منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    "اشتباك" – حواري - مع بعض رسائل مجموعة "القاسم"

    "اشتباك" – حواري - مع بعض رسائل مجموعة "القاسم"
    أخي أبا أسامة السلام عليك – وعلى أعضاء المجموعة الكرام – ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
    قبل البداية .. عبارة "اشتباك"ليست أكثر من مداعبة ... بطبيعة الحال ... أما البداية فستكون مع خاطرة سطعت في ذهني وإمام الحرم النبوي الشريف .. يقرأ سورة النحل،حتى قال :
    {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل69
    كلمة "النحل"قريبة جدا من كلمة"النخل".. أضيفت نقطة،فوق الحاء ... فإذا بنا أمام "نعمة"أخرى من نعم الله – سبحانه وتعالى – علينا ... ولكن هذه المرة تخرج "الثمرة"في أعلى النخلة .. مثل نقطتها تماما .. وهي ثمرة – أيضا – "مختلفة الألوان" .
    بعد هذه اللمحة .. التي تناسب هذا الشهر الكريم ... نلج إلى بعض المقالات التي لفتت نظري،وأحببت الحوار – وليس الاشتباك – معها :
    كتب الأستاذ ياسر حارب،تحت عنوان : (أحمد الشقيري في ذمة الله). وهي مقالة رائعة .. وأتفق مع الكاتب الكريم فيما ذهب إليه .. إلا أن سطرا من المقالة (وقف في عقلي) فلم يستطع أن يبتلعه!! أعني قوله :
    (شاهدتُ ضيفاً متميزاً في برنامج جميل أصر إلا أن يُفرد عدة حلقات في إحدى أهم القنوات العربية للحديث حول وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها مع جواز كشفهما للضرورة، ثم قلبت القناة فرأيت على قناة National Geographic برنامجاً يتحدث عن مشاريع عملاقة في مجالات صهر الألمينيوم والتنقيب حتى ذهلتُ من شدة تعقيدات تلك المشاريع ودورها في دفع التنمية الإنسانية والعلمية، فتساءلتُ: هل حاجتنا للحديث عن القضايا الجدلية كالنقاب والاختلاط والأغاني وغيرها أولى مِن حديثنا عن كيفية صناعة جيل متعلم يستطيع أن يبني طائرة أو قطاراً؟){ الرسائل رقم "483" }
    لا أدري كيف خلط الكاتب الكريم بين القضيتين؟!! البحث العلمي والبحث عن الحلال والحرام!!!
    لا أعتقد أننا نختلف على تقدم الغرب .. أليس كذلك؟
    كنت سأقول أن ذلك الغرب المبهر .. أضاع وقته لسن قانون (منع النقاب) – في فرنسا - .. لكنني تذكرت أن قائلا قد يقول هذا بسبب أحداث الحادي عشر .. المعروفة ... إذا تفضل يا سدي الكريم .. لترى في أية قضية علمية سهر أعضاء مجلس العموم البريطاني ... وقبل الأحداث المعروفة ..
    (وافق نواب الحزب في البرلمان ومعهم أغلب نواب الأحزاب الأخرى على تعديل قوانين الشذوذ الجنسي في بلادهم (..) التعديل صدر بأغلبية ساحقة بعد جلسة عاصفة شهدها مجلس العموم البريطاني الليلة قبل الماضية واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس،حيث وافق عليه 427 نائبا مقابل 162 نائبا صوتوا ضده){جريدة الشرق الأوسط العدد 5566 في 13/9/1414هـ = 23/2/1994م}.
    "يمعنى" .. لم يتوقف البحث العلمي في بريطانيا .. ولا الاختراعات .. رغم اجتماع أعضاء مجلس العموم (589) نائبا .. وليس شيخا واحدا يفتي على قناة فضائية!!!
    لعل ملاحظة الكاتب الكريم،حول مسألة جواز كشف وجه المرأة من عدمه،يقودنا إلى الموضوع الثاني ...
    (الحجاب .. وصور السافرات)
    طال الجدل حول تلك الصور،وكان باب الحوار – بالصور - قد فتح،بسبب ما كتبه الأستاذ محمد المحمد .. في الرسالة رقم (475)،حول تزوير التاريخ .. رغم أن مؤلف الكتاب .. قال
    (( الحقيقة التي يجب أن نرجعها للعقول، وأن تكون راسخة في المفاهيم، أنه قبل عام ( 1924م – 1343هـ) كان الحجاب التام والسابغ هو الأصل في جميع أنحاء العالم الإسلامي){ص 64 ( هل يكذب التاريخ؟! مناقشة (تاريخية ) و ( عقلية ) للقضايا المطروحة بشأن المرأة / عبد الله الداوود / ط1 / الرياض / مكتبة الملك فهد الوطنية/ 1428هـ / 2007م.}.
    وعندما يقول المؤلف أن الحجاب كان هو (الأصل) فذلك لا ينفي بالضرورة وجود استثناءات ..
    ثم بالنسبة للقذائف المتبادلة بصور السافرات .. ما الهدف منها؟!!
    هل هي (دليل شرعي)؟!!! لو توقف الأمر عند عرض تلك الصور بصفتها تثبت وجود بعض السافرات في العالم الإسلامي .. وانتهى الأمر عند تلك النقطة لما كانت هناك مشكلة ... ولكن الجدل طال .. فآمل أن تسمحوا لي بإبداء بعض الملاحظات ..
    أولا : وضع الأستاذ محمد المحمد ملاحظة بين قوسين،قال فيها : (طبعا شيوخ السعودية لا يعترفون بوجود خلاف بين فقهاء المسلمين في هذه المسألة){الرسالة رقم (475)}.
    المسألة المقصودة،هي جواز كشف المرأة وجهها ... قبل سنوات ليست بعيدة،أثارت المخرجة هيفاء المنصور ضجة،بعد أن صنعت فيلما أجرت فيه مقابلة مع الشيخ عائض القرني،أخبرها أنه يرى جواز كشف المرأة وجهها،فأخذت المخرجة اللقاء،وركبت معه رأي الشيخ القديم،بعدم جواز كشف وجه المرأة .. وثارت ضجة،ولا زلت حتى الآن لا أفهم سبب غضب الشيخ،وقد "كاد" يعتزل الكتابة حينها!!!!!! إضافة إلى رأي الشيخ (القرني)، في لقاء مع الشيخ عبد الله المطلق، سُئل عن ظهور النساء في القنوات الجادة، أو في إذاعة القرآن الكريم، ومما جاء في ذلك الحوار :
    ( برامج تشترك فيها النساء بالحجاب الإسلامي بالمعنى الثاني ( أي بغطاء الرأس دون الوجه) وينبغي لنا أن نفرح بأن 80 % من النساء المسلمات يرين أن هذا هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن بإتباعه . مبينا فضيلته أن أكثر من 90 % من نساء المسلمين يعتقدن بالمعنى الثاني للحجاب الإسلامي، مشيرا إلى أن الخلاف بين ابن مسعود وابن عباس من زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى الآن ){ جريدة الوطن العدد 1295 في 25 / 2 / 1425هـ. }. سنتجاوز تلك الأرقام الغريبة،فهي ليست قضيتنا.
    نسبة الشيخين إلى عموم مشائخ السعودية،لا تختلف عن نسبة السافرات في الصور،إلى عموم المحجبات .. ولا تغيران شيئا من أصل المسالة ( حجاب معظم المسلمات في ذلك الزمان .. والقول بعدم جواز كشف الوجه لدى معظم شيوخ السعودية).
    ثانيا : أشرنا من قبل إلى أن صور السافرات ليست (دليلا شرعيا) .. كما أن وضعها كصور صامتة .. ينسى،مجموعة من ملابسات تلك الفترة .. تفشي الجهل،حتى بأساسيات الدين في ذلك الزمن .. ينسى وجود (الإماء) والطبقية التي قد تتساهل مع الطبقات الفقيرة .. وقد صور أحد الفرنسيين،في كتاب أعده عن بعض الدول الأفريقية .. فتيات (إماء) عاريات الصدور تماما .. بحكم أن عورة (الأمة) من السرة إلى الركبة.
    ثالثا : الحديث عن جواز كشف الوجه،ليس أكثر من جزء من الصورة ... إذ لو تعلق الأمر بوجود قول فقهي – وهو موجود فعلا – بجواز كشف وجه المرأة .. وأثبتت (الصور) وجود نساء مسلمات سافرات لما كان هناك داعي للضجة التي أثيرت حول الحجاب ... ولما دخلت صفية (التأريخ) .. وصفية المقصودة هي صفية مصطفى فهمي (1878 – 1946) والمعروفة بصفية زغلول،نسبة إلى زوجها سعد باشا زغلول،وهي التي رمت حجابها سنة 1921م. .. وبعد ذلك بخمس سنوات فقط أي في عام .. (1926 ألغى رضا بهلوي الحجاب الشرعي، وكانت زوجته أول من كشفت عن رأسها في احتفال رسمي، ثم أمر الشرطة بمضايقة النساء اللواتي رفضن الاقتداء بملكتهن وخرجن محجبات، وما كانت امرأة تخرج من بيتها محجبة إلا و عادت إليه سافرة، فقد كانت الشرطة تستولي على عباءتهن – هكذا – وتهين صاحبتها (..)وعندما سئل الملك عن سبب ضغطه على النسوة مع أن عجلة التاريخ قد تضمن له تحقيق أهدافه، أجاب :
    " لقد نفذ صبري، إلى متى أرى بلادي وقد ملئت بالغربان السود؟!"..){ ص 92 ( وجاء دور المجوس : الأبعاد التاريخية والعقائدية للثورة الإيرانية) / عبد الله محمد الغريب ( الشيخ محمد سرور زين العابدين)/ د. ن / 1408هـ / 1988م.}.
    و في العراق يتباكى الأستاذ خالد القشطيني على أيام خلع العراقيات حجابهن :
    ( ما من أيام تعتز بها البشرية كالأيام التي يخوض فيها الإنسان معارك الحرية وينتصر. وفي تاريخنا المعاصر كان من أروع هذه الأيام يوم سعت المرأة العراقية للحصول على حقوقها في اختيار نمط الحياة التي تريدها. شهد العراق أياما خالدة خضناها من أجل السفور ونزع العباءة والفوطة. (..) التسابق في عراق الأربعينات والخمسينات كان منصبا على نزع الحجاب. عرفت شيئا من ذلك حين قامت طالبات ومعلمات ثانوية الأعظمية بحملة لإقناع الفتيات بنزع الحجاب،وكلما استطعن إقناع إحداهن بذلك اجتمعن في مدخل المدرسة انتظارا لها. كانت أحيانا تجبن الفتاة أو تستسلم لضغط والديها فتخيب زميلاتها وتستمر كما كانت بعباءتها. فيسخرن منها ويعيرنها على جبنها. ولكن من تنجح في عملية التحدي والتحرر وتجتاز الباب سافرة،كانت تقابل بعاصفة من التصفيق والتشجيع. مبروك سميرة،وأحسنت يا فاطمة،وهكذا. يقبلن إليها ويعانقنها ويغمرنها بالقبلات.
    تروي الفنانة نزيهة الحارثي، فتصف كيف أنهن في تلك الأيام وبسبب الضغوط العائلية كن يخرجن من البيت متسترات بالعباءة والحجاب حتى إذا ابتعدن عنه المسافة الكافية، كن ينزعن العباءة والحجاب ويضعنها في شنطة صغيرة تُحمل لهذا الغرض. (..) وكان الشباب يعرفون الشنط وما فيها عندما يرون فتاة سافرة تحملها. كانوا أحينا يعاكسون البنت ويتحدونها بأن تفتح الشنطة وتكشف عما فيها. (( شوفينا عباتك))!
    كان الأمر سهلا للتلميذات الصبيات. ولكنه لم يكن بهذه السهولة بالنسبة للمعلمات (..) حدث هذا المأزق بالنسبة لمعلمة اللغة العربية عاتكة وهبي الخزرجي، الشاعرة والأديبة المعروفة. (..) ظل الجميع يساءلون، متى تنفض عاتكة العباءة عن رأسها وتخرج سافرة ولكن السؤال لم يدم طويلا. ففي يوم مشهود من تاريخ المدرسة، شاع الخبر في سائر الصفوف وغرف الإدارة والمعلمات بأن الأستاذة عاتكة قررت أخيرا نزع العباءة والمجيء سافرة للمدرسة. تروي إحدى طالباتها فتقول أنه كان يوما مشهودا عندما تزاحمت الطالبات في باب المدرسة وساحاتها صباح ذلك اليوم انتظارا لوصول عاتكة وهبي الخزرجي سافرة بفستان عصري جميل يعرض قوامها الرشيق و قامتها الطويلة الفارعة.
    فتح الفراش أبو حسين الباب الخارجي لها فمسكت – هكذا - الطالبات أنفاسهن إذ لاحت أمامهن معلمتهن الفاضلة،ليست سافرة فقط، بل وضعت على رأسها بدلا من العباءة، قبعة عصرية جميلة. همست الطالبات بصوت واحد:
    (( يا ويلي!)). وكانت أيام وفاتت،وهات يا عمي من يرجعها){ جريدة الشرق الأوسط العدد 10663 في 29/1/1429هـ = 7/2/2008م.}.
    إنها (معارك الحرية :معركة " نزع العباءات والفوط"!!) .. أليس وضع الأمر في خانة صغيرة،هي اختلاف فقهي،بين من يجيز كشف الوجه,بين من يحرمه .. أليس ذلك تسطيحا للقضية؟! أليس الحريص على غطاء الوجه – رغم أن الأمر قناعة فقهية أصلا – أبعد نظرا ... وهو يعلم أن الحديث عن (جواز كشف الوجه) ليس سوى (الخطوة الأولى) .. وهو المسلسل الذي حصل في كل الدول الإسلامية .. وما نراه الآن من (العباءة / الفستان) – كما أسمتها إحدى أخواتنا الكاتبات – وتعمد المذيعات السعوديات،لكشف مقدمة الرأس،سوى إعادة لخطوات التخلص من (الحجاب) لا بمعنى التحول إلى مذهب فقهي يقول بجواز كشف الوجه ..بل إلى (مذهب واقعي) يقول بكشف الشعر،والساعدين،والذراعين,وصولا إلى الساقين .. إلخ.
    هنا أتذكر ما روته (كنيزي مراد)،وهي تروي قصة حياة أمها (سلمى)،حفيدة السلطان مراد الثاني .. قالت،عن "سلمى" :
    (وجدت بين الهدايا العديدة التي قُدمت لها،علبة كبيرة كتلك التي تتلقى فيها أمها،أثوابها من باريس. ورفعت الغطاء،كالمحمومة،مغلقة عينها،ثم فتحتهما ... لتجد شرشفا من الحرير،فيروزي اللون،ومعه وشاح من الموسلين.
    فانقبضت حنجرتها،وفاضت عيناها بالدموع. فأدارت ظهرها لما وجدته،وعلى الرغم من إلحاح الكالفات اللواتي يهنئنها بالصعود إلى مرتبة امرأة،فإنها رفضت،بكل حسم،أن تجرب هذا السجن المتنقل.
    وإنها الآن لعاتبة على والدتها،أنها خضعت للأعراف،لاسيما وأن استخدام الشرشف كان في طريقه إلى الزوال،إن لم يكن في المدن الصغيرة،ففي العاصمة على الأقل. وكانت الأنيقات من الفتيات والنساء قد حَوّلن هذا الثوب الفضفاض إلى ثوب من قطعتين متلائمتين فيما بينهما،ثم دفعن الحجاب بأناقة إلى طرف الرأس،ولم يعد إلا زينة لها أطيب الآثار.){ص 167(حياة أميرة عثمانية في المنفى)،لمؤلفته كينيزي مراد،وقد نقل الكتاب عن الفرنسية حافظ الجمالي،ونشرته دار طلاس في دمشق،سنة 1990م،في طبعته الأولى.}.
    صحيح أن (العباءة) عندنا لم تتحول إلى (قطعتين) – الإيرانيات يفعلن ذلك الآن – ولكن الصورة بشكل عام متقاربة .. ننتقل من معارك الحجاب التي لا تنتهي .. لنأخذ استراحة أدبية :
    (عن المطر كتبت لنا )
    ذلك ما خطه يراع أختنا الأستاذة أم سارة السفياني،تحت عنوان (إني أحدثكم عن المطر) .. فسال رحيق قلمها قائلا .. (تغلق الجهات أبوابها وتتراكم النوافذ بحثا عن ضياء،تبقي جهة واحدة تعزف الأمل وتخبز الرجاءات لتقدمها خبزا طريا للمحزونين والعاشقين،وهي السماء،مشرعة المصابيح،متقدة الحنان،تغذيها إرادة رب كل شيء){الرسالة رقم (480)}.
    تمنت الكتابة – في خاطرتها – لو كانت تلك الورقة البيضاء،التي تتقاذفها الرياح .. فتذكرتُ الشاعر خالد الفيصل،والذي قال .. يا صقر واهنيك لك جناح تطير *** لي طرالك نزعت وطرت يم الهوا
    أنت حايم وأنا بالقاع دوبي أسير *** في صحارى زماني ذيب ليلي عوى
    فوق جوك سحاب وحدر جوي هجير *** القدم فوق رمضا والخفوق التوى
    الحذر يا صقر لا يشبكونك أسير *** ويل صقر يتله مربطه لا نوى
    كما حسد الشاعر الصقر،تحسد أختنا تلك الورقة التي تتقاذفها الريح .. (لكني أتمنى لو كنت مثلها،تطوقني الريح وأنطلق في اليباب،أسرق لون الغيم،وأتحدّ في قطرة،أغسل ما تعلق فيّ من غبار،فأنا منذ ألف عام أسكن التوجس،من ألف عام وأنا أتذوق الحلوى بدون نكهة).
    ثم طارت بنا الكاتبة إلى السياب .. "وهل تعلمين أي حزن يبعث المطر"؟
    تلك الرائعة التي يتغزل فيها السياب بالعراق ...
    عيناك غابتا نخيل ساعة السحر .. أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر .. وفي تلك القصيدة (الديوان) يتثاءب المساء!! تثاءب المساء .. والغيوم ما تزال تسح ما تسح من دموعها الثقال ...
    كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام .. بأن أمه التي أفاق .. منذ عام .. فلم يجدها وحين لج في السؤال .. قالوا له .. بعد غد تعود .. لا بد أن تعود وإن تهامس الرفاق أنها هناك ..بجانب التل تنام نومة اللحود تستف من تربها وتشرب المطر ...
    وكانت هذه القصية قد أنشبت أظافرها في مكان ما من قلبي ... إبان حصار العراق،وما سمي بـ(النفط مقابل الغذاء) .. والجوع الذي كان في العراق النفطي!!!
    والسياب يقول .. بعد أن تحدث عن الأمطار .. "وفي العراق جوع ... ما مر عام والعراق ليس فيه جوع"!!!
    بعد شكرنا للكاتبة الكريمة ... كان لأمنيتها أن تكون (ورقة) وأمنية الشاعر خالد الفيصل، أن يكون (صقرا) كان لذلك أن يقودنا إلى ما كتبته أختنا الأستاذة ميساء العنزي،تحت عنوان (نظرة اجتماعية قاسية ... للمرأة) .. (ثم يحدث الطلاق فإنه يُطلق على المرأة لقب قاسي وهو ( هذه مطلقة ) بينما لا يقال عن الرجل ( مطلق ) لأنه ربما يبحث عن زوجة أخرى بينما المطلقة لا تفعل ذات الشيء){الرسالة رقم "482"}.
    كانت النية أن (أتحاور) مع هذه الثنائية (الرجل / المرأة) أو (الورقة / الصقر) ... ولكنني أطلت أكثر مما ينبغي فلعلي أجد فرصة أخرى ... لتلك المحاورة .. إذا أذن الله.

    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة




  2. #2
    أخي الغالي وكاتبنا المبدع
    قد يرى بعضهم ما كتبت متنوعا كجزر متناثرة يفصل الماء بين مفاصل يابستها ، ولكني أراها على غير تلك الصورة موضوع مترابط كوجهي قطعة عملة واحدة ، فأنت تبحث في الصراع المادي والأخلاقي الذي يعصف بعالمنا العربي ويعجز المفكرون وأنصاف الشيوخ عن الربط بين الأصل والصورة ، وسأضرب لك الأمثلة لا حقا ، فالدول والعالم مبني بناء متماسكا لا يفصل بين الحضارة المادية وضرورة وجود المثل العليا ، فالغرب مثلا وإن فقد بعضها لا يفقدها كلها ونحن فقدنا غالبيتها وندعي امتلاكها ، ففي الغرب مثلا العدل والضمان الاجتماعي والصحة والتعليم ورعاية الفقراء ... الخ ، لكن هناك الإيمان المفقود ، وعندنا الإيمان الذي تم كسر جناحية ونتف ريشة بالغش والظلم والنفاق والكذب وعدم الاهتمام بالإنسان ، وهذا جعل الغرب يحاول هدم أساسات الموروث من الدين والخلق والمثل العليا لنكون بلا حضارة ولا مثل ، ولسوف أضرب لك المثال الذي لا يختلف عليه اثنان ، ففي الاتحاد السوفيتي المنهار وقفت الدولة على رجل واحدة هي المادية الديالكتيكية ونبذت المثل والأخلاق والدين والقيم ، فانهارت المنظومة السوفيتية عند هبة ريح قوية واحدة ، وهنا أستذكر قول جون كنيدي عندما سأل مستشاريه : كم استهلك الاتحاد السوفيتي من الخمر العام الماضي ؟ فقيل له رقما ما ، فسأل : وفي هذا العام ؟؟ فقيل له ، فوجد هناك ارتفاعا مذهلا فقال قولته بعد تفكير : سيسقط الاتحاد السوفيتي بعد 30 سنة وبالفعل هكذا كان .
    الحضارة الغربية ترتكز على رجل ونصف فبقيت عرجاء ، ونحن كذلك على رجل ونصف ، فانشغلنا بسفاسف الأمور وترهات اختلافات أنصاف المشايخ ، وفتاوي المخرف جمال البنا !!
    كما تعلم فقد قال العلامة زغلول النجار : الغرب يسبقنا بربع قرن في النهضة التعليمية وهو يزيد الفارق سنويا ، ونحن نتعكز على الموروث فقط دون الا هتمام بالعلم وحقوق الإنسان والحرية ونؤله زعماءنا ونعبدهم كما عبد أجدادنا أصنامهم وأوثانهم ، والغرب يعرف أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ويعرف الشقوق التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته منها وهي : المال ، والرياسة ، والنساء ، وعبادة البطن ، والفرج ، والموديلات ، وهم ينمون لنا تلك العوامل لنجد أنفسنا أسرى في أقفاص أنواع الطعام والنساء والموديلات والخمر وفساتين السيدات والتناحر على الكراسي .
    قال عليه الصلاة والسلام : ما ذئبان جائعان شرسان منهومان نفشا في غنم قوم أحدهما أول القطيع والآخر آخره بأضر على دين المؤمن من حب الرياسة .
    وقال : تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار ، تعس عبد الخبيصة ، تعس عبد القطيفة ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش .
    شكرا لك ولفكرك الراقي الرائع ودمت بخير .

المواضيع المتشابهه

  1. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 09:36 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-31-2012, 02:13 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 07:03 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 08:43 AM
  5. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 06:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •