبدالرزاق لكني وجدت الاتجاه هو توجيه اسئلة وهنا لي اسئلة قليلة لان تقريبا طرحت معظم الاسئلة

    **ج: قبل أن أجيب على أسئلتك سيدتي أخبرك: - لم يكن الاتجاه موجها صوب الأسئلة فقط، بل يحتوي الشهادات والدراسات والنقود والقصائد المهداة واللوحات..والصمت..الصمت لمن له أحقية الصمت حتى في التعليق...

    س112: فاتن الجابري: سؤال للكاتبة وفاء عبدالرزاق كيف ترد على اتهامات الكتاب، بالغيرة بين الكاتبات النساء التي تتحول في احيان كثيرة الى مس وطعن، هل فعلا لا توجد علاقات صداقة بينهن؟ ومن هن صديقاتك من الاديبات؟
    ج112: الاتهامات كثيرة وليست في حدود الصداقة فقط ، هناك من يتهم المبدعة بنصوصها على أنها ليست لها أو هناك من يكتب لها.. التشكيك بقدرات المبدعة مطروح كثيرا على الساحة كما هو إثارة الكلام حول غيرتهن.. رغم أني رأيت مبدعين يغارون منا نحن النساء وأيضا من مبدعين مثلهم.. وبعضهم يحرص على ألا تشاركه مبدعة في أماسيه....
    جلست مرة مع ثلاثة مبدعين لهم مكانتهم في الساحة الثقافية ومن أول الجلسة حتى نهايتها لم أسمع غير تصغير مبدعين آخرين والطعن بهم..الغيرة مشروعة شرط أن تكون غيرة صحية وليست غيرة حاقدة..
    هذا لا ينفي وجود الغيرة بين المبدعات وأظنهن من الفئة غير المقتدرة وغير الواثقة من نفسها..وكلما وثق المبدع من منتجه ومن ذاته أحب الجميع لأنه لا يضع نفسه موضع المقارنة بل كيف يحب نتاج غيره مجردا عن أية أحقاد وضغائن...
    الكبير مهما يظن نفسه كبيرا بغروره سيصغر في عين الآخرين وثقافته وأدبه سيجعلانه هشَّا..
    أدب دون موقف إنساني بنظري لا قيمة له.
    وثقي لا يطعن إلا الغيران والغيران غير مقتدر من أدواته ويجد في غيره ما لا يجده في نفسه بل غير قادر على الوصل إلى مستواه،،فيشرع في إلغائه.
    عن نفسي.. كلما شعرت بغيرة أو حقد أو طعن مخل أحيانا أدركت أنني عملت شيئا جميلا.. وحصلت معي مواقف كثيرة بهذا الشأن.. لم ألتفت إليها لأنها مثل أصحابها ناقصة.
    لي صديقات بلا عدد على خارطة الوطن العربي والعالمي والعراقي تحديدا وتربطني فيهن علاقة احترام وود ووفاء.. وبمجرد أن أسمع طعنا بظهري ألغي الطاعن فورا وأمحوه من قاموس صداقاتي،، فمثله لا يستحق كلمة صداقة .. لكن في المقابل تأسرني كلمة (خوية ) أو ( خيتي) وأقسم مع نفسي على أن أكون بقدر هذه الثقة.

    س113: فاتن الجابري: يقال كل ماتكتبه الاديبة هو تجاربها الخاصة في الحب والحياة، بهذا تكون الواحدة منا قد عاشت تجارب حب وعلاقات بعدد قصائدها او قصصهها كيف نرد هذا الاتهام ولماذا الرجل يكتب من الخيال ونحن نجسد الواقع على صعيد الحب كما يقولون؟
    ج113: لا يخلو عمل أدبي من صاحبه.. ولا يعني هذا أنه يكتب عن تجاربه الشخصية ،إنما عن تشبعه بتجارب الآخرين حتى بات يكتبها وكأنها تجاربه.. حين يصل الحالة هذه يصبح هو الآخرين.. لذا نجده عاشقا ومطعونا ومفارقا..
    نحن أيضا نكتب من الخيال و لا نجسد الواقع كما هو، لو فعلنا ذلك لسنا مبدعات..
    الإبداع مزيج بين الواقع والخيال والموهبة والثقافة..

    س114: فاتن الجابري: كيف تنأى الكاتبة بنفسها عن روتينية الحياة اليومية ومتطلباتها وتنزوي لتكتب أجد انها صعبة وخصوصا حين تكون الكاتبة زوجة وربة بيت ، كيف خلقت عالمك الخاص وسط رتابة الحياة ؟
    ج114: ليست صعبة إذا تفهمت الأسرة دور المرأة المبدعة ومنحتها وقتا كي تكتب ولا تبقى كالآلة في البيت..
    لم أعش رتابة الحياة بل حياتي كلها توتر وقلق إبداعي،، رغم اليومي أعيش حالاتي من القلق إلى الحزن المبكي إلى الجنون ثم الولادة..
    لم أفرح لمجرد الفرح،، لي حزن القصيدة وهم الرواية وجمر القصة، محاطة بثلاثتهم حتى وأنا في المطبخ.. تخيلي وقت ندعو أصدقاء لوليمة عشاء والقلم قربي أكتب و أطبخ ،، ثم أعد الأطباق وأتركها لأرجع إليها..هكذا أنا لا يفارقني القلم أبدا،، ولنسأل القلم تحت الوسادة كيف ترجم كلمات طرية على شفتي بعد استفاقة مفاجئة من حلم.

    س115: فاتن الجابري: لمن تقرأ الكاتبة وفاء عبد الرزاق من أسماء كاتبات القصة أو الرواية؟
    وهل لفت انتباهها اسم لافت ستكون له بصمة بارزة مستقبلا؟
    ج115:لا أدري هل القصد الكاتبات العراقيات أم السؤال عام؟ وهل هناك أجيال معينة تسألين عنها؟
    سأجيب عن الكاتبات العراقيات وحسب ظني هذا القصد..أتابع ما ينشر في المواقع والصحف من قصص قصيرة وأتابع المنشور من الروايات لكاتبات عربيات وعراقيات والأسماء كثيرة والحمد لله لكن الكثرة لا تعني التجديد والابتكار..
    الكاتبة والصحفية ميسلون هادي ،،أسماء محمد مصطفى، بثينة الناصري،ابتسام عبد الله،،عالية ممدوح..لا أريد الإطالة بذكر الأسماء. لكني أتوقع مستقبلا باهرا للكاتبة( سنية عبد عود ، ولفاتن الجابري) فليعذرني القارئ من ذكر اسم محاورتي لكن هذا الواقع.

    س116: فاتن الجابري: هل ممكن أن يبرز أسم لكاتبة ويشتهر في عالم الادب بعيدا عن المجاملات والعلاقات واحيانا بعض التنازلات، ولماذا تبقى النظرة للكاتبة من منظار كونها انثى فقط ؟
    ج116: الجيد يفرض نفسه بعيدا عن المجاملات والعلاقات التي تفسد الذوق الفني للأدب.. بعضهن برزن بتعبهن والاشتغال بجد على منجزهن الإبداعي مع كثرة من كُتب عنهن بمبالغ مدفوعة مسبقا وما أكثرهن.
    الشق الثاني من السؤال أترك الإجابة عليه للرجل المبدع.. وأقول له:: لماذا؟؟

    س117: فاتن الجابري: هناك رأي يقول الزواج مقبرة أو قتل لابداع الكاتب أو الشاعر، لان أستقرار المشاعر لا يأتي بجنون الشعر والكلمة
    فما هو المعادل برايك لخلق عوالم من الوجدان الدفين او الخيال الحسي والتحليق العاطفي؟
    ج117: الحب الحقيقي لا يقتله الزواج بل يجعله رصين التعامل متأجج العاطفة متوقد الحس.
    الإبداع حين يأتي بثورته الجنونية يأتي كالتيار الجارف بين دفتيه نيران الشعر متموجا معها.
    الرتابة الأسرية نخلقها نحن ونتذمر منها ومن يعشق بحق يجعل عشقه كجنين ولد للتو.
    عني شخصا،، عشقت ومازلت عاشقة،، ولا رتابة في حياتي..
    الكتابة تجلو أي صدأ يطرأ على الحياة.

    س118: فاتن الجابري: كيف تحلم الاديبة وفاء عبدالرزاق وبمن؟ وهل تجسد احلامها في قصائدها أو قصصهها؟
    ج118: أحلام المبدع كثيرة، وكلما أصبح الحلم واقعا استجدت أحلام أخرى.. أحلم بتحقيق ما لم أكتبه وبين فترة وأخرى يستجد حلم في حياتي الإبداعية وحين أجده صعب التحقيق لا أكل من فكرة إنجازه ولو بعد حين.. منذ 2008 حتى الآن أشتغل على حلم أصبو إليه وسأبقى حتى أقول لنفسي:- استجد غيره انهضي في سبيله..
    قد أجد حلما في قصيدة ما أو قصة لكني لا أسعى إلى جعله كلمات على ورق..بل كيف أحوله إلى واقع..

    س119: فاتن الجابري: ما الذي منحته لك سنيين الغربة الطويلة وماذا أخذت منك؟
    ج119: منحتني دمعا لما يزل طريا وأدبا أطرى من دمعي ووجعا بكى هو علي رأفة ،، وبهجة أخذت كل هؤلاء وحولتهم أبطالا لقصصي ورواياتي..الغربة أهدتني طفلة لم تكبر ولم تشخ تعلب بين أضلاعي حاملة شعلة أمانيها متطلعة نحو العراق، البصرة..
    طفلة عصية على المشيب..
    بهذا المزيج كنتُ الغربية وكانت وفاء.. مازلتُ أتأرجح بأراجيح الحنين وقت العيد وأرى صغيرة تأخذ( العيدية) من والدها وتعد على أصابعها كم تُبقي منها لآخر النهار...
    أحيانا تلتف حول أضلاعي حبال الأراجيح وحين تعصرني تصرخ القصيدة:
    - (أما أن تمتدي أو أمتد عليك وأنشرك للريح).

    س120: فاتن الجابري: ماذا عن ضرورة التجمعات الثقافية والمحافل الادبية وقيمة ماتقدمه للحركة الادبية على وجه العموم؟

    ج120: هي كالملح للخبز لا بد منها للتقارب وتبادل التجارب الإنسانية والأدبية..
    حضرت مثل هذه التجمعات وخرجت بثروة صداقات وإخاء.. بعضهم حافظ عليها وبعضهم تخلى عنها بسبب هفوة أو وشاية وهذا الأخير لا يعنيني لأنه ليس حقيقيا...المنغرس بأصالته هو هويتي وصديقي الدائم.
    سوف أخبرك حادثة عن محفل أدبي دُعيت إليه مرة وزارني صديق شاعر يطمئن على صحتي فتطرقنا إلى ذلك المحفل لكنه لم يقل لي أنه مدعو إليه علما أن القائمين عليه أصدقاء لي وأخبروني عن فلان وكيف وجهوا له الدعوة وطلبوا مني أن أتفق معه في حجز التذكرة كي يتسنى لهم الحضور من أجلنا إلى المطار في نفس اليوم كوننا نقيم في لندن..
    لكنه التزم الصمت ولم يذكر أي شيء بخصوص الدعوة.. حين يسألني أحد المنضمين عن أسماء لا أبخل بذكر من لهم تجربة تستحق تقديمها إلى محافل ثقافية عربية..ولا أعمل في الخفاء ولا أخبر أصدقائي إلا حين أنشر خبرا في موقع أو صحيفة عن حضوري في تلك المحافل.
    وفي المقابل أذكر الشاعر العزيز( كريم قاصد) الذي أعتبره الضد تماما من فلان، يقدم من يراهم يستحقون..

    س121: فاتن الجابري:لو وصلتك عدة دعوات بنفس الوقت فأيهم تفضلين وتلبين الدعوة ؟
    1ـ مهرجان شعري 2ـ امسية قصصيية 3ـ توقيع رواية 4ـ مؤتمر نسوي ادبي حول واقع الادب النسوي المعاصر .

    ج121: سوف أختار الأخير لأقف في صف الأدب المكتوب من المرأة المبدعة وأطلب ممن قصروا في حقه أن يتنازلوا من عروشهم فلا عرش بدون إبداع وهو هوية إنسانية.

    تقبلوا تحياتي ومحبتي فاتن الجابري

  4. #4

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    خاص بالمثقف: الحلقة الثامنة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة الأديبة الاستاذة وداد فرحان، رئيسة تحرير صحيفة بانوراما – سيدني / استراليا.


    س122: وداد فرحان: شاعرة وكاتبة، رئيسة تحرير صحيفة بانوراما، سيدني / استراليا: يا سعفة جنوبية يداعبها النسيم فتلوّح أركان قصيدتها في فضاءات العراق شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وتعدت ذلك لتحتوي وطنا أوسع بمساحته تقلب بين ركامات ألمه باحثة عن زنبقة أمل، أو بقايا ذكريات. هل كانت لك معاييرا وطقوسا كتابية روضت في رحم أنثى عراقية فابت إلا أن تكون قصائدها هي، وهي قصائدها مكونة منهما توأمين سياميين يتشابهان في كل جزء من مكوناتهما؟
    ج122: حضرتك بدأتِ كلامك بالنداء (يا سعفة جنوبية) هو ذا الرحم الذي كوَّنني الأنثى الأولى فصبغ شكلي وسماتي وطبائعي وهمساتي..لم أتخذ شكلا جاهزا كباقي السعفات، بل تشكلتُ بممكنه ولا ممكنه فجئنا معاً شاعرة وأديبة وامرأة..لو فصلتِ وفاء عنهم لن تجديني الشاعرة وفي المقابل لو فصلتِ الشعر لتاهت كل عواطفي ..كلانا قطعة من الحياة، والحياة هي تجربة وأحاسيس ومشاعر ومجابهة وتحدي وقبول واختيار في معالجة كل هذه الأمور لتصبح مادة أدبية...بحيويتنا نعيد الحياة بثوبها الجميل ونقدمها إلى القارئ...هذا بالإضافة إلى مدى فاعلية الشاعر وقدراته ساعة الخلق لينتج نصا مكثفا بخصوصيته هو وجماليته هو ليكونا معا توأم جوهر النص.


    س123: وداد فرحان: الوحدة والغربة مفردتان للتسكع الأدبي على أرصفة الابداع النصي، تفجران في صخور الحيرة ينابيع التدفق الانتاجي بحسية صادقة لا تجافيها جمالية الحزن الموروث، صائغة منها قلادات التواصل مع ذائقة القارئ، هل تنتفي الوحدة والغربة عندما تتعايشين مع لحظة كتابة النص؟
    ج123: حين أعيش مخاض القصيدة وولادتها أتجرد من كل ما هو واقعي وأعيش عالمها المطلـَق بعيدا حتى عن الجزئيات الملتصقة في جسدي وأنطلق في عالم يجرني نحوه،، خاص بنفسه.
    وخلال هذه الرحلة يتجسد المخزون اليومي المؤثر بشاعريتي وبي كإنسانة.
    فكرة كتابة القصيدة لا تأتي بقرار من الشاعر هذه طريقة النظـَّام.. كل ما يمر في حياتي يوميا يخزنه العقل الباطن ويتحول إلى صور شعرية منفردة ومجتمعة ومتوحدة في الخاص والعام كما فروع من شجرة كل أجزائها تنتمي إلى الشجرة الأم...إثناء كتابة القصيدة لا تأتي الغربة كغربة بل جوهرها ودوافعها وحقائقها وتأثيراتها الشمولية ..
    الوحدة والغربة ينفصلان عن ماديتهما في عالمي الجديد ورحلتي.. الشاعر كالنبي المكتشف إسراءه ومعراجه وخلال مسيرته يلتقي ربما غربة أخرى ووحدة لها شكل جسر أو عتبة.. يجلس عليها ليطرق أبوابها فاتحا رؤيته ورؤاه على مصراعيهما للكشف..
    هكذا أكتب قصيدتي بشقيها الشعبي والفصيح، وحين أرجع إلى عالمي المحسوس أجدني توردتُ ومررت بسخونة عالية كمن وقفت قرب تنور احمرت وجنتاها لتجني خبزا شهيا.

    س124: وداد فرحان: لحظة ثورة الكتابة يفصلها زمنان: زمن التأمل أو الغوص في محدثات الثورة، وزمن الانطلاق الى الوعي المحبوكة خططه البلاغية في تفجير النص. أي الزمنين أمتع لاستمداد الصور والعيش معها؟
    ج124: مؤكد الزمن التأملي أمتع لأنه زمن الاكتشاف والتشبع بالجمال والمدهش في كل الأشياء..إنه زمن الضوء..
    زمن الوعي هو زمن اليقظة في اللغة والأسلوب وتعديل صورة ما من إيقاعها الطفولي غير المنسجم مع أخواتها..

    س125: وداد فرحان: إن المعاني والأفكار في قواميس نصوص وفاء عبد الرزاق لا تُستمد من العالم وبنية الأشياء بصورها الشكلية، بل تهبها وتفرضها بأشكال تسمو الى اللوحة الميتافيزيقية، تفرضها على المتلقي بسلاسة الوصول ما تحدو به الى تحويلها من صور اعتبارية إلى صور واقعية يعيشها مع النص. هل تعتبر وفاء وبعيداً عن المجاملة أنها خالقة لتلك اللوحات الابداعية في نصوصها الأدبية؟
    ج125: المعاني والأفكار هما وسيلة إيضاح وتحويل الخيال إلى واقع سمعي ومرئي ومشموم ومحسوس بينما هما في الأصل لمع وبرق وضوء.
    الخلق صفة المبدع المجدد غير المقتنع بما قرأه لغيره ليس لأنه للغير بل كونه يريد الوصول لمرحلة أخرى تُنسب إليه هو.
    الشعور والحس لا يمكن أن يتشابهان للمبدع الواحد في أية مادة يكتبها ومن غير التشابه بين نصوصه يثير غير الموصوف والمرتقب في إنتاجه ،، ليتلو كل مرة آية جديدة.
    لا أرغب في تشابه كتبي، كل ديوان شعر مختلف عن الآخر كليا، وكل مجموعة قصصية لها سمتها وشكلها الخاص بها ومثلها في الروايات..
    المبدع الخلاق من يحول اليوميات إلى فن أدبي يثير الجميل في ذائقة المتلقي... يحفزهم على ممارسة فن الجمال في الحياة من خلال يومياتهم العادية.

    س126: وداد فرحان: أعرف أن بعض النقد المؤسف الذي ربما يخلو من الموضوعية والضميرية، لا يثني عزم الأديب عموما، بل ربما يزيده رفعة. هل كانت وفاء تتقمص نصوصها الأدبية نتيجة ورداً للنقد اللاذع أو المسيء لها؟
    ج126: النقد المسيء لا أعتبره نقدا لأن النقد بذاته فن قادر على إعادة بناء أفكار المؤلف ويمتلك بصيرة قادرة على أن تجعل منه العين الأخرى للقارئ.
    إذا تعامل الناقد مع أية مادة لي من هذا المنطلق مبينا زلة ما أو كبوة في زاوية ما.. أرحب برأيه وأتقبله، وعليه ربما أعيد النظر في نصي وفقا لرأيه... وقد أبقيه على ما هو عليه حين أجد الناقد غير مصيب في وجهة نظره.. أما بالنسبة لتقمصي النصوص الشعرية بالذات أقول نعم سيدتي أي شعر كتبته كنت كله وكان كلي.
    لكن سيدتي النقد المؤسف كما تفضلت منتشر في واقعنا الأدبي والمحزن أيضا حتى ضاعت (الحسبة) كما نقولها في الدارجة.

    س127: وداد فرحان: إن الأنوثة والجمال في شعر الشاعرة والأديبة رمز يكون سببا لإحراجها أو تسترها في بعض الأحيان بسبب أن الشرق له طقوسه، والعراق متجذر في بعض تلك الطقوس.. أين تكمن الصراحة الصورية في الأنثى وفاء عبد الرزاق؟ وهل استلت سيف قصيدة وهي تتجسد الرجولة بمعناها البطولي لتثبت للناقد الفظ أنها خنساء في زمن تلاشت فيه قيم الرمز والمبالغة في تقديم المديح لمن يستحقه؟
    ج127: في ديواني (مدخلٌ إلى الضوء) الذي لما يزل مخطوطة تجدين الأنثى طاغية بصورها الأنثوية وأحيانا المحتشمة.. ربما أخاتل الصورة لتعبر عني ساعة عشق ووجد وامتزاج بيني وبين الحبيب في عشق صوفي متوحد في الآخر كليا.. المبدع الحر مع ذاته سيكون حرا مع الآخرين.. إليك هذا المثال من قصيدة لحظة أنوثتي في الديوان ذاته:

    ما أوضحك بغموضي
    وما أجملك في مصرعي بين دفتيَّ وجدك
    حين جاءت الرياحُ برغبتها العارمة
    عرفتُ أنك فيها
    لذا وضعتُ خدِّي على شجرة ٍلأسمعك
    تلمَّستُ الوردَ لأشمَّك
    بكيتُ لأمطرك
    ألم يجئك عطري ؟
    ألبسني إذاً وتراقص بي
    لنعلـِّم الحُبَّ طباعـَنا
    ولنكن المشردَيْن بين وشوشة الحشائش
    أنا فوق جسدك
    طفتُ فيه وارتديته.
    أما الشق الثاني من سؤال.. فأقول لا ..لستُ الخنساء لأني أفرق بين زمني وزمنها واختلاف المؤثرات فيهما،، ولم أكتب بصوت الرجل لأن لي صوتي القوي المؤثر في القصائد الوطنية وليست القصائد الخطابية ، ولو مدحت من يستحق المدح لا أملأ ذهني وقصائدي بالصراخ والعويل وذكر مثالب الملوك والرجال.. بل بانسياب النهر ومن عملوا على ضفافه من متعبين أنتجوا لصالح أبناء الشعب الذين حرثوا بسواعدهم الأرض لتزهر وتطعم.

    ...............................
    ملاحظة: يمكنكم توجيه الاسئلة للمحاور عن طريق اميل المثقف
    </script>">almothaqaf@almothaqaf.com هذا البريد الإلكتروني

  5. #5

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    خاص بالمثقف:الحلقة التاسعة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة الأديب الاستاذ المترجم: د. محسن العوني.


    د. محسن العوني: قاص وكاتب ومترجم / تونس
    تساؤلات أرفعها بكل براءة الأطفال ووداعتهم تحت عنوان كبير "إذا كنا لا نستطيع أن نحيا من غير أن نفكر ..فيجمل بنا أن نتعلّم كيف نفكر بطريقة جديدة ..لعلّ وعسى.."
    تعليقات الشاعرة المتميزة الأستاذة وفاء عبد الرزاق على بعض ما كنت أنشر على المثقف الغراء من نصوص تأتي محمّلة بهموم الأمّة وهواجس المثقف والمبدع المتوحّد بأمته المسكون بمستقبلها ..
    وكانت تأتي معمّقة دلالة النصّ ..لذلك كانت تشدّني ووجدت في ثناياها مفاتيح لولوج عالمها الشعري والفكري وحالة الروح لديها ..
    منها هذه التعاليق ..
    "...........كم هو رائع مقالك ومستفزّ في الوقت ذاته وكم هو مؤلم حين أجد نفسي باحثة عن عش كهذا الطائر بين أزيز الطائرات وألبومات المدن فلا أجد غير قشّة هشّة وأسأل متى ..أين ..كيف ؟؟
    فلا أجد غير الصليب وجها وظهرا .حتى أنّي سألت المعنى فردّ عليّ بلا معنى وقطع لي تذكرة للسفر في قاطرة ..وحين خلت الاقتراب من القطر لم أجد غير الصفير ..
    ربي يجعل وطننا آمنا لنخلد به في الساعة الأخيرة من العمر أو لعله يهدي لنا شبرا تستقرّ به جثثنا"
    من تعليق للشاعرة على نصّ "حديث العش ..حديث الطائر"

    ".........نعم النهر لا ينظر إلى الوراء حين يتدفّق ..لكن شرط ألا تعترضه الصخور فتحول ماءه إلى وحل ..وما أراه في عالمنا العربي تنطبق عليه كلمة الصخور .." من تعليق للشاعرة على مقال "عود على بدء ..نحن والآخر .."

    * الوطن حاجة روحية وارتباط وعلاقة ..وهو ليس مجرد قطعة أرض تحت سماء أو من غير سماء ..أرجو أن يعود العراق الحبيب كما كان دائما مهدا إنسانيا وحضاريا عريقا
    لأبنائه وأحبابه ومريديه ..فتجد الشاعرة في أحضانه الأمن والدفء والروح والريحان ..

    كل شكر والمحبة للباحث المثابر والمثقف الكبير العزيز الأستاذ ماجد الغرباوي سادن المثقف القائم على حظوظه الذي بادر بتكريم شاعرة الحرف الأنيق الدافئ والنبض الإنساني العالي العزيزة الرائعة وفاء عبد الرزاق، التي هي أهل التكريم وصاحبة منجز طافح بحبّ الإنسان جوهرا مكرما من روح الله عزّ وجلّ ..
    خالص الشكر سلفا على الاهتمام والتفضّل بالإجابة ..
    .............................

    س128: د. محسن العوني: "المسكوت عنه " والذي "لم يقل " أو "لا يقال " أو ذاك الذي "لم يحسن الآخرون قوله والتعبير عنه أو توصيفه " أو "الذي يعتبر نقطة ضعف في الوعي أو مصدر وجع .."ما نصيبه من مدوّنة وفاء عبد الرزاق وما الذي يمثله في منجزها الشعري والفني ..وكيف عبّرت عنه ؟
    ج128: بعض المبدعين يتراجع حين يجد علامة خطر مرفوعة قرب المسكوت عنه أو الذي لم يقل بل يخشى الخوض فيه، والولوج إلى عوالمه..
    معروف عني جرأتي في الكتابة على كل الأصعدة
    سواء في ابتكار أشكالا جديدة غير مطروقة سابقا شعريا كانت أم قصصيا.. أو الخوض في تجارب حقيقية سياسية أو جنسية لها علاقة قوية بعمل أكتبه.. لم أعبه للوم لائم كوني على يقين تام بأني أنقل واقعا من الشارع إلى الكتاب وعلي نقله بأمانة الكاتب.
    سأتناول بعض الأعمال كمثال كي لا أطيل..
    1- ديواني الشعبي وقوَّسَت ظهر البحر حين صدر قال عنه كثيرون هذا قناع للشعر الشعبي وثوب غير ثوبه،، رجعت إليه ثانية وطبعته طبعة ثانية تأكيدا مني على أحقيته في الظهور كعالم شعري جديد..
    2- في ديوان الشعبي تبلَّلت كل بضواك . تطرقت إلى القصيدة المرئية وأظنها جديدة على الشعر الشعبي.. ربما كتبها أحد قبلي لكنها جديدة لم يتوصل إليها الشاعر الشعبي بكثافة وينطلق منها مجددا مضيفا فنا راقيا للقصيدة الشعبية وهي القادرة على استيعاب كل ألوان التجديد شأنها شأن مثيلتها الفصيحة..ثم قصيدة بالبانوراما في قصيدة( عمِّي الله بالخير).. في قصيدة عمي الله بالخير تساؤلات جميلة:
    ليش آنه شما أكبر بيّه
    يمــّچ أصغر؟
    ليش المهرة من تتعثــَّر
    تصرخ يمّه؟
    يصرخ يمّه حتـَّى الطير؟
    العاﮔولة وْهَم عـِدها اميّمة
    بس آنه ارتجّْ من غير امّي
    خلخالة ناقوس بْدَيْر
    غصّت أنفاسي بشِهگتها
    وبس يمّه
    وْيَّه الريگ تعلگت
    تشردت بلهاتي وخرستن
    وحسّيت الواسع بضلوعي
    صمّْ صْدَيَر
    توسّلتْ عـْضاي وخانتني
    چنّي غريبة وتنخى الغير
    شفت شْسوّيت ويا عمّي
    من ناديت الله بالخير ؟ .

    من هذا نستنتج غرابة الصورة التي تحتاج إلى جرأة في الطرح وتوهج القيمة الفنية للصورة كي يتقبلها المتلقي على أنها جديدة على سمعه.
    3- في القصيدة الفصيحة الأمثلة كثيرة والمتتبع لقصائدي يدرك ذلك خاصة في تناول العشق.
    4- المجموعة القصصية (امرأة بزي جسد) فنتازيا أطلق عليها مجنونة في غرابة الطرح، أعالج واقعا مرا أهزأ منه أحيانا وأصالحه مرات أخرى.. من القصص الناقدة قصة (مقلوب سائق) في نفس المجموعة.. ومن العنوان يظهر التمرد على الشكل حيث أن السيارة هي الراكب والراكب هو سيارة الأجرة، تستأجره السيارة ليقلها إلى مكان ما أو جهة محددة.. ومن خلال أنواع السيارات وماركاتها اشتغلت على الطبقات الاجتماعية في المجتمع ودورها في الحياة.كما اشتغلت على المسكوت عنه في الطبقات الراقية في المجتمع والمخفي منها.
    5- قصة (امرأة بزي جسد) التي أخذت المجموعة اسمها تمردت المرأة حتى على جسدها الذي رفضته لعبوديته لواقع يسحق إنسانيتها ويجعلها مجرد آلة.
    وهكذا تأتي باقي القصص..
    6- في المجموعة القصصية (نقط) اشتغال على المحرم والمسكوت عنه بأسلوب مختلف ، يتحدث عن ضمائرنا الهشة التي تبيع الأطفال إلى الشوارع وتصلي في المسجد في الوقت ذاته..تناقض الشخصيات في المجموعة بين المادي والموروث الديني الذي لا نطبقه إلا على المرأة حين نتكلم باسم الدين.
    7- روايتي (السماء تعود إلى أهلها) عالم فاضح لقبح المجتمع وعوراته الأخلاقية والعقائدية والمبدئية سواء الحزبية أو الدينية وفشل تطبيق النظرية الحزبية وانعكاسها سلوكيا على الفرد المنتمي.
    شارع (أجورد رود) في لندن كنت أذهب إليه في الأسبوع ثلاث مرات وأقرأه قراءة الروائية الباحثة عن أدق التفاصيل حتى عدد حركات الأرجل وطريقة اختلافها في السير.. وتناولت المخفي في العلاقات وطبائع المارة والجالسين في المقاهي.. من خلاله ومن خلال البطل الرسام الذي يعيش في لندن وعجزه في رجولته ويده بسبب تعذيبه في السجن تناولت التناقض بين شخصية المنتمي الرافض المهزوز جراء ما عانى في السجن.. وتحدثت عن سجن النساء والتقيت بسجينات سياسيات وغير سياسيات لأكتب ما لم أره بعيني والذي اعتبره صديق لي فبركة روائية لعدم تصديقه بما يحدث داخل السجون لكن حين أرسلت له فلم المحكمة التي عرضت قطع ثلاثة رؤوس لثلاثة شباب بعد قطع لسان أحدهم اقتنع الصديق غير المقتنع.
    تناولت الواقع برؤية الروائية المجددة اللاعبة على الفنتازيا المثيرة، ومنها استخرجت بطلتين غير حقيقيتين .. هما صورتان رسمهما الفنان ليكمل معرضه في لوحته الأخيرة التي تحتوي غانيتين واحدة شقراء تمثل الغرب وأخرى سمراء تمثل العراق أرضه السمراء.. أطلق لغانيته حرية الخروج من الإطار لأنهما طلبتنا منه ذلك لمعرفة عالمه.. مع الشخصيتين تنقلت إلى بيوت الدعارة وذوي الأموال المنثورة على الراقصات والسهرات الماجنة والعري الجسدي و الشذوذ الجنسي..
    وربطت بين الشذوذ الجسدي والسياسي لأني أجدهما مرتبطان ارتباطا كليا مع بعضهما.

    س129: د. محسن العوني: بريق الواجهة لا يخفي القلق / الرعب الوجودي المزمن المتعاظم لدى الفنان والمبدع ..لو حدثتنا الشاعرة وفاء عبد الرزاق عن ملامح ذلك القلق / الرعب في مدونتها الشعرية ؟
    ج129: الرعب الوجودي متمثل في رجحان كفة الشر على الخير...
    في عالمنا المادي أجد كل الأمور مرعبة أو تسير في طريقها إلى ذلك.. بين الولادة، الحياة، والموت نختار أما التحدي من أجل الخلود أو الموت.و علينا كمبدعين أن نحيا...وكي نحيا نحتاج إلى المزيد من المعرفة كي نتعامل كشعراء بوجدانية الشاعر مع معطيات الحياة الجديدة.. بين الحركة والثبات شعرة على المبدع اكتشافها كي لا يقع في الضياع المادي لاستجاباته اليومية. على الشاعر اقتناص لحظته الأبدية رغم السوداوية التي يعيشها بتأثير عالم المادة الجاف على الحياة.
    القلق في الشعر مزمار كما تفضلت حضرتك وقنديل يخترق المدلهم ..
    عني شخصيا تخيفني الحياة رغم ما فيها من بهرجة أو تزويق لامع لكنها تخفي خلفه وجها قاتما ، تغيرت الغايات فبالتالي تغيرت المفاهيم.
    الصداقة أصبحت غير حقيقية ومن الصعب تجد صديقا يطيل البقاء على صداقة أكثر من سنة إلا نادرا..العلاقات بين الأبناء ولآباء مادية قاتلة إذ لم تعد الأسرة كالسابق تجتمع كلها على وجبة غداء مثلا تتناول الفرح في كاس مشتر.. كل له حياته السريعة وخصوصيته.
    أجد ما لا أجده في العيون الحاضنة لوجوهنا بترحابها الحقيقي.. بل العكس بمجرد أن تدير ظهرك جاءك الطعن ومن الأقربين..
    يحسدونك حتى على أبسط مزاياك الإنسانية التي يفتقدونها وهي البراءة الأولي في العلاقات.ويعتبرونك متخلفا أو بسيطا..
    كل هذا يشكل قلقا إبداعيا علي نقله والكتابة عنه لخطورته لأنه أصبح أخطبوطا يمد أرجله ليطوقنا.
    جسدت ذلك في قصيدة بيت الطين..
    ووجنتـُك ِ الحقلُ
    لماذا حلبتِ ياسمينـَها؟
    لماذا تركتِ الريحَ تشربـُهُ؟
    أجبتـُهُ :أمومة ُعمري مالحٌ صبرُها
    لمْ أنتبه أنـِّي أشربُ البحرَ
    لم انتبه أنـِّي أُرْضِعُ الريحَ
    لم أنتبه أنَّ ابنتي جرعة ٌفاسدة ٌ
    ربـَّما حكمة ُالصمتِ لهُ
    بابـُكِ حين طرقتـُهُ
    لم انتبه أنـِّي امرأة ُالظلام ِ
    وسُمرتي قـُفلُ الخطى
    أُقتـَلـَعُ من رئتي حين أحادثهُ
    بابـُكِ لم تنمْ غابتـُهُ
    ما زلتُ واثقة ً أنـَّهُ المجيبُ.

    كيف يكون الصبر مالحا والريح تشرب الياسمين،، كما أن خوفي من واقع مالح جعلني أتصور أني اشرب البحر وابنتي جرعة فاسدة.. ليس أكثر من هذا الوصف خوفا من قبح يحيط بنا ومن عوج يقتلع أبوابنا ويهبنها لامرأة الظلام كي ترقص على إيقاع حزننا.

    ثم في قصيدة (هل أنت الصامت شيطنة والمتلطع)
    وصفت الطفل الذي لم أعرف وجهته أهو ذاهب أم آت إلا من قدم واحدة تقدمت فأدركت انه ترك الضوء باتجاه كثافة الظلام.

    أتغافلُ سنة ً صامتة ً
    أم لخدعة ِالسنينِ تنجذبُ؟
    ألكَ حلـُمُ غاباتٍ يشدُّ بأسكَ
    أم الغاباتُ سفرٌ لظلـِّكَ
    وحكاية ُالنار للـَّهبِ؟

    أيـُّها الصَّافنُ شيطنة ً
    الهاربُ بنفسِكَ إليكَ
    هل هذت البيوتُ حين تركتـَها؟
    أتـُراها انتبهتْ أنـَّها وحدُها؟
    غرفتـُكَ التي جنـَّتْ جـُدُرُها
    ابتسمتْ
    وأنتَ تحكـٌّها برأس ِالقلمِ
    ربـَّما اختنق السرير بضياعهِ
    أو كمَّمَ صوتـَهُ البردُ
    أنت كلُّ ُعائلتهِ
    أظـِّنــُّهُ خاصَمَ أعزلَ السؤال
    وتكاثرَ أسئلة ً:
    صبحُهُ
    عصرُهُ
    ليلـُهُ
    كلُّ اليومِ
    أمس
    أين اختبأ؟.

    قـَبْلُ أمس ِ
    قَــَـبْلـهُ
    مـَنْ أمـّهُ؟
    هل السُّقوفُ أخوتـُهُ؟
    لعلـَّني أجيئـُها، تجيئـُني
    نجيئـُكَ بدءَ نهر مخالف ٍطبيعتـهُ
    شاءتْ فاتحتـُهُ
    أن تجري متصاعدةً
    وعلى غـُرَّة السماء ترسمُ خصراً
    كما أنتَ الآن يقولُ للقمم العاريات:
    تروَّضي أو ائلفي وجهَ المطر.

    س130: د. محسن العوني: يذهب هشام شرابي إلى أن الاضطهاد والظلم في المجتمع العربي مسلّط على الحلقة الأضعف ..الطفل ..المرأة ..الفقير ..تعليقك على هذا الرأي ..وهل يمكن أن تضيفي إلى هذه القائمة أو تحيّنيها ..لأنها تعود إلى عقود خلت ..؟
    ج130: المضطهدون دائما الأضعف في المجتمع وتحديدا الأطفال والنساء على المستوى الفسيولوجي لكن هناك اضطهاد عرقي ومذهبي والأقوى يأكل الضعيف.. أما التأثير السلبي من كل أنواع الاضطهاد يقع على الطفل والمرأة .. وكُتبت مواضيع كثيرة تخص المرأة وحقها في نيل كرامتها كاملة متحدية قوالب الاضطهاد الموروثة والمكتسبة .. وكذلك نجد كثيرين يطالبون بحق الطفل في حرية وكرامة كي نصنع عالما إنسانيا راقيا..
    في مجتمعنا العربي كل المقدسات والعرف والتقاليد اختصت في المرأة..عطرها عورة،، وجهها عورة،، صوتها عورة،،لكن لا أحد بين المضطهدين يقول : ما هذا التخلف؟ ويسأل ويحتج.. لأنهم وضعوا التحريم الخاص بالمرأة في ورقة المقدَّس والمقدس صعب المساس في ما يطرحه الرجل في المقدس لأنه مقدس وبالتالي الحد على من يحتج،، وتحليل قتله.

    س131: د. محسن العوني: كيف تنظر الشاعرة وفاء عبد الرزاق إلى واقع العلاقة بين المثقف والمؤسسة الرسمية في العالم العربي؟ وإلى أيّ حد يمكن أن تخدم هذه العلاقة الإبداع والثقافة؟
    ج131: أية علاقة مباشرة مشروطة من المؤسسة الثقافية الرسمية على المنجز الإبداعي لا تخدم الثقافة بل تجعلها بين قوسي الشرط والتنفيذ وإلى أي حد ومدى وصل إليه المطيع الباصم بعشرته...
    العلاقة دائما في توجس وريبة والذي تعترف فيه المؤسسة الرسمية دون اللجوء إلى شروطها لا بد أن يكون قد انتزع هذا الاعتراف بمنجز له قيمته واعترفت بقدرته جهات عالمية إبداعية حتى تعترف المؤسسة الرسمية بانتمائه إلى أرضه وعروبته وعرقه ودينه.

    ...........................
    خاص بالمثقف
    الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

  6. #6

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    خاص بالمثقف:الحلقة العاشرة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة الشاعر: شاكر الغزي.


    شاكر الغزي: شاعر / العراق:
    الأديبة العراقية والمبدعة الجميلة وفاء عبد الرزاق تحية إجلال وإكبار لقلمك وما يسطر، سأطرح بعض الأسئلة الخفيفة لئلا أثقل عليك :

    س132: شاكر الغزي: كلمة (الشعر) ما تعريفها في قاموس وفاء؟
    ج132: الشعر بكاء حبيس في أضلع وفاء،، قسوة حزن وفراق، نار تسري من القلب إلى القلب،،طفل،،نبتة جدار،، طفل،، ماء،، شجرة..
    كل ما يمت للحياة بصِلة هو الشعر.

    س133: شاكر الغزي: ما رأي وفاء الأديبة بالنقد حالياً؟ العربي عموماً والعراقي خصوصاً؟
    ج133: قبل أن نحدد قيمة النقد العربي والعراقي علينا البحث في ماهية الأدب و قيمته الجمالية..
    هل كل ما نقرأه من نصوص نثرية أو شعرية هي أدب بمعنى الأدب الفني أو نقول عن رواية إنها رواية أدبية؟
    هل كل ما ينشر في المواقع الثقافية بُنسب إلى الفن الأدبي أو له فنه الخاص كونه بعيد كل البعد عن مفهومنا للأدب؟ وهل نطلق عليه فنا أم هذرا وهلوسة كلامية؟
    للأدب الفني الجميل نقاده.. متذوقون ومتعايشون مع ضربة الأصابع وهي تنقر على آلة الكلمة لتعزف قصيدة أو قصة تحيلنا إلى وجود ناقد حقيقي تساقط على نهر الكلام كقطرات المطر واحدة تلو الأخرى كما تساقطت لمسات الشاعر وقطرات الأديب لتخلقان نصا ببعده الجمالي ومتعته الجمالية ونشوته.
    نوعية هذا الناقد نادرة فأغلبهم يحاسب النص وفق مقاييس ثابتة بينما النص متحرك وثائر، هنا يُبدي رأيا مغايرا للنص حتما، عليه البحث عن ميزان المعيار الفني لتلك اللحظة والثانية والتي خلقت النص وليس على معياره خارج النص وبعين أخرى غير عين المبدع،، بهذه الحالة سيحصر نفسه بزاوية ضيقة لا تتشابه وزوايا الإبداع...
    لا يختلف النقد العربي عن العراقي.. كنت أتابع النقود التي يكتبها حسين سرمك في المثقف فأجد لها تأثير مباشر وغير مباشر علي أنا الشاعرة والقارئة العادية....المباشر يلتقي مع قارئة متابعة بينما غير المباشر يقترب مني أكثر في البحث عن قدسية النص الداخلية التي عكست صورها على المرئي بتكثيف الحزن والطرب، لا يضع قيمه كحسين سرمك الناقد بل تتسع حدقته المدركة لتعطيني برهانا على أن النص فنا أدبيا علينا الوقوف إليه إجلالا.

    س134: شاكر الغزي: هناك من يرى أن النقد حالياً قائم على مبدأ (أكتب عني وأكتب عنك) !! ألا تعتقدين أن التردي في نوعية المنتج الأدبي سببه تردي نوعية الناقد؟!
    ج134: كلاهما يتبع الآخر.. بسبب وجود ناقد غير مخلص مع ذاته ومع الآخرين،، قُدمت نصوص لا تستحق القراءة وكتب عنها مطولات أوقعت الكاتب نفسه في إشكالية فهم الأرضية التي يقف عليها .
    قد نكتب إعجابا لكن ليس على حساب النص .. أما مهمة الناقد مختلفة عما نكتبه من إعجاب.
    ثم لماذا يلجأ الناقد إلى نص مترد ليكتب عنه؟
    صدقني ما تعج به المواقع والمكتبات سببها وجود مثل هذا الناقد، وعليه تقع عاقبة انتشار نصوص لا إحساس فيها بالحياة.
    الفيس بوك بؤرة للتردي الآن وعلى النقاد الحقيقيين التصدي لها.. أتابع شعراء لا اسميهم بشعراء ينثرون كلاما متفرقا على أنه قصيدة نثرية ومليئة بالأخطاء النحوية والإملائية،،واقرأ معجبين لهم وبما ينشرونه.. ترى هل الذوق العام تردى هو الآخر؟ أم هناك أمية ثقافية؟ وعلى عاتق من يقع التنوير؟

    س135: شاكر الغزي: ما رأيك بالقصيدة العمودية الحديثة؟ هناك جماعة يكتبون القصيدة العمودية الحديثة بطريقة مغايرة لما هو معروف وسائد (أقصد من حيث التركيب) تسمى (جماعة قصيدة الشعر) . هل قرأت لهم؟ وما رأيك؟
    س135: نعم قرأت لهم وأسعدتني تجاربهم،، كما استمعت إلى قصائدهم مباشرة في أماس شعرية ومنها الأمسية التي أقامها معرض كتاب الشارقة هذا العام للشاعر نوفل أبو رغيف وأعجبت جدا بأسلوبه الحديث وصوره الجميلة التي من واقع عصرنا بحيث رأيت الجرح يغرد كطائر وسمعت الطائر يئن كجريح..
    لا أختلف مع العمود الشعري أو القصيدة الحرة، اختلافي في ما هية الشعر وليس في إطاره، وجماعة قصيدة الشعر هم مني وأنا منهم كوننا نبحث عن الجمال .هذا التشكيل الشبابي الجديد قدم رؤية جديدة للقصيدة لحقت بها رؤية نقدية. لا يعني أني أكتب قصيدة النثر لا أتوافق مع جماعة قصيدة الشعر..كلانا باحث ومجدد.

    س136: شاكر الغزي: يعتقد بعض من ساجلتـُهم أن الشعر لن يكون قادراً على مواكبة تطورات الحياة وما يستجدّ فيها من أحداث؟ كيف تردين أنت؟
    ج136: الشعر يعني الحياة والإنسان الذي يحمل في داخله أمانة فنية ليخلق لنا متعتها حتما يكون عايش تدفقها السريع فهو منها،، ويكتب عن ذاته فيها .. بعضهم أصابه الخذلان نتيجة الحروب وانعكاساتها على الواقع، لكن حتى صمته وخذلانه معايشة من نوع آخر.. للصمت لغته أيضا كما الليل له لغة يدركها الصامتون المتأملون.

    س137: شاكر الغزي: ما سبب ابتعاد عامة الناس عن الشعر برأيك؟ لاحظت أن معظم من يشتري كتب الأدب وخاصة الشعر هم الأدباء (الشعراء) أنفسهم ! أما قيل إذا كان جمهور الشعر هم الشعراء فقد مات الشعر؟ ألم تلاحظي أن معظم الأماسي الشعرية يحضرها الشعراء فقط؟
    ج137: لنقدم لهم شعرا جميلا أولا ثم نسألهم أين أنتم منا...
    الابتعاد له أسباب كثيرة أولها الغث المخزي.
    وثانيهما الإعلام،، فهو ينقل إلينا الأمسيات الشعرية مجرد حدث خبري ولا يخصص برنامجا ثقافيا نتواصل من خلاله مع الشعراء،، ونستمع إليهم شرط أن تقدم الجيد ولا تفسد الذائقة.
    وثالثهما المؤسسات الثقافية الرسمية ووزارة التربية،، والأخيرة أجدها مقصرة في خلق ذوقا عاما لمفهوم الجمال وتذوقه في كل الفنون.

    س138: شاكر الغزي: لأيّ متلقي تكتب وفاء عبد الرزاق؟ وما معيار نجاح المنتج الأدبي برأيك؟ الإنتشار عند عامة الناس وتقبلهم له أم رضاء النقاد، ورضاء النقاد غاية لا تدرك؟
    س138: لا أفكر بالمتلقي حين أكتب أو بالقارئ لو فكرت مات النص لأني لا أدخل العقل وقت الخلق،، الخلق سماء وطائر يحط كيفما شاء، ولأنه ليس بطائر عادي اترك له حرية اختياره في التحليق والحط ..حين أفق من جولتي وأقرأ نصي جديا بعين الناقدة أدرك تماما أنه سيعجب المتلقي بقوة لأنني رضيت عليه،، ومن خلال تجربتي أتضح لي ذلك جليا،،أي نص أشعر برضا تجاهه يتقبله الجمهور بحب لسبب بسيط.. يجد نفسه فيه وهذا راجع إلى أنني أكتب الذاتي الذي ذاب فيه العام.
    معيار المنتج رضا المبدع، ذائقته،، موقفه الإنساني المتعلق كليا بموقفه الأدبي... إرضاء الناس غاية لا تُدرك.. والرضا نسبي.. بالنسبة لي أرضي نفسي ومبدئي وأخلاقي أولا وأقدم منتجي للقارئ وعليه الاختيار.

    س139: شاكر الغزي: في خضم الصراعات الهائجة .. كيف تنظر وفاء لقصيدة النثر؟ ولماذا تكثر من كتابتها؟
    ج139: لماذا نقول صراع؟
    لنقل مجادلة من أجل الشعر ومن يريد المصارعة ليجعل له حلبة وعضلات.. الإبداع يخلق تساؤلات وهذه حالة صحية وإن اختلفنا معها أو وقفنا ضدها بالنتيجة نحن نسأل ونبحث عن الجمال..
    قصيدة النثر أصعب بكثير مما نتوقع ..فهي خالقة إيقاعها الخاص، غير الإيقاع المتعارف عليه .. هي بذاتها لغة كونية ..الشعر ليس بعدد الضربات أو التفعيلات، بل التخيل الذي لا يقف عند حدود معينة وكلنا يعرف خصائص الشعر(الخيال، الإحساس،اللغة، الرؤية الشفافة وجمالية التركيب في الصورة)...وسوزان برنار أضافت الكثافة في استخدام اللفظ تركيبيا وسياقيا.
    أكتب قصيدة النثر لأنها تستخرج مني الصفات التي ذكرتها وتشعل في داخلي بذرة التكوين الشعري وتتركني أفعل صدمتي في المتلقي تصاعديا.... حتى أصل خاتمة القصيدة فأضرب ضربتي القوية..وترى ذلك واضحا في نهايات قصائدي.

    س140: شاكر الغزي: هل تكتبين القصائد العمودية (الشطرين)؟ أو بمعنى آخر لماذا لا تستهويك كتابتها؟
    ج140: بطبيعتي أحب التحرر ولا أهوى القيود كما لا أهوى من يُملي علي شروطه وإن استمعت إليه بصمت، في النتيجة لا أحقق إلا ما أراه مناسبا حسبما أراه أنا .. واقترابي من قصيدة النثر ناتج عن توافقها مع طبعي .

    س141: شاكر الغزي: نصحت شباب القصيدة الشعبية بأن (يتشربوا بموازين الشعر الشعبي جيدا ويكتبوا قصائد متعددة الأوزان ....) لماذا تؤكدين على الوزن في الشعر الشعبي وتتركينه في الشعر الفصيح؟ وما رأيك بكتابة قصيدة نثر شعبية؟
    ج141: يبدو لم يصل إلى حضرتك جوابي سابقا عن القصيدة الشعبية.. قلت أرى أغلب الشعراء الشباب يكتبون على وزن النصاري بينما في الشعر الشعبي أوزان كثيرة فلماذا يجعلون قصائدهم على رتابة واحدة تُشعر المتلقي في الملل.. كما قلت عليهم تجاوز الموجود وخلق أوزانهم الخاصة وصورهم الخاصة.. ركزت على كلمة( خلق) بمعني تجديد غير مألوف في القصيدة الشعبية..
    كتبتُ قصيدة النثر في الشعبي في ديواني (وقوَّسَت ظهر البحر) الصادر سنة 2000 وأعدتُ طباعته نسخة ثانية 2010، واشتغلت على بناء القصيدة الحديثة فصيحا باللهجة الدارجة.. والاشتغال جاء ابتداء من عنوان الغلاف إلى عدد القصائد وشكلها حيث كانت بشكل قطرات تكونت من ست وستين قطرة،، منها القصير جدا على شكل الومضة ومنها متوسط بعدد أربعة أو خمسة أسطر والقليل منها جاء نوعا ما طويلا. ثم لحقتها بديوان( عبد الله نبتة لم تُقرأ في حقل الله)،، ثم ديوان( تبللت كلي بضواك).

    نماذج من القطرات:
    (قطرة 25)
    ضاع عمري؟
    لا
    شلون يضيع
    وهوّا منّچ نرجسة
    وشْوَيّة
    حِزنْ
    لفلف فراگ ملبّسة
    ضاع
    لو ماع؟
    موعة گطيرة مطر
    بنهِدْ جوري منعِّسة
    ضاع؟
    وهوَّ يضيع عمره
    الـِّلي بحليبچ غمّسه؟ .

    (قطرة 27)
    أنساچ
    وارجع انسى شگّد نسيت
    وشگّد متت لـمّن نسيتچ
    وشگّد
    فرح بيچ ودفو
    يختصر كل حليب بنِهدْ حوّا .

    س142: شاكر الغزي: أي كتاب المثقف (من الجنسين) تقرأين له أكثر؟
    ج142: أقرأ الشعر تحديدا والنقد،،.. أقرأ كل ما ينشر في هذين المضمارين.. كما يشدني المترجم منه.
    والمواضيع الأخرى التي أتابع فيها ما يجري في واقعنا العراقي والعربي.

    س143: شاكر الغزي: هل تعتقدين أن الإنترنيت مفيد في نشر الإنتاج الأدبي؟ أرى أن الكثير من النصوص تنشر ولا تقرأ؟ ثم لا توجد هناك سلطة قامعة لا تخاف في الشعر لومة لائم ترفض المنتجات الهابطة؟
    ج143: أجيب على الشق الأخير من سؤالك لأنني أجبت على الشقين الأولين سابقا.
    مؤسف جدا انتشار النص الهابط واللوم يقع على أصحاب المواقع في إثراء مواقعهم بالجميل والرصين.. علما أن فيهم أي أصحاب المواقع لا علم له في الشعر إطلاقا.

    س144: شاكر الغزي: ألا تعتقدين أن النقد الآن يعتمد على الأسماء وليس الإبداع؟ سمعت أحد الشعراء يملي شروطه على الناقد .. بحجة أنه يوضح له مستغلقات النص؟!
    ج144: إذا حضرتك سمعت أحد الشعراء يملي شروطه على الناقد لتوضيح مستغلقات النص، أنا سمعت ناقدا يملي على المبدع ويحدد له ثمن الكتابة عنه.. كما سمعت من ناقد يضع كل كتاباته النقدية تحت قدمي شاعرة شرط أن تكون خاصة له... سحقا لثلاثتهم...

    س145: شاكر الغزي: أيّ النصوص التي قدمت لتكريمك (شعراً ودراسات) أعجبتك أكثر؟ (الأول والثاني فقط من كل صنف)
    ج145: كل من كتب حرفا واحدا أنا مدينة له ومن كتب لي كلمة ملك روحي دهرا.. طبعا لسنا هنا على شاكلة الناقد الأخير.

    ...............................
    ملاحظة: يمكنكم توجيه الاسئلة للمحاور عن طريق اميل المثقف
    almothaqaf@almothaqaf.com هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته

    ...........................
    خاص بالمثقف
    الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

  7. #7

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    خاص بالمثقف:الحلقة الاخيرة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة الاديب والصحفي: ابراهيم خليل ابراهيم، والشاعرة جوزية حلو، والاسئلة الختامية لصحيفة المثقف.


    س146: إبراهيم خليل إبراهيم،أديب وصحفي / مصر: المبدعة وفاء عبد الرزاق .. زرت العديد من الدول فما هي شهادتك على الثقافة واهتمام الناس بالقراءة فى تلك الدول؟ وما هي شهادتك على الأدب والإبداع والمبدعين فى هذا العصر؟
    ج146: في الدول الأوربية يختلف الوضع عنه في دولنا العربية.. فمثلا شهادتي عن باريس ولندن والسويد وهولندا وسويسرا وبراغ وألمانيا حيث عملت أمسيات شعرية في بعضها.. منذ أول وسيلة نقل سواء في الحافلة أو القطار تجد أغلب الركاب منهمكين في القراءة حتى حين خرجوهم من العمل متعبين لا يتعبون من الكتاب بل يجدون متعتهم بين سطوره.. وهذا يدل على قيمة الكتاب والتواصل مع المبدعين وحبهم للمعرفة...في السويد زرت متحف نوبل وشاهدت الاهتمام الكبير من الزوار من كل بقاع الدنيا وبصراحة تمنيت أن أجد اسمي بين الشخصيات ذات المشروع الثقافي والإنساني والعلمي.. وحلمت ..
    * في زيارتي للمغرب لاحظت اهتمام الناس بالمبدع وتقييمهم بحيث يسهلون له أية عقبة .. في إحدى المشاركات بمهرجان جمعية الأوراش للشباب، المهرجان السابع في مدينة زرهون،،،ومهرجان جمعية البلسم للثقافة والتربية والفن في أبي جعيد، تأخرت في الوصول إلى مكان المهرجان لأسباب متوقعه وهو تأخير مواعيد الطائرات المغادرة طالما وجهتنا إلى المغرب لأنه حصل التأخير عدة مرات معي.. كان بانتظاري الشاعر إبراهيم قهوايجي والشاعر أحمد أعشبون فسرنا مسرعين من مطار مدينة الدار البيضاء إلى زرهون.. لابد من مواقف تفتيش حين الانتقال من مدينة إلى أخرى، لكن الشرطة بمجرد أن يكلمهم الأخ أعشبون بأننا شعراء عرب ووجهتنا مهرجان شعري يفتحون لنا الطريق:
    - يا حي، ياحي الشعر والشعراء،، وكذلك في سيارات الأجرة .. من هنا أقيم هذا الشعب الرائع في أخلاقه وعلاقته مع الآخر ومن حب ابسط الناس وظيفة أستطيع أن أقيِّم الباقين.. في معارض الكتاب التي تصاحب المهرجانات تجد الكثير من الشباب يهتمون بالكتب ويسألون عن الكتـَّاب طالبين تواقيعهم وهذه ظاهرة مبشرة بالخير،، هناك شعب بالفطرة مثقف نتيجة إرثه الثقافي المتراكم والذي انعكس على الطباع والسلوك اليومي .. حين التقيت بمثقفيهم وجدت التواضع والكبر .. هاتان الصفتان جعلتاني أرتبط بأغلبهم صداقة وإخاء ومحبة وبقينا نتواصل حتى يومنا هذا...
    * في زيارتي لسوريا الأمر مختلف لم أذهب إلى مهرجان بل بدعوة من جريدة الحبوبي التي يشرف عليها الشاعر العراقي عباس الموسوي وقتها وباهتمام من الكبير الشاعر مظفر النواب وحضوره الأمسية.. كانت أمسية مختلفة عن الأماسي العادية من كثرة الحضور ونوعيتهم، كما لاقت قصائدي الشعبية استحسان السوريين حيث كنت أتوقع صعوبة اللهجة الجنوبية عليهم ..سوريا مركز أكثر دور النشر،، وقتها كنت أبحث عن دار أطبع عندها كتبي ولم أجد المساومات التي تمر علينا هذه الأيام من دور النشر الأخرى..شعب محب للقراءة ومحب للمبدعين بعشق ويصادقهم بقوة
    رغم بعض انطباعات من هنا وهنا لم ترق لي لكن التصرف الشخصي من أفراد لا يعني الجميع،، تلك التصرفات نجدها في كل دوائرنا وشوارعنا العربية،، وقد ذكرت انطباعي عن هذه السلوكيات في روايتي(أقصى الجنون الفراغ يهذي حيث تبدأ الرواية من تلك المحطة.. سورية،، أول انتقال للبطلة من أرضها العراق)..
    * في البحرين،، البلد الكبير بمبدعيه وناسه الطيبين والأصيلين كانت لي دعوة من النادي الثقافي الأهلي.. بصراحة،، البحريني يخجلك في تعامله وكرمه وترحابه وحبه النابع من الصدق في دواخله.. بلد لم تسمع فيه إلا الطيب ولم تشم منه غير رائحة الطيب .. لم أستطع نسيان تلك الأمسية الضاجة بالحضور المثقف الراغب لمعرفة القادم بعشق للثقافة وحب لمعرفة المزيد..
    التقيت بخيرة مثقفيه وما أكثرهم دون تحديد أسماء كي لا يغضب مني أخوتي في باقي العواصم الثقافية فهم كثر ومحبتهم أكثر مما يتوقعون..
    لكن الشعب البحريني مثقف سلوكا وأخلاقا وعلما وثقافة....وكما ذكراهم ما تزال عامرة في روحي ذكرى تلك الأمسية مازالت موضع مقارنة لما يحدث من أماس في البحرين لنجاحها وفرحهم بي وفرحتي بهم...بحرين الطيب ذكرتني في مدينتي البصرة باقتراب اللهجة وطابع المنازل وملابس الأمهات وأغطية رؤوسهن ... بحرين بصرتي الثانية..
    * في زيارتي للأردن مدينة إربد أقمت أمسية شعرية في رابطة الكتاب الأردنيين..الترحيب كما يقال من الباب إلى المحراب.. مثقفون بمنتهى الروعة والتقدير لضيوفهم،، إضافة إلى الكرم الأردني وقلوبهم المحبة بصدق..
    * في الإمارات.. هذا الشعب الذي عشت معه ثلاثين سنة منذ أول لحظة دخلت أرضه وأنا في السادسة عشرة لم أشعر بالغربة فأهله أهلي وبيوتهم بيتي وناسهم ناسي، ما يوجعهم يوجعني وما يفرحني يفرحهم.. الثقافة فيهم في نفوسهم وسلوكهم إضافة إلى تطلعاتهم إلى كل ما هو جديد في الثقافة والتكنولوجيا وإقامة أكبر المهرجانات الثقافية العالمية والعربية ويستقطبونها من كل بيوت العلم والثقافة والمسرح والسينما.. وفي معارض الكتاب التي تقام على أراضيهم تجد حشدا كبيرا طيلة أيام المعرض وما يسرني فيه كثرة الشباب والشابات لذلك أصبحت الإمارات عاصمة للثقافة والفن والإبداع.. ليكمل الله عليهم مسيرتهم ويهنئ شعبه المثقف وغير المثقف..
    * في زيارتي لمصر.. شاهدت شعبا حيويا بشكل مدهش الشوارع حية للصبح لا تنام،، الكلام بصوت عال أينما تمر بحيث أتوقعه لي حين أسير بينما المنادي ينادي شخصا في الطابق الثالث من العمارة،، صخب في كل شيء..لا أحب المدن الصاخبة لهذه الدرجة..لكني أحببت شعبها الطيب المتواضع وأدباء يقدمون الخدمة الثقافية دون أن تسألها منهم.. شرفاني الشاعران الدكتور حمدي شتا والشاعر الكبير شيخ شعراء مصر محمد الشهاوي في حضورهما أمسية تكريمي وأمسية نقاش روايتي في مكتبة أولاد علام.. وكرم الصديق الوفي دائم الوفاء أحمد طايل، وربيع مفتاح والغالية ميرفت واصف مدير عام الدعم الإعلامي بوزارة الثقافة التي تركت أثر الورد في روحي، ومحبة الأستاذ عبد المنعم تليمة في مكتبه بصحبة المبدع أحمد زرزور،، وسامي النجار .وهناء سيف الدين وسحر جابر.. صديقات ومبدعات وأصدقاء عشت وقتا ممتعا وصادقا معهم في كل لحظة لم يصبني أي شك في أحد أو أتوقع أي إساءة من أحد..كنت صادقة مع الجميع إلا بعض المفاجئات غير المتوقعة. بصراحة لم أجد الغرور أو التكبر لدى أي مبدع مصري..إلا نادرا وحين أخبر صديقا عن شخص ما تكبر يستغربون ويعيبون عليه ذلك قائلين : هذا ليس مصريا. وحضرتك أخ إبراهيم كنت ومازلت نعم الأخ والصديق...كثيرون أنتم لا تسعكم هذه المساحة ..
    والثقافة في مصر أكبر من أن أبدي رأيا فيها..
    أخيرا مهما اختلفت الطباع والثقافات تبقى الكلمة تربطنا جميعا لأن وجهها الوحيد لا يختلف عليه اثنان.
    أما شهادتي عن مبدعي العصر فصعب إيجازها هنا لأنه علي الالتزام بتناول كل بلد ومبدعيه وهذا صعب إيجازه.. لكني أقول أن لهم علاقة بالصفات التي ذكرتها عن البلدان فالأرض الثرية تثري ناسها وبالثراء يقدم المبدعون فنهم من الصغار حتى الكبار... لكن هناك فارق كبير بين بلد وآخر بطريقة الاهتمام بمبدعيه ومد العون لهم وتقديم كل الفرص المتاحة لوصولهم لهدفهم الثقافي الذي بدوره يثري البلد ذاتها ثقافيا وإنسانا وحضورا عالميا وعربيا.

    س148: جوزيه حلو: شاعرة لبنانية / فرنسا: "ما هو الإبداع الأدبي اللبناني بنظرك بشكل عام والنسائي بشكل خاص ؟"
    (في المطلق وفي الواقع وعلى الساحة الأدبية العربية)
    ج148: الإبداع الأدبي اللبناني سيدتي غني عن التعريف بمدارسه ورواده .. فنحن تتلمذنا على مدارس لبنان الشعرية ابتداء من عصر النهضة وتتبعنا تجاربهم لما أرسته من مفاهيم حول تطور القصيدة حتى يومنا هذا..وكنت ومازلت معجبة بجبران رغم الفارق الزمني أشعر انه خُلق لكل العصور..ومثله أدونيس وأنسي الحاج،جورج جرداغ،شوقي أبي شقرا، يوسف الخال، سعيد عقل،، خليل حاوي وغيرهم مما لا تسع المساحة لذكرهم جميعا .
    الشعر والأدب بصورة عامة يملك عافيته في لبنان لأنها تعطي الحرية بحيث يصبح المبدع حرا مع نفسه والحرية سر نجاحه في الكتابة.. بينما في أغلب الدول العربية تنقصنا الحرية كي نقول كلمتنا..
    تخيلي صديقتي لو قررنا طباعة رواية أو ديوان شعر يتحدث بجرأة تأتي لبنان في بالنا قبل أي مكان....حتى حرية الصحافة والمطبوعات مرتهنة بما يملكونه في لبنان من صدق والصدق يأتي من حرية الفكر والقلم.. لبنان تشبعت فيها الثقافات العربية ومثلها في مصر والعراق..لكن مع فارق الحرية، في مصر مُنع من الأسواق والمكتبات كتاب (ألف ليلية وليلة) تخيلي أين رجعنا وفي أي زمن نعيش.. في العراق وأغلب الدول العربية يتحسس المبدع رقبته قبل أن ينشر قصيدته..
    الشاعرات في لبنان جزء من هذا الواقع الحر فيكتبن الوجع الجميل والحزن الهادئ ثم يكتبن أنوثتهن أو حسهن الأنثوي بأحلام بريئة ليس فيها المحرم أو الخائف من قادم مجهول ..
    شكرتني أختي عن نزع القناع في الرد على أسئلة أخي الغالي مسحن العوني .. وأنا أشكر أخي محسن فقد ضرب في العمق والصميم وأعطاني فرصة كي أتحدث عن الأقنعة وما أكثرها في زمننا الصعب وما أسهل ممارستها في الحياة..ستصدر روايتي السماء تعود إلى أهلها قريبا من فرنسا وإن شاء الله تصل إليك لتتعرفي على كشف المستور فيها وبحرية مطلقة حتى باختيار المفردة.. وقد لامني بعضهم في جلسة نقدية في مكتبة أولاد علام في القاهرة لاستخدامي كلمات تمس الجسد لكنهم لا يتعاملون مع النص واللغة التي تحدثت عنها على لسان غانيتين.. ترى بأية لغة سيكون كلام المومس وكيف؟ هذه الحرية في العالم العربي يخافونها ويهابونها رغم دواخلهم تبحث عن ذلك .. بنفس اللحظة تكلمنا عن موضوع منع كتاب (ألف ليلة وليلة) رفضهم الرفض وتقبلهم لغة ألف ليلة وليلة الممتلئة بالجنس شيء عادي،، لكنهم لم يستسيغوا كلام غانيتين في روايتي.. هذا التناقض ضعيف في لبنان أو غير موجود..لذلك سأعيد طبعها ثانية في لبنان لتنتشر وربما يقال عنها الكثير حسب ذائقة القارئ وحريته مع نفسه.
    ذكرت كل الأشياء التي لها علاقة مباشرة مع الجمال وتسألين ما حاجتكِ إلى ذلك؟
    أنا أبحث عن الجمال المطلق أو البياض وكتبت كثيرا عن البياض ولي مشروع في خصوصه وقلت من يريد أن ينضم إلى مشروعي يتصل بي لنخرج إلى العالم بشيء جميل مختلف لا يمسه الرصاص والإبعاد والتهجير ولا يمسه القبح بأي أشكاله ...عالم ناصع منه ننطلق لنزيح ستائر كست قلوبنا وحياتنا بالسواد،، لا أقول الكمال لكني أحلم به وأتمنى أن يقف مبدعون ومبدعات معي لسماع صوت البياض وتخيل لونه..
    رغم الإخفاقات مازلت مصرة على تحقيقه..
    شكري الجزيل لحضرتك وأتمنى ممن يقرأ ويرغب في الانضمام لما ذكرته يراسلني .

    س148: المثقف: كيف تلقت العائلة الكريمة نبأ افتتاح ملف تكريم الأديبة المتألقة وفاء؟ هل ثمة مشاهدات تذكرينها؟
    ج 148: القمر الذي نشتاق إليه نحن أصحاب القلم ونرتجي منه أن يخترق جدراننا ليخرج معنا إلى كل الساحات والشوارع معلنين عن حب حقيقي.
    مبادرة المثقف في تكريم المبدعين هي هذا القمر المُنتَظر، خاصة ونحن نعيش عالم الأقنعة والوجوه التي تخفي خلفها أشكالا مرعبة.
    أول من فرح بهذا الخبر هو زوجي رفيق العمر على السراء والضراء وأصبح مدمنا للمثقف ومتابعا لما يكتبه الأخوة من إهداء ونقد ودراسة.
    ولسِعة ثقافته كان يدرك جيدا من قدم نقدا استوفى المادة المطروحة ويشيد بجهود أغلبهم.. وبهذا الحس أيضا أدركَ مدى انفعال بعضهم وتفاعلهم مع النصوص وخاصة ديوان (من مذكرات طفل الحرب) وله وجهة نظر تجاه هذا العمل:- هذا عمل عالمي وإنساني ويستحق فعلا الكتابة عنه بكثافة كما فعل أخوتي مشكورين... أما أولادي الثلاثة الذين تعودوا على سماع كل جديد من أعمالي كان ردهم الآتي:
    - نشكر المثقف من قلوبنا لكن يا ماما أنت تستحقين الكثير والنقد مقصر في حقك منذ زمن.. فأجيبهم:- ليس النقد،، بل كتبي لا تصل إلى الجميع وأغلبها صدر في لبنان والأردن ومصر والعيب في دور النشر التي ترمي كتبنا على الطرقات وباعة الصحف غير مدركة قيمة ما عرضته على الأرصفة...
    حاولت ابنتي الصغرى الكتابة ببعض ما تجود عليه أحاسيسها بطريقتها الخاصة.. فهي تلحن أشعاري.. تختار بعضها حسب ما تجده ملائما للتلحين،، أهدت لي لوحة رسمتها وكتبت عليها أشعاري القريبة من روحها كما قدمت أغنية بصوتها الشجي تعبيرا عن فرحتها.

    (أغنية الغالية)
    يل غالية يل غالية بغداد ها يل غالية
    رايد أشوف بيوتـﭿ وسطوح أمِّي العالية
    يل غالية.
    بغداد غنِّي بمنجلي
    بغداد لا لتـْهوني
    لأفديـﭿ بالعمر المضى
    وعمر البـﮕـى بس كـُوني
    غصبن على عيون التعب
    أحْوي لحبايبنا رطب
    أمِّي بهواﭺ تكحِّلتْ
    بيـﭿ وصفت متغالية
    ....
    بغداد يا بعد الولد
    بغداد أمِّي وكل هلي
    ميلي على كتافي حِمل
    ميلي عـَـلَي واتدلِّـِّلي
    بغداد يا حبَّابة
    ندهي أبوي وبابه
    وإبني يجي بـﭽفـَّه حِلِم
    يملي الجرار الخالية
    يل غالية.
    أما ابنتي" نهار" الطبيبة في السويد..عبر الهاتف كنت أسمع خفق قلبها والفرحة تملأ أنفاسها: - أمي هذا التكريم لكل الأسرة واشكر مبادرة المثقف،، كما أني أخبرت زملائي الأطباء، لي أم تفتخر فيها الأسرة كلها.
    في جلساتنا وسهراتنا الأسرية كثيرا ما اقرأ أشعاري ومرات حسب طلب زوجي ويرافقني ابني "خالد" في العزف على عوده الرخيم وتكون أجمل أمسية مختصرة الجمهور..يعزف ارتجالا متأثرا بما أقرأ...يعطي كل مفردة حقها من العزف لأنه يعيشها. وبعد الانتهاء يقبلني على رأسي وأحتضنه ثم يحتضننا زوجي فرحا بما تحتويه أسرته من إبداع ويقول:
    - (هاي شـﮕد آنه محظوظ وما أدري بنفسي) نقلتها إليكم بصوته ولهجته العراقية لتصبح ذات وقع جميل مثل وقعها في نفوسنا.

    س: 149: المثقف:كيف وجدت الأديبة وفاء عبد الرزاق ملف التكريم في المثقف؟ وكيف كانت حفاوة الأصدقاء من السيدات والسادة، كتاب وقراء؟؟
    ج149: أحسب أن كتابتي عن إحساسي في التكريم ستكون ناقصة إذا لا يشرفني أخوتي في المثقف وخارج موقع المثقف.. وبصراحة استجابوا متفضلين علي وفرحين جدا ويبدو اجتمعوا كلهم على كلمة واحدة (أنتِ تستحقين هذا وأكثر) منهم قالها لي مباشرة كأصدقاء ومنهم من ذكرها في نقده وتفاعله مع النقود والدراسات ومنهم من تابع بشغف.. رحلة ملف التكريم كانت رحلة باتجاه الأوطان.. وقفت عند الكتابات حرفا حرفا، فوجدت فيها الصدق الحقيقي وليس الصدق المستعار..
    كلماتهم حفرت في روحي وفي أرض أعمالي بأنواعها، وسأملأ جيوب القادم من أعمالي التي مازالت طفلة أو فكرة،، أو مَن في طريقها إلى اكتمال صباها..
    القادم يردد:- كانت لنا حكاية تكريم،،كانت لنا حمامة،، الآن لنا سماء...
    ولتسمح لي صحيفة المثقف أن أهدي الأحبة كلهم بعضا من ود على طريقتي وأتمنى أن أترك لهم أثرا كما تركوا أثرا في روحي وأرض إبداعي...
    ** المحاورون ( المثقف،،نوال الغانم،،سلام كاظم فرج،،ذكاء عبد العزيز،،حمودي الكناني،،سنية عبد عون،،فائز الحداد،،د عبلة الفاري،،ولاء كاظم،،صادق العلي،،شاكر الغزي،،محمد يوسف،، محمد علي محيي الدين،،فاتن الجابري،،وداد فرحان،، د محسن العوني، جوزية حلو،،إبراهيم خليل إبراهيم).
    ** إهداء لوحات (نوال الغانم،، د مصدق الحبيب،، خالدة نيسان، ابنتي ليالي).
    ** شهادات حية (مظفر النواب،،عذاب الركابي،،د حسين أبو سعود،،محمد الرفرافي، خالد شويش القطان، طلال معروف، ملاذ اسماعيل،عبد الرحمن الوادي،،علي ريسان،، هاني نديم، صادق العلي،، فاطمة العراقية،،إبراهيم خليل إبراهيم،،نهى حسن،،يوسف إسماعيل شغري،، عبد السلام العطاري،،فاطمة محمود،،برهان شاوي،، د محمد ياسر شرف،،عدنان الدوسري،،أحمد طايل،،رؤى بازركان،، فاطمة بو هراكة،،يسري راغب شراب،،كاظم السيد علي،،فائقة النعيمي،،مشتاق الدليمي،،راهبة الخميسي، هاني نديم).
    ** نصوص مهداة (رياض عبد الواحد،، يحيى السماوي،، نوال الغانم،، يوسف إسماعيل شغري،،د ماجدة غضبان،،رانية مرجية،، د محسن العوني،،،ريما زينه،،، هيثم اللحياني،،شاكر الغزي،، صادق الطائي،،حميد الحريزي،،كريم الثوري،،فهد عنتر الدوخي،،محمود مغربي،،سعدي عبد الكريم،،هيام قبلان،،بن يونس ماجن،،د مراد الصوادقي،،فائز الحداد،،ذياب شاهين،،، خالدة نيسانـ،،،سلام كاظم فرج،،،،عبد الستار نوري،سعد الحجي،،سعود الأسدي،،بلقيس الملمحم،،سردار محمد سعيد،حامد كعيد الجبوري،،، نديم فارس،،،،جوسيان دو جازو بيرجيه).
    ** دراسات ونقود(د عبد السلام فزازي،،،د عبد الرضا علي،د مسلك ميمون،،عدنان الفضلي، د سعد العتباي،،، ذياب شاهين،،،د رسول محمد رسول،،د كاظم عباس القريشي،، د نادر محمد عبد الخالق،،يوسف إسماعيل شغري، د محمد العبيدي،،جبار سهم السوداني،،د منذر بشير الشفرة،، كاظم غيلان،،،فوزي الديماسي،،، د غالب الشابندر،،عبد الستار نوري،،حامد كعيد الجبوري،، د رمضان الحضري،،،صالح الطائي،،،صبيحة شبر،،محمد صالح الغريسي،،،د حاتم عبد الهادي السيد،،عبد الكريم حسن مراد،، محمد علي محيي الدين،،وجدان عبد العزيز،،قاسم الماضي،،أحمد كاظم نصيف،،عباس الحسيني،،سعد مطر عبود،،جلال التميمي،، د حسين أبو سعود،،جوتيار تمر،،جبار عودة الخطاط،،، د ثائر العذاري،، ربيع مفتاح، توفيق الشيخ حسن،،كريم ناجي،،د حسين سرمك،،د غنام محمد خضر،، د فيصل غازي محمد التميمي،، عمر الكوز).
    إلى الاستاذ ماجد الغرباوي وكل هؤلاء الأحبة ومن قرأ بحب وتابع ونشر خبر التكريم في أية زاوية وموقع:
    - سقف الحب أنتم وداره وجدره وأرضه..أنَّى توجهتُ ستكون عيونكم البوصلة والأمكنة..
    يقولون إن الشاعر نبي.. (مدخلٌ إلى الضوء..و.. أدخل جسدي أدخلكم) .. مخطوطتان تنبأتا بضوئكم واستشفتا المدخلين....

    س: 150: المثقف: هل من كلمة أخيرة؟
    ج150: هي ليست كلمة أخيرة لأن البدء لا يعرف الانتهاء..
    لكن لي أمنية أعرف أن تحقيقها صعب كباقي الأمنيات التي انزوت خجلا من طوفان أسئلتها..تمنيت أن يحتفي المثقف وكل كتابه وكاتباته،، وهذه الصفوة التي كتبت بصيغة الإنسان،، أن نلتقي في حفل بعد انتهاء التكريم مع المكرَّمين سابقا ونطلب من الليل أن يطول كي تشرق عليه شمسنا. ويرتدي ثوبنا..ساعتها،، سأهتف ملء فمي : - الصادقون لا يكتبون إلا بشعاع الشموس...

  8. #8

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني

    وأخيرا أرجو من الجميع أن يتقبل هذا النص كهدية..

    (خطيئة ُالحلـُم )
    أحلمُ
    أحلمُ... أحلمُ..... أحياناً أحلم.

    وكثيراً أسمع:
    أسمعُ سكونَ العشب، يختبئ في جيب الوردة،، يوشوشُها وينظر إلي:
    - أغمضْ عينكَ وتخيـَّل باقي الألوان ..
    أتوجـَّهُ، لا أعرف إلى أين، فأنــَّا توجـَّهتُ أسمع:
    - لا تنسَ عين الأرنب ... وتخيـَّلْ ذئباً وحشيـِّا يسجد.

    أخرجُ من عين الحـلم،،، تتجسدُ أقنعة مَن حولي،، تصيرُ الألوانُ قناعاً والعالـَمُ دكــَّانا لزمن قادم، في العتمة يبيعُ ما يـُستَورَد .

    أغمضُ عن قشر الواقع، أتصفـَّحُ أوراقي لعلـِّي أجدُ في طيـَّات الضوء الممكن مَن يسألْ:
    - هل يبكي الأطفالُ بعد الآن ؟
    الدنيا قناعٌ ولــُعـَبٌ. .. لكن لا شيء غير الواقع يعششُ في سقف الغرفة.

    تـُدهشني بعض الأحيان الشَّمسُ، وغروبٌ مجنون الشَعر.. شَعرٌ أسوَدُ يغازلني .. لمَ لا يغازلني إلاّ الأسوَد؟
    أخرجُ من نفسي وسجن النفس، أسندُ مرآتي على عكـَّاز الوجه،،، تشاركـُني ذاتي،، أشعرُ،، أشعرُ ببريق اللـَّحظة يغمرُني . من حقِ الإنسان بحقوقِ الإنسان أن يشعر.

    هل أشعرُ، ألمسُ، أحلـمِ؟

    حاشى لله، عفوكَ ربـِّي من كفر الحلـُمِ وزندقةِ بريق اللـَّحظة.

    إبليسُ الحلم، يرمون عليه حجر معاصيهم ويطوفون حول الحجر الأسوَد، سبحانك ربـِّي لماذا يتبعني هذا اللـَّون ؟

    أمزجُ فعلين معاً، ماض، حاضر، أكحـِّلُ عينَ المستقبل، أتوسل الصورة ولطفَ الصورة..... لو فكـَّرتُ مجرَّد فكرة، بتلاوة سورة آمالي حين أعدُّ القهوة ... تتوتــَّرُ سكاكين المطبخ، تـُنبـِّهُ أمَّ السَّاطور وأبا السَّاطور.. وتُأمرُ المثقـابَ وابنَ المثقابِ وجدّه:
    - كونوا عند العهد وصونوا العهدَ.
    - خذوا الحذرَ، كل الحذر ممـَّن يحلم.

    أشعرُ بالوخز وأبر الوخز تخترقُ عينَ مسافاتي وعيني، حصن الدار، غرفة نومي، تفتح دفاتر ابني تعلـِّمه كيف يكون المستثنى .

    من جلجامش حتى حفيدتنا الصغرى والكذب يغزو كوكبنا .
    ما أشجعهم.. من فعل الوخز صنعوا ساطورَ المطبخ.
    لا بأسَ.." لكم ساطوركم وليَ التـِّين "
    النجمُ يطلعُ حتـَّى في الصحراء، سأدخلُ مخدعه وأحلم.

    أحلمُ بالأجراس وقرع الجرس ويد تمتدُّ بجرأتها .. تعرفُ بين سجينٍ متــَّهم ٍبالصوت،،و ساطور المختار علاقة... علاقة ملح بالجُرح..... أوجاعٌ من ثـُقبِ السَّقف،،حشراتٌ تزحف،، تـُهشمُّ رأساً بالرأس وضلعا بالضلع باسم البغل الأكبر.. الثقبُ،، الحشرة،ُ، البغلُ،، علاقتهم جداً سريـِّة ....
    ....... هل أحلمُ هنا أمْ أكفر؟

    أمرتُ الحلمَ أن يزرّر صدرَ الأشياء ويسترَها،، أن يأخذ لون َالنـَّهر،،أن يتمسَّك بالقلب، أن،، أن،، أن،، أن،،،حتـَّى باتَ يئنّ هذا الملعون وعينه على جرسٍ يتدلـَّى من رقبة كلب .
    أمرتـُهُ،، لكنـَّه لم ينلْ حتـَّى جرسَ الكلب.

    سألني ظـلــِّي ويحكَ:
    - أتحلمُ وقت الـظـٌّهر ؟
    في الـظـٌّهر، تبدو الأشياءُ غريبة، والأجراسُ لا تـُنصفُ ساعة قلبك.
    قلتُ وقد طالت أذني من كثر الإصغاء :

    - هذه أوَّلُ مرَّة .. أحلمُ وأقبضُ بيدي مشاهدَ ثلاثة،،أدعو عليها بقصم الظـّهْر.

    أوَّلُ مشهد.. حمارٌ في مكتبه يروي عن التزوير،، وفنِّ التزوير ويشيرُ:
    - تناولوا دواءَ الوصفة... و صفة ُهزّ الذيل علاجٌ للسلِّ .
    - أنهقوا قبلَ الأكل وبعدَ الأكل،، قبلَ النوم ووقتَ الصبح.
    ثاني مشهد.. صغيرٌ يتوسـَّـلُ أكبرَ حارس.""".همممممممم"".
    حارسُنا في نوبة ِ تهذيبٍ، يلقـِّنٌ أهمّ دروس الجغرافية لطفلٍ في داخله طفله يحلم:
    - (مكانكَ اثبتْ،، لا تتحرك،، يميناً دُر،، يساراً دُر،انبطح، انبطح انبطح) وافهم.. قد يحدث حملٌ للرجل،، نعم سيحدث.

    وفي مشهدنا الثالث... مئة ُمفتاح للذهب،، لا لا أكثر،، عَشرةُ آلاف فوق الألف،، أقسمُ أكثر.. أبيضُ، أسوَدُ، أحمرُ،، نفطيِّ اللون،، بعد المليون بمليون.و.................. حملها سائقُ وزير مفاتيح الدنيا لثالث زوجة.

    سيدتي.. هديـَّتـُكِ العظمى سيدتي،، مفاتيحُكِ تصلح للوطن وللشعب .
    احمرّت غضبا و " أشارت للسَّوط":
    - لا لا،،،لا أرغب بالاثنين.
    - أريدُ وطناً يرمي سُرَّة شعبه للحوت ويصير وجهاً ضدّ الوجه.
    - أو اخترْ شعباً نـدفنه حياً، كي نكتبَ أسطورته ونعلن :
    - (مـَن يمشي على أربع هو الأنقى) .

    ويحكِ سيـَّدة القصر،، شريان كلماتي، ومائي بساط الماء،
    إنـِّي أتقاسمُ خبزي، يتنفـَّس مني الحقلُ، فأنا......
    ...... أنا..
    أنا أصلُ الأشجار من جسدي ينهضُ شعبي يحلم بالنسرين، والنسرين بحضنه يحلم.

    ...........................
    خاص بالمثقف
    الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)


  9. #9

    رد: المقف العراقي يحاور اس العاليت العرايه - الجزء الثاني


    السلام عليكم
    كان لقاء مطولا حرت اين اضعه حقيقة في لقاء الفرسان ام اتركه هنا
    في كل الاحوال تركت بعض الردود لدي أثرا كبيرا وسؤال أكبر:
    لماذا لايأخذ أديب حقه ومساحته من الشهرة كغيره؟ بصرف النظر عن الجنسية التي ذكرتها الأديبة؟
    بكل الاحوال عندما يكون الله نصب اعيننا ستختلف المقاييس حتما.
    لك ولها جزيل الامتنان
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. رحلة الإنسان في سفر المعرفة / الجزء الثاني
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-31-2017, 11:58 AM
  2. خواطر أحمد الشقيري ( الجزء الثاني )
    بواسطة wgxblack في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-13-2013, 05:01 PM
  3. الجزء الثاني :: يوم العيد
    بواسطة الهام بدوي في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-31-2011, 11:33 PM
  4. عقبات وأشواك(الجزء الثاني)
    بواسطة عبد النبي الشراط في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-11-2011, 12:29 PM
  5. اصول القبائل العربية(الجزء الثاني)
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان العائلات العربية والتراث.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-03-2009, 01:00 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •