سلام الشرق لا سلما
شاكر محمود حبيب
جـرحٌ عــلى الجرح ِ يروي صبرَنا ألما
فهـل تـرى قـبـلـَنـا قـلبـا ً لـه كـتَـمــــــا
وهـل جـرَت دمعـة ٌ تـكـوي العيون َدما
وهـل كـوَت مـثـلـنـا نـار تـسـيــل دمـــا
أعـمـارُنـا بين أنيـابِ الـمـنـون نـمــــتْ
ولــم تـرَ الـيــأس فـيـنــا بـالهمـوم نمـا
نسقـي الزمانَ شرابَ العـزم ِفـي يدنـا
ولـيـس فـيـنـا إذا حــرَّ الـزمــان ظـمـا
سـارت بـجـوف ِ الفـيـافـي رايةٌ عمُرَت
ومـا تــزال عـلـى أمـصـارِنــا عـلمـــــا
تـهـدي الـمضـلَّ لخـيرا لعـمـر ِ راشـدة
نحـو َ الخـلـودِ بـجـنات ِالهـدى كـرمـــا
فـلـيـس َ ارخـصُ مــن عـمــرِ يـنـكِّــدَهُ
ذلٌ ويـعـصــرُ فـــي آهـــاتـــهِ نــدمـــــا
هــــذا زمــــانٌ عـلـيـنــا لــفّ دورتـــه
وشـتَّـتَ الجـمـعَ فــي لـفـاتِـهــا قـسمــا
مـــن عــنكـبوت الردى سالـت دوائـرهُ
تـريــد فـينا شخـوصا ًبالخـطـــى بُهمـا
ويـــنــكِـرون لــنــا دَيْنـا ً بــذمــتـهِــــم
ويــفــتـرون بــانّـــا نـنـبــش الــرّمـمـا
ويـحـلـبـون شِـيـاهـــاً فـــي مـرابعـنـــا
ويـســرحـــون ذئــابـــاً تـأكـلُ النعـمـــا
ثـأرُ الـصـليب الذي ظـلـت مـواجـعَــــهُ
تـكـوي الـقـلوب َويرمي حقدهم حممـا
فـضـَّجـةُ الـشـرق ِ في أنفاسِهم زفـرت
غــيـظــا ًبـأنّ ســلام َالـشـرق لا سلمـا
ليشربـوا المـاءَ عـذباً مــن مـنـابـعــهِ
ويـنـشروا الـذل ّ فـي أحـشائــنا ورمـا
ويسكـنَ الأمـن َُ فـي أوطـانهِـم رغـــداً
ويحــملــوا من رياض الخير مـا نعمـا
هــذي مــكــائــدُ صـهـيــون معـربـــدة
وشدقهـا في فجاج الأرض سال دما
مــدت إلــي الشــر أنـيـابا ً فصـارَ لهـا
فـكٌ يـلـوكُ بـأشــداق ِ الــردى طـعـمـا
تعـوي عـلينـا ذئـاب الحـقـدِ مـوجـــدة
بــأن تـدك ُّ حــمــانـا بــالأذى نـقـمــــا
وتُـهـلـكَ الحــرثَ فـي أجـيالـنـا حَسـداً
وتـسـلـخُ النسلَ عـن أسـلافــه ِ قـيمــا
وتجـعـل َ الـدربَ فـي أهـوائـهـا خـدرا
فــلا نـمــدُّ إلــى درب الـهــدى هـمـمـا
ألـم تــروا دُوَلا ً قــد جـُـمـِّعــتْ مـِلـــلا ً
وحـشَّـدت جـمعَـهـا فـي وحـدة ٍ أممـــا
فـنحـن مـذ هــزَّت الأرحــامُ مـولـِدهــا
شـعـبٌ يـعـيش بأحـضان ِ الاخا رحمــا
ونحـنُ جـسـم لـنــا قـلـب ٌ يـوحِـدُنـــــا
إذا تـمـزَّق مــات الـقـلـب وانهـدمــــــا
شعـب ٌ يـلـف يـداً حـول العـراق ِ بهــا
يبنـي وأخـرى تصـدُّ الشــرَّ إن دهـمــا
ونـكـتُبُ الحـرف َ والتـاريــخ يـقــــرأهُ
ويـذكـرُ الـطـيـن فـي مسمارِنـا القلـمـا
وعـزَّنــــــا اللهُ بــالإسـلام مـكـرمـــــة
لـنحـمـل الـديـن فــي أعـنـاقـنِـا ذممــا