كتاب وباحثون وخبراء يفندون ادعاءات وسرقة الصهيونية للتراث الإنساني والعربي الفلسطيني
الزير سالم انموذجا
سمير سعد الدين
اخذ العرب الاهتمام بالأدب الشعبي في بدايات الخمسينات وبعد أن حصلت نسبة هامة من الشعوب العربية على استقلالها حيث عمل كتاب وباحثون دراسة الآداب الشعبية في محاولة للرد على الإدعاءات الصهيونيه وسرقة الموروث الشعبي من مختلف جوانبه مع الإشارة أن الأوربيين أخذوا يهتمون منذ القرن الثالث عشر الميلادي بهذا المروث ومن أهمهم الفرنسي غالان الذي عمل على ترجمة ألف ليلية وليلة منذ1704 والانكليزي ديفد كما تعزز ذلك في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على ايدي مجموعه اخرى من المختصين كما تقول تقول الدكتورة ميسون علي أستاذة السرد والمسرح في المعهد العالي للفنون المسحيه بدمشق وتضيف أن دراسة السرد العربي جاء في الأساس لكشف المزاعم التي نادى بها النساخ اليهود فيما يتعلق بعدة سير أهمها سيرة الزير سالم و هي سيرة عربية محيطها الجغرافي فلسطين وباقي بلاد الشام التي هي أرض كنعانية وفينيقية حيث تتعلق هذه السيرة في انتقامه لمقتل أخيه كليب غيلة وغدرا عبر حرب البسوس التي امتدت لأكثر من أربعين عاما علما بأن سيرة الزير سالم هي تنوع سردي يمتاز بالطول كباقي السير لاستيعاب الكثير من الأغراض الأدبية وأهمها الشعر كما أن لها خصوصية من حيث شكلها وعواملها التخيلية والواقعية ويعرف يعرف عن الزير سالم بأنه شاعر توحد مع الآلهة الممزقة والتي تسمى عند الفراعنة أوزوريت وكذالك عند البابيلين وديو ينوسوس عند الاغريق وكلمة المهلهل التي يوصف بها تعني الممزق وهي قطع من أغلاله ويقال أنها صفة لهلهلة شعره كما أن الزير لقب ملكي ورد في حالتين اكتشاف ملوك ما قبل التاريخ في مصر وفلسطين الذين تسمو بالزيرفي الرابع ما قبل الميلاد وورد أيضا في السير العربية مثل الزير سالم ملوك بني الزيري بالأندلس الذين حكموا غرناطة ومن هنا لا يعني لقبه بهذا الاسم لأنه زير للنساء كما هو معروف وله لقب ملكي آخر وهو إلاه الشمس الأسطوري الذي عاش في منفاه في بئر السبع أو بئر السباع في فلسطين إثر مكائد زوجة أخيه كليب كما ينسب الزير سالم بأنه أنشاء مدينة القدس حيث أخذت منه أسم أور سالم بمعنى مدينة سالم وهذا الجزء من السيرة تعرض لعبث النساخ اليهود إذ نسبوا السيرة لهم معتبرين أن الجدار الذي اعتلاه الزير للدفاع عن المدينة ضد الروم المغيرين هو ما أطلقوا عليه حائط المبكى ومن آرائهم أيضا أن الزير دافع عن المدينة التي حكمها الملك حاكمون حيث تم حضانته للزير على إثر جنوح الصندوق الذي كان يحمله على شاطئ حيفا بعد أن اعتقد أهله أنه قد مات وفارق الحياة والقوه في بحر حيفا وتوضح الدكتورة ميسون علي إن هذه مغالطة كبيرة لدى النساخ اليهود إذ أن أور سالم هي كلمة غير عبيرية وهي عربية وكلمة شامية أيضا مثل أورورو أو الوركاء الحالية بالعراق أو أور الكلدانية ومما يبطل إدعاءات هؤلاء النساخ بأن لقب الزير بأبي ليلى المهلهل ليس لأن لديه ابنة اسمها ليلى وإنما نسبة إلى الاله ليليث وهي كلمة بابلية آشورية معناها أنثى الريح أو العفريت وقد ذكرت في إحدى قصائد جلجاميش البابلية حوالي 2000 قبل الميلاد وتحول لفظ ليليث إلى ليلى وهي ما أصبحت تظهر ليلا وتعرف بالجنية ليل كما تعرف ليليث باللغة الكنعانية و الفينيقية بإناثة ومفردها أنثى وهي تتوحد مع الإله عشتار وتبدو خارق ليلية لمن تعاشرهم أو تعشقهم وتبدع بالشعر والغناء وكلها من خلال البطل سالم إذ صاحبته في بئر السبع ومن أهم الكتاب الذين أرخوا للتراث العربي الشعبي وردوا على النساخ اليهود المصري شوقي عبد الحكيم الذي ألف موسوعة الفلكلور وبحث في جمال التراث المصري ومن أهدافه البحث عن الهوية وخصوصية الثقافة والتخلص من أشكال التبعيض الثقافية كما أن من عمل على المطالبه بالعودة للاهتمام بالتوثيق والرد على المزاعم والنساخ اليهود الدكتورة نبيلة إبراهيم من مصر وسعيد يقطين من المغرب كما قدمت عدة كتب ودراسات في ها المجال كاتب وباحث في شؤون القدسSameir_saadaldin@yahoo.com