منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1

    صور فكاهية و... أشعار حموية

    صور فكاهية و... أشعار حموية


    عبد الكريم الناعم


    «صور فكاهية من الاشعار الحموية» كتاب صدر عن وزارة الثقافة - مديرية التراث الشعبي - مشروع جمع وحفظ التراث الشعبي - عام 2006.
    بداية، لعله من المهم الاشارة الى نقطتين قبل الدخول في فضاءات الكتابة.
    الاولى هي قيمة الفكاهة، ودورها النفسي والثقافي والاجتماعي ، فالفكاهة والضحك بعامة سمة انسانية لدرجة ان ثمة من قال: « الانسان حيوان ضاحك» وقد جاء في الاثر:« روّحوا عن نفوسكم ساعة بعد ساعة فإن النفوس تصدأ كما يصدأ الحديد» ولقد عرف اجدادنا قيمة الترويح عن النفس فامتلأت به الكتب التي محورها الجد والبحث والعلم.
    النقطة الثانية مديرية التراث الشعبي التي عمل جاداً فيها بهمة ملحوظة الاستاذ كامل اسماعيل فطبعت عدداً من الكتب التي اهتمت بالتراث الشعبي ، وهو جانب تعتبر سورية مقصرة فيه قياساً الى اهميته والى ما انجزته اقطار عربية شقيقة ،وعسى ان تستمر وتيرة الاهتمام في هذه المديرية فتسد بعض جوانب هذا التقصير فلا تصدق مقولة ان بعض النشاطات اللافتة تقترن بفرد ، تحضر بحضوره وتغيب لغيابه فعسى ان تصبح المؤسسة هي الاساس لا الفرد.
    بلغت صفحات الكتاب 294 صفحة، وثمة ما يزيد عن 250 ترجمة لاشخاص وردت اسماؤهم، او امكنة و227 اسم علم، ومن يقرأ الكتاب يلمس مقدار الجهد المبذول ، ان في الترجمة او في الحصول على المادة وبعضها مخطوط، وثمة ما أخذ من محفوظات الناس ،وهذا يقتضي المزيد من البحث والتنقل والمتابعة، فهل تستأهل المادة المكتوبة كل هذا الجهد الذي ذكرناه؟
    سأرجىء الجواب قليلاً، فما انطوى عليه الكتاب قد يحمل ايحاءً بعض ذلك.
    يحدد الاستاذ احمد العكيدي هدف هذه الدراسة بـ« افادة الآخرين، وادخال السرور والمرح الى النفوس»، «إذ يعد فن الشعر الساخر من اسمى فنون الشعر على الاطلاق فهو يحتاج الى سرعة بديهة ، ورؤية شاملة ، ودقة ملاحظة وحسن التقاط ..»ص 9.
    لقد تضمن الكتاب الفصول والعناوين التالية: - حماة الموقع الطبيعي والتاريخي- قدمها ونشأتها-سورها وأبوابها- اوابدها الاثرية- المساجد والتكايا والكنائس- مدينة النواعير.
    - الحركة الفكرية في حماة: سماتها - الحياة الاجتماعية.
    - الفكاهة: في اللغة والقرآن- من الناحية الفلسفية- الفكاهة عند العرب - امتزاج الشعوب وتآلفها- الفكهون المحترفون- الفكاهة الخالصة.
    هذه العناوين امتدت على مدى ثلث صفحات الكتاب وقد تزيد قليلاً وبقية صفحاته شملت الفكاهة الحموية: جذورها وصفحاتها - الشخصيات الفولكلورية فيها- شاعرين ومعارضات وهي خاصة بالشاعر الحموي الهلالي ، والحمصي مصطفى زين الدين الذي كانت له قصة طريفة مع الحموي الهلالي فكلما كتب الهلالي قصيدة جادة عارضها الحمصي بقصيدة من ذات البحر والقافية يتحدث فيها عن الطعام.
    - العنوان الاخير هو رواد الفكاهة في الشعر الحموي المعاصر وقد اورد المؤلف اشعاراً طريفة لكل من سعيد قندقجي - علي دمر- حمود الزيرؤني - وجيه البارودي- وليد قنباز- محمد الحريري- محمد عدنان قيطاز-عمر يحيى مصطفى صمودي - رضا رجب - احمد سليمان - منذر شيحاوي.
    هنا لابد من الاشارة الى ان المؤلف بعد ان يبسط مالدى كل شاعر من قصائد طريفة يقدم خلاصة مكثفة لابرز ملامح ذلك الشاعر وخصائصه الشعرية في سياق الفكاهة، وقبل ان اتوقف عند عدد من النقاط سأترك له ان يقيم كتابه فهو يقول :
    «موضوع السخرية والفكاهة عند شعراء حماة موضوع بكر، لم أُسْبَق لحراثته واستخراج كنوزه» ص59، وذكر الصعوبات من حيث صخرية الارض ، وامتلاؤها بالالغام ، وتحسس الشعراء فهم يخفون هذا النوع ولا يفكرون بنشره« لذا كانت ( القصائد) في دفاتر مشوشة الترتيب ، غائبة الترقيم ، بل اكثر من هذا كانت غير مدوّنة عندهم او يرفضون اطلاعي عليها، فكنت انالها من محفوظات الباحثين : وليد قنباز- ومحمد عدنان قيطاز- وعبد الوهاب الشيخ خليل ، وواحد من وجهاء حماة حلّفني ألا ابوح باسمه لأي كان» ص260
    بعد هذا العرض السريع اتوقف عند النقاط التالية:
    1- كتابة الشعر الطريف تحتاج لشخصية طريفة في جوانية الكاتب، وهذه مسألة غير ميسرة لكل راغب لأنها بصمة ولادية، كما ان البحث في الطرائف والاهتمام بها لا يشد الا الذين يحملون تلك البذرة فكما ان الابداع موهبة ففي المتلقي المرهف موهبة ليست لغيره من الذين هم اقل منه حساسية، وهذا اراه منطقياً على الذين تجذبهم الطرائف فيبحثون عنها يصنفونها ويدوّنونها ويبذلون في سبيلها الجهد والصبر والمتابعة والتنقيب .
    2- في كل مدينة من مدن هذا القطر ثمة طرائف ادبية شعرية يتداولها الناس لفترة ثم تغيب في مساحات النسيان وتمّحي من الذاكرة وتسقط من التداول لأنها لم تدون وليت ما فعله الاستاذ احمد العكيدي يصيب بعدواه الاخرين فيبادرون الى جمع هذه الطرائف، نقول هذا ونشير الى ما امتلأت به كتب التراث من هذا الفن الرشيق اللطيف، وليت وزارة الثقافة تعتمد صيغة ما لتشجيع هذا اللون فتدفع الباحثين للاهتمام به، خاصة واننا دخلنا ازمنة تحتاج للكثير مما يفكك الكرب ويدخل بعض البهجة.
    3- يلاحظ غياب هذا اللون عن الشعر العربي الحديث الذي يعتمد نظام التفعيلة ولعل احد الاسباب في ذلك ان مضامين هذا الشعر واهتماماته كانت بالغة الجدية.
    4- يلاحظ كثرة الشعراء الذين طرقوا هذا الباب في حماة، وهذه الظاهرة ربما احتاجت الى تعليل .
    5- يذكر المؤلف في ص 114 شخصية ابو حشيشة ويقول عنه «شخص يرتدي البسة مهلهلة ومرقعة وقبعة مخروطية الشكل طويلة ذات مرايا صغيرة واجراس في جوانبها ، وكان يخرج في المناسبات فيقوم بدور المهرج لاضحاك الناس ويؤدي ادواراً فكاهية ساخرة وجاء في الهامش نقلاً عن محاضرة لمصطفى صمودي ان احد المهرجين في مدينة حماة ومن اصحاب الفكاهة فيها والصحيح انه لا يوجد شخص بعينه كانت له تلك المواصفات بل هو شخصية عامة وجدت في العديد من الاماكن المدينية يلبس الملابس التي ذكرها الاستاذ العكيدي ويضرب على (الدف - المزهر) ويغني ويرقص ويقفز لاثارة الضحك ويأخذ ما يجود به الناس وقد شاهدته عدة مرات فقد كان يقصد القرى بهدف الحصول على المال، وهو ليس شخصية فريدة خاصة بمدينة حماة.
    6- يأخذ المؤلف برأي ان المجتمعات البدوية الصحراوية تفتقر إلى الفكاهة، عرضت الفكرة في ص 85، ويرى ان العصرالعباسي هو الذي كان مؤهلاً للفكاهة بسبب عوامل اجتماعية اقتصادية فكرية، وهو رأي لا يخلو من الصحة كما انه لا يخلو من التطرف، فما من مجتمع مهما صغر يخلو من الطرافة، كما ان مجتمعات المدن، زمن ما قبل الاسلام والتي عرفت فيها مجالس اللهو والغناء والشرب وكذلك العصر الذي انتشر فيه الغناء في الحجاز بعد الاسلام، زمن حكم الامويين... هذه المجالس تعتبر الفكاهة فيها نقلاً من النقول، ولسنا نشكك انها بلغت ذروتها زمن حكم العباسيين.
    7- في إحدى صفحات الكتاب يغلب الهوى الحموي المؤلف فيذكر مداعبة تخص أحد الحمامصة وقد قال فيه حموي البيت التالي:
    طويل وحمصي ومن (حي) خالد
    ثلاث صفات ما اجتمعن بعاقل
    وردت في الكتابة: (باب خالد) وليس في أحياء حمص باب اسمه باب خالد، ويقف المؤلف عند هذا الحد ربما لأنه لم يحفظ رد الحمصي الذي أجابه بالبيت التالي:
    قصير، وحموي، وبالشام ساكن
    ثلاث صفات ما اجتمعن بفاضل
    8- الأخطاء المطبعية كانت مزعجة خاصة وان المؤلف مدير مطبعة.
    بعد هذا العرض لا بد من القول انه لا يغني عن قراءة هذا الكتاب بل لعله يحرض على قراءته ففيه من الطرائف، واللفتات الذكية، والفكاهة ما يطرد الكثير من السواد المتراكم، ويبسط بين يدي القارىء ما يقرأ في المجالس ذات الخصوصية العالية، وينير زوايا لا يكشفها إلا أهلوها، وأعتقد ان فيما قدمناه على عجالة ما يجيب عن السؤال الذي طرحناه في بداية المقال، فالمادة التاريخية والتعريفية والفكاهة في الشعر الحموي تستأهل هذا الجهد.

  2. #2
    شكرا اختي ملدا لفت نظري الاخطاء الاملائية!!!
    غريبة

  3. #3
    شكرا اختي ملدا لفت نظري الاخطاء الاملائية!!!
    غريبة

  4. #4
    اشكر مرورك الكتب التوثيقية لو كانت دينية حتى وحوت احاديث ضعيفة مثلا تسقد فورا ..من الحساب
    شكرا صديقتي لمرورك
    تحياتي-ملدا شويكاني

المواضيع المتشابهه

  1. مصيبة يمنية بسبب طيارات أمريكا بلا طيار
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-19-2013, 11:12 AM
  2. تظاهرات يمنية تطالب بانفصال الجنوب
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-01-2013, 06:28 PM
  3. يمنية حتى الهوى يمني /شعر الهاشمية ياسمين الشام
    بواسطة فاتن علي حلاق في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-28-2013, 06:34 AM
  4. اشتباكات دموية فى بنغازى الليبية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-10-2013, 02:08 AM
  5. مصطلحات طبية دموية
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى فرسان المصطلح الطبي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-17-2008, 02:03 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •