أبوظبي.. خطوة نحو الطاقة البديلة
هبة غنيم
الطاقة البديلة لإعادة توظيف النفط
شرعت أبوظبي في تشييد أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في الخليج العربي، وستكون الأولى من نوعها في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم، وذلك باستثمارات قدرها 350 مليون دولار أمريكي.
صرح بذلك "سلطان الجابر" الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للطاقة المستقبلية، حيث أشار إلى أن المحطة التي تبلغ قدرتها 500 ميجا وات، والمتوقع أن تبدأ العمل عام 2009، جزء من توجه أبوظبي لخفض الاعتماد على توليد الكهرباء باستخدام الوقود.
كما صرح بأن الإمارة تأمل في أن تتمكن من توفير الكهرباء لعشرة آلاف منزل، مشيرا إلى أنها تشيد منطقة اقتصادية خاصة لصناعات الطاقة البديلة، وقال: إنهم لا يريدون الاعتماد بنسبة 100% على طاقة النفط.
الاهتمام بالطاقة البديلة أمر حيوي يدركه المسئولون في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط للاستفادة من مصادر توليد الطاقة البديلة المتاحة بكثافة في الدولة، ولكن لحرصها على البيئة، وتعزيز الاتجاهات والمشروعات الاقتصادية التي تنسجم مع رغبة الدولة في الحفاظ على البيئة الطبيعية في مناطق متميّزة بيئيا وسياحيا، إضافة للتوسع العمراني والتطور الصناعي والاقتصادي، حيث تتمتع الدولة بمعدلات عالية لمصادر الطاقة الشمسية القابلة للاستخدام التطبيقي الفعال، هذا فضلا عن تباين معدلات المياه والرياح.
النفط.. لا غنى عنه
وقد جاءت هذه القفزة نحو الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة بعد أن حذر الصايغ رئيس الشبكة الدولية للطاقات المتجددة ببريطانيا في مؤتمر البيئة 2007 الدول العربية قائلا: "إذا لم تستفد الدول العربية من المصادر المتجددة التي تتمتع بها مثل الطاقة الشمسية والهوائية، التي وصفها بأنها أكثر غزارة من الطاقة النفطية، فإنه سيستحيل عليها اللحاق بالعالم المتقدم".
ولاحظ في الوقت نفسه خطأ الاعتقاد لدى البلدان العربية بأن الحديث عن بدائل للطاقة يعني الرغبة في وقف مسيرة تنميتها من خلال الاستغناء عن النفط العربي، مشيرا إلى أن شركات النفط العالمية تنفق أكثر من بليوني دولار سنويا على بدائل الطاقة.
واعتبر أن هذه الثروة النفطية أثمن من أن تحرق كوقود للسيارات؛ نظرا لإمكانيات استخدامها في العديد من الصناعات المهمة كالأدوية والملابس، ومن ثم فإنه لا يمكن للعالم الاستغناء عن هذه الطاقة الحيوية.
الجدير بالذكر أن طاقة إنتاج النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة في تصاعد مستمر نتيجة للطلب المتزايد عليه على المستوى العالمي، حيث تنتج الدولة حالياً أكثر من 2.5 مليون برميل يوميا، وتمتلك طاقة إنتاج تقدر حالياً بـ2.7 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى مستوى 3.5 ملايين برميل يومياً خلال السنوات القليلة القادمة.
ومن الملفت للنظر أن إمارة أبوظبي -وهي المنتج الرئيسي للنفط الخام في الدولة مقارنة ببقية الإمارات، حيث بلغ إنتاج الإمارة حوالي 92% من إجمالي إنتاج الدولة في عام 2005- لا تريد الاعتماد على طاقة النفط بنسبة 100% .
--------------------------------------------------------------------------------
كاتبة مهتمة بالشأن العلمي، ويمكنك التواصل معها عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة: oloom@islamonline.net