َائِدُ الأَصْوَاتِ
طار البلبل وسط الحدائق وهو يشدو ويقول: صباح الخير يا من حولى؛ أنا أحمل قوت يومى.. هيَّا استيقظوا وابتسموا واعملوا، فأنا من أجلكم أغنى..
فجأة وقع البلبل فى براثن الصيَّاد؛ فَابتسَمَ الصياد وقال: ها ها .. قد أمسكت بك أيها البلبل؛ فهذا هو هدفى فى هذه الحياة، قال البلبل بتعجب: لماذا تريد أن تمسك بى؟! ، فأنا لم أفعل شيئًا إلا الغناء والطيران، قال الصياد : أهذا بسيط؟! أنت تحفز الناس على الكلام والعمل، وأنا أريدهم بُكْمًالا يتكلمون؛ حتى لا تتفتح عيونهم علينا.
أمسك الصياد به ووضعه فى قفص ذهبِيٍّ وقال بسخرية: أترى؟! لقد وضعتك فى بيت ذهبي لم تحلم بالإقامة به طوال حياتك.
شعر البلبل باختناق فى القفص وغَنَّى قائلاً: يا رفاق .. يا أصدقاء، أين أنتم من حبيس يعانى حَبْسًا وفراقًا؟!
وأخذ يكرر الغناء، غضب الصياد من غناء البلبل، ولمعت فى عقله فكرة خبيثة، وقال مبتسماً: لا تغضب منى يا صديقى ، فأنا لا أريد إيذاءك؛ ولكنى لا أحب الغناء، وعندى صفقة أظن أنها رابحة لك، سَأُخْرِجُكَ من حبسك ولكن بشرط, لم يهتم البلبل بالفقرة الأخيرة، وأشرقت السعادة على وجهه وقال: أحَقًّا ستخرجنى من حبسى؟! قال الصياد ببطء: نعم؛ ولكن صوتك يزعجنى ويضايقنى فأريد أن أخذه منك؛ لكى أطمئن أنك لن تغنى ثانيًا، صعق البلبل وقال بقلق: أتأخذ صوتى؟! أنا أتعهد لك ألاَّ أغنِّى أبَدًا، وأقسم على ذلك.
قال الصياد بسخط: أنا لا أريد عهداً ولا قَسَمًا, واستطرد بِلُؤْمٍ: ستتحرر من سجنك وتطير هنا وهناك ، فكر البلبل قليلاً وقال: حسناً.. المهم أن أتحرر من حبسى, أخذ الصياد صوت البلبل وتركه يطير, طار وعندما حاول الغناء كعادته فوجد نفسه لا ينطق؛ شعر أن الصياد قد سلبه حريته للأبد وشعر بالحزن والكآبة، لأن سعادته وحريته فى صوته وليس فى طيرانه فقط وأنه لا يزال حبيسًا لا يستطع أن يقول لا ..
لا يستطيع أن يقول: نعم، ولا حتى الآه
LOVE_STORY2010750@YAHOO.COM
ROH_EL_HOB@HOTMAIL.COM يمكن التواصل وتبادل الافكار
بقلم: الاديبه الروائيه
نانيس خطاب - مصر