الطواف الأخير....
-لا تموتي...فثمة أحلام كثيرة لم نحققها معا...ومازالت السعادة تنتظرنا لماذا أنت متعجلة؟؟يمسح بعض دموع من عينيه,... ولو أنها تأخرت قليلا...فلا بأس ..فالسعادة تنتظرنا قد كبر الأولاد وحان الوقت كي نستمتع معا بحياتنا القادمة..قد خبأنا الكثير للآن...
صاح بصوت جريح وهو على يقين أنها بالكاد تسمعه...
لم يبق لي سواك ..كلهم همج رعاع سرقوا مني العمر وسرقوني...
-لقد أنهكني صعود جبل الحياة كان وعرا جدا...سامحيني إن قصرت...لا أدري ماذا أقول...
ربما لم أكن أعتبر عمل المرأة في المنزل كالرجل ......
كنت أعتقد أننا كرجال نأكل من عمرنا وعظامنا عندما نعارك صخورا صماء في حياة لا ترحم..وغيرنا يتسلق الجبل متكأ على غيره....شعور حارق والله العظيم...
-ردي علي هل مازلت متألمة؟ لحظات ويأتي الطبيب ...قال لي مازال لدينا الأمل....أم سامح ......أجيبيني...
يهزها بلطف ويمسح على شعرا الجميل.....
تتأوه بصوت خافت ..وعرقها يغطي جبهتها وهو يحاول مسحه برقة...
-لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك...
-أجبيني ..أرجوك أمازلت تتألمين..؟؟ هل أعطيك المسكن من جديد؟
بصوت خافت..
-لبيك اللهم لبيك...
-حسبي الله ونعم الوكيل...والله كنت انتظر فرصة أكبر ..أمورنا كانت حرجة للغاية ولم أكن آمن على عملي لو غبت عنه من أن يغدر بي أخي....كيف لا نسافر معا؟ لا أستطيع فراقك أبدا...ومن غير المعقول أن تسافري دوني..!!!لا أتخيلها أبدا.....
أم سامح ناشدتك الله ردي علي...
-بصوت خافت متقطع..
-لب....يك....الل_...هم ...
يتصل بالطبيب:
-أين الطبيب؟ لقد وعدني أن يأتيني حالا . لا أحد يشعر بغصة أحد .... لا أستطيع تحريكها من السرير إنها تنزف....أين الطبيب؟؟؟
.....
-منذ ساعة وأنت تقولين هو على وصول.....حسبنا الله...
يتردد صوتها مترنحا بألم...
-لب..بيك...لبـ...بيك...
-سوف تكون الأمور على ما يرام أنا متأكد فمن صبر كل هذا الوقت سوف يصبر قليلا...اصبري حبيبتي سوف تكونين بأحسن حال....
-ياسين..
-حاضر حاضر...
يقرأ ياسين...
يرن جرس الباب.......
يعلوا صوتها :
-لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك...أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك....
صمت.....................
أم فراس 15-7-2009