منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الهينمة .. في شأن السينمة

    الهينمة .. في شأن السينمة (1 – 2)

    أما"الهينمة" فمعروفة!! وأما "السينمة" أو"السينما" .. فهي"الوهم"حسب ما جاء في رواية مشهورة .. لعلها "مائة عام من العزلة"
    الأصل أن هذه الأسطر عن "السينما"كوسيط اجتماعي .. ولكنها تحولت للأسف إلى أمر آخر .. أو مقدمتها على الأقل.
    سبق أن أشرتُ إلى مشروع يراودني إبان "اختبائي"عن صواريخ الأخبار .. وما في حكمها .. وقد اقترحتُ له عنوانا وهو"من رواية إلى رواية" حيث تُذكّرُ أحداث،أو شخصيات رواية ما .. برواية أخرى .. ولكن .. دار بخلدي .. أن "السينما" أو"تياطر"كما كان يسميها الشناقطة .. ثم أصبحت العبارة ترمز لـ"الوهم" أو"الأسطورة"!! وكلمة"تياطر" تبدو قريبة من"تياترو" التي تعني المسرح.
    على كل حال .. دار بخاطري أن "السينما"ليست إلا "رواية"تحولت من القراءة إلى المشاهدة ... بعد أن تم"تشخصيها".
    أتحدثُ عن "السينما"بصفتها تقدم"خارطة طريق" للمشاهد .. وقد كانت الرواية تقوم بنفس الدور .. وقد قام الشعر بذلك الدور قبلها .. كما يروى عن بشار بن برد أن شابا أهداه هدية،وحين سأل عن سببها؟ أجاب"المُهدي"بأنه كان يحجم عن الإقدام على "أمر ما"حتى سمع قول بشار :
    من راقب الناس لم يظفر بحاجته .. وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
    فأقدم .. فنال ما تمنى!!
    في رواية"في مدح النساء الأكبر سنا" .. يخبرنا بطلها صغير السن،بالنسبة لجارته – وزوجها الذي يعيره الكتب – كانت تعلق على الكتب التي يستعيرها من زوجها .. يقول هو :
    (من روائيي القرن التاسع عشر،الروس والفرنسيين تعلمت الكثير .. (..) شيء تعلمته منهم أن النساء كثيرا ما ينجذبن إلى عدم خبرة الشباب اليافعين وسذاجتهم. وهكذا اعترفت للسيدة هورفاث بجهلي .عزمت على طلب النصح منها حول التعامل مع الفتيات وطرق إغوائهن. ) : ص54 (في مديح النساء الأكبر سنا) / ستيفن فيزينشيي / ترجمة : صلاح صلاح
    نشر : مؤسسة الانتشار العربي / الطبعة الأولى 2002}.
    وفي سعيه لإغوائها هي ... يقول :
    (ربما لو لم أكن أقرأ"آنا كرنينا"لما كنت قد دهشت كونها تشير إلى مسألة حميمية مثل التقبيل إلى ولد غريب جاء يستعير كتابا. لكنني شعرات بأن تلك الثقة القليلة لابد وأن لها معنى. غمرت بالأمل.) ص 57 (في مديح النساء ..)}.
    وكان قد قال :
    ( ثمة فقرة في"الأحمر والأسود"جالت في ذهني كثيرا تلك الأيام. إنها حول خشية الشاب جوليان سوريل من مبادرة مدام دورينال،التي كانت تستخدمه كمدرس خاص لأطفالها. يقرر جوليان اكتشاف مشاعر مدام رينال تجاهه،بأخذ يدها في يده،عندما يجلسان متحاذيان في الحديقة في المساء بعد حلول الظلام،حيث لا يمكن لأحد أن يراهما. عندما عدت إلى شقتنا الفارغة بعد ظهر ذلك اليوم "كانت أمي لا تزال في المكتب"أخذت الكتاب وأعدت قراءة الفقرة.) : ص 63 – 64 (في مديح النساء..)}.
    كان"جوليان"أيضا مغتاظا من جبنه .. وقد قرر أنه حين تدق العاشرة .. سيأخذ يد المدام بين يديه،أو يذهب ويفجر رأسه .. وحين دقت الساعة،أمسك يدها ..( سحبتها في التو. جوليان،الذي لم يعد يعرف ما الذي كان يقوم به،أمسك بها مرة أخرى. رغم أنه كان بنفسه يرتجف بفعل العاطفة،دهش لبرودتها الجليدية.ضغط عليها بتشنج،بذلت جهدها لسحبها،لكن تركتها أخيرا في يده.) : ص 64 (في مديح النساء ..)}.
    بطل"في مديح النساء الأكبر سنا"أيضا حدد لنفسه "ساعة"إن لم يصارح "جارته" فسيقتل نفسه .. ولكنه كان سيطلب شيئا أكبر بكثير من"مسك اليد"!!
    والفرق بين أمنيتي الشابين .. هو نفسه الفرق بين "جارته"شبه عارية .. وبين السيدة ده رينال .. والتي كانت تخشى أن يضرب هذا القروي المعلم أطفالها .. فطمأنها في أول لقاء :
    ("لن أضرب أولادك مطلقا يا سيدتي. أقسم على ذلك أمام الله.
    قال هذه الكلمات،وتجرأ على أخذ يد السيدة ده ر ينال ورفعها إلى شفتيه دهشت هي،لهذه الحركة،ثم صُدمت بعد تفكير. الطقس كان حارا،وذراعها عارية تحت شالها،وأتت حركة جوليان فكشفت ذراعها كله. ومدى بضع لحظات،وبخت نفسها،إذ أحست أنها لم تشعر فورا بالإهانة. ){ ص 64 ( الأحمر والأسود ) / ستاندال / ترجمة جديدة بإشراف :هنري زغيب / منشورات عويدات / بيروت / الطبعة الثالثة 1983}.
    نعم.تشعر بالإهانة لأن"ذراعها"انكشف!!
    ملاحظة : الفرق بين اسم السيدة ناتج عن الفرق بين الترجمتين!!
    نعود إلى "الرواية"بصفتها المذكورة – خارطة للطريق – في إطار سعي "جوليان"للوصل إلى "السيدة" .. وهم في قرية بعيدة عن العاصمة،يقول المؤلف :
    ( لو حدث هذا الأمر في باريس لكان وضع جوليان بالنسبة للسيدة ده رينال أمرا آخر. إذ أن الحب في باريس هو ابن الروايات،ولكان وجد المربي الشاب وعشيقته الخجولة نورا يعرّفهما على وضعهما في ثلاث أو أربع روايات بل لوجدا ما يتوقان إليه في أشعار"جيمناز"ولرسمت لهما الروايات الدور الذي عليهما القيام به ودلتهما على الطراز الذي ينبغي لهما تقليده،وللاحظ جوليان،عاجلا أو آجلا،ودون أدنى لذة،أن عليه اتباعه لإشباع كبريائه. أما في المدن الصغيرة،في أفيرون أو البيرينيه فإن أبسط حادث يمكن أن يكون حاسما نظرا لحرارة المناخ : فتحتَ سماواتنا القاتمة،شاب فقير،كل ما يملكه طموحه،لأن قلبه الحساس يُشعره بالحاجة إلى بعض هذه الملذات التي يؤمنها المال،طبيعي أن يرى كل يوم امرأة في الثلاثين مخلصة،عاقلة،مشغولة بأولادها،ولا تأخذ من الروايات مثالا لسلوكها. كل شيء يسر متمهلا ،وينشأ رويدا رويدا في الأرياف،وهذا طبيعي أكثر.
    وغالبا ما كانت السيدة ده رينال تبكي عندما تفكر بفقر المربي الشاب،حتى فاجأها جوليان ذات يوم تبكي فعلا:
    أوه! سيدتي، هل أصابتك مصيبة؟
    كلا،يا صديقي،ناد الأولاد لنذهب في نزهة.
    أخذته من يده واتكأت عليه بطريقة ظنها جوليان متعمدة . كانت هذه المرة الأولى التي تناديه : يا صديقي. وعندما قاربت النزهة من الانتهاء،لاحظ جوليان وجهها يحمر كثيرا ثم أبطأت وقالت له دون أن تتطلع به نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي : ص 76 – 77 ( الأحمر والأسود ) }.
    أي بقية الحوار؟
    ليس مهما .. فهذا يكفي.. لإيضاح دور الرواية .. والذي تسلمته من "تياطر".
    لمحات .. حول السينما كوسيط .. لابد أن أولا أن نعيد التذكير بشعار إحدى "الفضائيات العربية"عند بداية البث الفضائي ... (السينما .. في بيتك) .. هذا الشعار يلخص الفرق الشاسع بين السينما حين كانت قابعة في دورها – طبعا مع وجود مرحلة وسيطة .. نقل "الفيديو"فيها إلى البيوت السينما – في انتظار روادها .. إلخ
    حين تكون"السينما في بيتك"مجانا .. فذهابك إليها – في بلد لا ينتج الأفلام أصلا – هو ذهاب لا يهدف،غالبا،إلى مجرد المشاهدة ..
    الملمح الأول .. السينما .. كمكان للنوم الرخيص .. أكثر من مرة – ربما – قرأتُ عن شخص يذهب إلى السينما لينام .. التذكرة رخيصة جدا والمكان مريح .. إلخ
    ملمح آخر .. قبل ثلاثة عقود – تقريبا – كنت أتحدث مع أحد الإخوة عن السينما .. فحدثني عن أحد أدوارها : أخبرني أن الشباب يذهبون إلى السينما .. وهناك يجدون بعض الفتيات الراغبات في الدخول،ولا يملكن قيمة"التذكرة" .. إلخ
    وهذا الملمح تؤكده السينما في أكثر من فيلم ..
    بطل أحد الأفلام العربية – والمصاب بانفصام ،غالبا الفيلم مسروق من فيلم أجنبي – يرتدي ملابس نسائية .. ويصطاد الرجال عند مدخل السينما .. ثم يقتلهم.
    وفي فيلم"شبابي" ناقش بعض مشاكل الشباب .. و"التوهان"بين "عمرو خالد" ومواعظه .. وبين المخدرات .. و"البنات" .. إلخ.
    نجد مشهدا لافتا .. فتيان الفيلم الثلاثة يقفون قريبا من شباك التذاكر فتطلب منهم فتاة،معها رفيقتها،شراء "تذاكر" – بنقودهما – يلتفت الشباب .. فإذا بشباك التذاكر .. خالٍ!!
    يقوم أحد الشباب بشراء التذاكر .. ثم يجلس الجميع في مقاعد متجاورة ..
    بدلا من مشاهدة الفيلم يقوم كل شاب بالحوار مع الفتاة التي إلى جواره .. "في بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك!"
    وفي الاستراحة ... يقول الشاب الثالث .. لأحد رفيقيه ..
    حنبدل!!
    وهذا المشهد يصور "السينما" – المكان – من زاوية "ترفيهية"إضافية!!
    فشل السينما
    نعم.فشلت السينما ..رغم تاريخها الممتد – يدور تاريخ بداية السينما المصرية بين عامي 1896 و1907 – أما فشلت في ماذا؟ فبعد هذه"الفرشة"التاريخية ..
    يظن البعض أننا في "سنة أولى سينما"بينما نملك تاريخا فيها!
    شخصيا وجدت نفسي وجها لوجه مع السينما لأول مرة .. وأنا صغير .. وذلك حين تزوجت ابنة جيراننا .. وهي من أسرة متدينة .. ومن منطقة أشد تدينا .. فتم جلب"سينما"وعرض لنا،في الشارع – قدام بيت عم حامد روق رحم الله والديّ ورحمه – ولا زلت أتذكر أن ذلك الفيلم – أبيض وأسود – من بطولة فريد شوقي!!
    في هذا الإطار .. ثمة ما يلفت النظر،ولكنني لا أستطيع أن أسميه"ظاهرة"فقد كنا بعيدين عنه .. أعني استئجار "العوائل"لماكينة السينما .. وعرض بعض الأفلام في المنزل!!
    ثم دخلتُ – وأنا صغير أيضا – سينما في جدة .. وقد وصف ظروف "سينما جدة"الروائي المصري عبد السلام العمري،في روايته"اهبطوا مصر" .. كما أن "خليل"أحد شخصيات رواية "طوق الحمام"للأستاذة رجاء عالم .. كان مولعا بالسينما .. يسافر لها من الطائف إلى جدة .. لعلها قالت أنه كان يذهب إلى إحدى السفارات الأجنبية !!
    ومن ذكريات السينما عندنا،ما ذكره أحد من تقدموا – في جدة – بطلب فتح "دور للعرض"فجاء الرد : لا تعطوهم تصريحا .. ولا تمنعوهم !!
    كما أن بعض الأندية الرياضية كانت تعرض بعض الأفلام .. وهنا – في مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – كانت لدينا .. لا أستطيع أن أقول "دور عرض"ولكن ... "سينما"وخلاص!!
    سينما "ابو السعود"في زقاق الطيار،في بدايته،وسينما"الغوني" عند تقاطع شارع السلام الآن،مع الدائري الأول .. و"سينما أبو السرور" .. إلخ.
    كيف فشلت السينما؟
    لازلنا بعد عقود من السينما،بصورها المختلفة .. وحتى أصبحت"في بيتك" .. لا زلنا نقرأ – خصوصا عبر "الوسوم"أو "الهاشتاقات" – شبابا وشابات يتحدثون عن أثر "الذنوب"في انقطاع المطر!!
    مما يشي بفشل الدور التحديثي للسينما! وذلك ما أثار استغراب الأستاذ محمود صباغ .. فبعد حدوث"تسونامي"وإشارة البعض إلى أن الذنوب قد تكون من اسبابه .. كتب مندهشا من الاعتماد على ( التفسير الميتافيزيقي للظاهرة الجيولوجية أو الطبيعية اعتمادا غير مشروط! (..) بل من الواضح أن مكتسبات السلفية العقلانية المتبلورة في عصر النهضة العربية مطلع القرن المنصرم قد توارت هي الأخرى أمام المد السكولاستيكي النظري المكرر (..) إن خروج هذا الربط غير المشروط بين الميتافيزيقيا والظاهرة المعبر عن ذهنية العصر الزراعي – حسب التحقيق لعلم الاجتماع – في العصر الصناعي أو ما بعد الصناعي،يؤكد تأخرنا كخطاب ومكتسبات عقل ما يقارب الخمسة قرون عن العالم المتقدم. (ويؤكد ) اعتلال الخطاب السائد الذي يستشف خطابه من مصادر قروسيطة تقبل التراث كما هو.){ جريدة المدينة المنورة العدد 15234 في 26 / 11 / 1425هـ}.
    فهل سنتدارك أنفسنا .. بتجديد علاقتنا بالسينما .. فنخرج من مخابئ المد السكولاستيكي النظري المكرر .. ونتجاوز المصادر القروسطية التي تقبل التراث كما هو!!
    ولكن الأمانة تقتضي القول أن"السينما"نجحت .. وستنجح نجاحا باهرا في الأمور التي غُرزت في النفس البشرية .. "العواطف"و"الغرائز" .. تقول "فاطيما"،أمريكية من أصل تركي، :
    ( إن الجميع يعرف أن قراءة قصة فيها عن الجنس عشرات التفاصيل والأحداث،هذه القراءة تجعل الإنسان يعيش ملتهبا ومشتعلا. ){ مسافة بين القبلات ) / منير عامر}.
    فما بالنا بمشاهدة تلك التفاصيل مشخصة!

    في الحلقة القادمة نتحدث عن الموضوع من زاوية أخرى .. إن شاء الله

    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

  2. #2

    رد: الهينمة .. في شأن السينمة

    الهينمة .. في شأن السينمة (2 – 2)
    في هذه الحلقة .. حقيقة .. سنكون مع"الكتب" .. فالحديث عن أي أمر يتمحور حول نقطتين .. "الفلسفة التي قام عليها"و"مآلاته" .. والباقي "تفاصيل" وإن زعم زرق العيون أن الشيطان"يكمن في التفاصيل"!
    وأنا أبحث عن الكتاب الأول .. أبشركم عثرت عليه .. وبداخله قصاصة من جريدة .. عنوانها"استبيان يرصد مطالبة المجتمع السعودي للسينما" .. وهناك توزيع للأعمار .. ولكني لن أتوقف عنده .. لسببين .. لم يُذكر عدد الأشخاص الذين أخذت آراؤهم – لعل الأمر كما ينقل الدكتور ناجي عن أستاذه : وفر الفأر الثالث!!- والسبب الثاني .. عند الحديث عن محور نوعية الأفلام وجدت التالي ( 80% كوميديا + 54% أكشن + 35% درامية + 14% فقط أفلام أطفال!){ جريدة البلاد العدد الصادر يوم 14 صفر 1430هـ = 9 فبراير 2009م}.
    وفر الفأر رقم (184)!!
    ما علينا .. ربما لأن "ثانويتي" كانت من القسم "الأدبي" لم أفهم لعبة الأرقام هذه!
    نبدأ بالدكتور"الحفني" والذي كتب يقول :
    (عندما اكتشفت السينما باعتبارها الفن السابع،توجه الفنانون والكتاب إلى العلاقات الجنسية يعرضونها على الشاشة بالصوت والصورة ويلخص واحد من كبار نقاد السينما الرابطة بين السينما والجنس،فيقول إن جوهر السينما مثل جوهر الجماع هو الحركة وتقوم الكاميرا مقام اليد وتفعل فعلها فهي تربت وتتحسس (..) وكان المخرج الروسي الأكبر إيزنشتاين يقارن بين المونتاج في السينما والنكاح،,يجعلهما في مرتبة واحدة ،حيث المونتاج يؤلف بين المشاهد والأصوات ويزاوج بينهما،وكأن المشهد يجتمع إلى المشهد اجتماع الذكر والأنثى،وكأنهما يتصلان ويرتبطان كعشق الذكر للأنثى. ووجد النقاد أن الفن الجديد من أخطر ما يكون على العائلات والأخلاق الاجتماعية،وفرضت الدول الرقابة الفنية على الموضوعات السينمائية. ولقد بدأت السينما بداية تستحق الرقابة،فقد جعل المخرجون الكاميرا وسيلة يسترقون بها النظر والسمع معا إلى ما يجري في المخادع وخلف الجدران والأبواب المغلقة،وكشفوا خفايا البيوت والأشخاص،وكانت الكاميرا كأنها الشخص"النمام"والناس بطبعهم يحبون النم،وليس أكثر من حب الاستطلاع عند الإنسان،وكانت الكاميرا هي الوسيلة التي تفوقت أيما تفوق من حيث إشباع حب الاستطلاع.والسينما بالإضافة إلى أنها فن فهي صناعة،ولابد أن يضع الفنان السينمائي عينه على الشباك ويرضي أذواق الناس ويشبع فضولهم.(..) ويبدو الجنس مسيطرا سيطرة تامة على الأفلام في كل بلاد العالم شرقية وغربية.){ ص 44 – 45 ( الموسوعة النفسية الجنسية ) / د.عبد المنعم الحفني / القاهرة / مكتبة مدبولي / الطبعة الرابعة 2004م}.
    لا. القضية ليست نصا صغيرا .. وينتهي كل شيء!!!
    كتاب الدكتور"الحفني" أكثر من سبعمائة صفحة،خصص للسينما صفحتين تقريبا!!
    أما كتابنا الآخر .. فهو كتاب – وإن صغر حجمه – مخصص،أو بلغة المثقفين"مكرسٌ"للسينما وتداعياتها .. وهو كتاب"السينما واللاوعي .." إلخ.
    نبدأ بهذه المقدمة :
    (تطورت الوسائط المرئية من مجرد"تمثال"أو"رسمة"أو"إعلان"أو"كاريكاتير" إلى أن صارت "صورة فوتوغرافية"عام 1826م (..) إلى أن تبلغ ذروتها في حالات توجيه الفكر الجمعي،فيما يسميه المختصون بالتحكم في العقل،والذي يصير فيه الكثير من الناس بالفعل – شعروا أم لم يشعروا – عبيدا للميديا Media Slaves){ ص 11 (السينما واللاوعي : عن الخطاب الشعبي للإلحاد) / أحمد حسين / سلسلة مجلة براهين / الطبعة الأولى 2016}
    ثم ينبهنا إلى الفئات الأكثر استغلالا لهذا الوافد الجديد :
    (وجد أن أكثر من فكر في استغلالها منذ ظهورها إلى الآن هي تلك الفئات المنبوذة أو الشاذة أو المكروهة من المجتمعات،وذلك لشدة حاجتها – أكثر من غيرها – إلى تحسين صورتها،أو إلى الترويج لأكاذيبها وأفكارها غير المقبولة بين الناس،أو إلى صنع نوع ما من الألفة بينها وبين المشاهدين ليتقبلوا وجودها فيما بينهم على الأقل (..) لأجل ذلك لم يتخلف الإلحاد عن حجز مقعده في ركب تلك الوسائط المرئية،كي يستغل قوة وسهولة انتشارها،لكسب أكبر قاعدة ممكنة من الأتباع أو المتعاطفين معه ..){ ص 12 – 15 (السينما واللاوعي ..)}.
    ويضيف في مكان آخر :
    (حيث صار المجال مفتوحا منذ عقود ليتفنن فيه كل مريض نفسي،وكل متلاعب بحياة البشر،في اختراع قصة لعبة كمبيوترية جديدة أو فيلم جديد – كارتون أو سينما – يهدم فيهم الاتزان الوجودي داخل عقل الإنسان،ليفتح له ألف باب من خيالات الكفر والإلحاد،أو الأخلاق المؤدية إليهم.){ص 59 (السينما واللاوعي ..)}.
    وكان قد تحديث عن كون"الكتاب"لا يفاجئك كما تفعل"الأفلام" ..
    (وأيضا في الوقت الذي نجد القارئ أو السامع في العادة ما يكون على دراية كافية بما سيختاره قبل قراءته أو سماعه،وأن شخصية "الكاتب"أو"الخطيب"أو"المذيع"دوما ما تكون معروفة التوجه والمنهج،فإن الأمر يختلف كثيرا مع الأفلام السينمائية للأسف،والتي تتغير توجهات أفرادها – مخرجين أو ممثلين – في كل مرة حسب القصة والسيناريو الذي تم اختياره لإنتاجه،فإذا وضعنا في الاعتبار أن النسبة الأكبر لاختيار فيلم ما هي التي تعتمد على جاذبية البوستر أو التريلر الإعلاني Trailer،فإن ذلك يجعل من الفيلم غالبا مفاجأة غير معلومة المحتوى إلا عند المشاهدة الكاملة لأول مرة. من هنا،كان دس السم في الدسم هو من أخطر الأساليب المستخدمة في تلك الأفلام.
    مشهد لا يتعدى الدقيقة الواحدة من فيلم"المراقبون Watchmen"2009،حيث من وسط فيلم،من المفترض أنه مغامرات وخيال علمي،نجد أحد شخصياته"د.مانهاتن"على كوكب المريخ،أمام جسم كبير ودقيق ومعقد،أشبه بتروس الساعة العملاقة،ليقول في استخفاف غريب بعقل المشاهد العادي:
    "ربما العالم ليس مخلوقا،ربما لا شيء مخلوق،ساعة بغير صانع".
    حيث يذكر أحد الشباب أنه لم يلتصق بذاكرته بعد مشاهدة ذلك الفيلم منذ سنوات وإلى اليوم إلا هذه العبارة ..){ ص 18 – 20 (السينما واللاوعي ..)}.
    ثم يفتح "فصلا" بل مدرسة .. للتنبيه،بالأمثلة،لدور السينما في تغيير المفاهيم،فكتب المؤلف تحت عنوان :
    "أثر تقليد الأفلام السينمائية في تغيير المفاهيم والمعتقدات "
    (يعد أقوى آثار الأفلام على الإطلاق هو ما يعرف بـ"التحفيز على التقليد"،حيث يتم تقديم القدوة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة،فمن أبسط أساسيات التعليم تكوين القدوة (..) يكون بطيئا متدرجا،وذلك حسب عمق الفكرة إلى عقل المشاهد،أو نتيجة المنظومة النفسية المدروسة على تكرار مشاهدة الشيء المعين لزرع التعود عليه وتبنيه،مثل تكرار مشاهد الجنس مثلا،أو مشاهد اللامبالاة بمشاعر الآخرين،أو مشاهد القتل والتعذيب والدماء،أو مشاهد الاستخفاف بالدين والأخلاق.
    فالتحفيز على التقليد يقع في حال تطابق أفكار الفيلم مع :"مشاعر كامنة"أو"ميول خفية"أو"رغبة إثبات الندية والقدرة على المحاكاة"داخل نفس المشاهد،عندها يشجع الفيلم على إخراجها أو إظهارها على أرض الواقع – سواء بالخير أو الشر – كالمثال المفجع التالي.
    بوستر فيلم"قتلة بالفطرة Natural Born Killers "- واختصاره NBK – 1994،وهو من أشهر الأفلام الأمريكية التي أثرت في العديد من الشباب والمراهقين حول العالم،ودفعتهم لارتكاب جرائم قتل ومذابح بشعة في مجتمعاتهم على مدار 14 سنة،إما عبثا أو طلبا للشهرة،كما وقع من المجرمين في أحداث الفيلم،وهو مثال واحد فقط،من بين عشرات الأمثلة على جرائم تقليد الأفلام،أو ما يعرف بـ"Copycat crime"وقد تم تسجيل 15 حادثة قتل كبرى على الأقل من تلك التي اعترف مرتكبوها فيها أو في مذكراتهم بتأثرهم بذلك الفيلم.){ ص 22 -24}.
    كتب أحد مرتكبي المجازر في يومياته وقد كان ( في حالة اكتئاب شديد - ،فقد كتب في مذكراته أيضا قبل المجزرة أنه عالق في الإنسانية،وأنه ربما خرج منها إلى الحرية مع"إيريك"والـ" NBK ") { ص 26 (السينما واللاوعي ..)}
    عبارة"عالق في الإنسانية" ليست غريبة على أذني!! كأني قرأتها،لفظا،أو معنى .. إما لسارتر أو بيسوا.
    وهذه رؤوس أقلام .. وتحت كل بند "مبحث"وشواهد من الأفلام :
    (ونستطيع تقسيم طرق تمرير الأفكار الإلحادية إلى العناصر التالية :
    أولا : استغلال ثغرات النفس والعقل والخيال.
    ثانيا : الإغراق في عرض الشهوات والعري وتحبيب الزنا والخيانة.
    ثالثا : تصوير الوجود والحياة بمظهر العبثية والعدمية واللاغائية.
    رابعا : المغالاة في الخيال العلمي لتهميش قدرات الإله الخالق.
    خامسا : استغلال لا معقوليات الأديان المحرفة كذريعة للإلحاد.
    سادسا : تمثيل الإله بصورة غير مباشرة لخلع الرؤى الإلحادية عليه.
    سابعا : استغلال أكاذيب التطور كبوابة للإلحاد.){ ص 29 (السينما واللاوعي ..)}.
    لا ينس المؤلف أن يلفت نظرنا إلى "أفلام الكرتون" ..
    (حتى شخصيات الكارتون لم تسلم من هذا العبث بالعقول،حيث قدموا شخصية الشابة العلمية المثقفة"داريا"،من مسلسل Daria،والتي تعلم"الشك"في كل شيء،إلى أن تقول جملتها الإلحادية التي تعلق بذهن المشاهد المفتون بها .. ){ ص 35 (السينما واللاوعي ..)}.
    ونقطة أخرى،بعد قراءتها .. بدت جلية في وسائل "التواصل" ..
    (لعل من أشهر الأساليب النفسية كذلك لزعزعة إيمان المشاهد "العادي"بالصور أو الكاريكاتيرات أو الأفلام هو أسلوب"الصدمة"The Shock،وهو تعميد"إهانة"المقدسات لديه بالرسوم أو الألفاظ البذيئة جهارا وعلنا (..) مثل هذا الأسلوب النفسي – الخبيث المفاجئ – يعتمد على كسر المهابة والقداسة في عقل المشاهد"العادي"خصوصا عند الذين لديهم مفهوم خاطئ بأنه لا يستطيع أحد أن يسب الله أو يتحداه إلا ويلحق به الموت أو الخسف "على الفور"){ 36 - 37}.
    ويكرر الفكرة :
    ("كسر القداسة" و"امتهان"الرموز الدينية،الذي تبيحه العلمانية في الخارج بحق الدستور والقانون وتحت ذريعة "حرية التعبير"،والذي شجعهم في البداية مع الأسف،سماح الكنائس النصرانية في العالم لتجسيد شخص المسيح والأنبياء بالصور والأفلام،دون مراعاة لقداستهم – ذلك لأنها كانت من أسرع وسائل نشر النصرانية وتثبيتها لدى عوام الأمم وبسطائهم عاطفيا - .
    كذلك التلاعب التاريخي المشين والعبثي في قصة أي دين تحت ذريعة"العمل الكوميدي"أو"الرؤية السينمائية الجديدة أو المحايدة"){ ص 83 (السينما واللاوعي ..)}.
    هذه اللقطة الأخيرة نحتاج إلى اهدائها إلى بعض تيجان رؤوسنا من مشائخنا الذين بدءوا يتساهلون فيما مسألة"التمثيل" .. تمثيل الصحابة .. رضي الله عنهم .. وقريبا الأنبياء عليهم السلام .. والذريعة – لدى البعض – ان "الأفلام"وسيلة فعالة للدعوة - ولعرض وجهاة نظرنا ورد التهم - بدأت"النصرانية"بنفس الحجة .. ثم!!
    نتجاوز هذه النقطة .. لنصل إلى نقطة شديدة الصلة بالسينما من حيث المبدأ "العري" إلخ.
    (ثانيا : الإغراق في عرض الشهوات والعري وتبرير الزنا والخيانة الزوجية : وهو باب من أوسع الأبواب المؤدية إلى رفض الأديان نفسيا على المدى القريب أو البعيد،وبالتالي،إلى إنكار الخالق نفسه إذا تدنى كفر الساقط فيها من اللادينية إلى الإلحاد.){ ص 49} . بعد سيل من الأمثلة ..(الشاهد،أنه مع كل هذا الكم من الشهوات المستعرة،وتشجيع عدم الحياء منها،وتزيين التفاعل معها،وتمريرها في الإيميلات وتناقلها في التويتات أو الفيسبوك،ولو كنوع من"التفتح"و"التحرر"و"الروشنة"،فإنه سيصحبها حتما مع الوقت – بصورة غير إرادية – مشاعر "الرفض"النفسي لفكرة المحاسبة عليها،واعتبارها من المحرمات والمرفوضات،أو مظهر"اليأس"النفسي لمن وقع ضحية لهذه الشهوات بالفعل،وظن أن الله لن يغفر له،وبذلك هم يضعون ضعيف الإيمان على أول درجات سلم اللادينية ورفض الدين،ويفتحون أمامه – عند نهاية السلم – باب الإلحاد على مصرعيه){ ص 52 – 53 (السينما واللاوعي ..)}.
    ثم يحدثنا عن أحد التائهين في الحياة (حيث يمكن أن يؤمن"كارل ساغان"بإله إذا كان عبارة عن القوانين التي تحكم الكون!لكنه في هذه الحالة لن يكون هناك معنى لعبادته،لأنه لا أحد سيعبد قانون الجاذبية مثلا – على حد قوله في إحدى تصريحاته - .الآن،ماذا تتوقعون عندما يكتب مثل هذا التائه في الحياة قصة فيلم خيال علمي شهير مثل فيلم"اتصال Contact"1997؟!
    كما أخبرتكم أن العمل الفني هو قطعة من صاحبه،تجدون نصوصا في سيناريو الفيلم تترجم لنا نفس النظرة المتخبطة العمياء،حيث لا يرضى بمليارات الأدلة التي يعيش معها وفيها على وجود الخالق الحكيم القدير سبحانه،فيتركها لينطلق بقلبه بحثا في الفضاء،لذلك نجد مثل الكلام الساذج التالي على لسان بطلة الفيلم"جودي فوستر"،والذي تتصنع فيه العجب من أن خالق هذا الكون لم يترك دليلا واحدا على وجوده ،وأنها من هنا ترى أن فكرة وجود الخالق هي فكرة مصطنعة،ثم يأتي الفيلم ليرسم المؤمنين بإله في صورة المعارضين للعلم وللبحث في الكون ..){ ص 75 (السينما واللاوعي ..)}.
    حديث هذا"التائه"عن استعداده للإيمان بـ"إله"إذا كان عبارة عن"قوانين الطبيعة" .. ذكرني بحديث لإحدى بُنياتي .. عن حوارها مع بعض"دعاة الإلحاد"وكيف أن أحدهم نفى وجود"الشيطان" وقال أنه"طاقة سلبية"وأعجب بعض المتابعين بهذه الفكرة!!
    دون أن يسألوا أنفسهم،طالما أنهم يؤمنون بالخالق وبالقرآن :هل"الطاقة"تؤمر بالسجود فتطيع أو ترفض .. كما حصل مع الشيطان!
    ولا يفوتنا أن نقف عند عبارة النجمة"جودي فوستر" : (فكرة وجود الخالق) هذه العبارة .. فكرة وجود الخالق .. فكرة الدين .. اصبحت تسري على الألسنة!!
    وفي باب مغالطات"الملحدين" يكتب المؤلف :
    (الاستدلال بوجود كائنات فضائية عاقلة أخرى في الكون،على عدم وجود خالق بالضرورة. (..) لعل من أبرز الأفلام التي استخدمت هذه المغالطة بصورة فجة وبغير حياء – على حد علمي – ولأول مرة بصورة صريحة من وسط مئات أفلام الكائنات الفضائية قديما وحديثا،هو فيلم الكائن الفضائي "بول Paul"2011،حيث يربط سيناريو الفيلم وجود الخالق أو عدمه بمسألة وجود كائنات فضائية أو عدمها،ويسوق لنا المؤلف والمخرج ذلك المفهوم عن طريق اختيار شخصيات الممثلين بعناية،حيث نجد الأب النصراني المتعصب وابنته"روث باجز"المتزمتة – حتى الآن – والتي تعتقد أن عمر العالم 4000 عام فقط،والتي بمجرد أن تعرف أن"بول"بالفعل كائن فضائي وأن نظرية"داروين"عن التطور كانت صحيحة – رغم عدم وجود أي دليل علمي واحد عليها اليوم – سرعان ما ينقلب حالها 180 درجة في مشهد مدروس،حيث في لحظات تبدأ في إظهار أفكارها المتحررة،ورغباتها المقيدة وألفاظها القذرة،بمجرد إلقائها للدين خلف ظهرها،وهذا هو المغزى من الفيلم).){ ص 77 – 79 (السينما واللاوعي ..)}.
    لعلنا في غنى عن الإشارة إلى الحملات التي تُشن ضد علماء الدين عندنا .. أما عند النصارى،فالسينما تهاجم"رجال الدين" ...
    (..صورة رجال الدين الذين صاروا عنوانا لعدم ثقة الإله – لو كان موجودا – واستبدالهم بالأفضل منهم قلبا،والأصدق منهم وجدانا،ألا وهم"الملاحدة".نرى ذلك بجلاء في فيلم"شيفرة دافنشي"السابق ذكره،حث جعلوا حفيدة المسيح في عصرنا الحاضر وحاملة السر الأعظم هي شابة ملحدة،وهكذا يصنع المؤلف والمخرج المقارنات المجحفة بين الإلحاد والدين،لتستمر إلى الجزء الثاني من الفيلم"ملائكة وشياطين "2009،بل نجد نفس الصورة – وكأنه عن قصد – في فيلم"علامات الصلب"1999،الذي تظهر فيه ندبات صلب المسيح {"وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" النساء 157 - محمود}على جسد الشابة الملحدة "فرانكي"بدلا من ظهورها على جسد أشخاص متدينين){ ص 86 (السينما واللاوعي ..)}.
    وهذا يذكر بما كتبه الأستاذ تركي السديري – رحم الله والديّ ورحمه – يقول :
    (نحن جميعا مسلمون .. بل إن معظم اللبراليين أكثر فهما للإسلام وسعيا لحل مشاكله {ليست لدى الإسلام مشاكل تحتاج إلى حل من الإسلاميين ولا من غيرهم ... بل جاء الإسلام لحل مشاكل العالم – محمود} وتقديمه بصورته الحضارية للعالم الأجنبي.){ جريدة الرياض العدد 13770 في 7 / 2 / 1437هـ .}
    كما يذكر بوصف الأستاذة وجيهة الحويدر العلمانيين بأنهم"أنبياء العصر"!! اطلعت على ذلك عبر :جريدة "البلاد"العدد 18740 في 11 / 3 / 1439هـ = 19 / 3 / 2008م.
    وأخيرا نصل إلى "اللقطة الأخيرة "من هذا الكتاب :
    (الصورة الأخرى (..) هي إسقاط صورة الإله في قصص محبوكة لإظهار أوجه الاعتراض عليه أو إظهار "نقائص"ذلك الإله من وجهة نظر المؤلف.
    حيث بين أيدينا فيلم من النوع الفانتازي الخفيف – ليقبل عليه الصغار والكبار معا – رغم أنه من إنتاج عام 1939،(..) وهو فيلم "ساحر أوز"الساحر الذي تتوجه إليه الفتاة "دروثي"مع كلبها الذي لا يملك عقلا مثل الإنسان،ورجل الصفيح الذي لا يملك قلبا،والفزاعة أو رجل القش أو خيال المآتة الباحث عن عقل،والأسد الجبان الباحث عن شجاعة،ليفاجأوا في النهاية بأن ساحر أوز لم يكن إلا رجل عادي من خلف الستار،وأنهم متى ما أدركوا هذه الحقيقة،فقد نالوا المعرفة التي ستهبهم كل ما يريدون من غير عون منه.){ ص 95 -96 (السينما واللاوعي : عن الخطاب الشعبي للإلحاد) / أحمد حسين / سلسلة مجلة براهين / الطبعة الأولى 2016}}.
    نتيجة هذا الفيلم .. والبحث الذي يؤيد إلى لاشيء .. فإنه يذكر برواية "أولاد حارتنا" .. ووهم وجود"الجبلاوي"!!
    وبعد .. هذا كتاب يستحق القراءة .. وقد بذل فيه مؤلفه جهدا يستحق الشكر .. والدعاء .. جزاه الله خيرا.


    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •