مع فانوس رمضان
1 رمضان 1383ه .. جاوزت الساعة الواحدة صباحا ونحن ننتظر المذيع فى الاذاعة ليعلن علينا حلول شهر رمضان الكريم .. فقد تعودنا ان نجتمع أهل الحي فى الليلة الاولى من رمضان , أي فى يوم { الفجعة } ونتبادل الاحاديث والذكريات , ونصفي الاحقاد , وننهى الخصومات , لنستقبل الشهر الفضيل ببشاشة وسرور , وعادة ما يحدث هذا اللقاء فى بيتنا لأهل الحي جميعهم ,ولا نفترق الا بعد ان يعلن المذيع عن حلول الشهر الفضيل , وفى تلك السنة تجاوزت الساعة الواحدة صباحا ولم يعلن المذيع شيئا عن حلول رمضان , وفى الساعة الواحدة والنصف صباحا اعلن المذيع أن رؤية الهلال لم تثبت فى تلك الليلة , وعلى ذلك يكون اليوم التالي هو اليوم الثلاثون من شعبان 000 وكم كانت خيبة أملنا كبيرة , وقد أعددنا أنفسنا لاستقبال شهر رمضان شهر المحبة والسرور والخير , وأخذ الجميع من الساهرين فى بيتنا ينسحبون واحدا تلو الاخر الى بيوتهم وكل منهم قد وضع فى اعتباره أن غدا ليس اليوم الاول من رمضان 000 وما ان خرج آخر واحد فيهم حتى كنا قد تسللنا نحن ايضا الى فراشنا لننام , على هذا الاساس ولن نستيقظ بعد ذلك للسحور بالطبع 000
وما كدنا نستغرق فى النوم حتى سمعنا خبطا شديدا على الباب الخارجى فهبت أمي تفتح الباب , وكان على الباب عمى الذي جاء يوقظنا لنتناول السحور قبل ان يؤذن الفجر , فقد ثبت رؤية الهلال فى السعودية , واتفقت كل الدول العربية على ان تصوم على رؤية الهلال فى السعودية ,وهى موطن الرسول وقمنا على عجل لنلحق انفسنا بكوب ماء وفنجان شاي قبل ان يؤذن الفجر , ونحن نشكر الله على الاتفاق الذي تم بين المسلمين فى توحيد يوم الصبام , وندعو الله ان يجعله دائما علينا كل الاعوام 000 ثم طلب منا والدي ان نذهب لجميع أهل الحي لنطمئن على استعدادهم لرمضان , وبالطبع لم نذهب قبل ان نشرب فنجان الشاي , ولم يكن الوقت ليسعفنا , الا اننا قمنا بجولة على اغلب بيوت أهل الحي وهم بين النائمين والمستيقظين , ولكنا اعلمناهم فى وقت لن يستطيعوا فيه السحور حيث كنا متوجهين للمسجد لصلاة الفجر حسب ما تعودنا عليه فى كل رمضان من كل عام , وكان منظر المسجد جميلا وهو غاص بجميع الناس , شيوخ ورجال ونساء وشباب وأطفال , الكل يذهب للصلاة جماعة فى المسجد 000 والكل يدعو الله والكل مستبشر الوجه , فهذا الشهر له قيمته وله مغزاه عندنا دائما .