قصتان قصيرتان جدا ...
- إلى توأمي شغبي: أبوبكر متاقي و عبد الغني بنكروم -
1- طاقية حمراء
- إهداء خاص إلى :العزيزعبد الغني ، الله ينجيه من (قوالب ) البنائين !! -
لا حت له من نافذته العلوية ، تسور إيروس أعماقه القائظة ، أشار إليها بيده إشارة استفزتها كامرأة محترمة ..
خلع طاقيته الحمراء وقميصه الأزرق ، طلب من زميله أن يلبسهما، ويعيره ثيابه ..
في منتصف درج ورش العمارة صادف ثلاثة رجال بوجوه محتقنة ، تنفس الصعداء ، وهو يتجاوز البوابة .
كان ممددا فوق أكياس الإسمنت الفارغة ، أيقظوه وبلا مقدمات ، انهالوا عليه ضربا .. استفسرهم عن السبب ، أجابه أحدهم :
- كل جيران العمارات المجاورة يشتكون من ذلك البناء صاحب الطاقية الحمراء ...
وبذهول هتف :
- الآن فهمت كل شيء . يا لغبائي !...
2- أضعف الإيمان ...
استوقفوه ، ألقوا عليه تحية الإسلام .. لاذ بصمته ، وشرع أحدهم يتلو بعض الآيات ..
بدا الضجر واضحا على ملامحه ..
يمر أخاه المتدين ، تتعالى ( سلاماتهم ) وأيديهم .. أخاه الأصغر يحثه على الصلاة ، و يحني رأسه حين يمر من أمام ذلك المراهق الغريب .. عن الحي ، ويقف قريبا من بيتهم مع رفيقته ، كل مغيب ...
يقاوم غليانه ، تندفع كلماته كالرصاص : " شوف الله يخليك، بلا ما تفرع ليا كري ... جاي من الخدمة مهلوك .. " !!.
ينهره جارهم الملتحي عن التلفظ بالكلام الفاحش ...
- آسف ، ديزولي ، آيام سوري ... هل تحب أن أعتذر لجنابكم بكل لغات العالم ، حتى لو كنت لا أعرفها ...!
- أظن أن لدي الآن شيئا مهما جدا ، وقبل أن تحاسبني ، راقب زوجتك وبناتك ... أيها المغفل .
يتراجع خطوتين إلى الخلف ، يستدير بسرعة رافعا قدمه، وبكل ما أوتي من قوية سدده إلى حجر المراهق :
- طلبت منك – أكثر من مرة - ألا تقف هنا يا ابن ال......!!
20أبريل 2007