للخطابة فن وذوق ونقد خاص أيضا

[راما]

إن أردت ان تتطور للأفضل فاستمع لنقد الآخرين مهما كان مزعجا..ولكن إليك موضوعا هاما حول ذلك تهم الطلاب والطالبات في نشاطاتهم المدرسية:
موضوع منقول بتصرف للأهمية:

كثيراً ما نتلقى النقد من الآخرين بطريقة أو بأخرى، فهل نقوم بما يلزم لنستفيد من النقد الموجه إلينا؟ وفي عالم التدريب والتعليم أيضاً يتسع المجال للاستفادة من النقد، فالنقد الموجه من الآخرين إلينا هو شيء مهم إذا أردنا أن نتطور وأن نتقدم إلى الأمام، لذا كان لابد لنا من التعامل معه بطريقة مربحة لنا وللأخرين... بكل الأحوال تذكر أن كل فرد من جمهورك قد يسمع إلقاءك بشكل مختلف، ستتلقى نقداً صريحاً وواضحاً ولبقاً أحياناً، وأحياناً ستتلقى العكس، فقد تتلقى تعليقات مختلفة وقد تُعارض بعض التعليقات المحبطة، وفي هذه الحالة عليك احترام زملائك وآرائهم حول إلقاءك كما عليك أن تأخذ بنصائحهم، بكل حالات النقد التي ستواجهها لابد أن تركز على ما يقوله النقاد وليس على كيفية طرحهم للنقد وأن تبحث عن الآراء الواضحة والمحددة وأن تقيّم الآراء التي تتلقاها وأن تطوّر خطة عملية للاستفادة منها.

أولاً ركّز على ما يقوله النقاد وليس على كيفية طرحهم للنقد بعبارة أخرى اسمع مضمون الرأي وليس طريقة عرضه، وتذكر أن النقد ليس أمراً سهلاً وأنك ستواجه نقاداً لا يعلمون كيفية تقديم النقد بطريقة احترافية، فتجنب رد الفعل العاطفي على الآراء المقدمة لك، وركز بدلاً من ذلك على مضمون الآراء التي وجهت إليك.

ثانياً ابحث عن الآراء الواضحة والمحددة فلكي تحسّن من إلقاءك عليك الانتباه إلى نقاط محددة يجب تحسينها، فإذا قال لك أحد النقاد: "يجب تحسين تنظيم إلقائك"، فإنها عبارة صريحة وواضحة و لكنها غير مفيدة، وعندها عليك أن تطلب من الناقد تحديد المشكلة، هل هي في مقدمة العرض؟ أو في الخاتمة؟ وما هي الاستراتيجيات التي يقترحها كي تستخدمها أنت في تحسين التنظيم؟ قد تتلقى أحياناً آراء متناقضة، ولكن يجب أن تتقبلها، فمثلاً قد يعلق أحد النقاد بأن تركيز بصرك على الجمهور كان جيداً، ويعلق ناقد آخر بشكل مناقض فيقول بأنه كان سيئاً، قد يكون كلا التعليقين صحيحاً، مرة في بداية الإلقاء حيث كنت تركز نظرك على الجمهور، ومرة في ختامه حين كنت تحدق في أفكارك المدونة، لذا من المهم معرفة الأسباب التي يبني عليها النقاد أحكامهم قبل البدء بتحسين إلقائك.

ثالثاً قيّم الآراء التي تلقيتها فليس من الكافي أن تتلقى الرأي وتفهمه، وإنما عليك استخدام مهاراتك في النقد لتحليل وتقييم هذا الرأي، وتكرار الرأي هو الحكم، فإذا أشار واحد فقط من زملاءك إلى أن طريقتك في جذب الانتباه كانت ضعيفة، فلا تهتم كثيراً بذلك. بينما إذا أكدت غالبية زملاءك على أنها كانت ضعيفة، عندها عليك استهداف هذه النقطة وتحسينها.

أخيراً طوّر خطة عملية فبعد أن تتلقى الآراء لخّصها وسجّلها، ثم رتب النقاط الواجب تحسينها بحسب أهميتها، كما أنه يتوجب عليك تنظيم خطة عملية تتضمن أهدافك - تحسين نقاط الضعف - والاستراتيجيات التي ستتبعها لتحسينها. قد يكون لدى البعض منا حساسية شديدة اتجاه النقد السلبي الذي يكون محبطاً أحياناً، ولكن عليك عدم التسرع في رفض آراء الآخرين حول إلقائك، وتذكر أن هدفك عند الانتقال من إلقاء إلى آخر هو التحسين، وبدلا من الدفاع عما تقوله في إلقائك، استمع بانتباه وطبق الاقتراحات التي تتلقاها بشكل متكرر لتحسين إلقائك، وإذا كان لديك شك حول صحة هذه الاقتراحات، ناقش الأمر مع أحد الاختصاصين فهذا سيؤدي إلى تحسّن متسارع وبشكل كبير. كما أنه عليك إدراك أن الهدف من نقد الإلقاء ليس فقط تحسين مهارات المتكلم، أو جعل الإلقاء أكثر إمتاعاً وتعليماً للجمهور، ولكنه لتوسيع وتوضيح العلاقات التي سيواجهها كل متكلم مع جمهوره في المستقبل.

ستتلقى تعليقات مختلفة منها المُحبطة، تذكر احترام ناقديك وآرائهم وتذكر أن تأخذ بنصائحهم إذا كنت تريد أن تستفيد من نقدهم الموجه إليك، ركّز على ما يقولوه وليس على كيفية طرحهم للنقد وابحث عن الآراء الواضحة والمحددة وقيّمها وطوّر خطة عملية للاستفادة منها.
من مقال عمران المرابط بعنوان : كيف نتعامل مع النقد

[راما]

اختبارات انصات ومواضيع ذات صلة :
هل تجيد فن الإنصات؟